سالي توما (2) : سقوط الشهداء وجرائم القناصة .. ومليونيات التحرير

سالي توما

تحدثت سالي توما موغرو عضو المجلس التنفيذي لائتلاف شباب الثورة، مع أحمد منصور في الحلقة الثانية من برنامج شاهد على الثورة، والتي بُثت بتاريخ 8 يناير 2012، عن حرق مقر الحزب الوطني، ودخول الجيش إلى ميدان التحرير.


واستكملت سالي توما فى شهادتها على الثورة  الحديث عن حرق مقر الحزب الوطني وسلب محتوياته، وكيف تعامل الثوار مع هذه الأحداث.
وأشارت توما إلى أن دخول الجيش الميدان تم في يوم 28 يناير، وأوضحت أن الجيش دخل التحرير على مرحلتين، الأولى كانت لإدخال ذخيرة لقوات الأمن : وزارة الداخلية”، والمرة الثانية أكدوا خلالها للثوار أنه تدخل من أجلهم ، وهو ما جعل الثوار يؤيدون تدخل قوات الجيش .
كما تحدثت عن القناصة، الذين استهدفوا عدد كبير من الثوار، إذ كانت الرصاصات تتركز في منطقتي الرأس والصدر.
وتحدثت توما الطبيبة النفسية عن الطبيعة النفسية والأمراض التي تلاحق القناصين مستقبلا تأثير تجردهم من الضمير وتحولهم لآلة للقتل..
وتطرقت إلى أحوال الميدان والمبيت داخلة وبداية تأسيس الخيام والمنصات الرئيسية..

نص الحلقة

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا وسهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج شاهد على الثورة، حيث نواصل الاستماع إلى شهادة الدكتورة سالي توما عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة في مصر، دكتورة سالي مرحباً بك.

سالي توما: أهلا بحضرتك.

أحمد منصور: أحنا تقريباً الآن يوم 28 يناير مساءً أنت دخلت إلى ميدان التحرير من جهة كوبري قصر النيل ولم تدخلي إلى الميدان وإنما شكلت وحدة للإسعافات الطبية مع بعض الزملاء لك بجوار الجامعة العربية، تحدثت عن بعض الحالات التي شاهدتيها وبدأ الليل يدخل أصوات إطلاق الرصاص لم تنقطع من اتجاه وزارة الداخلية وقلت أن ثلاثة من المصابين جم شهداء إلى نفس النقطة التي كنت فيها بينما كان ينقل الآخرون إلى مناطق أخرى، كيف تطور الوضع ليلة 28؟

سالي توما: أنا فاكره بعد شوية تعبت قوي لأننا كنا واقفين بقى من الصبح وكده، فرحت خمس دقائق رجعت على كوبري قصر النيل نفسه وكنت أبُص يعني هو كوبري قصر النيل كان ساحة حرب خلاص يعني حاجات منه كثيرة متدشدشة كده كده ، وقفنا شوية أنا وزملاء ثانيين غير الأطباء، زملاء من الائتلاف وقفنا شوية وبعدين شوية ولقينا الحزب الوطني مولّع، فيعني..

إحراق مقر الحزب الوطني

أحمد منصور: الحزب الوطني تقريباً لأن أنا شاهدت الشرارة الأولى في ستة، ستة ونص مساء ً تقريباً يعني بدأ يحترق.

سالي توما: آه، آه إحنا فضلنا واقفين قدامه كده شوية وهو يحترق يعني كان منظر يعني ما عرفتش أوصفه إزاي؟

أحمد منصور: بحزن ولا بفرح؟

سالي توما: ما كانش حزن أو فرح، زي ما تكون علامة حاجة انتهت يعني زي ما يكون في حاجة انتهت وفي حاجة تبدأ كان إحساس غريب بالذات أنه هو بعدها كان بيجي ناس شايلة Computers وشايلة حاجات ..

أحمد منصور: بدأ بعض الناس يسرقوا حاجات.

سالي توما: آه بدأوا يسرقوا حاجاتلكن الثوار..

أحمد منصور: وبعضالناس بدأوا يأخذوا ملفات من الحزب؟

سالي توما: الملفات آه، الملفات وكانت الناس بتعديها ما فيش مشكلة بس لما كان يعدي علينا على الكوبري ناس شايلة كمبيوتر أو أي حاجة متشالة من الحزب الوطني كانت الناس يعني الثوار تأخذوها من الأشخاص دي وكانوا بيرموها في النيل، يعني ما كانش حد مسموح له أن هو يروح بحاجة أو إن هو يسرق حاجة مثلاً، لكن هو كان فعلاً منظر يعني عمري ما ها أنساه يعني أنا ولغاية دي الوقتِ كل ما بعدي بأشوفه كده محروق افتكر بالضبط الليلة دي واللي حصل.

أحمد منصور: طبعاً الحريق امتد إلى مبنى المجالس القومية المتخصصة وهذه كانت تحوي ثروة معلوماتية هائلة بالنسبة لمصر أيضا واحترق المبنى كله.

سالي توما: طبعا دي كانت مشكلة وانتقل إلى كم عربية موجودين يعني إحنا بدأنا نشوف كذا عربية راكنة قدامه بدأت تحترق وبعض العربيات على كوبري 6 أكتوبر.

