تسبب قرار “مهاتير محمد” يوم 5 نوفمبر الجاري خوض الانتخابات البرلمانية القادمة في ماليزيا، والمقررة – خلال ساعات – في الـ 19 من نوفمبر 2022 فى حالة من الصدمة والاندهاش على مستوى العالم.
والسبب فى ذلك أن مهاتير قد دخل موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية في سنة (2018)، حينما عاد لرئاسة الحكومة وكان عمره آنذاك 92 سنة؛ حيث قضى فيها عامين فقط، ليستقيل بعد ذلك في ظروف غامضة.
مقتطفات من الحلقة
تضمن العرض التالي لـ أحمد منصور تفاصيل نشأة مهاتير محمد حتى أصبح رائد النهضة الماليزية الحديثة. حيث اعتمد على التعليم كركيزة أساسية للنهضة، فخصص له ميزانية تساوي 3 أضعاف ميزانية الدفاع؛ ومن خلال هذه الميزانية استطاع جمع العلوم والمعارف من الشرق والغرب، وبذلك نجح في تحويل ماليزيا من دولة زراعية إلى دولة صناعية.
وعمد مهاتير بعد ذلك إلى إرسال الطلاب الماليزيين إلى الشرق (اليابان)، لأنه كان يدرك أن الغرب يبخلون بإعطاء العلوم لغيرهم، حتى أنه صرح في حلقة من برنامج شاهد على العصر أن ماليزيا عندما اشترت طائرات من أمريكا وجدتها منزوعة الأكواد؛ حتى لا يستطيعوا استعمالها.
وذكر الإعلامي أحمد منصور فى العرض الأخطاء التي كشف له مهاتير أنه وقع فيها، وهي مصنع الحديد والصلب، وفشل مشروع انتاج سيارة ماليزية ..
فهرس موضوعات الحلقة
00:00 صدمة مهاتير محمد للعالم.
00:50 دخول مهاتير محمد موسوعة “جينيس”.
01:27 مهاتير محمد رائد النهضة الحديثة في ماليزيا.
01:51 نشأة مهاتير محمد.
02:57 الوصول إلى رئاسة الوزراء.
03:31 مشروع ورؤية مهاتير محمد للنهضة بماليزيا.
04:27 سر النهضة الماليزية.
05:08 بخل الدول الغربية بالعلم والمعرفة.
05:37 الثقافة الأمريكية في الاستحواذ على العلوم وحجبها عن الشرقيين.. شهادة مهاتير محمد.
06:40 مفاجأة جمع ثمار البعثات التعليمية.
07:54 المقابلة الأولى لأحمد منصور مع مهاتير محمد.
08:26 عوامل نجاح مهاتير محمد في رئاسة الحكومة لأول مرة.
09:09 اعتراف مهاتير محمد بأخطائه.
نص الحلقة
في الـ 5 من نوفمبر الماضي (2022) وقعت صدمة كبيرة في العالم .. لماذا ؟
لأن مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي الأسبق قرر أن يترشح للانتخابات البرلمانية القادمة في ماليزيا والمقررة في الـ 19 من نوفمبر الجاري (2022)
إذا ما هي المشكلة ؟
من حقه أن يترشح..
المشكلة هي أن مهاتير عمره 97 عاماً ، وبالتالي إنسان في هذا العمر وأعلن عن استعداده ليس فقط الترشح في الانتخابات البرلمانية ولكن عن استعداده أن يعود إلى رئاسة الوزراء من جديد وأن يتولى رئاسة الحكومة مرة أخرى وأن يتولى مسؤوليته وينهض بماليزيا في هذا الوقت الحرج الذي تمر به ..
