يتحدث عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد داود عودة ج 1 من حواره مع الإعلامي أحمد منصور في برنامج شاهد على العصر والذي جرى بثه بتاريخ 27 يوليو 1999، عن نكبة 1948 واليوم التالي للحرب في يونيو 1967.
كما يوضح كيفية تشكل فكرة المقاومة لديه وتأثير الهزيمة عليه أثناء نشأته، ويكشف عن طبيعة الحركات الأيدولوجية التي كانت موجودة في الساحة الفلسطينية في الخمسينيات وانجذابه لفكر حركة فتح في الستينيات.
مقتطفات من حوار محمد داود عودة ج 1
يتحدث عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد داود عودة ج 1 من حواره مع الإعلامي أحمد منصور في برنامج شاهد على العصر عن نشأته وطفولته وتشكيل فكره الثوري في فترة مراهقته وشبابه,
محمد داود عودة (السيرة الذاتية)
ولد السيد محمد داود عودة (أبو دواد) في القدس في التاسع عشر من مايو عام 1937.
تولى أبو داود قيادة المليشيات الفلسطينية في الأردن التي كانت تضم أربعة عشر ألف مسلح، وشارك في أحداث أيلول التي عُرفت بإسم أحداث أيلول الأسود عام 1970، والتي وقعت في الأردن بين الأردنيين والفلسطينيين.
شارك في التخطيط وأشرف على التنفيذ في الهجوم الذي استهدف الفريق الإسرائيلي في دورة ميونيخ الأوليمبية عام 1972.
قاد في عام 1973 فريقاً من الفدائيين الفلسطينيين للقيام بعمليات في عمان تهدف إلى السيطرة على مجلس الوزراء الأردني والسفارة الأميركية في عمان بهدف الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الأردن، إلا أن العملية كُشفت، وحُكم على أبو داود ومرافقيه بالإعدام إلا أن الحكم خُفِّف بعد ذلك وأُفرج عن أبو داود بعد عدة أشهر بعد زيارة قام بها الملك حسين إليه في سجنه.
انتقل أبو داود بعد ذلك إلى بيروت، وعُيِّن قائداً عسكرياً لمنطقة بيروت الغربية وخاض حرب العامين 1975 و 76 التي وقعت في لبنان.
اختلف أبو داود مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية السيد ياسر عرفات عام 78، وذلك بسبب قبول السيد عرفات وقف إطلاق النار أو باتفاق وقف إطلاق النار مع الإسرائيليين آنذاك.
تعرض أبو داود لمحاولة اغتيال في وارسو عام 1981، وأُصيب بسبع رصاصات في أماكن مختلفة من جسده، إلا أن هذه الرصاصات لم تمنعه من الركض وراء الشخص الذي حاول اغتياله في ردهات الفندق. حتى إن كثيراً من الحضور كانوا ينظرون إلى المشهد وكأنه فيلم سينمائي، وظل أبو داود ينزف طيلة ساعتين حتى وصلته سيارة الإسعاف.
عايش أبو داود الخروج الفلسطيني من بيروت عام 82، كما كان وسيطاً رئيسياً في الخلاف الذي دب داخل حركة فتح عام 83 بين أبو موسى والسيد ياسر عرفات، وانتهى بخروج عرفات من طرابلس عام 84.
صديق للإرهابي العالمي كارلوس، وقد راسله كارلوس من سجنه في باريس برسالة مؤخراً يطلب منه فيها البحث عن زوجته.
كان صديقاً لأبو نضال ثم خصماً له، حتى أن محاولة الاغتيال التي وقعت لأبو داود في وارسو كان وراءها أبو نضال.
صديق حميم لأبو إياد منذ بداية انتمائه لحركة فتح وحتى استشهاد أبو إياد بعد ذلك في تونس.
نكبة 1948
ويوضح عودة فى حواره أثر نكبة 48 على تشكيل طبيعته الثورية.
وقال إنه شاه وقرأ، أن الإسرائيليين أو الصهاينة في القدس الغربية كانوا في مأزق، وكان الشباب المصري عند أسوار القدس ودافعوا عنها دفاعاً رهيباً، وكان للجيش الأردني دور كبير في هذا، وأن مدفعية الجيش الأردني ساهمت في تضييق الخناق على الإسرائيليين في القدس، فطلب الإسرائيليون من عبد الله التل أن يستسلم، وعبد الله التل سأل قيادته فأبلغوه أنه انتظر 24 ساعة، خلال هذه الـ 24 ساعة فُرضت هدنة على العرب، هدنة إجبارية، وخلال هذه الهدنة التي امتدت 18 يوماً استطاع جنرال يهودي أميركي كان يخدم الجيش مع الأميركي في الحرب العالمية الثانية في بورما أن يقنع القيادة الإسرائيلية بشق طريق شبيه بالطريق الذي شُق في بورما في ذلك الوقت، وشُق طريق بالجبال الوعرة بين الساحل الفلسطيني والقدس، هذا الطريق أعطى اليهود فرصة أن تُنقل لهم و الذخائر الأسلحة وحتى التموين والمقاتلين مما جعلهم في وضع أفضل .
