انقلابات العسكر فى السودان : محاولة لفهم مايجري هناك

يتناول د/ حسن الترابي الزعيم والمفكر السوداني مع أحمد منصور فى مقطع مطّول من الحلقة التاسعة من برنامج شاهد على العصر، التي تم تسجيلها فى أكتوبر 2010، وجرى بثها فى 12 يونيو 2016، الحديث حول انقلابات العسكر في السودان ومنها تفاصيل انقلاب 30 يونيو / حزيران عام 1989 والذي قامت به الحركة الإسلامية ضد حكومة الصادق المهدي بواجهة عسكرية…
أحمد منصور وحسن الترابي

يتناول د/ حسن الترابي الزعيم والمفكر السوداني مع أحمد منصور فى مقطع من الحلقة التاسعة من برنامج شاهد على العصر، التي تم تسجيلها فى أكتوبر 2010، وجرى بثها فى 12 يونيو 2016، الحديث حول
انقلابات العسكر في السودان ومنها تفاصيل انقلاب 30 يونيو / حزيران عام 1989 والذي قامت به الحركة الإسلامية ضد حكومة الصادق المهدي بواجهة عسكرية…

يكشف زعيم ومؤسس الحركة الإسلامية في السودان الراحل د.حسن الترابي أن انقلاب الثلاثين من يونيو/حزيران 1989 كان مخططاً له منذ منتصف السبعينيات.

وكشف الترابي في شهادته المسجلة في أكتوبر 2010 – أن الحركة الإسلامية هي وحدها من رتبت لانقلاب عام 1989، وأن الرئيس الحالي عمر حسن البشير جيء به – آنذاك – سراً بعد أن “خطف خطفاً” من معسكره في الجنوب الأقصى لكردفان إلى الخرطوم، ليكون واجهة للانقلاب !.

وكشف أن حكومة الانقلاب شنت حملة اعتقالات – للتعمية – شملت الترابي نفسه بطلب منه، و إن إدارة السجن غضبت منه وألقت به في زنزانة مخصصة للمحكومين بالإعدام، وأنه نُسي فى السجن لإنه لم يحدد – لهم – موعد خروجه.

مقدمة أحمد منصور : محاولة لفهم مايجري فى السودان

لا يمكن أن نفهم ما يجري في السودان الآن من صراع عسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، دون أن نفهم تفاصيل الانقلاب العسكري الذي دبره د. حسن الترابي، ونفذه الجيش بقيادة عمر البشير سنة 1989، والذي استمر في السلطة حتى 2019، حيث أطاح به مجلس عسكري لا زال يحكم قبضته على السلطة حتى الآن.

فالتطورات التي تحدث في السودان الآن هي نتاج لهذا الانقلاب، بل ربما أقول أنها نتاج لمسلسل الانقلابات العسكرية التي وقعت في السودان منذ سنة 1958 بعد ما انفصلت عن مصر سنة 1956 في مؤامرة كبيرة.

الجنرال عبود قام بانقلابه في 1958، لكن الشعب السوداني ثار عليه في ثورة كبيرة سنة 1964 م .

ثم عاد جعفر النُميري وقام بانقلاب انقلاب عسكري سنة 1969، وقامت عدة محاولات فاشلة للإطاحة به، إلى أن قام الشعب السوداني مرة أخرى بإضراب عام وعصيان مدني في سنة 1985، وهو التحرك الذي أطاح بجعفر النميري، ثم جاء الجنرال سوار الذهب، ليكون أول جنرال في تاريخ الانقلابات العسكرية، يقوم بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية
هي حكومة الصادق المهدي، التي انقلب عليها الترابي والبشير لاحقاً في سنة 1989، ثم انقلب البشير على الترابي نفسه سنة 1999.

وقد أجريت حواراً مع الإثنين بعد انقلابهم على بعضهم البعض، هذه التفاصيل وغيرها جمعتها لكم بشكل مختصر، من شهادة د. حسن الترابي على العصر والتي ستجدونها كاملة في صندوق الوصف.
الترابي تحدث في شهادته عن كل هذه الانقلابات العسكرية
كما تحدث الصادق المهدي أيضاً عنها في شهادته، وكذلك حلقة الرئيس عمر البشير في برنامج بلا حدود سنة بعد انقلابه على الترابي 1999..