أحمد منصور: 6أكتوبر كانت عربيات شرطة؟

سالي توما: آه كانت عربيات شرطة صحيح، لأ أنا فاكره إن أننا قعدت كثير قوي قدام المنظر ده وحتى صورته يعني وشوية وبعد كده بقى رجعت ثاني مكاننا عند جامعة الدول العربية وكنا الناس لسه برضه لسه تجيء وفضلت طويلة قوي الحالات ..

أحمد منصور: مصابين وجرحى؟

سالي توما: مصابين وجرحى وشهداء وفضلنا لغاية الآخر يعني..

أحمد منصور: الآخر الساعة كم؟

سالي توما: أنا تقريباً..

أحمد منصور: الوضع في الميدان كان بيتطور ساعة بعد ساعة.

سالي توما: كان ساعة بعد ساعة أنا كنت لسه برا لما الجيش دخل كنت لسه برا.

دخول الجيش إلى ميدان التحرير

أحمد منصور: هو الجيش دخل على مرحلتين، مرحلة مع دخول الليل وده كان من الحرس الجمهوري وقيل أنهم كانوا شايلين ذخيرة..

سالي توما: ذخيرة للشرطة.

أحمد منصور: ذخيرة للشرطة الجيش نفسه على الساعة11 تقريباً بدأنا نرى قوات يعني مدرعات داخلة.

سالي توما: أنا يعني شفت بعيني إن أول تقريباً مدرعتين دخلوا أو حاجة أول كان سيحصل عليهم هجوم من الناس وبالتالي دول اللي كانوا شايلين الذخيرة بعد كده..

أحمد منصور: دول كانوا حرس جمهوري وأحرقت واحدة منهم.

سالي توما: آه، آه أحرقت واحدة وده كان يتهيأ لي رسالة، كانت رسالة بتقول إن اللي عاوز بجد يبقى جزء من الثورة دي هيضطر إن هو يحرس الشعب ده، ويضطر أن هو ما يصطدمش مع الشعب ده، وهيضطر أن هو يبقى يد واحدة ساعتها بجد الشعب والجيش يد وحدة لأن زي ما حضرتك بتقول إن إحنا نعرف إن الجيش كان يدخل ذخيرة للشرطة ده كان خطر كبير حتى على تصادم..

أحمد منصور: على الحرس الجمهوري.

سالي توما: آه على الحرس الجمهوري، إن هو تصادم يحصل بينا وبين الحرس الجمهوري وبعد كده طبعاً إن إحنا كنا بصين على الجيش مش مطمنين قوي، كان ساعتها الواحد مش فاهم أنت معانا ولا مش معانا الوضع ده هيبقى عامل إزاي؟ بس شوية يمكن بروحهم روح الجنود نفسها اللي كانت داخلة والناس اللي داخلة كنت روحهم بتقول أنا معك يعني أنا داخل معك فبدأت الحالة تختلف والناس تبقى مرحبة بوجودهم جُوّا أن هو ده اللي هيحل حبة يعني..

أحمد منصور: تحركتِ في الميدان بالليل؟

سالي توما: تحركت في الميدان بالليل كثير يعني ..

أحمد منصور: إيه اللي شفتيهِ؟

سالي توما: شُفت الناس تعبانة كثير جداً، هو كان في إنهاك شديد لأن هو كان يوم طويل جداً من الحرب يعني شُفت حتت كثيرة فيها دم وهو دليل على..

أحمد منصور: أي حتت بالضبط؟

سالي توما: الحتت الأقرب برضه لمدخل القصر العيني يعني دائماً..

أحمد منصور: المنطقة اللي أمام المجمع اللي هي مرصوفة بالرخام قلتِ لي كان بيجمع فيها بعض الجثث والشهداء والجرحى في المنطقة دي.

سالي توما: بالضبط كده، فالحتة دي كانت مليانة دم الريحة كانت طبعا والغاز لسه في العيون هو فضل قاعد يومين وإحنا حاسين بوجوده، هي كانت ساحة حرب كانت، كانت ساحة حرب..

أحمد منصور: إطلاق النار لم يتوقف في ذلك الوقت وبقي حتى اليوم التالي؟

سالي توما: فضل لغاية اليوم التالي وبعدين ..

أحمد منصور: شفتِ بعض الشباب اللي هم كانوا مصرين إنهم يروحوا عند الداخلية وفي نفس الوقت يعودوا شهداء أو جرحى وزملاؤهم يرجعوا مرة ثانية؟

سالي توما: على الصبح مع إن إحنا كنا تعبانين جدا وكنا خلاص دخلنا الميدان يعني على الصبح بدأنا نستعد أو نفكر..

أحمد منصور: نمت في الميدان؟

سالي توما: آه بدأنا نفكر..

أحمد منصور: نمت ولا فضلت صاحية؟

سالي توما: لأ صاحية يعني قعدت بيّت في الميدان بس صاحية يمكن أكون غفلت دقيقتين بس مش فاكراهم حتى يعني .

