استكمل الرئيس التونسي الأسبق، د. المنصف المرزوقي ج11 من حواره مع أحمد منصور في برنامج شاهد على العصر الذي جرى بثه فى 28 مايو 2017 الحديث عن رجال بن علي ودورهم في نشر الفوضى بتونس ومساعدة القضاء التونسي لهم
مقتطفات من حوار المنصف المرزوقي ج11
تحدث المنصف المرزوقي فى الجزء 11 من شهادته على العصر عن دعوة فؤاد المبزع للوحدة الوطنية، وإعلان خوفه علي الثورة التونسية ما دعاه المرزوقي مسخره وأشار أيضا لدور كمال اللطيّف في إدارة حالة الفوضي في تونس في هذا الوقت وتصفية الحسابات.
مساعدة القضاء التونسي للثورة المضادة
وقال المرزوقي إن القضاء التونسي عمد إلى توجيه اتهامات صغيرة وضعيفة لرموز النظام السابق، وتجاهل مسؤوليتهم السياسية واتهامهم بالخيانة، وهم بهذه الاتهامات الصغيرة لم يلبثوا كثيرا في السجون، وأطلق سراح الكثير منهم بعد فترة وجيزة.
وأوضح أنه بعد الثورة التونسية، كانت هناك مراكز قوى متعددة، لكن أخطرها وأهمها هو النظام القديم وبعض الأشخاص المتنفذين منه الذين حصلوا على فرصة للتنكيل بخصومهم تحت عهد بن علي الذي لم يكن منظومة متجانسة.
غياب القيادة والرؤية
ورغم إقراره بأنه لا توجد ثورات في التاريخ حاكمت من قامت عليهم بقوانينهم وقضاتهم، فإن المرزوقي يبرر ذلك بأن الثورة التونسية قامت في فترة معينة لم تكن لها قيادات أو رؤية ومخطط واضح، ولذلك آثرت أن يكون الانتقال سلميا، وأن يتم شيئا فشيئا، لكن النظام القديم اعتبر ذلك سذاجة وعاد كما هو “وهذه مأساة حقيقية”.
فساد الإعلام والقضاء والشرطة
وتابع أن نظام بن علي كان مبنيا على ثلاث مؤسسات وقع إفسادها بكيفية رهيبة، وهي المؤسسة الإعلامية والمؤسسة الأمنية والمؤسسة القضائية، وبلغ فيهم منسوب الفساد مرحلة متقدمة جدا، لدرجة أننا فوجئنا عندما جئنا إلى السلطة بهذه المنظومات التي أفسدت علينا كل شيء.
واعتبر أن الثورة تعاملت مع هذه المنظومات بنوع من المثالية، لأن أغلبية الذين جاؤوا إلى الحكم بعد الثورة، كانوا من خلفية النضال من أجل حقوق الإنسان والحريات، وبالتالي كان من الصعب التصرف بشكل مغاير.
وأضاف أن “الشعب انتخبنا على قاعدة أننا كنا سياسيين نطالب بالحرية والحقوق، ولم يكن بوسعنا التعامل مع هذه المنظومات إلا من منطلق أخلاقياتنا وطريقتنا في العمل، لكن هذه الأطراف بدلا من التعاون معنا في الحد الأدنى؛ اعتبرونا سذجا ومغفلين وانقلبوا علينا”.
وحذر المرزوقي هؤلاء قائلا “لكنهم يخطئون إذا تصوروا أن هذا سيؤدي إلى نجاتهم، فالمسلسل الثوري لم ينته بل هو في بدايته، وربما يندمون لأنهم لم يتفاعلوا مع أناس مثلنا”.
ووصف المرحلة التي أعقبت الثورة التونسية بأنها شهدت صراعا بين ثورة تريد أن تكون ديمقراطية سلمية، ونظام بالغ الخبث لم يكن مستعدا للتسليم بأي شيء، ولم يفهم الرسالة التي جاءته من الشعب بضرورة التغيير، وحاول بكل الوسائل الإبقاء على المنظومة القديمة ثم إجهاض الثورة والقضاء عليها.
رفض حركة النهضة المواجهة مع نظام بن علي
واعترف المرزوقي بأن النظام القديم نجح في الوصول إلى ما أراد، مؤكدا أن ذلك لم يكن ليحدث لولا حركة النهضة التي آثرت الانسحاب ورفضت المواجهة واعتبرتها مغامرة، وسلموا الثورة للثورة المضادة على طبق من ذهب.
كما لفت إلي تسريب الراجحي الذي حذر فيه من إنقلاب عسكري وأشار الي دور كمال اللطيّف ما أدي إلي إقالته
وذكر دور حركة النهضة وتخوفهم غير المبرر من قيام حرب أهلية
فهرس موضوعات حوار المنصف المرزوقي ج11
00:00 مقدمة
00:30 دعوة فؤاد المبزع للمصالحة، وإعلانه “الخوف على الثورة”
01:10 كمال اللطيف وإدارة حالة الفوضى في تونس
02:04 محاكمة رجال بن علي، وتصفية حسابات كمال اللطيف
02:47 تسريب لفرحات الراجحي يحذر من انقلاب عسكري
03:41 القضاء ودوره في إجهاض الثورة
06:52 هل يوجد ثورات في التاريخ حاكمت من ثارت عليهم بقوانينهم وقضاتهم ؟
08:53 إقبال التوانسة للتسجيل في قوائم الانتخابات والخوف على الانتخابات
10:07 غفلة القوى السياسية اتجاه مؤامرات السبسي ضد الثورة
11:41 فساد مؤسسات القضاء والإعلام والأمن ومواجهته
13:00 تعامل الثورة بـ”مثالية أو بلاهة” مع فساد المؤسسات الثلاث
14:14 نتائج عودة فلول نظام بن علي للسلطة
15:26 أسباب نجاح الثورة المضادة
16:22 هل كانت تونس ستتحول لبحر من الدماء لو واجهت الفلول ؟
18:18 الانتخابات بمشاركة شبابية كبيرة وسبب كثرة القوائم وعدد المرشحين؟
20:38 هل حدث تنسيق مع النهضة، وسبب الخلاف بينهم؟
23:00 حمادي الجبالي واتباعه من النهضة ضد رئاسة المرزوقي في السلطة، وسبب ذلك