إذا أردتم أن تفهموا ما يجري في السودان الآن
أرجو أن تتابعوا هذه الحلقات، مع الموجز المختصر المكثف
الذي وضعته لكم مع هذا الرابط، شكرا لكم :

نص حوار حسن الترابي في برنامج شاهد على العصر عن انقلاب 1989

أحمد منصور :
متى قررت أو متى بدأت الترتيب لانقلاب 30 يونيو حزيران عام (1989)؟
د. حسن الترابي :
الخطة كانت مستمرة وتعاظمت بعد أن خرجنا من السلطة وتبين لنا أنه لا طريقة أصلاً للإسلام أن يظهر في الحياة العامة إلا إذا تمكن في السلطة، لكن إذا تمكن بوجهه
ستحيط به الدول إسلاميةً وعربيةً وأفريقيةً، وسينزل عليه العالم بكل ثقله، وسَيئدُه طفلاً – كما حدث – .
أحمد منصور :
ما الشكل الذي اخترته ؟
كان لابد أن يخرج، و لا أحد يعلم عنه أي شيء سوى أنه انقلاب عسكري.
أحمد منصور :
هل كانت هناك طريقة أخرى غير الانقلاب العسكري؟
د. حسن الترابي :
طبعاً ثورة شعبية.
أحمد منصور :
طيب الثورة الشعبية؟
د. حسن الترابي :
لكن الثورة الشعبية من أول يوم سيظهر وجهها أنها ثورة إسلامية.
ثانياً السودان لن يدخل عليه، إذا انتشر الأمر شعبياً بالقبائل ، ومن تسعة أبواب للجيران. ويمكن أن تُركَب عصبية القبيلة
لأن الذي عَلَا من تلك القبيلة وليس منا.. ليس لنا نصيب مُقَّدر، طبعاً لا يمكن أن ترضيهم جميعاً في المناصب، فخشينا من ذلك، وقلنا إنه أخرجوها، الناس يحبون الانقلابات، العسكرية، وقد كان.
أحمد منصور :
كيف رتبت للانقلاب العسكري؟
د. حسن الترابي :
طبعاً الجانب الفني يُرتبه من عليهم ذلك؟
أحمد منصور :
من الذي وكلته بهذا الأمر؟
د. حسن الترابي :
لا.. هذه مجموعة فنية من القياديين منا، ومجموعة فنية دونها هم ضباط.
أحمد منصور :
بمعنى أن الذين رتبوا حلقة من حلقات الحركة الإسلامية لم يكونوا عسكريين؟
د. حسن الترابي :
حتى الحركة نفسها لم تكن عسكرية.
أحمد منصور :

خطف عمر البشير


عمر البشير متى عرفته؟
لا.. عمر البشير كان في الجنوب، لم يكن موجودا؟
لم أعرف وجهه.. لقيته يوم الأربعاء، أُتِيَ من الجنوب سراً
خطفناه خطفاً من معسكره، حيث كان ينتصر في معاركه في جنوب كُردفان، الجنوب الأقصى لكُردفان.
أحمد منصور :
عمر البشير جُنِّد وهو برتبته التي كان عليها؟
د. حسن الترابي :
نعم أو دونها برتبة.
أحمد منصور :
كيف تم تجنيده؟
لأن أخوه ومن أهله من مناطقه، كانوا يستقطبون حتى يتسع
كل الضباط لم يبلغوا أكثر من 150.
أحمد منصور :
150 ضابط ؟
د. حسن الترابي :
في كل السودان.
أحمد منصور :
يعني نُميري نفذ انقلابه بـ 15 ضابط، أنتم نفذتم انقلابكم بـ 150 ضابط ؟
د. حسن الترابي :
ما 150 كلهم، في كل السودان كان، لكن اللي عملنا بهم قليل، أما الجنود كلهم مصطنعون .
الذين اعتقلوني، السيارة نفسها مصادرة من الشارع، مِن مَن أعلم. وجاءني الضابط هذا، لكن الجنود الذين معه كانوا يلبسون زي الجنود ولكن أعلم من هم.
أحمد منصور ؟
لكن هما رجالكم أنتم؟
د. حسن الترابي:
نعلم من هم.. نعم .
لكن الضابط الذي حضر إليك ضابط ينفذ أمر؟
د. حسن الترابي:
طبعاً هو لا يُنفذ أمرا من أعلى، سآتي للتفاصيل، هو ينفذ أمر الحركة.
أحمد منصور:
طيب أنا أريد أن أصل للترتيبات الأساسية لنفهم ما حدث؟
د. حسن الترابي :
كل هذا رُتب.
أولاً السياسة الخارجية لدولة قادمة.
وثانياً المصارف والتأمين والشركات والمؤسسات.
لذلك تُضرب شركات الإسلاميين دائماً الآن.
العمل الاقتصادي عموماً دراسته طيبة، لأنك قد تحاصر
قد تُكتَشَف وتُحاصر.
فلابد أن تتبين ، كيف تغذي البلد.
البلد كانت مُعولة على واردات البترول.
أحمد منصور :
يعني رؤيتكم هنا كانت رؤية لدولة وليس رؤية لتنظيم ؟ وأنكم في حالة ستُصبحون في السلطة ستتعرضون لحصار؟
د. حسن الترابي :
نعم قد… في أول اليوم، وقد نؤخر اليوم..