أحمد منصور: مين اللي شفتيهم من زملائك؟

سالي توما: كل زملائي كانوا موجودين ما حدش روّح يعني ما حدش فينا كل الناس اللي طلعت معايا يوم الجمعة كانت هي نفس الناس اللي قعدت..

أحمد منصور: تقولي لنا بعض الأسماء؟

سالي توما: يعني كان فيه عمر صلاح كان في أحمد عيد، شادي الغزالي، كان فيه خالد عبد الحميد، خالد السيد، مصطفى، علا، داليا، شهبا، حسين كان في ناس كثيرة موجودة وفضلنا قاعدين وبعدين..

أحمد منصور: قررتوا تعملوا حجة ولا الكل كان منهكا ومش عارف الأمور رايحة لفين؟

سالي توما: لأ، بالعكس قررنا إن إحنا مادام قاعدين خلاص نقفل التحرير علينا، وقررنا إن إحنا زي ما تقول كده ما أعرفش جاء ازاي القرار ده ؟ بس إحساس البناء جاء أن إحنا سنبني وطن أو ستبني دولة أو ستقعد.

أحمد منصور: إحنا لسه ما فيش حاجة؟

سالي توما: لأ بس الإحساس كان موجود والكلام يعني الكلام موجود إن أننا عاوز أقعد في التحرير كان الكلام إن الشرطة اختفت من حوليك بس الضرب كان حاصل من ناحية واحدة لكن جاء الكلام كله ومن مصر كلها خلاص ما فيش حد في الشارع ما فيش شرطة ما فيش حاجة.

أحمد منصور: تقدري عدد اللي ناموا في الميدان ليلة 29 يوم 28 بالليل بكام تقريبا؟

سالي توما: لأ كانوا كثير جداً، كانوا كثير جداً.

أحمد منصور: عشرة، عشرين ألف؟

سالي توما: أكتر من عشرين ألف، أكتر من عشرين ألف قعدوا في الميدان لغاية الصبح، وعشان هو ما كانش نوم كان في خروج وطلوع كثير، كان في خروج وطلوع كثير يعني وتمشية وإن أنت تبص على جميع الجناب كان عند فندق سميراميس كان في برضه عربية مش فاكره عربية شرطة أو عربية جيش أو عربية شكلها غريب أنا مش فاكره كانت انقلبت عند المدخل اللي هو بعد كوبري قصر النيل وأنت داخل على سمير أميس فالحتة دي انسدت، فإحنا كنا نقول إن الفتحة دي انسدت مخصوص عشان أي مدخل أو أي حاجة للسفارة الأميركية يبقى مقفول، يعني كانت الحتة دي مسدودة وكان طالع منها النار يعني وفضلت قاعدة شوية كمان لغاية الصبح، بس بقول إن إحساسنا إنا عاوزين نقعد ونفكر في البنا فعلاً ده حصل من 28 بالليل حتى وسط التعب كان إحساسي اللي إحنا مقدرناش نعمله يوم الثلاثاء سيحصل النهارده وكان إحساسي إن برا الميدان زي ما تكون البلد فضت زي ما يكون دي كانت بلد أشباح يعني إحنا تمشينا شويه لبرا لفترة ما فيش حد.

أحمد منصور: رحتي فين؟

سالي توما: أنا طلعت ثاني من كوبري قصر النيل وفضلت ماشية عند الحتة اللي هي بتاعة الجلاء كنت عاوزة أخش على شارع النيل.

أحمد منصور: هي دائماً فاضية ما فيهاش سكان.

سالي توما: لا لأ، إزاي لما أنت تخش يمين من عند الجلاء ده شارع النيل مليان سكان ومليان حاجات .

أحمد منصور: يعني شارع النيل أنا اقصد المنطقة اللي من قصر النيل لكوبري الجلاء منطقة الأوبرا..

سالي توما: لأ الحتة دي ok الحتة دي ما فيهاش ناس كثير بس الحتة بتاعة شارع النيل برضه ما فيهاش أي حد خالص.

أحمد منصور: فرض حظر التجول في الوقت ده وأيضاً الناس كان عندها مخاوف وأعلن حسني مبارك أنه سيقيل الحكومة هل كل ده كنتم تتابعوه ولا انتم عايشين اللحظة جوّا المكان؟

سالي توما: لأ كانت اللحظة أنا كل ده ما عرفتوش غير مثلا إن كل شوية حد يجري يقول لنا حاجة يعني حد ييجي يقول معلومة لأن بالذات حضرتك عارف إن يوميها ما كنش في شبكة وما كنش فيه أي حاجة خالص فإحنا قعدنا فترة مقطوعين وعشان كده الإحساس كان هو إن إحنا نقعد هنا يعني لأنا ما كنتش عارفة إيه اللي يحصل برا أو أي حاجة لكن كانت برضه عندي تخوف اللي هو إيه اللي يحصل للناس برا بالذات أن ما كنش فيه شرطة وما كنش في أي حاجة لكن.

فوضى عارمة وعمليات سلب ونهب

أحمد منصور: بدأ السلب والنهب في الليلة دي، بدأ الناس يهربوا والمعتقلين يهربوا من بعض السجون وبدأ يبقى في نوع من الفوضى، حسيتِ بالفوضى ديه؟

سالي توما: لأ في التحرير ما حسيناش بالفوضى وفي الساحة دي ..

