مهاتير محمد ج11 : حرب العملات..وخلافاته مع أنور إبراهيم

تحدث رئيس الوزراء الماليزي السابق – مؤسس ماليزيا الحديثة – مهاتير محمد ج11 من حواره مع أحمد منصور في برنامج شاهد على العصر، الذي جرى بثه بتاريخ 14 يونيو 2020 عن تجمع دول آسيان ولماذا حاربته الولايات المتحدة واستراتيجيته التى أنقذت ماليزيا فى حرب العملات عام 1997 كما تحدث عن خلافاته الكبيرة مع نائبه أنور إبراهيم الذى أُبعد من السلطة إلى السجن.
مهاتير محمد

تحدث رئيس الوزراء الماليزي السابق – مؤسس ماليزيا الحديثة – مهاتير محمد ج11 من حواره مع أحمد منصور في برنامج شاهد على العصر، الذي جرى بثه بتاريخ 14 يونيو 2020 عن تجمع دول آسيان ولماذا حاربته الولايات المتحدة واستراتيجيته التى أنقذت ماليزيا فى حرب العملات عام 1997 كما تحدث عن خلافاته الكبيرة مع نائبه أنور إبراهيم الذى أُبعد من السلطة إلى السجن.

مقتطفات من حوار مهاتير محمد ج11

نشأت فكرة تجمع دول أسيان عام 1967 في عهد تون رزاق، وكانت ماليزيا وإندونيسيا والفليبين وتايلاند وسنغافورة نواتها، ثم انضمت إليها فيتنام ولاوس وميانمار وكمبوديا لاحقاً.

نشأة أسيان

وأضاف مهاتير : عندما حصلت المستعمرات السابقة على استقلالها واجهت مشاكل مع الدول المجاورة التي كانت تحت نير الاستعمار أيضاً، فماليزيا بالطبع كانت مستعمرة بريطانية، وإندونيسيا كانت مستعمرة هولندية، والهند الصينية كانت مستعمرة فرنسية، ولم تكن بيننا علاقات اقتصادية وتجارية واسعة أثناء الحقبة الاستعمارية، فكل مستعمرة كانت تُحكم من قِبل قوة أوروبية، وكل قوة من هذه القوى كان لديها بالطبع سياسات تطبقها من أجل مصلحتها هي، ولذلك عندما حصلنا على استقلالنا كانت دولنا على وشك الدخول في حروب مع بعضها البعض من أجل فرض السيطرة على المزيد من الأراضي، والحرب كانت مكلفة بالطبع ولا نقدر على نفقاتها لأنها كانت ستدمر اقتصاداتنا، ولذلك حاولنا في البداية أن ننشئ التجمع بثلاث دول هي إندونيسيا والفليبين وماليزيا بحيث إذا نشب نزاع أو خلاف بيننا يمكن أن نجلس معاً ونحل المشكلة، وفي النهاية أضيفت دولتان إلى الدول الثلاثة وهما تايلاند وسنغافورة، ومن ثم شكلت هذه الدول الخمس التجمع الأسيوي الذي تمت توسعته فيما بعد حيث ضم خمس دول أخرى وهي الهند الصينية وميانمار وكمبوديا.

وذكر أن عدد سكان ماليزيا – على سبيل المثال – يبلغ ثلاثين مليون نسمة وهو عدد ليس كبيراً، أما عدد سكان إندونيسيا فهو مائتي مليون نسمة، ولكن عدد سكان دول الأسيان مجتمعة يصل إلى ستمائة مليون نسمة، ومن ثم يصبح السوق كبيراً جداً لمنتجاتنا ومنتجات الدول الأخرى أيضاً.

