شخصيا كنت أعتبر وارن كريستوفر وزير الخارجية الاميركي الاسبق في عهد الرئيس الاسبق بيل كلينتون الذي توفي عن عمر ناهز الخامسة والثمانين في 19 مارس 2011 هو الاسوأ فيمن عرفت وعايشت وعاصرت من وزراء الخارجية الاميركيين ولمن لا يعرفه فهو الوزير الذي كان يتابع ملف حرب البلقان وتقسيم يوغسلافيا السابقة والمذابح التي جرت للمسلمين في البوسنة والهرسك، فعلاوة على وجهه الصخري الجامد المجعد الذي لا يفهم شيئا من تعبيراته كان الرجل يسافر كثيرا ولا يفعل شيئا ويتحدث كثيرا ولا يقول شيئا.
وعلى ذكر أسفاره فقد قام بثماني عشرة زيارة لمنطقة الشرق الاوسط خلال سنوات وجوده الاربعة في الخارجية الاميركية وهي تعتبر الاعلى منذ كيسنجر، وفي النهاية جرت في عهد مسؤوليته عن الخارجية الاميركية أبشع المجازر في أوروبا سواء للمسلمين أو الكروات على يد الصرب، كما جرت في عهده مجازر أخرى في أماكن عديدة، غير أن فترته في الخارجية التي امتدت بين عامي 1993 و1997 ارتبطت بحدثين هامين بالنسبة للمتابعين في المنطقة هو أنه كان عراب اتفاق وادي عربة الذي وقع بين الاردن والاسرائيليين في العام 1994 كما كان عراب اتفاقية دايتون الظالمة التي وقعت بين المسلمين والصرب و الكروات في يوغسلافيا السابقة في العام 1995.
غير أن وزير الخارجية الحالي جون كيري حصل في الاسبوع الماضي من مجلة «كومنتاري» الاميركية على لقب أسوأ من تولي وزارة الخارجية في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية على الاطلاق، وشخصيا كنت من الذين صدموا لاختيار كيري خلفا لكلينتون وان كان كلاهما أسوأ من الآخر لكن هذا الرجل سرعان ما ذكرني بوارن كريستوفر من حيث الوجه الذي لا يوحي بشيء.
ومن أغبى ما قام به من زيارات هو زيارته الاخيرة الى مصر ليلة محاكمة الرئيس الذي أطاح به العسكر محمد مرسي ومن أغبى ما قام به أيضا هو لقاؤه مع قائد الانقلاب وثناؤه عليه في الوقت الذي كان يحاكم فيه أول رئيس منتخب في تاريخ مصر.
واذا كانت المجلة التي منحته لقب الوزير الاسوأ تقيم علاقته من حيث ما قدمه لبلاده الولايات المتحدة فقد قالت المجلة في ظل انتقادها لسياسة الرئيس الاميركي أوباما «لا اعتذارات أوباما ولا سحر شخصيته ولا الوضع التاريخي كانت قادرة على اخفاء حقيقة اسهامه في المزيد من التغريب لحلفاء أميركا التقليديين بدلا من اجتذاب أصدقاء جدد».
وأضافت المجلة بأنه في سياق فشل ادارة أوباما على الصعيد الدبلوماسي لم يغرد وزير الخارجية جون كيري خارج السرب ففي أقل من عام واحد في منصبه لم يتورع عن اعادة تكرار الاخطاء نفسها بل زادها، واعتبرت المجلة زيارة كيري الاخيرة لمنطقة الشرق الاوسط تصب في اطار سياسة أميركا الخارجية الفاشلة.
الوطن القطرية