أحمد منصور: هو كان فوضى.

سالي توما: لأ، كانت فوضى ولكنها كانت فوضى زي منظمة ما كنتش فوضى هي كان زي ما نقول ساحة حرب لكن فيها أنت شايف عارف مين عدوك مين معك دول ناسك أنتم واحد يعني ما كنش في حتى لو نتكلم عن السلب والنهب ما حصلش في التحرير أو حولين التحرير ده حصل برا وحصل تخويف جامد جداً للناس وحصل تحريضا يعني أنا بعد كده أختي قالت لي إن كانت في التلفزيونات وكل حاجة كانوا يقولوا احموا نفسكم، احموا شوارعكم الناس طالعة عليكم وفضل الموضوع ده أيام كثيرة بعد كده يقال ألحقوا دول جايين مثلاَ اللي في مدينة الرحاب يقال له الحقوا دول على متوسكلات وداخلين مدينة الرحاب الحقوا دول داخلين مدينة الشروق الكلام كله اللي كان يحصل والتحريض الإعلامي الكبير اللي كان يحصل على شان الناس ما تبقاش مركزة في التحرير العين اللي كانت على التحرير كانت عين الجزيرة والعربية الـ بي بي سي غير كده ما كانش في حد قادر يبص على التحرير في الأول خالص، الباقي كله كان القنوات المصرية ودي الحقيقة كانت مطلعة كوبري 6 أكتوبر فاضي على طول أو غير كده الستات اللي كانت تتكلم في التليفونات وتصوت وتقول الحقونا حد جاي علينا أو كذا، مش معنى كده إن محصلش تخريب يوميها ومش معنى كده ما حصلش سرقة حصل لكن ما كانش أبداً بالكبر أو بالحجم اللي قالته التلفزيونات المصرية وعشان كده أحنا كثوار أو الناس اللي كانت في التحرير إن إحنا كنا دايما بنحمل أنس الفقي دم الشهداء دول برضه، لأن كثير قوي ناس ماتت من التخوين كثير قوي ناس ماتت برضه من اشتباكات ناس إن هم اعتقدوا إن دي ناس جاية مثلاً عند اللجان الشعبية أو كذا جاية تهجم على منطقة أو حاجة فهو برضه تسبب في إن الشعب فترة الكم يوم يخاف من بعضه ويخون بعضه وإن إحنا ننعزل داخل التحرير.

أحمد منصور: يوم السبت مبكر مع طلوع النهار بدأت آلاف مؤلفة من الناس تتوجه إلى ميدان التحرير؟

سالي توما: بدأت تتوجه إلى ميدان التحرير وبدأ يحصل تنظيم شويه أن إحنا عاوزين إذاعة ، بدأ يحصل بقى أن لازم يكون في منصة وإذاعة وإن إحنا نكلم الناس.

أحمد منصور: ده كان يوم السبت؟

سالي توما: كان سبت الصبح وكانت لسه الدنيا مخبطة شوية ما كانتش المنصة بقى الأساسية بتاعتنا اللي جات بعد كده بتاعة الائتلاف.

أحمد منصور: أول منصة أسست كانت يوم الأحد؟

سالي توما: بس بداية اللي إحنا نحاول إن يبقى عندنا إذاعة من غير منصة، بداية إن يبقى في ميكروفونات وكهرباء وحاجات طالعة كانت السبت الصبح ودي كانت عند هارديز، كانت محاولة ودي كانت الحتة اللي مش عند هارديز قوي بعد هارديز بشوية في مدخل صغير كده بيطلعنا على الزاوية وراء، هي البداية كانت هنا وكانت محاولة من الشباب بتوع الائتلاف وزملائنا بالذات خالد السيد إن إحنا نحط ميكروفونات وإن إحنا نبدأ نكلم الناس، المحاولة ما نجحتش قوي يوميها كان صعب جداً لكن أنا فاكره ده كويس ليه؟ لأن دي المكان اللي أنا كنت واقفة عنده لما بدأنا نخش على الزاوية وتتقلب مستشفى فأنا فاكره الكلام ده لأن هو ده المكان اللي كنا واقفين عنده بحكم إن أننا نحاول نعمل إذاعة.

أحمد منصور: اللي هو أسست فيه المنصة الرئيسية بعد كده.

سالي توما: بعد كده، السبت حصل إن الناس حاولت تروح عند وزارة الداخلية..

أحمد منصور: دهكان يوم دامي؟

سالي توما: كان يوم دامي بالنسبة لي حتى أكثر من يوم الجمعة.

أحمد منصور: إزاي أوصفي لي؟

سالي توما: لأن اللي حصل أن الناس راحت وشوية أنا واقفة عند المكان بتاع الإذاعة ونشوف هنعمل إيه؟ سمعت..

أحمد منصور: اللي هو بين شارع محمد محمود وشارع التحرير؟

سالي توما: أيوه بالضبط، سمعت ناس بتصوت وتقول محتاجين دكتور، دكاترة دكاترة، دكاترة فإحنا كنا كثير دكاترة موجودين فلقيت حد يشدني من يدي يعني مش فاكره مين حتى دخلني اللي هو الزقاق الصغير ده ..