موسوعة الأرقام القياسية
مهاتير دخل موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية في سنة 2018
حينما عاد لرئاسة الحكومة وكان عمره آنذاك 92 سنة
وبقي في السلطة من 2018 إلى 2020 لمدة سنتين ثم استقال في ظروف غامضة بسبب خلافات داخل التحالف الرباعي الذي كان يرأسه
مهاتير محمد عاد إلى الواجهة من جديد باعتباره واحد من أهم السياسيين الذين ظهروا في العالم خلال القرن الماضي
مسيرة مهاتير
تولى مهاتير محمد رئاسة الحكومة الماليزية سنة 1981 وبقي في السلطة إلى 2003
ثم استقال وترك السلطة بعد ذلك
لكن في الفترة من 81 إلى 2003 عمل نهضة عظيمة جدا في ماليزيا
ويعتبر هو باني ماليزيا الحديثة
بناها من كل الاتجاهات
مهاتير ولد 1924
تخرج من كلية الطب في سنغافورة التي كانت جزءا من ماليزيا سنة 1954
وانتمى أو بدأ يمارس السياسة سنة 1962 من خلال انتمائه للجبهة الوطنية المالالوية “أمنو”
ثم ترشح للبرلمان الماليزي سنة 65 وأصبح عضو فيه
لكن سنة 69 وقعت مشكلة كبيرة جدا
كادت أن تنهي المستقبل السياسي لمهاتير
مهاتير سقط في الانتخابات البرلمانية سنة 69
واعتبر ده مؤامرة من رئاسة الحزب وكتب لرئيس الحزب آنذاك رسالة قاسية للغاية
رسالة قُرأت على الملأ
طبعها ونشرها
فرئيس الحزب قرر أن يفصل مهاتير
ومن ثم مستقبله السياسي انتهى
لأن مفيش حزب تاني ولا في حاجة تانية يقدر يشتغل من خلالها في ظل إن “أمنو” كانت هي الحزب الرئيسي الذي أدار السلطة وحكم ماليزيا طوال العقود الماضية بعد الاستقلال عن بريطانيا سنة 57
لكن تشاء الأقدار أن تعيد مهاتير مرة أخرى في سنة 72
وفي سنة 74 ترقى بشكل كبير جدا داخل “أمنو” وأصبح في سنة 74 وزير التعليم
باني نهضة ماليزيا
لما تولى وزارة التعليم في ماليزيا
أدرك أن نهضة ماليزيا تبدأ من التعليم
بقي وزير تعليم حتى تولى رئاسة الحكومة سنة 81 بعد أن تنازل له “تون حسين” اللي كان رئيس الحكومة وكان مريض ووثق في مهاتير وتنازل له عن رئاسة الحكومة
وأصبح هو رئيس حكومة بدون صراعات وبدون مشاكل سنة 81
مهاتير كان عنده مشروع.
كان عنده رؤية.
كان عنده أفكار للنهضة.
ونهضة الأمم في كل مكان تقوم على التعليم.
أدرك مهاتير هذا.
خصص ميزانية للتعليم في ماليزيا
تعادل ميزانية وزارة الدفاع 3 مرات
بل كانت ميزانية التعليم في ماليزيا هي الأكبر في كل العالم بالنسبة لـ موازنات الدول
كانت ثلث ميزانية ماليزيا
قرر مهاتير أن يبدأ نهضة التعليم في اتجاهين
الاتجاه الأول داخلي
من خلال النهضة بالتعليم الفني
لأن التعليم الفني هو اللي بتقوم عليه الصناعة
وماليزيا كانت دولة زراعية تعتمد على المطاط وتعتمد على زيت النخيل ومعندهاش موارد أخرى
فأدرك أن نهضة ماليزيا تقوم من خلال النهضة الصناعية والنهضة الصناعية تقوم من خلال التعليم الفني والصناعي
فأطلق المجال للتعليم الفني والصناعي في البلاد
وأيضا يحتاج إلى إدارة
فقرر أن يبتعث الماليزيين للدراسة في الخارج من خلال الميزانية الضخمة التي خصصها للتعليم
وفي وقت واحد
كان هناك 50 ألف ماليزي بيدرسوا في معظم دول العالم
وخلى مهاتير التحرك في اتجاهين
الاتجاه غربا للحصول على العلوم والمعارف
والاتجاه شرقا إلى اليابان وإلى الدول الأخرى حتى يجمع ثقافتي الشرق والغرب
والتطورات الهائلة الموجودة في مجال التعليم في الشرق والغرب
حتى إن مهاتير لما حب يعلم ابنه
مبعتوش إلى أمريكا ولا إلى أوروبا
ولكن بعت ابنه إلى اليابان ليتعلم هناك
وعمل مهاتير منظومة سماها “الاتجاه شرقا”
ليه؟
لأن الدول الغربية كانت بتبخل بالمعارف والعلوم اللي عندها
وذكر مهاتير في شهادته معايا على العصر اللي هتلاقوا الروابط بتاعها موجودة في صندوق الوصف ..ذكر إن حتى لما استوردوا الطائرات الحربية من أمريكا وجدوها منزوعة الأكواد
يعني ايه منزوعة الأكواد؟
يعني ميعرفش يوجه الصواريخ
وتصبح الطائرات مجرد طائرات للاستعراض وقال إن معظم الدول اللي بتستورد طائرات من أمريكا بخلاف إسرائيل
بتحصل على الطائرات منزوعة الأكواد ولا تستطيع أن تستعملها
بالتالي الدول الشرقية بتؤدي أو بتعطي أكثر من الدول الغربية فقرر الاتجاه شرقا وبنى ماليزيا
أنا سألته قولتله: أنت لما قررت تعتمد على التعليم وتبتعث الماليزيين للدراسة في الخارج
توقعت تعمل نهضة في خلال قد ايه ؟؟
لأن النهضة بتقوم على حاجتين
بتقوم على زعيم عنده رؤية وعنده مشروع.