حرب العملات

وفي شهر مايو/آيار عام 1997 وقعت أزمة انهيار العملات في دول جنوب شرق أسيا وكانت البداية في تايلاند، وفي هذا السياق قال الضيف : المسألة تخضع مرة أخرى للعرض والطلب، فإذا كان المعروض كثيراً فإن الأسعار ستنخفض لأن السوق لم يتمكن من استيعاب جميع المنتجات، ولكن إذا كان هناك نقص في أي منتج فالطبيعي أن سعر هذا المنتج سيرتفع، هذا مع يحدث مع السلع، ولكن الأمر نفسه ينطبق على العملات، فإذا قام أحد التجار ببيع الكثير من العملة الماليزية الرينغت فإن قيمتها مقابل الدولار الأمريكي ستنخفض، ولذلك إذا قمت بعملية البيع قد تحصل على الكثير من الدولارات في البداية ولكن عندما تريد أن تشتري لاحقاً عندما تهبط قيمة العملة فستكون في حاجة إلى مبلغ أقل من الدولارات لشراء نفس الكمية من الرينغت، وهذا يعني أن التجار من خلال بيع الكثير من الرينغت في السوق يمكنهم التسبب في خفض قيمته، ومن ناحية أخرى إذا ما أردت التصدي لذلك عليك أن تشتري – تشتري الكثير لأن زيادة الطلب بكثرة على الرينغت سيرفع من قيمته، ولكن هذا كله عملية مصطنعة فالتجار لم يكونوا يمتلكون فعلياً أي رينغت، وما فعلوه هو بيع الملايين منه في السوق بسعر مرتفع ومن ثم هبطت قيمته ثم اشتروا الرينغت بأقل سعر لبيعه للمشترين بأعلى سعر ومن ثم يحققون أرباحاً، ولكنهم في الحقيقة لم يمتلكون أي رينغت، كل هذه الأمور كانت مضاربات…

وتابع هم لم يكونوا معنيون بشيء سوى تحقيق أرباح كثيرة من خلال عمليتي البيع والشراء، فإذا باعوا فإن قيمة العملة تنخفض ومن ثم يشترون العملة الرخيصة ويقدمونها للناس الذين باعوها من قبل بسعر أعلى ومن ثم يحققون الكثير من الأرباح. هذه نواياهم فهم لا يهتمون بما قد يحدث في البلاد التي يبيعون عملاتها، فعلى سبيل المثال عندما انخفضت قيمة الرينغت أصبحنا فقراء، فنفس المبلغ المالي لن يشتري الأشياء ذاتها عندما تكون العملة قوية، ولذلك فقدنا المال ولكنهم لم يهتموا بخسارتنا هذه، لم يكونوا معنيين بأوضاعنا بل كانوا يريدون تحقيق الربح لأنفسهم.

جورج سوروس

وأشار إلى أن جورج سوروس سبق وأن هاجم الجنيه الإسترليني والليرة الإيطالية أيضاً، مما خفض من قيمتها.

وكشف المحاور أن إندونيسيا وقعت في فخ صندوق النقد الدولي بسبب انهيار عملتها واضطر سوهارتو أن يوقع، وتساءل: هل كنت تعتقد أن الهدف من وراء حرب العملات عام 1997 هو إخضاعكم بعدما كنتم دولاً نامية وتسمون النمور الأسيوية إلى صندوق النقد الدولي وهيمنته ونفوذه؟
وفي رده قال الضيف إن صندوق النقد الدولي كان يريد منا أن نقترض منه ومن البنك الدولي لنسدد ديوننا للأخرين، وهذا يعني أننا نقترض منهما لسداد ديون الأخرين فقط دون أن نتخلص من ديوننا نهائياً، أي أننا نغير مُقرضينا فحسب، أي أن مُقرضنا على سبيل المثال يتغير من البنك التجاري ليصبح صندوق النقد والبنك الدوليين، ومن ثم مازلنا نتحمل أعباء سداد تلك الديون، ولهذا فقد رفضنا نصيحة صندوق النقد والبنك الدوليين، وقررنا البحث عن أسلوب آخر لجعل قيمة الرينغت مستقرة.

إصابة أنور إبراهيم

وفي حديثه عن الشأن الداخلي لماليزيا خلال سنوات حكمه، تطرق السياسي المعروف للحديث عن خصمه السياسي أنور إبراهيم، حيث أشار إلى أن الأخير يمتلك شخصية سياسية باهرة، وأنه بارع في كسب ثقة الآخرين، وأكد أن من أهم أسباب التفاف المعارضة والكثير من الماليزيين حوله في انتخابات عام 1999، هو اعتقاد الماليزيين بأنه تعرض للحبس ظلما، وأنه لم يحظَ بمحاكمة عادلة، رغم تشديد مهاتير محمد على خطأ هذه الاعتقادات.
واعتبر مهاتير محمد أن إصابة أنور إبراهيم بعينيه على يد مدير الشرطة أثناء إحدى المظاهرات، أدت لمضاعفة شعبيته بين الماليزيين، كما أكد أن شخصية زوجته المميزة وشعبيتها الواسعة أدت لذلك أيضا.