انقلاب 30 يونيو / حزيران عام 1989

أحمد منصور :
ما هي الأسس التي اخترتم عليها الضباط على اعتبار إنه انقلاب عسكري ؟
د. حسن الترابي:
قلنا لا نريد صف الضباط من رأسهم إلى من هو أدنى منهم
فالادنى فالادنى..كما كانت تحدث الانقلابات.
اجمعوا كل الصف من أدناهم، يعني النقيب أو الملازم إلى أعلاهم، لم تكن الرتب العليا.
أحمد منصور :
كان البشير أعلاهم رتبة؟
د. حسن الترابي:
نعم، لأنه كان أعلاهم وضع في موضعه، لم يكن هو أقربهم إلينا.
أحمد منصور :
يعني اختياركم للبشير كقائد للانقلاب لأنه كان أعلاهم رتبة
؟
د. حسن الترابي:
أعلاهم رتبةً.
ولم يكن أولهم انضماماً إلينا.
أحمد منصور :
يعني أنت الآن كزعيم للتنظيم ومعك التنفيذيون وهناك مجلس الشورى، مجلس الشورى كان يُعطيك أنت أم يُعطي الآخرين؟
د. حسن الترابي:
لا.. يُعطينا نحن المعروفون له.
أحمد منصور :
كنتم كم واحد تقريباً؟
المعروفون.. تنفيذيين بضعة عشر، منا يوجد خمسة يظهرون كثيراً، يلتقون الضُباط.
أحمد منصور :
قل لي من كانوا الخمسة ؟
د. حسن الترابي:
علي عثمان محمد طه لأنه كان نائباً للأمين. و ياسين عمر الإمام .. وعلي الحاج.
أحمد منصور :
على الحاج نائبك الحالي لا زال؟ مقيم في ألمانيا على الحاج ؟
د. حسن الترابي:
نعم.. كان يعني بدرجة عالية. وإبراهيم السنوسي، كان دائماً الجهاد من ليبيا، تبعاً السنوسي اصلاً إسم.
أحمد منصور :
و أحمد الجاز؟
د. حسن الترابي :
عوض الجاز.
عوض الجاز عفواً، كان إدارياً، لم يكن أحد يعلم عنه شيئاً في السياسة، ولم يكن نائباً، كان إدارياً مُهملاً، ولذلك نجعله يتصل بمن هو أدنى منه.
أحمد منصور :
عبدالله حسن ؟
عبدالله حسن أحمد .. نعم .. لأنه كانت رتبته عالية.
أحمد منصور :
هل كان ضابطاً في الجيش؟
د. حسن الترابي :
لا لا
كان أستاذاً بالجامعة، ولما ذهب معنا في الجبهة الإسلامية القومية، خرج من الجامعة.
أحمد منصور :