أحمد منصور: المسجد الصغير.

سالي توما: دخلني على الزاوية بقى على طول دخلت قالوا في ناس جاية دي الوقتِ مصابة كثير من لازغلي كانت دقيقة يعني كان لسه فاضي ما فيهوش حاجة..

أحمد منصور: دي كانت نواة تأسيس المستشفى؟

سالي توما: آه وما كانش في حد لسه خالص غير إحنا وبعض الناس اللي سحبونا الآخرين كدكاترة ودخلونا وجاءت تقريباً أول ثلاث أربع جثث تقريباً يعني.

أحمد منصور: جثث يعني ميتين؟

سالي توما: لأنالناس كانت متصابة في الرقبة وفي الرأس وفي الصدر .

أحمد منصور: إصابات قناصة؟

سالي توما: آه كانت إصابات قناصة وواضحة هي إصابة واحدة يعني كانت رصاصة واحدة وكانوا جايين خلصانين كده يعني.

أحمد منصور: الساعة كم الكلام تقريباً شفتِ الجثث دي؟

سالي توما: مش فاكره الساعة بس كان في ساعة صبح أو ظهر ما كنش متأخر قوي لسه يعني..

أحمد منصور: نقول الضحى مثلاً

سالي توما: كانت لسه في نور قبل ما تليل كان لسه فيه نور مش فاكره الساعة بس أنا فاكره أننا دول..

أحمد منصور: ما أنتِ الدنيا لخبطت معاكِ بس خليك معايا النهار له صبح وله مساء!

سالي توما: أيوه أنا بحاول افتكر..

أحمد منصور: بتقولي قبل الظهر وبعدين تقولي قبل الدنيا ما تليل!

سالي توما: لا، لا، لأ هو كان قبل، قبل هو الدنيا كانت نور بس مش قادرة افتكر كانت الساعة كام الصراحة أنا فاكره إنها كانت نور.

أحمد منصور: أنا معك، أنا معك يعني الإحساس بالزمن في هذه الأوقات كان شبه منعدم عند الناس كلها في هذا الوقت، لكن يوم السبت ده كان يوم دامي واستشهد ناس كثير برصاص القناصة من عند وزارة الداخلية وكان كثير من هؤلاء الناس أول حاجة كانوا يسحبوا على ميدان التحرير وبعدين إما بيروحوا القصر العيني أو مشرحة زينهم أو ناس تروح على بيوتها على طول، في ناس كثير أخذوها ودفنوها من غير ما يطلعوا تصاريح بأن هم قتلوا يعني، أنت في اليوم كان اليوم دامي بالنسبة لكِ، شفت جثث مضروبة بالرصاص قد أيه؟

سالي توما: دي كانت أول ثلاثة أو أول أربعة أنا شفتهم في الميعاد ده وبعد كده بدأت تيجي عربيات كان يقال إن دكتور محمد أبو الغار كان باعت السواق بتاعه عند الحتة اللي جوّا دي وكان يحاول إن هو ينقل المصابين وإن هو تقريبا نقل حوالي 24 بس معظمهم مات قبل ما يجيء لنا على الميدان برضه يعني.

أحمد منصور: ده يوم السبت 29؟

سالي توما: ده يوم السبت 29، فكانت إحنا الكلام اللي اتقال لنا استنوا في ناس جاية في عربيات بتنقل، إحنا كنا واقفين (stand by ).

أحمد منصور: حالتك كانت شكلها إيه النفسية؟

سالي توما: كانت صعبة جداً و..

أحمد منصور: أنت طبيبة نفسية؟

سالي توما: آه، ده ..

أحمد منصور: كنت عاوزة طبيب يعالجك؟

سالي توما: كنا عاوزين حد يقول إنها ستقف الساعة كم؟ يعني إحنا ما كناش عارفين متى ستقف؟ أنا ما كنتش هناك ما كنتش عند الداخلية وما بتتوقفش يعني الناس عمالة تيجي وأنا.

إصرار الشباب للوصول إلى وزارة الداخلية

أحمد منصور: إصرار الناس إنها تروح الداخلية ده تفسيرك ليه إيه؟ فسري لي التفسير النفسي بقى اشتغلي طبيبة نفسية في خمس دقائق أنا لحد دي الوقتِ عايز أفهم هذا الموضوع إن في قناصة عند وزارة الداخلية والشباب مصرين ويشوفوا زملائهم يسقطوا قتلى أمامهم ومصابين ومصرين يروحوا عند الداخلية مش خائفين من الرصاص ومش خائفين من الموت؟

سالي توما: في ساعة يتهيأ لي في حياة الواحد لما الأدرينالين يبقى عالي جداً من حالة الحرب اللي إحنا كنا فيها وحالة التأهب مع الحالة النفسية والإحساس بالظلم الشديد مع الإحساس بأن خلاص أنا ما عنديش حاجة أخسرها ومع الإحساس إن أنا شفت الآخرين سقطوا عشان بلدي عشان الوطن وناس قريبين مني ومش قريبين مني كان في إحساس عندنا كلنا حضرتك بتقول قناصة طب ما إحنا مش عارفين دي ممكن تضرب من أي ناحية؟ ومن أي مكان؟ ما شفتش حد مستتر من أي مكان، ما شفتش حد واخد ساتر، لأ كلنا كنا منا للسماء كده اللي يضرب علينا من أي حتة كان سيضرب أي كان هي ما كانتش بس عند وزارة الداخلية كانت الجامعة الأميركية كمان، وكانوا متنورين في مناطق غير وزارة الداخلية ، لكت يتهيأ لي الإحساس النفسي ده يبقى خلاص يبقى إن أننا عندي استعداد إن أننا أموت النهارده.

