يروي الرئيس أحمد بن بيلا أول رؤساء الجزائر بعد الاستقلال، من 15 أكتوبر 1963 إلى 19 يونيو 1965، قصة انقلاب وزير الدفاع الجزائري هواري بومدين عليه، وقصة اعتقاله ليلاً حيث تولى الطاهر زبيري (رئيس الأركان) الذي عينه بن بيلا تنفيذ أمر اعتقاله، ليقض في السجن 15 سنة كاملة، وقد كشف المحاور أسماء زملائه قادة الانقلاب وكواليس مخططهم ودوافعه.
نص حوار أحمد بن بيلا ولماذا انقلب بومدين عليه ؟
الصراع بين بومدين وبن بيلا
أحمد منصور:
بدأ الصراع يتصاعد بينك وبين بومدين. وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقولون..
أحمد بن بيلا :
سيدي اللي كان. هذا بدكوا تضخَّموا الأشياء. بومدين بالنسبة للثورة يا أخي رجل عادي تماماً. أنا اللي مشيت شفته في.. في.. الثورة كانت.. كانت وقعت.
أحمد منصور:
بعض المؤرخين يقولون العكس.
أحمد بن بيلا :
لأ بعد الثورة إلى آخره أنا اللي مشيت للأزهر. وأنا اللي.. بقيت معاه. لمدة شهر وأنا أقنع فيه على أنه يطلع للجزائر. وفي النهاية طلع الجزائر في المركب هذا “دينا” اللي اتكلمنا عليه. إلى آخره. يعني معندوش رصيد.
يعني في الثورة مكانش مناضل داخل حزب الشعب. الثورة لم تأتي كده.. لم تنزل لنا من السماء.
لأ.. فيه نضال من 1926 حتى 54.
28 سنة نضال.
ولا كان مرة يعني في الحزب.
أحمد منصور:
سيادة الرئيس الآن..
أحمد بن بيلا :
كان.. كان راجل يعني طالب يدرس في الأزهر..
أحمد منصور:
لكن بقى قائد الجيش ونائب رئيس.. وهو اللي عمل الجيش اللي دخل ودعمك وكذا
أحمد بن بيلا :
لا هو.. لا هو إحنا..
جمال عبد الناصر ومحمد نجيب
أحمد منصور:
لكن هنا بيقال إن هو بن بيلا.. بو مدين..
بو مدين كما يقول بعض المؤرخين -استغل بن بيلا لمرحلة كما استغل عبد الناصر محمد نجيب لمرحلة. هل تعتبر أن هذا الأمر صحيح؟؟
لا مفيش مقارنة أبداً ما بين..
نجيب كان.. كان..
أحمد منصور:
أنت كنت زعيم سياسي معروف وهم كانوا كعسكريين في حاجة إلى زعيم يحتموا به لفترة.
أنا كنت مناضل .. وكنت مناضل وأنا كان عمري 16 سنة وأنا مناضل..
أحمد منصور:
ما أنت كزعيم سياسي معروف احتموا بك لفترة ووضعوك لفترة .
حتى يتمكنوا من السلطة بعد ذلك.
أحمد بن بيلا :
لأ.. مفيش مقارنة. المقارنة خاطئة . حتى فيما يخص مصر .الراجل اللي كان روح الثورة هو ناصر مش نجيب .
هو اللي كون تراكمات داخل .. و اللي خلا الثورة تقع هو ناصر مش نجيب.
أحمد منصور:
لكن أيضاً هؤلاء مسحوا تاريخك من الجزائر .
ويعتبروا أن بومدين هو اللي عمل الثورة وهو اللي عمل كل شيء.
أحمد بن بيلا :
أيوه يا سيدي.
أحمد منصور:
تماماً كالذي وقع في مصر.
أحمد بن بيلا :
أنا بودي نقول كلمة وننتهي بها ممكن نقولها؟
أحمد منصور:
لا بس مش هننتهي بها.
أحمد منصور:
تفضل.
أحمد بن بيلا :
أيوه لكن يا أخي.. هذه سنة الله. يعني الخصم دائماً يأتي لك بأشياء أيه هي الأشياء اللي..؟
أحمد منصور:
الآن قل لنا الحقائق أنت.