الانتماء لحركة فتح
وأشار عودة في حديثه إلى أن انتماءه لحركة فتح جاء بعد قراءة واسعة عن فكرها والذي كان قريبا من فكره من حيث الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وقال إن الفكر الأساسي لهذه الفئة كان منصب على تحرير فلسطين، وما فُقد بالـ 48…
حزب التحرير
كما اشار محمد داود عودة إلى أنه أعجب بسن المراهقة بحزب التحرير ومؤسسه الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله، ولفت إلى أنه جرى دعوتهم كشباب في الثانوي لحلقات دراسة، وأنه كان مواظب على حضور هذه الحلقات، وهي التي أسست في فهمه للفقه الإسلامي الصحيح..
هزيمة 1967
وقال عودة إن أحد أسباب اكتمال الهزيمة في 67 كان الإعلام العربي والذي كان يبث مغالطات وشائعات عن الحرب لم يراها الناس على أرض الواقع مما أدى إلى الهلع وترك الديار.
وذكر أنه عندما انفجر القتال كانوا يحلمون حلماً فوضوياً كبيراً، لأن فتح كان عندها تفكير أن الأمة العربية هي فيل، لكن فيل مكبل بالجنازير، وأن إسرائيل هي فأر، فمن يستطيع أن يكسر هذه الجنازير فينطلق الفيل ويدعس الفأر ويمشي، فكان عندهم معلومات من الصحف والإعلام المزور، أن قوة العرب أضعاف قوة إسرائيل.
اليوم التالي للحرب
وذكر أنه بعد هزيمة العرب رجع من سلوان باتجاه أريحا ماشياً، فشاهد المنظر القاسي الرهيب، آلاف الناس يذهبون باتجاه الشرق ولا يدرون ماذا يفعلون، ولم يشاهدوا جندي إسرائيلي، آلاف الجنود الأردنيين أيضاً سيرون باتجاه الشرق، يلقون بأسلحتهم شمالاً ويميناً ويذهبون باتجاه الشرق، دون أن يقاتلوا، لأن الأمر جاءهم بالانسحاب للخط الثاني خلف النهر.
ترانسفير اختياري
وأشار عضو المجلس الثوري لحركة فتح إلى أنه لولا مغادرة الأراضي لكان الواقع الآن أفضل بكثير، حيث أنه بعد حرب 48 ترك الإسرائيليين 120 ألف فلسطيني، والآن أصبحوا مليون، ولهم 15% من الأصوات لهم الترجيح ، موضحا أنه إن لم يغادروا 400 ألف فلسطيني الضفة لأصبحوا ملايين يتحكمون في مصيرهم. ولفت إلى ترانسفير توفير الفرص في العالم العربي، وإن الولايات المتحدة وأوروبا كانت مفتوحة للفلسطينيين لمن أراد أن يهاجر منهم. وأوضح عودة أن الإسرائيليين في الوقت الحالي يتبنوا خطة “ترانسفير اختياري” حيث يضيقوا وسائل العمل في الضفة والقطاع، ويؤسسوا منشآت مهمة صناعية على الجانب الشرقي من النهر في الأردن، ويتركوا فرص العمل في الجانب الشرقي من النهر كبيرة جداً، لجعل الفرد يسافر للعمل ويأخذ عائلته معه، وهكذا نشأت مدن في الأردن،الرصيفة الزرقا…
فهرس موضوعات حوار محمد داود عودة ج 1
0:00 مقدمة عن محمد داود عودة وكفاحه
5:48 نشأة محمد داود بالقدس
7:15 خطط الصهيونية لنقل اليهود من سلوان
9:05 حرب 48 وتشكيل فكرة المقاومة
11:40 حادثة دير ياسين
12:46 كيف حول الإسرائيليين مأزقهم إلى انتصار على العرب
15:30 أثر هزيمة العرب في 48 على محمد داود وعائلته
16:50 قائد الجيش الأردني المتسبب في االهزيمة
18:38 انعكاسات الهزيمة على حياة محمد داود
20:10 48طبيعة الأيدولوجيات في فلسطين بعد عام
21:13 رأي محمد داود في القوميين السوريين
22:45 انجذاب محمد داود لفكر حركة فتح
23:55 محمد داود يتحدث عن مؤسس حزب التحرير الشيخ تقي الدين النبهاني
25:30 أثر فكر حزب التحرير على محمد داود
26:15 قرار محمد داود بالانتماء إلى حركة فتح
28:26 محمد داود يروي تفاصيل يوم الهزيمة في 67
34:00 انسحاب الجنود الأردنيين دون قتال
34:53 أحداث اليوم الثاني من الحرب
36:27 دور الإعلام العربي في هلع الشعب وتركهم ديارهم
33:10 التركيبة الديموغرافية للفلسطينيين وكيف يتعامل الإسرائيليين معها
42:32 كمائن إسرائيلية لمنع عودة الفلسطينيين
43:10 الوضع النفسي لمحمد داود عقب الهزيمة