أحمد منصور: طب عايز أسألك عن إحساس ثاني معلش برضه فسريه لي من الناحية النفسية؟ إن ضابط شرطة مصري عارف إن اللي يصوب عليه ممكن يكون أخوه أو عمه أو أي حاجة يصوب عليه ويقتله، إيه اللي زُرِع في داخل ضابط الشرطة ده اللي يخليه يقتل إنسان مصري أعزل ممكن أن يكون أخوه أو ابن عمه أو قريبه لهدف حماية الحاكم الديكتاتور أو لأي هدف من الأهداف إيه اللي يوصله لنفسية الضابط أو الشرطي إنه ينزعوا من قلبه الانتماء ينزعوا من قلبه الإنسانية ينزعوا من قلبه مصريته ينزعوا من قلبه دينه وكل حاجة ويحولوه إلى قاتل محترف لأن القناص ده يبقى قاتل محترف، كل شيء مستوي عنده؟

سالي توما: خلينا بس نقول الفرق بين مثلاً القناص في الحالة دي وضابط الشرطة الآخرين في ضباط شرطة رفضوا إنهم يضربوا المتظاهرين في ضباط شرطة قلعت هدومها وانضمت للناس وانضمت للتحرير، فعاوزين نقول إن الشرفاء موجودين في كل مكان..

أحمد منصور: ما اختلفتش معك.

سالي توما: ولكن لما نيجي نتكلم بالنسبة للقناصة بالذات ودي من الحاجات اللي لسه مؤثرة فينا كلنا أن لغاية دي الوقتِ.

أحمد منصور: ما زال الموضوع مجهول.

سالي توما: ما طلعش منهم واحد يعني لغاية دي الوقت مع انه الفيديوهات عندنا والصور ما حكمناش واحد.

تحديد هوية القناصة

أحمد منصور: عايز أقولك حاجة في ناس الآن بتجمع معلومات وبعضهم قابلني إن القناصة دول ممكن يكونوا مش مصريين في ظل إن وزير الداخلية أعلن أن الأسلحة دي مش موجودة، إن القناصة دول ممكن يكونوا مش مصريين يمكن أن ينتموا لشركات زي بلاك ووتر وغيرها وإن تم استئجارهم من قطاع معين من أمن الدولة وكان يدفع لهم أموال وكان متعاقد معاهم زي المتعاقدين الأمنيين اللي يقتلوا العراقيين واللي يقتلوا ناس في أماكن ثانية في كلام طالع حولين هذا الموضوع الآن غير مثبت حتى الآن يتداول ويحاولوا ناس يجمعوا عليه معلومات؟

سالي توما: في ناس بتجمع معلومات في السكة دي وفي ناس تتداول برضه إن هم تبع الحرس الجمهوري يعني في كلام كثير يقال دي الوقتِ ويقول لنا إن إحنا نستنى، بس أي قناص يتهيأ لي اللي يزرع فيك في الأول لازم إن أنت تفصل نفسك عن إنسانيتك لازم إنك تفصل نفسك عن اللي بتنشن عليه ده إنسان وإلا مش هتقدر أن أنت تنشن عليه يتهيأ لي دي تأخذ تدريبات نفسية كثيرة جدا غير إنها تأخد تدريبات على إن إحنا ننشن صح في أي وقت وبرضه تدريب نفسي كبير إن إحساسك بأن أنت تؤدي عمل مجرد عمل مجرد حاجة تنفذ أوامر..

أحمد منصور: أنت قرأت عنها في الطب النفسي؟

سالي توما: قرأت عنها كثير وان إحنا دائما نتكلم على أن إعادة التأهيل ما بتبقاش للضحية بس وإنما لازم برضه نأهل الجاني، الجناة اللي بالدم البارد ده يبقى مشكلة نفسية بني آدم دخل جوّا نفسه خالص ففقد حاجات كثير فقد جزء كبير من إنسانيته زي ما إحنا نقول هو فعلاً هو ما بيشوفش إن هو ينشن على بني آدم، زي ما يكون يصطاد أرنب ولا بطة عادي بعد كده وهو ده يبقى ولما تقعد ولو يعني أنا شفت ناس كثيرة قاعدة تتكلم مع أشخاص بعد سنين طويلة من العمل مثلا كقناصة وخلاص يتكلموا أنه ما كنش قريب من إحساسه في أي حاجة يعني يخلص ويروح بيته ويعيش كإنسان بقى عادي يعني ساعتها يشتغل..

