نشر المقال فى 18 ديسمبر 2016
بشكل مفاجئ أعلن الروس مساء الجمعة الماضي 16 ديسمبر انتهاء عملية خروج المدنيين من حلب رغم أنه لم يخرج وفق ما أعلنه الروس أيضا سوى تسعة آلاف قال الروس إن نصفهم ينتمون لجيش الفتح بينما الآخرون من عائلات المقاتلين والجرحي ولأن الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية كانت بعيدة عن الاتفاق الذي جرى مع الروس فإن الروس الذين لم يسمحوا لأحد غيرهم بالإشراف على العملية أو المشاركة فيها قد قاموا بخدعة كبيرة، فبشكل مفاجئ منعوا باقي المدنيين والمقاتلين من الخروج من حلب التي أعلنوا تسليمها للميليشيات الشيعية التي تتعطش لدماء السنة وارتكاب مجزرة أشبه ما تكون بمجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان وسيربيرنتسا في البوسنة والهرسك، فالروس الذين أكدوا على أنهم أصحاب الكلمة العليا في سوريا هم المصدر الوحيد لما يجرى داخل حلب بعدما منعوا أي وجود للأمم المتحدة أو الصليب الأحمر أو أي قوات محايدة أو أن هذه الجهات هي التي تركت الروس عمدا يعبثون بشعب وأمة كاملة دون أي تدخل منهم وهؤلاء الروس الذي جاؤوا لنجدة النظام السوري والكيان الصهيوني وحليفتهم إيران يعلمون تماما أن الميليشيات الشيعية المسلحة سوف ترتكب جرائم بشعة في حلب تماما كما تركت قوات الأمم المتحدة الصرب في عام 1995 يقومون بمجازرهم في سيربيرنتسا دون أن يتحرك أحد وكما قام الموارنة في لبنان بارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا برعاية إسرائيلية في سبتمبر عام 1982 دون أن يتحرك أحد إلا بعد أيام من ارتكاب المجزرة، ومما يؤكد أن هذه الميليشيات المجرمة تعد العدة للإجهاز على عشرات الآلاف من السنة هو أنهم حاولوا في البداية عرقلة خروج أي مدني من المدينة ثم سعوا لتغيير شروط الخروج عبر إدخال شروط جديدة على الاتفاق وكذلك القيام بعمليات قطع طريق واحتجاز بل واختطاف قافلة كاملة من المدنيين وإعادتها لحلب تحت سمع الروس وبصرهم بل والأكثر من ذلك هو إخراج خمسة من ركاب هذه القافلة وإعدامهم ميدانيا تحت سمع الروس وبصرهم وبعد ذلك يعلن الروس بشكل مفاجئ انتهاء العملية.
كل هذه الوقائع تؤكد أن هناك أمرا يدبر بليل وأن المؤامرة الكبرى التي يجرى إعدادها لأهالي حلب ستكون من أكبر جرائم التاريخ فظاعة وشراسة في تاريخ الحرب السورية فالميليشيات الشيعية التي تشير كثير من المصادر إلى أنها أكثر من ستين ميليشيا جلبتها إيران من دول كثيرة وشحنتها عاطفيا وعقائديا ضد السنة أصبحت تستمتع بدماء السنة والتلذذ بقتلهم، والصور التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لهم وهم يشعلون النار في جثث القتلي ليستدفئوا بها أو وهم يجهزون على العائلات أو يتوعدون بالجرائم تؤكد على أن القادم سيكون أسوأ من كل ما مضى رغم أن ما مضى غير مسبوق في التاريخ لكن المؤلم هو أن الأمة التي تذبح لا تتحرك بل تنتظر دورها في الذبح.