الأذرع الإعلامية المتهافتة للأنظمة الاستبدادية

نشر المقال فى 2 يناير 2018

التسريبات القديمة لقائد الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي التي تحدث فيها حينما كان وزيراً للدفاع عن ضرورة تأسيس أذرع إعلامية للنظام تقوم بعملية التضليل الإعلامي للشعب وتوجهه حيث يريد النظام تحولت إلى واقع بشكل مباشر وغير مباشر فبشكل مباشر امتلك النظام ممثلا في القوات المسلحة سلسلة من القنوات القضائية تديرها من أموال مؤسسة الشعب التي لا يطلع عليها أحد لتضلل الشعب بأموال الشعب.
حيث تحول الجيش على يد السيسي والعسكر إلى قاتل للشعب ومفرط في حماية الدولة وما يجري في سيناء خير دليل على ذلك، أما من ناحية الشعب فقد استولى النظام ممثلا في الجيش على كافة أنشطة قطاع الأعمال في المقاولات والصناعة ورصف الطرق والمقاولات ومحطات البترول ومصانع المكرونة والمخللات وحتى الصيدليات والمستشفيات والمدارس ولم يترك مجالاً لرجال الأعمال للدخول فيه إلا عن طريق مقاولات الباطن.
أما الجانب الأهم وهو الأذرع الإعلامية فهناك فضائيات خاصة بالجيش دخلت معها شركات إعلامية أسستها أجهزة المخابرات وأصبحت تشتري الفضائيات وتديرها أيضا وأصبح الإعلاميون إما يعملون بشكل مباشر لدى النظام أو يعملون لدى رجال أعمال يتبعون النظام، من ثم يتم تدويرهم على الفضائيات مثل أحجار الشطرنج وتوزع المهام والتعليمات عليهم كل يوم فتجد الموضوعات متكررة أو متشابهة وكذلك الحملات التي يشنونها سواء علي أفراد أو أشخاص مناوئين للنظام. ومع وجود ما يقرب من 50 مليون مصري يعيشون في أمية كاملة فقد أصبحت الأذرع الإعلامية للنظام الاستبدادي تتلاعب كل يوم بعقول عشرات الملايين من المصريين الذين يقضون مساءهم على الفضائيات وأيا كانت الفضائية التي يتابعونها فإن الذي يطل عليهم منها لا يختلف عن غيره من حيث المحتوى وعمليات غسيل الدماغ، أما نظام أبوظبي فإنه كان يقوم بشراء أصحاب الفضائيات والعاملين فيها وكذلك مؤسسات صحفية وإعلامية في دول عربية مختلفة ثم يسلطهم كالكلاب ينهشون في أعراض وحياة من يريد من الناس.
ويبدو أن بن سلمان أعجبه نموذج السيسي لأن نموذج أبوظبي يحتاج إلى ضخ أموال بشكل دائم لضمان الولاء المتقلب للفضائيات، فقرر أن يستولى على الفضائيات التي يمتلكها سعوديون وأن يديرها برجال مقربين منه رغم أنها في البداية والنهاية قنوات تابعة للنظام فقام باعتقال ملاكها وهم الوليد الإبراهيم صاحب شبكة إم بي سي والعربية وصالح كامل مالك شبكة ART والوليد بن طلال صاحب شبكة روتانا وكان أول مساومة لكل منهم هو التنازل عن شبكته الفضائية. ورغم أن معظم ما تبثه هذه الشبكات أفلام وأغان و«هلس» ومسابقات فارغة وأهدافها قائمة على تفريغ الأمة من هويتها الثقافية والدينية وصبغها بالصبغة الغربية من خلال الأفلام الأميركية والبرامج المقلدة الفارغة، إلا أن بن سلمان الذي يضع تغيير هوية الشعب السعودي واهتماماته على رأس أولوياته يعتبرها سلاحاً يمكن من خلاله أن يحقق الأهداف الأساسية التي يعمل من أجلها لاسيما ما يتعلق بالهوية الإسلامية والثقافة العربية للشعب السعودي.
الأذرع الإعلامية للأنظمة الاستبدادية مثل النائحة المستأجرة ليس لديها مصداقية ولا إقناع ترتبط ببقاء النظام وتسقط بسقوطه والنماذج لا نهاية لها لكن القليل من يعتبر.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

التنازل عن تيران وصنافير والعبث الاستراتيجي

التالي

الاحتجاجات في إيران هل تسقط النظام ؟

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share