أحمد منصور: أنا لأن غطيت حروب في بعض الأحيان حاولت أدرس نفسية القناص وشفت عدة أفلام روائية عن القناصة وكتبت عن القناصة كمان فكثير مش قادر أتخيل إن هي إنسان مصري ممكن يوصل للمرحلة دي؟ ويقتل بهذه الطريقة بدم بارد ولاسيما وإن في أطفال قتلوا بالقناصة أطفال نقول على 16 و14 سنة؟

سالي توما: النهاردة استشهدت بنت اسمها هدى عندها 17 سنة هي أخت لشهيد اسمه إبراهيم في الإسكندرية يعني إحنا أهو بعد 6 شهور هي مصابة من 28 في رقبتها قدام أخوها إبراهيم..

أحمد منصور: برصاص القناصة؟

سالي توما: آه قناص واستشهدت النهاردة وجنازتها ستطلع بعد شوية يعني فـ…

أحمد منصور: هو القناص ده ما يحسش بالذنب، يعني الضباط دول الآن لما يعرفوا إن الضحايا ضربوهم قتلوا وجنازتهم ما يبقاش عنده إحساس بالذنب؟

سالي توما: لفترة يقتل الذنب والضمير عندك وتعرف تخدره لفترة طويلة لكن اللي يحصلهم ساعات بعد كده مشاكل نفسية كبيرة، وممكن تطلع لما نتكلم على ضحايا التعذيب يشعروا بأيه؟ وهي اضطرابات ومشاكل كثير مثلاً الأحلام أو المشكلة إنه بيبقى قاعد معايا كده يكلمني عادي وفجأة يروح للوقت اللي تعذب فيه أو اغتصب فيه أو كذا، نفس الحكاية مع الجاني أو القناص إن هو تجيء له على شكل أحلام وحشة جداً وممكن إن هو تجيء له على أوجاع في جسمه بعد كده ممكن هو كمان يتعذب نفسياً لأن هو ما كنش متصالح مع النفس زي ما بنقول كان فاصل نفسه عن إنسانيته لفترة طويلة لكن ما ينفعش إن إحنا نعيش طول عمرنا فاصلين نفسنا عن إنسانيتنا وعن ضميرنا ففي يوم من غير أي سبب ممكن يبقى قاعد معايا كده وترجع ويرجع الإحساس بنفسه كانسان يرجع ضميره ثاني ويبتدئ يعذبه بالشكل ده بشكل الأحلام أو أوجاع في الجسم أو اضطرابات شديدة ومنهم ناس لو حضرتك تقول إنك عارف بتوصل للانتحار لأن هي مش قادرة تعيش بالذنب ده، أنا مش متعاطفة معاه دي الوقتِ القناص لكن اقدر أقول إن هو آلة تنفذ أوامر.

أحمد منصور: هو يتحول إلى آلة .

سالي توما: يتحول إلى آلة ولكن في يوم من الأيام يرجع روح..

أحمد منصور: وعلى فكرة في أطباء علم نفس كثر يشتغلون عليهم ويحولوهم لآلات دول اللي يشتغلوا مع أجهزة الاستخبارات ومع الأجهزة الأمنية.

سالي توما: أنا عشان كده بقولك إنه يأخذ تدريب نفسي كمان يعني يأخذ وقتا طويلا جداً إن أننا أفصل الروح عن الجسد وتبقى ده آلة المخ يوجهني إن أننا أضرب وخلاص.

أحمد منصور: مبارك في اليوم ده عين عمر سليمان نائب للرئيس وكلف أحمد شفيق بتشكيل حكومة، هل انعكس ده على الميدان في شيء؟

سالي توما: كانت حالة الميدان دي الوقتِ وصلت لدرجة زي ما قلنا بقى أن السقف عالي خلاص، يعني لو كنا نتكلم قبل كده على حبيب العادلي أو على تغييرات وزارية أو على كذا..

أحمد منصور: ده من يوم الجمعة الشعب يريد إسقاط النظام؟

سالي توما: بالضبط كده، فكان سقفنا علي وكان إحساسنا إن هم تجاهلوا أي حاجة حصلت بين يوم 25 و28 كان بيكفي إن أنت مش هتصدق أي تغييرات وزارية، وستبقى عارف أن تغيير دي الوقتِ هتبقى حاجة مجرد شكلية ودائماً هم جم متأخر على شان كده إحنا دائماً نشكر سيادة الرئيس على تأخره والغباء الشديد اللي حصل في المرحلة دي وفي الوقت ده عشان هو اللي خلى الناس تستفز أكثر وخلى الناس تنزل أكثر، وكمان بسقوط كل الشهداء ده، هو ده اللي نزلك الملايين أكثر وأكثر كمان يعني لو ما كانتش كل الناس فاهمة روح التحرير وحتى لو هي واقفة من الشوارع يعني كان في ناس واقفة من البيوت ترمي لك الماء أو تحييك أو تقولك إحنا معك لو ما كانش الناس دي نزلت فالناس نزلت بعد كده عشان الشهيد والناس نزلت بعد كده عشان إن مش معقولة إن التلفزيون جايب لي 6 أكتوبر، ومش معقولة إن في ساحة حرب وفي كمية ناس وقعت وهو ده الإعلام أو النظام بيحاول يوري الناس تصريحات صفوت الشريف مثلاً دي كانت من الحاجات اللي نزلت الناس جامد يعني، يعني إن أحمد نظيف ما يتكلمش غير متأخر كل الحاجات دي يعني كنت تراكمات فبعد كده لما جاءت التغييرات ولما غير الحكومة كان بالنسبة لنا يعني أنت شلت إيه وجبت إيه الموضوع ما كانش إن احمد شفيق هينقذ الدنيا ولا إن في إيمان بعمر سليمان.