دعم أمريكا انقلاب بومدين في الجزائر
أحمد بن بيلا :
الحقيقة يا أخي أنا قلتها والله وأكررها. وأكررها 3 مرات.. 4 مرات . هي أن نعمل ثورة . وأنا كنت… كنت من رؤساء هذه الثورة. و أصبحت رئيس جمهورية. بطبيعة الحال. وقعدت في الحكم لمدة سنتين ونصف فقط.
وأنا أقول بأن لو مكنش بومدين. لكانت حدثت أشياء أخرى.. كانت أميركا لازم تفتعل. أي شيء بس أحمد بن بيلا لا يبقى في الحكم. لأن أنا .. لم تروضني أميركا ولليوم لم تروضني..وسأبقى إلى الأبد عدو أميركا.. لأني أرى العلة فيها. كل العلة فيها. قبل قتل..
أحمد منصور:
يعني أميركا لها دور في إبعادك عن السلطة في الجزائر؟
أحمد بن بيلا :
أول برقية لتأييد اللي عملوا الانقلاب جاءت من أميركا.
أحمد منصور:
أول برقية تأييد؟ أول برقية تأييد من أميركا. لانقلاب بومدين ضدك كانت من أميركا؟ انقلاب بومدين؟
أحمد بن بيلا :
نعم. من أميركا.. نعم.
أحمد منصور:
يعنى ذلك إن أميركا كانت على علم أو دعم للانقلاب ؟
أحمد بن بيلا :
لا ما أظنش هذا والله خلينا ما ندخلش في التفاصيل إلى آخره. أنا ما عنديش يا أخي بيان على هذا وما عنديش..
أحمد منصور:
كنت تشعر أن بومدين سينقلب عليك؟
أحمد بن بيلا :
لا والله لأن كنت أنا كل يوم يمكن يتكلموا عن 10 انقلابات تأتي إلى آخره بكل صراحة.
عندي مشاكل معه .. ولكن لا وقعت خصومة بيني وبينه أبداً يعني كلام يعني كلام .. ما.. موقعتش. على الأقل كانت .. كانت..
أحمد منصور:
هو كان .. يمكر بك ليقوم بانقلاب. أنت لم تكن تفكر في أن تبعده عن السلطة؟
أحمد بن بيلا :
لا ونسيت أقول لك يعني فأقول لك مسألة. هو لم يكن من المشجعين للانقلاب. مش هو … بكل صراحة.
أحمد منصور:
من الذي خطط للانقلاب؟
أحمد بن بيلا :
خلينا والله نبعد عن هذا الكلام.
أحمد منصور:
أنا هأقول لك الرواية اللي أنا حصلت عليها.
أحمد بن بيلا :
خلينا من الروايات إلى آخره .. وخلينا في الكلام يعني الجاد إلى آخره.. إحنا البلاد اليوم تعاني من أشياء .
وأنا أريد أن نخرج من هذه الأزمة . ويعني شوية نرجع جروحنا إلى.. لا يفيد.. أن أتكلم في هذا.
أحمد منصور:
سيادة الرئيس أنا أقدر هذا الموقف الوطني الكبير جداً منك. ولكن التاريخ بيبقى ملك الأجيال.
أحمد بن بيلا :
التاريخ يكتب.
أحمد منصور:
وأنا لا أسمع من مؤرخ وإنما من رئيس قام بثورة . ورجل وقع انقلاب ضده.
أحمد بن بيلا :
نعم.. أنا.. بكل صراحة مش أنا التاريخ. أنا أقول مجرد شهادات.. وقلت لك شهادات.
أحمد منصور:
أنت صنعت التاريخ.
أحمد بن بيلا :
نعم صنعت.. ولكن أنا مش التاريخ خلي.. خلي مؤرخين علماء..
أحمد منصور:
إذا لم تتحدث أنت. فكيف للمؤرخين أن يأخذوا وليس لك مذكرات مكتوبة؟
أحمد بن بيلا :
لأ فيه.. فيه شهادات تاريخية.. فيه..
أحمد منصور:
لأ.. إحنا نريد شهادتك أنت.
أحمد بن بيلا :
أيه شهادتي في إيه يعني؟
أحمد منصور:
شهادتك أنت في الخطوات التي سبقت الانقلاب عليك في 19 يونيو 1965؟
أحمد بن بيلا :
أيوه الخطوات اللي.. نعم نعم. أنا.. أنا رأيي لأن بعد الانقلاب بتاعي وقع في سنتين 22 انقلاب..
