نُشر المقال فى 3 مايو 2017
جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعهداته تجاه إسرائيل مؤكدا أن ” شراكة الولايات المتحدة الأمنية مع إسرائيل الآن أقوي من أي وقت مضي وسترون هذا الأختلاف فى إدارتي ” وأضاف ترامب فى كلمته التى ألقاها فى المتحف اليهودي في مدينة القدس قبل أن يغادر إسرائيل عائدا للولايات المتحدة ” بالنيابة عن أمريكا نتعهد أن نقف بجانبكم حتى نستطيع هزيمة الأرهاب وتحقيق الأمن والسلامة لكل أبنائنا ” وشدد ترامب علي حمايته الشخصية بطريقة أبوية لأسرائيل بالقول ” قادة إيران يدعون بشكل روتيني إلي دمار إسرائيل ولكن هذا لن يحدث بينما دونالد ترامب موجود ” . هذه المقتطفات ليست سوي غيضا من فيض من تعهدات ترامب لأسرائيل والتى هي تأكيد لكل ما تعهد به لأسرائيل فى حملته الأنتخابية ، ورغم أن رفاه وأمن إسرائيل هو أحد مرتكزات السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط إلا أن دونالد ترامب يتعامل مع الأمر بشكل عقائدي كرره فى كثير من كلماته وخطاباته وأفعاله فطالما افتخر أن ابنته متزوجة من يهودي اختاره مستشارا له كما أنه أول رئيس أمريكي فى المنصب يرتدي القلنسوة ويقف متضرعا عند حائط المبكي وقد أكد ترامب علي أنه سوف يفي بكل تعهداته وعلي رأسها نقل السفارة الأمريكية إلي القدس من خلال اكتفائه بالتجديد لبقائها فى تل أبيب ستة أشهر بعدما تلقي نصائح من الصهاينة العرب بأن يبقي عليها مكانها بعض الوقت حتى لايثير غضبا فى الشارع الأسلامي لاسيما وأنه قد عقد صفقات والتقي في الرياض مع أكثر من خمسين زعيما إسلاميا ، وقد تفهم نتنياهو ذلك ولم يشدد عليه بعدما نقل ترامب له رسائل أخري مطمئنة حول استعداد العرب ليطبعوا مع إسرائيل تطبيعا كاملا إن هي أقدمت علي خطوات جريئة وقوية ، ويبدو أن تعهدات ترامب تجاه إسرائيل لا تقف عند حد دعمها المطلق الذي تعهد به ولكن لكونها مصدرا رئيسيا فى المعلومات الأستخباراتية التى يعتمد عليها ، وذلك من خلال تطرقه دون أن يسأله أحد عن لقائه بوزير الخارجية الروسي الذي أثار كثيرا من الزوابع واتهم بأنه سرب من خلاله معلومات سرية استخباراتية للروس فقال إنه لم يأت علي ذكر إسرائيل بشكل نهائي فى حديثه مع وزير الخارجية الروسي وكأنه يؤكد علي أن أسرائيل كانت مصدر المعلومات التى نقلها ، أما ما يتعلق بإيران فكل ما تعهد به ترامب هو ألا يسمح لأيران بإنتاج سلاح نووي وهذا تعهد سطحي ساذج لأنه ما معني ألا يسمح لأيران بإنتاج سلاح نووي وهي تعيث فسادا فى المنطقة كلها وتقوم بتنفيذ كل مطامعها ومشاريعها التوسعية تحت رعاية الولايات المتحدة وصمتها إن لم يكن دعمها ، فمن الذي يدعم حكومة المليشيات التى تديرها إيران فى العراق غير الولايات المتحدة ؟ ومن الذي يدعم وحدات الشعب الكردية الموالية للنظام السوري الذي تسيره إيران غير الولايات المتحدة ؟ من خلال قراءة عميقة للزيارة ونتائجها نستطيع أن نقول إن أكبر الرابحين من زيارة ترامب بعد الولايات المتحدة هما إسرائيل وإيران