نشر المقال فى 6 إبريل 2017
حينما أعلن رئيس الوزراء البلغاري رفضه استقبال أي لاجئين مسلمين لأن هذا سيغير الهوية المسيحية لبلاده إنما كان يعبر عن حكومات غربية كثيرة رضخ بعضها لاستقبال بعض اللاجئين ثم وضعهم في أوضاع غير إنسانية حتى جعلهم يندمون على رحلة اللجوء وقد حدث، فقد انشغل الناس بقضية اللاجئين وغرقهم في البحار لكن لم يشغل أحد نفسه كثيرا بالأوضاع المعيشية البائسة التي يعيش فيها اغلبهم بعدما أجبرت بعض الدول على قبولهم.
وقد سبق أن أشرنا إلى دور اللجوء في زيادة عدد مسلمي اوروبا لكن الزيادة المطردة لمسلمي اوروبا من خلال الهجرة ونسبة المواليد العالية والاستقرار العائلي دفعت كثيرا من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية إلى تغيير قوانين الهجرة واللجوء والتشدد فيها بشكل كبير وتحديد دول إسلامية بعينها في الأمر، بحيث يمكن أن تصل مع التغيرات الدائمة عليها إلى صعوبة منح المسلمين الجنسيات في هذه الدول أو حتى تأشيرات السفر لأن الحصول على الجنسية في هذه الدول يحول المتجنس إلى مواطن كامل المواطنة لا فرق بينه وبين من يعيش أجداده في هذه البلاد منذ مئات السنين.
ويكفي أن نعرف أن كثيرا من هؤلاء المهاجرين وصلوا في بعض الدول إلى تبوؤ مناصب سياسية أو علمية مميزة. فهناك وزير في الحكومة الكندية الحالية هو مهاجر صومالي ولد ونشأ وترعرع في الصومال.
غير أن هناك دولا أخرى تمارس العنصرية بأعلى مستوياتها مثل فرنسا التي وجدت كثيرا من المسلمين فيها يبحثون لأبنائهم على اسماء لا تبدو إسلامية من شدة العداء والكراهية والعنصرية التي يمارسها الفرنسيون لكل اسم مسلم. وقد سبق أن استضفت في برنامجي التليفزيوني «بلا حدود» وزيرة ووزيرا فرنسيين مسلمين تحدثا عن العنصرية التي تعرضا لها خلال وجودهما حتى في مجلس الوزراء.
فقد أشارت الوزيرة راما ياد وهي من اصل سنغالي إلى انها كانت تعامل بعنصرية في مجلس الوزراء وأن العنصرية موجودة في اعلى هرم السلطة السياسي في فرنسا. كما قال الوزير عزوز بجاج وهو من اصول جزائرية أن ساركوزي هدده مرارا حينما كان وزيرا في حكومة دومونيك دوفيلبان وكان ساركوزي وزيرا للداخلية، وأن وضع مسلم في الحكومة الفرنسية عادة درج عليها السياسيون الفرنسيون فقط ليكون غطاء لما ترتكبه الحكومات المتعاقبة من عنصرية مع المسلمين.
فرغم النسب المرتفعة لهم في كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا إلا انك لن تجد أبدا مسلما في مسؤولية حكومية رفيعة وان وجدته فسوف تجده شخصا متغربا أو مهمشا.
وما يحدث في فرنسا يحدث في دول غربية وأوروبية اخرى رغم التنامي المتزايد لأعداد المسلمين في الدول الغربية والذي يصل في بعض الاحيان إلى ربع عدد السكان في المدن الكبرى.
لذلك فأوروبا تخشى على هويتها المسيحية وتفكر جديا الآن في كيفية الحد من تنامي الوجود الإسلامي بها وتحاربه على عدة مستويات.