النظام العالمي من بعد الاستعمار شاف يعني الأمور أصبحت خطرة كان الرد بتاعه هذا..
أحمد منصور:
أنا سأسمع منك عن الـ22 انقلاب اللي حصلوا بعد انقلابك. ولكن الآن هل كان متولداً لديك شيئاً ما بأن بومدين قد ينقلب ضدك فبدأت ترتب أو تتهيأ لمواجهته؟
أحمد بن بيلا :
لا والله أنا مكنتش بالعكس. كنا مشرفين على عمل.. على عمل رائع وهو.. وهو تكوين نظام عالمي جديد.
إحنا اتفقنا لمدة 6 شهور وإحنا في مداولات يننا مع ناصر والآخرين. تقريباً 60 دولة على أن تعلن عن نظام عالمي جديد يحاور النظام الآخر. مش ندخل في حوار معه بغير أن يكون في أيدينا شيء. هذا الذي كنا متفقين.
وتعرف بأن قبل أي مؤتمر..
المؤتمر الإفريقي الآسيوي
أحمد منصور:
دا طبعاً كنت بتعده ؟
اللي هو المؤتمر الإفريقي الآسيوي اللي كان المفروض يُعقد في الجزائر في 29 يونيو؟
أحمد بن بيلا :
نعم كان .. كان سيعقد في الجزائر وكنا اتفقنا لمدة 6 شهور وإحنا في المداولات على أن إعلان نظام عالمي جديد.
أحمد منصور:
طبعاً كان هذا المؤتمر سيتوج أحمد بن بيلا زعيماً عالمياً بشكل جديد؟
أحمد بن بيلا :
مش هذا المهم. هو اللي مش هذا.. مش هذا..
أحمد منصور:
لا أنا بس دا مهم عندي جداً. سيادة الرئيس بس.. هأقول لك قراءتي أنا..
أحمد بن بيلا :
لا لا.. لأن في ذلك.. الوقت يا أخي كان جمال عبد الناصر كان..
أحمد منصور:
طب هأقول لك قراءتي..
قراءتي.
نعم.. أيوه.
كان لابد من قيام الانقلاب ضدك قبل 29 يونيو .
حتى لا تستطيع أن تكتسب تعاطف دول العالم الثالث.
أحمد بن بيلا :
ربما الذين قاموا بالانقلاب كان عندهم هذا.. ربما.
الإشكالات الكبيرة في الجزائر” لـ(جاك دولونيه)
أحمد منصور:
طيب أنا سأقول لك الرواية اللي من كتاب “الإشكالات الكبيرة في الجزائر” لـ(جاك دولونيه) وطبع في لوزان عام 67.
بالنص من خلال اللي كتبه.
بشكل ملخص .
قال: أن المؤامرة ضد بن بيلا اتفق عليها في 26 مايو عام 1965 في بيت علي منجني .
في فيلته واتفق 6 على الإطاحة بـ بن بيلا.
الستة هُمَّ : المقدم علي منجني..
المقدم سُليمان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان.
أحمد مدغري كان وزير داخلية في عهدك.
عبد العزيز بوتفليقة كان وزير خارجية والآن هو رئيس الدولة.
النقيب عثمان.
علاوة على بومدين الذي كان نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للدفاع.
اتفقوا على الإطاحة بك على..
أن تتم الإطاحة قبل 29 يونيو 65.. لأن يوم 29 يونيو كان من المفترض أن يكون المؤتمر الإفريقي الآسيوي في.. الجزائر.
وبعده شُكِّلت منظمة عدم الانحياز التي أصبح لها نفوذ.
وبومدين لم يكن يريد لـ بن بيلا شهرة دولية.
إذا كنت ستقوم برئاسة المؤتمر.. كنت ستكتسب شهرة دولية.
ذهب بوتفليقة سراً إلى فرنسا والتقى (ديجول) في العام 65.. في أبريل سنة 65 بعدها اتفقوا في بيت بومنجل.
وأٌرسل النقيب عثمان إلى باريس بعد اللقاء مباشرة الذي ذكرت تاريخه والذي وقع في 26 مايو 65 .