متى عرف عمر البشير أنه الرجل الأول فى الانقلاب؟

من الضباط الذين التقيت بهم قبل الانقلاب؟
د. حسن الترابي :
أولاً الرجل الأول عمر البشيرلم نلتقه لأنه كان في الجنوب
أحمد منصور :
هل كان يعلم أنه هو الرجل الأول؟
د. حسن الترابي :
لا أظن
أحمد منصور :
متى عرف عمر البشير أنه الرجل الأول؟
د. حسن الترابي :
والله بعد ما قدم مساء الأربعاء، مساء ليلة الانقلاب؟
نعم الجمعة صباح الجمعة، كان قادماً إلى الخرطوم حتى يذهب إلى القاهرة، فخطفناه خطفاً.
أحمد منصور :
كيف خطفتوه ؟
د. حسن الترابي :
أرسلنا له سيارة خاصة خطفته من شمال جنوب السودان
جنوب كردفان ونقلناه إلى الخرطوم
جاء يوم الثلاثاء مساءاً
فما لقينا إلا مساء الأربعاء.. لقيني ..
أحمد منصور :
لَقِيَكَ وحدك؟
وحدي لكن القرار كان قد حُسم.
أحمد منصور :
أول لقاء لك مع عمر البشير؟
أنا ما كنت أعرفه.
د. حسن الترابي :
لم تعرف عمر البشير إلا قبل الانقلاب بيوم؟
ماذا دار بينكما؟
قال كنت أعرفك وآتي متلثماَ في محاضراتك وندواتك وهكذا.
حدثته أن القرار أُتخذ، وليس له الخيرة، وقلت أنت لست مُكلفا بأن تفعل شيئاً فيه، مكلفاً بأن غداً صباحاً تُسجل في موقع خاص، البيان رقم واحد، اقرأه كثيراً وسَجِله .
أحمد منصور :
عمر البشير حينما قابلته وقلت له هذا الكلام، وأنه سيُلقي البيان الأول، ماذا كان رد فعله؟
د. حسن الترابي :
قال ملتزمون.
أحمد منصور :
كان يُدرك إنه كان يمكن أن يدفع حياته ثمنا لهذا؟
طبعاً.. لكنه كان يعلم أنه الأمر كله مرتب ترتيباً، لأنه أُتي به من ذلك الجنوب إلى الخرطوم.

