مصر التى لا يعرف أهلها قدرها (3)

يكمل الدكتور محمد العريفى الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فى الرياض، خطبته البليغة الجامعة المانعة عن مصر، مستكملاً ذكرها فى القرآن الكريم، قائلاً: «قال الله جل وعلا: «وقال الذى اشتراه من مصر لامرأته»، وقال سبحانه: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، وقال جل وعلا: «وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا»، وقال جل وعلا قاصاً عن الهالك فرعون لما قال: «أليس لى ملك مصر».. ليس هذا فقط، بل أشار الله تعالى إلى مصر، ولم يُصرح باسمها فى ثلاثين موضعاً من القرآن، كقوله جل وعلا: «ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها» يعنى مصر، وقوله جل وعلا: «وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا فى الأرض» يعنى مصر، إلى آخر هذه المواضع.. إن مصر أيها المسلمون هى الأرض الطيبة، التى قال الله تعالى عنها لما طهرها من فرعون وقومه ومدحها فقال «كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوماً آخرين» إن مصر فيها خزائن الأرض بشهادة ربنا جل وعلا لما قال عن يوسف عليه السلام: «قال اجعلنى على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم «ولم يذكر الله تعالى قصة نهر فى القرآن إلا نهر النيل، قال جل وعلا: «وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفتِ عليه فألقيه فى اليم» يعنى فى نيل مصر، قال الكندى: «لا يُعلم بلد فى أقطار الأرض أثنى الله عليه فى القرآن بمثل هذا الثناء، ولا وصفه الله بمثل هذا الوصف، ولا شهد له بالكرم غير مصر»، نعم إننى أتكلم عن مصر، وصى النبى صلى الله عليه وآله وسلم، الأمة كلها بمصر وبأهلها، فقال بأبى هو وأمى: «إذا افتتحتم مصر استوصوا بالقبط خيراً، فإن لهم ذمة ورحما». وفى لفظ قال «فإن لهم ذمة وصهراً»، رواه مسلم، هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام، وهى أم إسماعيل جد نبينا عليه الصلاة والسلام، هى مصرية من القبط، ومارية زوج الرسول، عليه الصلاة والسلام وأم إبراهيم هى مصرية أيضاً، ولذلك قال عبدالله بن عمرو بن العاص، رضى الله تعالى عنهما: «قبط مصر هم أخوال قريش مرتين»، وقال النبى عليه الصلاة والسلام: «إنكم ستفتحون مصر أحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحماً»، فهو وصية للأمة كلها، لكل من تعامَل مع المصريين، أن يحسن إليهم وأن يكرمهم، وأن يعرف قدرهم، وأن يقف معهم عند حاجتهم وأن ينصرهم عندما يؤذون، الهدية إليهم من أعظم الهدايا وأذيتهم من أعظم الرزايا، ولم يكتف النبى، صلى الله عليه وسلم، بمدح مصر وأهلها، بل أمر بالإحسان حتى إلى أقباطها، قال صلى الله عليه وسلم: «الله الله.. الله الله.. فى قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وعوناً فى سبيل الله» رواه الطبرانى، وصححه الألبانى، نعم.. وكم يسرنا والله ما نرى اليوم من تآلف بين مسلمى مصر وبين أقباطها، ونسأل الله جل وعلا أن يجمعهم جميعاً على العقيدة الصحيحة، التى بعث الله تعالى بها عيسى، وبعث بها محمداً وبعث بها جميع الأنبياء عليهم السلام، وهى أن يُعبد الله تعالى وحده لا يشرك به شيئاً.. نكمل غداً.

Total
0
Shares
السابق

مصر التى لا يعرف قدرها أهلها 2

التالي

مصر التى لا يعرف قدرها أهلها (4)

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share