أُرسل مباشرة في مهمة سرية إلى فرنسا والتقى مع الكولونيل (تريكو) الذي كان الأمين العام بوزارة التسليح آنذاك اللي هي وزارة الدفاع.
أخبره بنية بومدين وأصحابه القيام بالإطاحة بك.
وطلبوا موافقة الجنرال ديجول على هذه الخطوة.
بقي عثمان ينتظر موافقة ديجول.. 10 أيام، في 10 يونيو جاءه الرد من طرف تريكو وكان رد الجنرال هو بالنص كما في الكتاب
أن الجنرال ديجول يتمنى أن تستمر العلاقات الجزائرية الفرنسية وإنه لا يريد التدخل في الشؤون الداخلية الجزائرية غير أنه يتمنى أن تتمكنوا من اجتناب كل إسالة للدماء”.
ذهب عثمان مباشرة وأبرق إلى بومدين وحينما جاء الرد اتفقوا على القيام بالانقلاب ضدك في 19 يونيو 1965 في منتصف الليل وأطلقوا على عملية الانقلاب ضدك “عملية جبل طارق”.
أحمد منصور:
ما رأيك في هذه الرواية؟
أحمد بن بيلا :
عندي رأي. ولكن رأيي أنا ما.. بنشوف بأن من الصالح العام. أدلي برأيي وننهي كلامنا..
أرى أن ننهي كلامنا .أنا أرى أن البلاد تعاني من مشاكل كبيرة..
أحمد منصور:
الآن تعاني من مشاكل كبيرة.. لكن وقتها سيادة الرئيس.
أحمد بن بيلا :
نعم .. لا سامحني.. سامحني.. البلاد غير قادرة عن أن نضيف.. ونضيف لها يعني مشاكل على المشاكل اللي فيها.
وحتى أنا.. مشكلتي والقبض علي لمدة 15 سنة إلى آخره.
أحمد منصور:
سآتي للقصة بالتفصيل.
أحمد بن بيلا :
يُتاجر فيها .. و تصبح ريع أو عقار للعبث.. أنا .. لا أريد مسألة 19 جوان ومسألة بن بيلا تصبح قميص عثمان للآخرين. وبكل صراحة أنا طُلب مني والأخ عبد العزيز طَلب مني..
أحمد منصور:
الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الحالي والذي كان وزير للخارجية آنذاك؟
أحمد بن بيلا :
الرئيس والأخ.. وأقول الأخ اليوم أصبحنا زملاء.
أحمد منصور:
أصبحتم زملاء. وشاف بأن.. نعم؟ بأن.. بأن الصالح العام هو أن نقف معه وأعينه على أن البلاد تخرج من الأزمة اللي فيها . وبالخصوص الكيفية اللي.. اللي طرحها وهو الوئام الوطني وأنا أشوف بأن مفيش حل إلا الوئام الوطني. يعني لصالح..
أحمد منصور:
رغم أن العلاقات بينك وبين بوتفليقة حينما كان وزير للخارجية لم تكن على وئام؟
أحمد بن بيلا :
نعم.. ولكن هو طلب مني. وهو من بعد جرب وشاف أشياء
أحمد منصور:
ربما.. بعد فترة رئاستك..
أحمد بن بيلا :
ليه يعني.. أسمي الإنسانية أن يرجع لطريق الخير إلى آخره أنا أظن..
أحمد منصور:
أحد أسباب الانقلاب يُقال أنك كنت تُصر على عزل بوتفليقة من وزارة الخارجية وكان بومدين يصر على بقائه؟
أحمد بن بيلا :
أنا لن أتكلم في هذا والله.. ما اتكلمش في هذا. خليني .. أكمل كلامي.
أحمد منصور:
كثير من المصادر تؤكد أن الرئيس.. أن الرئيس بوتفليقة كان مهندس الانقلاب الذي وقع.
أحمد بن بيلا :
كتير من الكلام .. كتير من الكلام بالأطنان إلى آخره لا يُفيد. لا يُفيد البلاد وهي تمر في هذه المرحلة.
أنا مع عبد العزيز بوتفليقة وبإخلاص معاه في مسألة الوئام الوطني ولو أنا مش داخل الحكومة.
أنا مش.. مش.. أنا خارج السلطة.
ولكن كيف يطلب مني رأي .. أعطي رأي باللي أشوفه صالح.. وأشوف بأن ممكن نخرج من الأزمة بواسطة سياسات الأخ عبد العزيز بوتفليقة.. وأنا معاه في هذا.