وبتقوم على فريق يستطيع من خلاله أن يحقق هذه الرؤية
يعني على رؤية وعلى مراحل تطبيقية
مهاتير كان عنده الرؤية والمشروع لكن معندوش الفريق
فبعت الفريق يعلمه برا
قالي انا توقعت إن أنا هبدأ أجني الثمار بعد 10 سنوات ولكن أنا فوجئت إن بعد 3 سنوات بدأ الناس يرجعوا
اللي راح أخد ماجستير واللي راح أخد دراسة سنة واللي راح اتدرب واللي راح اتعلم
وبعد 3 سنوات بدأت تظهر النتائج و بعد 5 سنين بدأت تظهر الآثار مرة أخرى
مهاتير بنى نهضة ماليزيا على عوامل أساسية
أهمها التعليم
انتو فاكرين لما محمد علي بنى نهضة مصر بناها بردوا على التعليم
استطاع مهاتير في هذه الفترة أن يحقق قفزات كبيرة جدا
لما البريطانيين خرجوا من ماليزيا سنة 1957 بعد احتلال طويل لأكثر من 200 سنة
لم يكن هناك متعلمون في ماليزيا
حاصلون على شهادات عليا أكثر من 1000 شخص
وكانت نسبة الأمية في ماليزيا 90%
لما مهاتير تولى السلطة في ماليزيا
كان معدل الدخل للفرد الماليزي 700 دولار في السنة
في دراسات بتقول انه ترك السلطة ومستوى الدخل عند الفرد الماليزي 16 ألف دولار (في السنة)
لكن مهاتير نفسه في شهادته معي على العصر وفي كتابه (طبيب في رئاسة الوزراء) وعلى فكرة أنا بنصحكم بقراءة هذا الكتاب
الكتاب 970 صفحة
وأنا قرأته أكثر من مرة
مهاتير كاتب بديع
لما عملت معاه حواري التلفزيوني لأول مرة في برنامج بلا حدود سنة 2002 وكان راجع من الولايات المتحدة الأمريكية وعملته في السفارة الماليزية في لندن المطلة على حديقة الـ “هايد بارك”
وكل الناس عارفة حديقة الـ “هايد بارك” من أشهر الحدائق
اهدى لي مهاتير مجموعة من كتبه
من بينها كتابه اللي عمله بسبب الأزمة اللي وقعت في دول “النمور الآسيوية” سنة 97 وماليزيا هي الدولة الوحيدة اللي استطاعت أن تنهض لأنه كان عنده رؤية وكان عنده مشروع
التجربة الماليزية
نجح مهاتير في الفترة الأولى في رئاسة الحكومة لعدة عوامل
أول حاجة
الظروف التاريخية ساعدته
ثاني حاجة
استطاع أن يبني فريق من الماليزيين المتعلمين اللي اعتمد عليهم بشكل أساسي
كان عنده رؤية وكان عنده مشروع لبناء الدولة وكان عنده مراحل وكان عنده متابعة وكان بيداوم زي ما بيقولي من الساعة 7 الصبح
بيشتغل 16 ساعة في اليوم في ذلك الوقت
وأنا لما قابلته لما روحت أسجل معاه شاهد على العصر
رغم إن عمره كان 90 سنة – 92 سنة كان بيشتغل 12 ساعة في اليوم
وكان بيركب دراجة لمسافة 20 كيلو
بيركب 20 كيلو يعني حوالي ساعة بيعمل رياضة كل يوم ومحافظ على صحته
كان عنده دأب
كان عنده تحدي
كان عنده جرأة في صناعة القرار
كان عنده اعتراف بالأخطاء واعترف لي في شاهد على العصر أنه أخطأ في مشروعين كبار جدا
المشروع الأولاني هو مصنع الصلب
على اعتبار إن الحديد بيدخل في الصناعات الرئيسية
المشروع التاني كان محاولته إنه يصنع سيارة ماليزيا وأنفق عليها كتير ولم ينجح فيها لأسباب كتيرة جدا
هو شرحها أيضا تقدروا تتفرجوا عليها
التجربة الماليزية اللي مهاتير عملها في الفترة من 81 إلى 2003
هي تجربة جديرة أن تُدرس في كل أنحاء العالم وستظل تجربة فريدة ومميزة وبها وضع ماليزيا على خريطة العالم
لكن مهاتير مقدرش يعمل حاجة
في الفترة بين سنة 2018 لـ 2020 لاعتبارات كتيرة جدا
ممكن أكلمكم عنها في الحلقة القادمة
هذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