الرجل الثاني، كان اتهم بأنه مع مجموعة نُميري كان معتقلاً
وأنا ما كنت أعرفه.
أحمد منصور :
الزبير الذي أصبح نائب الرئيس؟
من الذي اختار الزبير؟
د. حسن الترابي :
ما يا أخي بيقوموا يختاروا، قولنا من شتى الأسلحة.
من شتى الأسلحة لكن ولاؤه وانتماؤه لك ؟
د. حسن الترابي :
الحركة ..الحركة.
أحمد منصور :
الحركة بركة لكن هذا فى النهاية عسكري؟؟
د. حسن الترابي :
لا طبعاً ينقلب على ولائه العسكري النظامي القائم على ولاء آخر.
لكن نحترم لهم عسكريتهم ؟ طبعا لا..
أحمد منصور :
كان هناك تجربة سابقة للإخوان المسلمين مع جمال عبد الناصر.. ألم تدرسوها ؟
د. حسن الترابي :
لكن هم لم يرتبوا وضع الانقلاب، لكن الانقلاب هو الذي رتب الوضع واستعان بهم .
الوضع هنا مختلف
أحمد منصور :
ما وجه الاختلاف ؟
د. حسن الترابي :
أولاً أغلب الجنود جنود مدنيون هم، متجندون زياً.
أحمد منصور :
يعني أغلب الجنود الذين شاركوا في انقلاب 1989
هم أبناء الحركة الإسلامية الذين ارتدوا الزي العسكري؟
د. حسن الترابي :
نعم.. كانوا يرجعون إليَّ وللمجموعة.
أحمد منصور :
ما الخيوط اللي كانت في يدك ؟
د. حسن الترابي :
أولاً نريد مجلس قيادة ثورة، يُمثل السودان ويمثل الأسلحة كلها ويُمثل الرُتب، هذه الشروط التي وضعناها لهم.. وهم رتبوها هكذا.
أحمد منصور :
أعادوا لك الورقة قالوا اخترنا هؤلاء ؟
د. حسن الترابي :
ما اهتممت بها.. ما كانت تعنيني
أنا لا أعرفهم.. هؤلاء الضباط لا أعرفهم
وأعلم أنهم حتى إذا تمكنوا ..
أحمد منصور :
تسلم البلد لناس لا تعرفهم ؟؟
د. حسن الترابي :
نعم لا أعرفهم.. وهم أنفسهم لا يعرف بعضهم بعضاً
حاول واحد منهم بعد ذلك، أن يقول نحن العسكر نُبعد المدنيين ونُقيم مجلساً واحداً..
طردوه.. قالو نحن لا نعرف بعضاً ولم نفعل شيئاً.
أحمد منصور :
أما يدل هذا على سوء اختيار من البداية؟
د. حسن الترابي :
لا.. لا..
حسن اختيار لأنه مَثَّلَ الجنوب
ومَثَّلَ الغرب
ومثل الأسلحة البحرية الضعيفة في السودان طبعاً وبورسودان عاصمتها بعيدة عن الخرطوم
ومَثَّلَ الطيران ومَثَّلَ المظليين.
أحمد منصور :
يا دكتور أنت في النهاية تضع مقادير بلد في أيدي أناس لا تعرفهم ؟
د. حسن الترابي :
يا أخي الحركة الإسلامية هل أعرفها أنا؟
حتى إذا وزرت لا أعرف كل الوزراء طبعاً.
إذا أصبحت رئيساً للجمهورية وأريد أن أعين ناس فى الوزارات، ناس
أسأل جملة من الناس الذين أثق بهم
يأتوني بالخبير الاقتصادي الذي لا يدرس الاقتصاد خير تدريس، لكن يستطيع أن يُدير اقتصاد مجتمع ودولة .
علاقات خارجية أضعه في الاقتصاد
قد لا أعرفه معرفة طيبة.. أعرفه من بعيد
وقد تكون أنت في وزارة تحتاج إلي شيء من الـ..
قد أعرف بعضكم وبعضكم لا أعرفه دائماً هكذا
أحمد منصور :
أريد أن أسألك سؤال مهم لماذا قررت اللجوء إلى العسكر؟
ولو انتظرت إلى الانتخابات التالية كان يمكن أن تحقق نتيجة جيدة؟
د. حسن الترابي :
كنا نعلم أنه مثل انتخابات الجزائر، حدثت أمامنا
والجيش جئنا بانتخابات ولم ننل الحكومة
نصيباً قليلاً.. أربعة وزراء يا أخي..
الوزراء الآخرون ثمانية وزراء وتسعة وزراء
وعشر وزراء الأحزاب الأخرى الذين معنا
لم يرضى.. الغرب لم يرضى..
وإذا الغرب لم يرضى وضغط؟
أحمد منصور :
تجاربك مع العسكر السابقة في الحكم
ألم تجعلك تتوقف.. تتريث.. تُفكر.. تستخدم العسكر لمدة شهر مثلاًُ ؟
د. حسن الترابي :
ظننا أن عسكر النُميري لم يكن إسلامياً من نزعته التنظيمية يعني
أحمد منصور :
حتى لو إسلامي أنت تتعامل مع نفس الآن، قلت لي مش ضامن أحد ولا أحد يضمن أحد ! حينما تأتي السلطة ويأتي المال ؟
د. حسن الترابي :
لو قرأت التاريخ الإسلامي لعلمت العسكرية في تاريخ الإسلام.
بعد حين طبعاً بأثر رجعي.
بدأنا نرجع لو كنا نتعظ لعلمنا ماذا جرى في تركيا
ماذا جرى .. عثمان بن عفان نفسه
لماذا عُزل خالد بن الوليد من عمر بن الخطاب
وهو رجل ذو بصيرة
يعني هذه الأفكار من وراء..
أحمد منصور :
أنت لم تكن قرأت التاريخ العسكري إلى هذا الوقت؟
د. حسن الترابي :
طبعاً نقرأ التاريخ العسكري وكتب عسكرية إسلامية
يكتبها علماء يعني في النزاعات الإسلامية
ونقرأ التاريخ لكن لم يتبين لنا تماماً
أن العسكر يُمكن للسلطة أن تفتنهم لهذه الدرجة
فتغلب عسكريتهم
وطائفيتهم العسكرية على ولاءاتهم الأخرى.
أحمد منصور :
لم تُفكر من قبل.. قبل 30 يونيو حزيران 1989
في أي عمل عسكري ؟
د. حسن الترابي :
أبدً أبداً
أحمد منصور :
يعني كل الذين كتبوا أنه كانت هناك محاولات ؟
د. حسن الترابي :
لا لا لا
كلام غير دقيق
كلام فارغ
أحمد منصور :
عمر البشير حينما جاء لم يكن يعلم أنه زعيم الثورة إلا قبلها بيوم ؟
د. حسن الترابي :
كان يعلم أنه إسلامي مع الإسلاميين
لكن ما كان يُتصل به كثير لأنه ضابط
الاتصال به خطر طبعاً.. المخابرات العسكرية
وهكذا
أحمد منصور :
الفريق الزبير الذي عُين نائب رئيس ؟
د. حسن الترابي :
ما كان يعلم أن اليوم
وكان في الاعتقال ولا يدري يوماً ولا يدري شيئاً
وباقي أعضاء قيادة الثورة لا يعرفون بعضهم بعضا
أحمد منصور :
متى جمعتموهم لأول مرة؟
د. حسن الترابي :
اجتمعوا هم
بعد أن أُعلنوا.. بعضهم كان في الصباح يبحث هل سأُعزَل من الجيش
وماذا حصل في هذا الانقلاب؟ وأنا أؤيد الانقلاب بالطبع مضطر أؤيده
سمع اسمه .. أعضاء مجلس قيادة الثورة.