وحتى مشكلتي.. حتى 15سنة هذه ما خرجت بها من مرارة بكل صراحة.
استفدت يعني (وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) وما خرجت بها من مرارة والحمد لله ..
أنا في عمر 84 سنة ومازلت الحمد لله بصحتي .. وكانت لي فرصة للتأمل و.. و اطلعت على كثير من الأشياء.
وأشوف بأن..
وصلت.. وصلت للقرار وهو أنا
إذا أنا غلطت أنا دفعت الثمن والله 15 سنة وأنا في السجن .
و8 سنين عند الفرنسيين 23 سنة كلها.
أظن بأن أنا دفعت الثمن.
إذا الإخوان هم اللي غلطوا وهذا رأيي .. الله يسامحهم والله .
الله يسامحهم بكل إخلاص في هذه الدنيا وفي دنيا أخرى.
اعتقال بن بيلا
أحمد منصور:
في هذا اليوم 19 يونيو 1965 بعدما رجعت من الغرب الجزائري. إلى العاصمة الجزائر.
احكِ لي الساعات التي ..سبقت مفاجأتك يعني..
أحمد بن بيلا :
والله يا سيدي ولا كان شيء يدل بأن فيه شيء كان يُدبر.
مشيت لبيتي ونمت .. ونمت كويس.
أحمد منصور:
عبد الناصر كان رأيه إيه في هذه الخلافات ..؟
أحمد بن بيلا:
لم يكن عنده ضلع فيها ولا شيء ..كان بعيد على هذا الخلاف.
أحمد منصور:
لم يحذرك من قيام انقلاب ضدك؟
لأ ولا مرة.. ولا مرة. فتحي الديب قال إن بعض خصومك السياسيين ذهبوا إلى عبد الناصر وأرسلوا له رسائل.
ربما كانوا يتكلموا معاه.. وعبد الناصر كان حقاً له عتب منا بكل صراحة.
أحمد منصور:
أنا كذلك كنت أذهب لمصر كان بعض الإخوان حول ناصر يكلموني في بعض الأشياء.
الداخلية في مصر.. لأني لم أكن غريب عليهم.
ولكن هذه الأشياء لا ..
لم تكن يعني
أحمد منصور:
كان تصورك إيه للخلافات والصراعات التي بينك وبين الآخرين؟ أن تفضي لانقلاب؟
أحمد بن بيلا/
مجرد خلاف..
لأن أنا بكل صراحة ولا مرة حاولت يعني. أعمل عمل ضد هذه المجموعة. هذا المجموعة قدمت لي استقالتها.
تقريباً كلها .. ورفضت الاستقالة. وكان.. وكان..
أحمد منصور:
رفضت الاستقالة لأنهم كانوا أقوياء ولا تستطيع ..أن تبعدهم عن السلطة. لا ما كان.. بالنسبة لي لم يكونوا أقوياء.
دعم ديجول للانقلاب
أحمد بن بيلا
بالنسبة للشعب يعني.. فيه جيش إلى آخره.. لكن بالنسبة للشعب مش أقوياء بكل صراحة. ثم أنا مش..
مش رجل يعني أسمع كل حاجة.. وإشي فأنا عارف كيف أعمل. وواثق بعملي.
أحمد منصور:
تعتقد بوجود قوى خارجية دعمت الانقلاب وهناك رواية عن إن (ديجول)….
أحمد بن بيلا:
لا .. لا أظن..
أحمد منصور:
ديجول أعطى ضوء أخضر.
أحمد بن بيلا:
ما أظنش … بكل صراحة.
نظن بأن مسألة داخلية..
ثم وبيني وبينك يعني لم يكن بومدين من المشجعين الكبار في هذا العمل اللي كان تربط حتى..
أحمد منصور:
مين المشجع الأكبر؟
أحمد بن بيلا:
لأ والله ما أقول لك من اللي كان مشجع ..
أحمد منصور:
سيادة الرئيس..
أحمد بن بيلا :
لا والله أنا بودي يعني ما.. ما.. ما..
أحمد منصور:
المصادر تقول..
أحمد بن بيلا:
لا أريد أن نعمق الجروح ونرجع لشيء..
أحمد منصور:
ليس تعميقاً للجراح ..
