كانت الولايات المتحدة تعد لحربها ضد افغانستان بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 حينما التقيت الزعيم العمالي البريطاني البارز توني بن في منزله في غرب لندن يوم الاثنين 24 سبتمبر 2001 لأرتب لحواري معه في برنامج «بلاحدود» الذي تم بثه على الهواء مباشرة في 26 سبتمبر حول توقعاته للحرب التي اعلنتها الولايات المتحدة ضد افغانستان التي قالت انها حرب ضد الارهاب، وقد كان بن يتصدر وقتها زعامة الحملة العالمية التي كانت تحت عنوان «اوقفوا الحرب»، حيث كنت ابحث عن العقلاء والحكماء في العالم حتى نسمع صوتهم الى من لا يسمعون إلا قرع طبول الحرب التي وقعت بعد ذلك ودمرت الاخضر واليابس في المنطقة كلها وليس في افغانستان وحدها. وكان صوت توني بن احد هذه الأصوات الغربية التي قررت ان تعارض الحرب وتعارض سياسات الولايات المتحدة و الغرب بصوت مرتفع ، ولد طوني بن في لندن عام 1925م. تخرج من جامعة (اوكسفورد) عام 1949، حيث احترف العمل السياسي باعتباره ينتمي الى اسرة ارستقراطية، وكان والده احد اللوردات والسياسيين البارزين في بريطانيا.
اصبح عضواً في البرلمان البريطاني عام 1950م، وبقي الى العام 2000م، حيث كان من ابرز الخطباء والمتحدثين تحت قبة البرلمان البريطاني طوال خمسين عاما .
تولى وزارات عديدة في حكومات العمال، حيث كان وزيراً للتقنية والكهرباء بين عامي 66 الى العام 70، ووزيراً للصناعة والبريد والاتصالات بين عامي 75 و76، ثم وزيراً للطاقة بين عامي 75 و79.
ظل عضواً منتخباً في الهيئة التنفيذية لحزب العمال من العام 1959م وحتى 1994 ، حينما ذهبت الى منزله الذي كان يقع في احد الاحياء الراقية القريبة من حديقة هايد بارك الشهيرة غرب العاصمة لندن بقيت اذهب واعود في الشارع لأتاكد من رقم المنزل الذي اعطاه لي فقد كانت كل البيوت تدل على الثراء والزهو والطبقة الارستقراطية التي تعيش في هذا الشارع وهذا الحي الا هذا البيت الذي اعطاني رقمه كان يبدو قديما ولم يتم طلاؤه منذ مدة طويلة واعتقدت انه مهجور لا يعيش فيه احد ، فاعدت الاتصال عليه بالهاتف حتى اتاكد من رقم المنزل ، فاذا به يفتح الباب ويناديني من نفس البيت الذي وقفت مترددا امامه انه بيته ، سلمت عليه و دخلت واذا باكوام من الاوراق تملأ كل مكان واعتذر لي ان مساعدته لم تصل بعد وانه يتخذ من بيته مكتبا له وارشيفا كبيرا لكتاباته وآرئه لكن كان يبدو ان كل ورقة يعرف مكانها فقد ذكرني ببعض مواقفه وكان يقوم ليقلب كومة من الاوراق ويستخرج ورقة ليؤكد ما ذكره لي او ملخصا لحوار تليفزيوني او إذاعي او موقفا تاريخيا كان له تحت قبة البرلمان ، وبدا الرجل عالى الانسانية منحازا اليها ضد الحيوانية التي يتميز بها كثير من السياسيين الغربيين والذين تغلبهم المصالح الشخصية والسياسية على مصالح الشعوب الاخرى جذبتني انسانيته العالية وموقفه المؤيد للقضية الفلسطينية وحق الشعوب في السلام والحياة الحرة الكريمة فتواصلت معه بعد ذلك مدة وكنت اتابع مواقفه وبعض ما يكتب كان نائباً لرئيس حزب العمال البريطاني خلال العام 1970م، ثم رئيساً للحزب بين عامي 1971م و1972م. صدرت له كتبٌ كثيرةٌ في الفكر والسياسة خلال الستين عاماً الماضية ونشرت ما يقرب من عشر مجلدات من مذكراته ويومياته توفي توني بن يوم الجمعة الماضي ولكن ماهو اهم ما ذكره لي في الحوار الذي اجريته معه ؟
نكمل غدا .
الوطن القطرية