البيان الأول للانقلاب


أحمد منصور :
عمر البشير تأخر في تسجيل البيان رقم واحد
وأذيع البيان الساعة 10:00 صباحاً ؟
د. حسن الترابي :
لا هو كان مسجلاً
طبعاً الإذاعة كلها.. عندنا إذاعة كاملة غير الإذاعة الرسمية
حتى إذا وقع.. لكن تمكننا منها طبعاً..
أحمد منصور :
واجهتم مقاومة؟
د. حسن الترابي :
نعم؟
أحمد منصور :
واجهتم أي مقاومة عسكرية؟
د. حسن الترابي :
تردد من سلاح المهندسين في أم درمان؟
لأن ضابطا منا دخل قبل.. وما كان يعرف كلمة السر
فدخل اقتحم وضُرب عليه النار، فهذا أحدث اضطراب في تلك المنطقة.
أحمد منصور :
لكن الانقلاب كان نظيف ليس فيه فيه دماء؟
د. حسن الترابي :
هذه الحادثة الوحيدة التي حدثت فيها.
أحمد منصور :
مالذي جعلك على ثقة أنك ستنجح 100%
في الوقت الذي كان يُعد فيه الآخرون؟
د. حسن الترابي :
أنا أعلم من يُعد.. الآخرون.. البعثيون
أحمد منصور :
تعرف ما الذي كان يعده ويفعله الآخرون ؟

أسباب اعتراف مصر بالانقلاب


د. حسن الترابي :
طبعاً عندنا اختراقات في الجيش نعلم من يتصل بمن يعني
ونعلم كل القوى الدولية والأخوة..
يعني عندنا معلومات
أحمد منصور :

هل سرعة اعتراف مصر بالانقلاب هو نتيجة إن هما صحيح كانوا بيعدوا انقلاب، وتوقعوا أن يكون رجالهم هم الذين تحركوا؟
وبعضهم كانوا يظنون أنهم أقرب إليهم من أي اتجاه آخر؟
د. حسن الترابي :
أولاً مجرد أن قام الإنقلاب وألقى بصادق المهدي والترابي
ومحمد عثمان كلهم في السجن وهكذا.
وقضية الشريعة الشريعة الشريعة
الذي كان يمكن أن تفعل بمياه النيل ما تفعل
يعني تملأ النيل كله بمياهه
تخلطه بالشريعة
يعني مسائل صعبة يعني
فهم جاؤوا وتحروا
بل علمنا يعني.. العلم لا أستطيع أن أقول أنه قطعي
لكن أن المسؤولين عن الأمن طمأنوا مصر
أن هؤلاء نحن الآن نحيط بهم تماماً ونأتمنهم وهم منا هكذا يعني
وبعد ذلك عزلوا