لليوم لا استحق بأن..
بوتفليقه مهندس الانقلاب
أحمد منصور:
بعض المصادر البسيطة وصفت الرئيس بوتفليقة بأنه كان مهندس الانقلاب.
أحمد بن بيلا :
شوف يا أخي أنا لا أريد أن أتكلم في هذا الموضوع بكل صراحة.
يعني لما الرئيس بوتفليقة قال.. أنا معه في جنبه وفي عملية الوئام الجزائري.
و يحترمني واحترمه .. لأن كل ما هو صحيح.
أحمد منصور:
وكيف عرفت أن الانقلاب وقع؟
كيف عرفت أن الانقلاب.. أن هناك انقلاب عسكري وقع عليك؟
أحمد بن بيلا :
اليوم اللي دخلوا علي البيت.
أحمد منصور:
كيف دخلوا عليك البيت؟
أحمد بن بيلا :
دخلوا الساعه 2 ليلاً .
كسروا الباب ودخلوا علي.
أحمد منصور:
كان من عندك ؟ .. ألم يكن لديك حراسة؟
أحمد بن بيلا :
كان.. كان اسمه..
كان العقيد الزبيري..
هو اللي..
أحمد منصور:
كان مسؤول الحراسة عندك؟
أحمد بن بيلا :
لا لم يكن .. معنديش .. الحرس عندي اثنين حراس.
اتنين عساكر فقط ..
أحمد منصور:
رئيس دولة اتنين عساكر يحرسوه؟!
أحمد بن بيلا :
أنا ما.. أنا مكنتش.. مكنش عندي حراس بكل صراحة.. ولم أكن حتى في قصر ولا شئ..
كنت في.. في شقة.
أحمد منصور:
ساكن في شقة.. يعني فيه سكان آخرين معك في البيت؟
فيه سكان آخرين نعم مش بعيدين يعني؟ قبلي فيه شقة كبيرة.
ناس عاديين..
أحمد منصور:
سكان عاديين من سكان الجزائر؟
عاديين.. عاديين نعم.
أحمد منصور:
لم يكن لديك حراسة.
أحمد بن بيلا :
لأ مفيش حراسة.
أو موتوسيكلات أو..
مفيش.. مفيش، فيه اثنين حراس داخل البيت داخل.. داخل الشقة.. كنت تدخل الشقة ولكن في بيوت أخرى.
طبعاً أنت.. فيه اثنين حراس.
أحمد منصور:
أنت كنت أعزب؟ غير متزوج إلى ذلك الوقت؟
أحمد بن بيلا :
آه كنت أعزب آه.
أحمد منصور:
كيف كنت أنت رئيس الدولة ؟
الآن .. إحنا بنشوف رؤساء الدول كيف يتحركوا في مواكب والشوارع تتوقف.
كيف كنت تتحرك وتذهب وتأتي؟
أحمد بن بيلا :
مكنتش.. مكنتش لا هذا..
وأنا لم أكن رئيس دولة من هذا النوع.. نخرج بغير حراس وتقريباً مفيش حراس.
أحمد منصور:
كان عندك سائق يسوق السيارة وخلاص؟
أحمد بن بيلا :
يسوق السيارة.. لا فيه ربما واحد أو اتنين أو تلاتة.
أحمد منصور:
كان فيه سيارات أمامك وسيارات..؟
أحمد بن بيلا:
وفيه سيارة أخرى.. فيه سيارة أخرى.
سيارة أخرى.
لا سيارتين..
سيارتي وسيارة أخرى.
وأتجول وأمشي وأحياناً في المقاهي أمشي أشوف ناس أمشي للمزرعة.
أمشي..
أحمد منصور:
أنا أيضاً عايز أرجع إلى كونك.. أنت كنت نائم في ذلك الوقت؟
أحمد بن بيلا :
كنت نائم والله.
أحمد منصور:
وماذا حدث؟
تماماً.. اللي حدث هو الباب.
اتكسر.
كسروه ودخلوا.
قالوا أحمد لازم تأتي معنا علشان نشوف نمشي لوزارة الدفاع..
أحمد منصور:
شعورك أيه أنت رئيس جمهورية ولقيت عساكر كسروا باب شقتك عليك وبيقولوا لك تعالَ لوزارة الدفاع؟
هكذا وقع..