زيادة شعبية أمنو

وعن اختياره ليكون نائباً له، قال أعتقد أنني قبلته لأنني شعرت أنه سيسهم في زيادة شعبية أمنو الحزب الذي أقوده، ولذلك فقد قبلته رغم قلق العديد من القادة الأخرين من أنه قد يفعل ما يسيء للحزب، ولكنني قبلته ورقيته ليصبح نائباً لي، وهو ما يعني أنني إذا تقاعدت سيصبح رئيساً للوزراء من بعدي.،

أنور إبراهيم أراد أن يصبح رئيساً للوزراء بسرعة

وتابع: لقد كان جيداً جداً في البداية، ونحن نقدر إسهاماته، ولكن كان عليه بعد ذلك أن ينتظر ليصبح رئيساً للوزراء، كان عليه أن ينتظر لفترة طويلة على ما أعتقد، ولكنه كان يريد أن يصبح رئيساً للوزراء بسرعة، لذلك في النهاية لم يكن داعماً لي، ولكن هذا لم يهمني فقد كنت راغباً في المنافسة، فإذا ما أراد أن ينافس على رئاسة الحزب فيمكنه ذلك، لأنني سمحت بالمنافسة من قبل مثلما حدث مع رزالي على سبيل المثال واستطعت الفوز عليه، فهذه هي العملية الديمقراطية

فهرس موضوعات حوار مهاتير محمد ج11

00:00 مقدمة

00:38 انشاء تجمع دول شرق آسيا (آسيان) وأسباب قوتها

05:41 المضاربات في العملة التي أثرت على اقتصاديات آسيان

11:00 عمليات المضاربة تكون على الورق ولا نملك دليلاً على تورط الدول الغنية في ذلك

14:36 دور جورج سورس (تاجر عملات) في عمليات المضاربة

16:07 هل كانت بيع وشراء العملات غير قانونية ولماذا طلب مهاتير محمد مساعدة صندوق النقد الدولي

19:12 دور صندوق النقد الدولي في هيمنة الغرب وكيف تصرف مهاتير محمد حيال المضاربة

23:01 كيف استطاع مهاتير محمد إنقاذ الشركات الماليزية الكبرى من الإفلاس بسبب المضاربة

19:46 كيف نشأت فكرة برجي بتروناس أعلى ناطحتي سحاب في العالم وتفاصيل إنشائها

24:58 لماذا نجحت ماليزيا ولم تنجح بقية دول آسيان في مواجهة المضاربة

25:53 هل كانت هناك فساد في عمليات بيع وشراء الشركات مع الحكومة في ذلك الوقت

29:24 هل استفاد رجال الأعمال من الأزمة مقابل خسارة الحكومة

32:22 علاقة مهاتير محمد بـ أنور إبراهيم وما أوجه التشابه بينهما وكيف كان يعده ليخلفه

36:37 هل كان الخلاف بين مهاتير محمد و أنور إبراهيم بسبب الفساد

39:46 الخلاف بين مهاتير محمد وأنور إبراهيم بعد مهاجمته تجار العملة

43:55 الاتحاد بين أنور إبراهيم ومهاتير محمد ضد ممارسات رئيس الوزراء نجيب رزاق

46:44 لماذا طالب مهاتير محمد بالافراج عن أنور إبراهيم وهل سينجح اتحادهما لخلع نجيب رزاق

Total
0
Shares
السابق
مهاتير محمد

مهاتير محمد ج10 : لم أشعر بالغيرة من أنور إبراهيم..وأسباب انهيار نمور آسيا

التالي
مهاتير محمد

مهاتير محمد ج 12 : أنور إبراهيم يمتلك شخصية سياسية باهرة

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share