التعمية والتغطية


أحمد منصور :
ما هي الخطة التي وضعتها للتعمية
و للتغطية على أيام الانقلاب الأولى؟
د. حسن الترابي :
التعمية البيان ليس فيه شيء ..ماشي
وثانيا الاعتقال كل الناس يعتقلون ..اعتقلت أنت والآخرون
سواءً ..بضع مننا.. وبضع من حزب الأمة ..وبضع من الحزب الإتحادي
أحمد منصور :
الأمر السائد حتى في كتب الحركة الإسلامية التي كُتبت
أن علي عثمان كان في يده كل شيء؟؟
لا لا .. بعد ذلك لأن نحن دخلنا السجن
وأنا ظننت ما حددت الفترة
أحمد منصور :
البعض قال أنك حددت شهراً وهم نكثوا بك؟
تقديراً مني يعني
تقدير وتركنا ..
أنت إذا كنت تأتمن أسرتك تترك لهم البيت كيف يُدبر؟
وتأتمن في الشركة المدير ومجلس الإدارة
لكن هل كان هذا صواباً منك؟
لربما كلا
أحمد منصور :
أحسنت الظن بالناس كثيراً؟
د. حسن الترابي :
أكثر مما ينبغي نعم
ولذلك طال العهد

اعتقال الترابي ونسيانه فى السجن ؟


أحمد منصور :
يعني رموك في السجن ونسيوك
وأنت من قلت لهم اسجنوني؟
د. حسن الترابي :
طبعاً نسيوني لأنه لا يستطيع أى واحد منهم أن يتصل
لأنه سينكشف الأمر
لا لأن هذا صبر يعني أنا لن أموت يعني في الزنزانة
يعني أنت تعرف البلايا أنك بالليل ليس لك من هو صاحبك ..
أصحابك هي الفئران.. الفئران تدخل على هذه الزنازين
لأنه بقية الأكل يصبح في التراب
فلم يجد أكلاً لي
فبدأ يأكل في قدمي فأيقظني
فأصبحت طوال هذه الليالي أصحو هكذا أراقب الفئران
وهي تراقب من الضوء.. في ضوء في الخارج بعيد
لكن مُظلم في الداخل
أحمد منصور :
هل زعيم سياسي في التاريخ فعل ما فعلته؟
والله يا أخي
والله لا أذكر.. لا أذكر..
أحمد منصور :
ألم تكن هذه مغامرة منك غير محسوبة العواقب؟
لكن يعني ما في سبيل شيء
أحمد منصور :
ألم تكن رسالة لك حينما وضعوك في السجن ونسوك
أنك ربما دبرت كل شيء.. وقد اختطف منك ما دبرته؟
د. حسن الترابي :
لا يا أخي الأنبياء سجنوا.. بالعكس
الآن أنت عامل ثورة
أحمد منصور :
يعني مش عدوك اللي وضعك في السجن
دا أنت قلت لهم ضعوني في السجن لكنهم وضعوك ونسوك
د. حسن الترابي :
أريد العالم الغربي والعالم العربي والجيران
يعلموا أن الترابي الآن دخل السجن.
طبعاً الشعب عرف الزنزانة
والبيت عرف الزنزانة واضطرب أمرهم يعني
وتحدثوا مع بعضهم
كيف تتركونه في الزنزانة
قالوا نحن لا نستطيع أن نتصل بأحد في السجن
لكن تبرع الجنوبي
وجاء إلى السجن وأمرهم أن يُخرجوني
فأخرجوني من السجن وردوني مرة أخرى إليهم…

المزيد

Total
0
Shares
السابق
الجنرال عبود

ثورة أكتوبر 1964 : حينما أطاح السودانيون بحكم الجنرال عبود

التالي
معركة الفلوجة

سلسلة كتب أحمد منصور الصوتية : معركة الفلوجة (ج1)

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share