بقى..
أحمد منصور:
شعورك ايه؟ قل لي شعورك.
أحمد بن بيلا :
فيه شعور وشعور يحدث بأن فعلاً فيه انقلاب.. فيه انقلاب طبعاً مفيش كلام .. فهذا اللي كان..
أحمد منصور:
كم عسكري هجموا على البيت؟
إيه نعم؟
كم عسكري كانوا هاجمين على البيت؟
عدد الجنود الذين هاجموا البيت؟
أحمد بن بيلا :
والله كانوا لحد 15 و 20 يعني..
وعلى رأسهم الزبيري.. والحقيقة..
أحمد منصور:
هذا الزبيري الذي اعتقلك..
أحمد بن بيلا :
أيوه .. ولكن.. و الحقيقة يعني لم يكن هناك كلام يعني جارح أو بتاع ا.. أحمد..لازم تأتي معايا نمشى لوزارة الدفاع..
أحمد منصور:
يعني قال لك أحمد أم سيادة الرئيس يعني؟
نعم؟
كان بيعاملك كرئيس أم بيعاملك..
أحمد بن بيلا :
لأ أبداً مش.. لا رئيس ولا كذلك يعني لم يكن الكلام غليظ لأ .. لأ. جه معايا يمشي.
أحمد منصور:
أيش كان وضع الزبيري؟
ما هي مسؤوليته في..؟
أحمد بن بيلا :
مسؤوليته كان رئيس الأركان..
كان رئيس الأركان؟
أيوه رئيس الأركان.
أحمد منصور: أنت الذي عينته أم..؟
أحمد بن بيلا : أنا الذي عينته..
ومن.. ومن صلاحياتي..
أحمد منصور:
أنت الذي عينته وهو الذي انقلب عليك!
أحمد بن بيلا :
آه .. نعم.
أحمد منصور:
تركوا لك فرصة تحضر ملابسك وأشياءك حتى تأخذها.
أحمد بن بيلا :
لأ ما أخدش ملابسي ..مشيت معاهم باللي كان عندي ولا خدت ملابسي ولا خدت حاجة خالص.
أحمد منصور:
ببيجامة النوم ذهبت؟!
أحمد بن بيلا :
لأ لبست.. أظن شيء بسيط يعني..
لا مش..
أحمد منصور:
تركوا لك فرصة أن تحضر نفسك؟
أحمد بن بيلا :
أنا ما طلبتش أحضر نفسي لبست يعني شيء بسيط وذهبت معاهم..
ما طلبش أحضر نفسي.
أحمد منصور:
إيه اللي دار في ذهنك في ذلك الوقت؟
أحمد بن بيلا:
اللي وقع يعني مفيش ما وقعش كلام يعني مش بتاع إهانة أو شيء.. لأ مكنش..
أحمد منصور:
ما الذي وقع في ذهنك في ذلك الوقت؟ شعورك ايه؟
أحمد بن بيلا :
شعوري هي وقوع انقلاب يعني..
أحمد منصور:
توقعت أن تعدم؟
أحمد بن بيلا :
مش هذا اللي كان في بالي.. والله بكل صراحة أنا..
تظاهرات محدودة
أحمد منصور:
توقعت أنت قلت الشعب كله كان معاك.. توقعت إن الشعب يتحرك؟
أحمد بن بيلا :
متعود على.. على هذه الأشياء..
أحمد منصور:
الآن الوضع مختلف أنت رئيس دولة.
أحمد بن بيلا :
أيوه.. رئيس دولة ولكن يعني مسألة الموت.. مسألة الإعدام..أنا عملت حروب ووقعت محاولات ضدي..
ويعني متعود أنا عايش في هذا الجو.. في هذا.. يعني مش مسألة بالنسبة إلي يعني غريبة.. غريبة معدش فيه هذا..
أحمد منصور:
توقعت أن يعدموك؟
أحمد بن بيلا :
والله لم أفكر في ذاك في ذلك الوقت.. اللي فكرت هو أن المؤتمر انتهى..
مفيش مؤتمر..
أحمد منصور:
كل اللي جاء في ذهنك مؤتمر الأفروآسيوي.
أحمد بن بيلا :
المؤتمر وبأن صرح كبير انهار تماماً.. هذا اللي فكرت به..
