ضربة إيران القادمة

يبدو أن تصريحات الرئيس الأيراني أحمد ي نجاد المتكررة ضد إسرائيل والمحرقة اليهودية لا تنم عن انعدام الخبرة السياسية كما أشار البعض ، وإنما هي جزء من استراتيجية إيرانية تهدف إلى تشتيت الحلف الأمريكي الأسرائيلي الذي بدا أنه يخطط لتوجيه ضربة عسكرية قاصمة إلي إيران ، فالتصريح الذي أدلي به قائد الجيش الأسرائيلي الجنرال دان حالوتس فى الثالث عشر من ديسمبر الماضي والذي قال فيه ” إن إيران ستصل بعد ثلاثة أشهر إلى نقطة اللاعودة فى مشروعها النووي لتكون قادرة على الحصول علي تكنولوجيا لتطوير قنبلة نووية ” فترة الثلاثة أشهر التى حددها رئيس الأركان الأسرائيلي توافقت مع تسريب معلومات مفادها أن الولايات المتحدة وإسرائيل بمشاركة الناتو تعدان لتوجيه ضربة قاصمة إلى أكثر من مائتي مركز أبحاث عسكرية ونووية في إيران ، تتم عبر هجمة جوية ربما تقوم بها ألفي طائرة فى آن واحد ، مع المئات من صورايخ كروز ، وأن الهدف هو إجهاض المشروع النووي الأيراني وتدمير أي قدرة عسكرية مستقبلية لأيران يمكن أن تهدد بها إسرائيل ، لكن المخاوف الأساسية هي من ردة الفعل الأيرانية التى ستوجه إلى الدول القريبة التى هي دول الخليج ، ولذلك فقد فسر بعض المراقبين تصريحات قائد الأركان الكويتي الفريق الركن فهد الامير في 13 ديسمبر الماضي بأن الكويت تطلب مساعدة الناتو على مواجهة خطر نووي محتمل إذا حصل حادث مفاجيء لمفاعل بوشهر الأيراني على غرار ماحدث لمفاعل تشير نوبيل الروسي ،بأنه يدخل ضمن ترتيبات دول المنطقة لتحاشي الصواريخ والهجمات الأيرانية التى يمكن أن تشكل ردة الفعل المتوقعة لأيران
علي الجانب الآخرنقلت صحيفة ” جمهوريت ” التركية في 14 ديسمبر الماضي أي فى نفس الفترة التى تصاعد فيها الحديث عن هذا الموضوع وذلك عن مصادر تركية قولها ، إن مدير وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية ” سي آي إيه ” بورتر غوس أبلغ أنقره أثناء زيارته لها فى هذ الوقت ضرورة اتخاذ الأستعدادات لعملية عسكرية وهجوم جوي محتمل علي إيران أو سوريا ، كما أن المعارضة التركية صعدت من لهجتها ضد الحكومة متهمة إياها بالتواطؤ مع واشنطن من أجل توجيه ضربة لأيران .
فى نفس الوقت أدلي خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الأسلامية حماس بتصريحات حادة ضد إسرائيل أثناء زيارته لأيران فى 15 ديسمبر الماضي قال فيها ” إن حماس ستصعد وتوسع نطاق مواجهاتها مع الأسرائيليين إذا هاجمت إسرائيل إيران
وما صرح به رئيس الأركان الكويتي ربما لم يصرح به الآخرون لكنه يعكس جانبا من سيناريو نشر المزيد من صورايخ باتريوت فى دول المنطقة ، تحسبا لردود الفعل الأيرانية إذا ما نفذت الولايات المتحدة وإسرائيل والناتو هجومها المرتقب على إيران ربما في نهاية الربع الأول أو بداية الربع الثاني من العام 2006 من خلال قراءة تصريحات قائد الجيش الأسرائيلي .
في ضوء هذه الصورة يمكن النظر لتصريحات الرئيس الأيراني بصورة تختلف عن كونها تصريحات لا تنم عن خبرة سياسية إلي أنها جز ء من عملية التصعيد التي يمكن أن تقود المنطقة إلي تطورات خطيرة ، فى ظل التأكيدات الأمريكية الأسرائيلية من المخاطر التى تشكلها إيران ومشروعها النووي ، ومن المؤكد أن واشنطن فى ظل مساعيها لتامين إسرائيل يمكن أن تقوم بأي عملية ، ومن المؤكد أيضا أن الأستقرار النسبي الذي تنعم به منطقة الخليج الآن يمكن أن يتأثر بشكل كبير لأن المسافة بين إيران وبعض جاراتها من دول الخليج يمكن أن ترصد بالعين المجردة ، فياتري ما الذي تحمله الليالي الحبالي لمنطقة الخليج ؟

Total
0
Shares
السابق

قوانين الطوارئ وصناعة الخوف

التالي

المحكمة الدولية .. والفرار من مأزق العراق

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share