مصر التى لا يعرفها أهلها (5)

يكمل الدكتور محمد العريفى فى خطبته الجامعة المانعة عن مصر التى ألقاها يوم الجمعة 14 ديسمبر الماضى فى مسجده فى الرياض؛ حيث يقول: أما أهل مصر فيكفيهم شرفا وفخرا أن الله اختار منهم الأنبياء، وجعل الله تعالى الأنبياء يسكنون بين ظهرانيهم، فهذا الخليل إبراهيم، شيخ الموحدين وأفضل المرسلين وجدّ خاتم النبيين، أتى مصر مع زوجه سارة، وتزوج هاجر المصرية، وهذا يعقوب، عليه السلام، دخلها مع أبنائه الأنبياء، وفيها توفوا ودُفنوا، وهذا يوسف، عليه السلام، سكن مصر، وحكم فيها وتوفى ودفن فيها، وهذان موسى وهارون، وُلدا فى مصر وعاشا فيها، وهذا يوشع بن نون وُلد فى مصر وعاش فيها، وهذا الخضر وهذا أيوب وأشعيا وأرميا، عليهم أفضل الصلاة والسلام، كلهم دخلوا مصر ومنهم من مات فيها، وقد ضرب الله تعالى لأبطال مصر أمثلة فى كتابه؛ فمن المصريين مؤمن آل فرعون، البطل الثابت على الحق، الذى قال الله تعالى عنه: «وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ»، وهو مصرى، ومن المصريين كذلك الرجل المؤمن الذى حذر موسى عليه السلام «وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ»، ومن المصريين السحرة الذين ذكر الله تعالى قصتهم لما آمنوا وصدقوا وكانوا فى أول النهار سحرة فجرة وصاروا فى آخر النهار شهداء بررة، إنها بلاد الأبطال. قارنت مصر بغيرها فتدللت وعجزت أن أحظى لها بمثيل هذه الحضارة معجزات فى الورى عقم الزمان بمثلها كبديل رفع الإله مقامها وأجله فى الذكر والتوراة والإنجيل جاءوا بيوسف من غياهب ظلمة أرض العزيز فكان خير نزيل والنيل يتبع وحى منشئ قطره كالطير حين الوحى عام الفيل فى طور سيناء تجلى ربنا فوق الكليم بأول التنزيل وكذا البتول جاءت لمصر بابنها تبغى الأمان وتحتمى بمقيل يكفيك يا أهل الكنانة بهاجر ميلى بتيه يا كنانة ميلى يا أم إسماعيل وصلك واجب من عق مصر فقد أتى بجليل هذى عناية قادر خصت بها مصر لتبقى موضع التفضيل بوركت مصر فلا أرانى بالغا حق المديح وإن جهدت سبيلى يا مصر يرعاك الإله كما رعى تنزيله من عابث ودخيل أما نساء مصر فيكفى المصريات فخرا وعزا وشرفا أن سيد الأنبياء محمدا، عليه الصلاة والسلام، كانت جدته هاجر مصرية، وأم ولده مارية مصرية، ويكفى المصريات فخرا أن ماء زمزم تفجر إكراما لامرأة مصرية، السيدة هاجر وابنها إسماعيل، ويكفى المصريات فخرا أن هاجر المصرية لما سعت بين الصفا والمروة خلّد الله تعالى فعلها وأمر الله تعالى الأنبياء وسائر الأولياء والحجاج والمعتمرين بأن يسعوا بسعيها، ويكفى المصريات فخرا أن أم موسى، عليه السلام، مصرية، وأن آسيا، امرأة فرعون، مصرية، التى قال الله جل وعلا عنها: «وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ»، ويكفى المصريات فخرا أن المرأة الصالحة التى كانت ماشطة ابنة فرعون كانت مصرية، وكما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: «لما كانت الليلة التى أسرى بى فيها أتيت على رائحة طيبة قلت: يا جبريل، ما هذه الرائحة؟ قال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها» رواه الحاكم وصححه.. نكمل غدا.

Total
0
Shares
السابق

مصر التى لا يعرف قدرها أهلها (4)

التالي

مصر التى لا يعرفها أهلها (6)

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share