أحمد منصور:
شعرت إن بومدين هو الذي قام بالانقلاب؟
أحمد بن بيلا :
أه نعم طبعاً.
أحمد منصور:
قبل أن تذهب الآن أنت في البيت لسه.
أحمد بن بيلا :
قبل ما.. ما إنه جاء الزبيري إلى آخره مفيش.. وقال لي نمشي ونشوف بومدين في..
أحمد منصور:
لم تحتج.. لم ترفض.. لم ترفع صوتك؟
أحمد بن بيلا :
ولا شيء.. ولا شيء ولا احتجت ولا شيء أبداً.
أحمد منصور:
ما قلت لهم أنا رئيس جمهورية وأيه اللي جايين تعملوه ده؟
أحمد بن بيلا :
أبداً.. أنا مش من هذا النوع.. لا.
أحمد منصور:
بعد ذلك حينما ذهبت إلى وزارة الدفاع من وجدته هناك؟
أحمد بن بيلا :
الحقيقة في وزارة الدفاع ما وجدتش بومدين ولا.. ولا أي إنسان..
أحمد بن بيلا :
من بعد أتوا أخدوني ومشيت للموقع. موقع مش ممكن حتى إن إحنا نتذكره ربما مش بعيد يعني عن الموقع اللي كنا فيه. وقعدت لحد يومين 3 أيام. يومين.. 3 أيام.
وبعدين أخدوني ومشيت في ناحية البُليدة في السُّمعة أحد مناطق المدينة اسمها السمعة
في ثكنة
أحمد منصور:..
طوال يومين أو 3 أيام هل قام أحد بالتحقيق معك؟ بالكلام معك؟ بسؤالك عن أي شيء؟
أحمد بن بيلا :
ولا شيء.. ولا شيء أبداً.
أحمد منصور:
توقعت إن الشعب الذي كنت تقول أن 95% منه حولك يتحرك لصالحك؟
أحمد بن بيلا :
في ذلك الوقت أنا محصور تماماً .
أحمد بن بيلا :
ولا عندي يعني أي اتصال بالخارج..
أحمد منصور:
لكن الشعب بيحبك وفيه انقلاب ضدك.
أحمد بن بيلا :
أيوه ولكن هذا الشعب عانى.
الشعب قتلوا منه مليون ونصف في 7.. 8 سنين حرب..
أحمد منصور:
توقعت إن أنصارك في الجيش يتحركوا لنصرتك؟
أحمد بن بيلا :
دا كان كله تكهنات وكله معنديش.. معنديش يعني ترتيبات بأن ممكن يعني..
أحمد منصور:
لم تطلق طلقة واحدة في هذا الانقلاب؟
أحمد بن بيلا :
لأ.. .. بالنسبة من حولي ولا.. ولا طلقة واحدة.
قبض عليك وحدك في صمتٍ تام؟
أحمد بن بيلا :
وحدي.. وحدي
وكان انقلاباً أبيضاً لا دماء فيه.
أحمد بن بيلا :
لا وقعت بره وقعت مظاهرات وقعت..
أحمد منصور:
فين؟
أحمد بن بيلا :
في عدة مدن في العاصمة.. في عنابة.. في وهران.. في تلمسان.. في..
أحمد منصور:
مجرد مظاهرات من الشعب.
أحمد بن بيلا :
الشعب آه.
أحمد منصور:
لكن الجيش لم يتحرك.
أحمد بن بيلا :
لأ الجيش لم يتحرك.
فهرس الموضوعات
دور بومدين في الثورة الجزائرية 00:00
بن بيلا ومحمد نجيب 01:08
محو تاريخ بن بيلا 01:46
عداوة أمريكا 02:28
العلاقة بين بن بيلا وبومدين 03:22
الازمة في الجزائر 03:55
أهمية تأريخ ما جرى 04:11
نظام عالمي جديد 05:00
تحليل جاك دورنيه ودور فرنسا 06:24
امتناع بن بيلا عن الاجابة وحديث عن مشكلات الجزائر 08:54
حبس بن بيلا 15 سنة 11:25
مصر والجزائر 12:44
الخلافات داخل السلطة 13:22
ليلة الانقلاب 15:06
رئيس بلا حراسة 15:21
القبض على بن بيلا 16:56
ردة فعل بن بيلا 18:45
خروج الشعب في مظاهرات 20:50