أحمد منصور: يوم السبت 29 مساء بدأت تتبلور الحياة في ميدان التحرير لجان معيشة أسست وبدأوا الناس يفكروا في البطاطين والنوم في الميدان بدأت المستشفى يعني النواة الأولى في المسجد الصغير اللي موجود بين محمد محمود وشارع التحرير.

سالي توما: أصبحت مستشفى عظيمة وكبيرة فيها جميع التخصصات.

أحمد منصور: واشتغل فيها أكثر من 500 طبيب وممرض هي بدأت مساء الجمعة لكن بدأت تتبلور بشكل أساسي في هذا اليوم؟

سالي توما: إحنا بالنسبة لنا من يوم الجمعة بالليل وإحنا نفكر إن هو ده الوضع وبنقول آه ..

أحمد منصور:لأن نفس النقطة اللي انتو عاملينها كان في نقاط مختلفة؟

سالي توما: بالضبط كده، بالضبط كده بس زي ما بنقول أن السبت بدأت تشوف الحاجة ملموسة.

أحمد منصور: أنت كان عندك خيارين يا تشتغلي طبيبة في المستشفى وتروحي المستشفى وتقضي الوقت مع الجرحى والمصابين يا تشتغلي سياسية زي ما أنت بتشتغلي و تبقي مع الائتلاف وترتبي أمور الميدان اخترتِ إيه؟

سالي توما: أنا اخترت الائتلاف مش عشان ده أهم، لكن عشان فعلاً زي ما نقول المستشفى قبل ما كانت مستشفى كانت مسجد في خلال ساعتين ثلاثة كان في مش قادرة أقول هجوم شديد من الأطباء على المكان .

أحمد منصور: لأن كله عايز يشتغل.

سالي توما: لأن كله عاوز يشتغل وكله بتخصصاته وكله نزل بحاجته وكله نزل بأدواته فأنا كنت مطمئنة جداً.

أحمد منصور: الروح دي حسستك بإيه؟

سالي توما: دي كانت أجمل، أحلى وأجمل مستشفى شفتها في حياتي، على فكرة الطبيب مش محتاج قوي أن هو يشتغل في مستشفى متقفلة حلو السيراميك ولا في حالة جامدة جداَ من إن إحنا ندلع الدكاترة زي ما نشوف معظم الوقت بتأله الجراح والكلام ده كله بل بالعكس هو يبدع أكثر ويشتغل أحسن في الظروف اللي زي دي.

أحمد منصور: لأن أنا غطيت حروب برضه فشفت الأطباء يشتغلوا بروح ثانية ويكتسبوا خبرات ثانية وطاقة أخرى في.

سالي توما: طاقة أخرى وسرعة أخرى.

أحمد منصور: في حالات الحروب وال..

سالي توما: يعني أنت كان في حد كنا بنقول أن ده يده حلوة يعني ده مثلا يده حلوه إن هو يقدر أنه يخيط بسرعة شديدة وتطلع خياطة جميلة يعني في دقيقتين ده شغال بسرعة جدا في المستشفى بقى لازم الممرضات تبقى واقفة مش عارف مين كله بيديله حاجة أو كذا، لكن أنت تقدر بنفسك تعمل كل ده، فده بيخلي حالة الطب فيها إبداع يعني هو الطبيب الحقيقي زي زمان من غير أي حاجة أنا كنت الطبيب اللي متمرنة إن أنا اشتغل تحت أي ظروف في أي مكان هأفتح الشنطة وأطلع الحاجة منها وربنا ايده تعمل فيّ ونساعد الشخص.

أحمد منصور: في أي حاجة للائتلاف كنت ألاقيك فيها، أصبحت دينامو في الميدان.

سالي توما: هو أنا يعني كنت ساعتها زي ما بقول أنا اخترت إن أنا أقعد في الناحية دي ولكن كنت برضه بروح الناحية الطبية أبص لو أقدر أساعد في حاجة.

أحمد منصور: الائتلاف أختار مكان في مواجهة ميدان التحرير وعملتوا منصة كان ناجي مسؤول عن الإذاعة..

سالي توما: إذاعة ناجي.

مصادر تمويل شباب ائتلاف الثورة

أحمد منصور: آه وكانت المنصة دي مع المنصة الرئيسية كانوا هم أشهر منصتين مع انتشار المنصات بعد كده يعني، كثير من السياسيين والشخصيات العامة اللي كان يروح المنصة الرئيسية كان لازم يروح لمنصة الائتلاف في نفس الوقت، جبتوا فلوس منين؟

سالي توما: إحنا ما جبناش فلوس ما اشتريناش المنصة ، المنصة هي يعني أنا فاكرة اليوم اللي دَخلّنا المنصة الميدان..

أحمد منصور: كان يوم إيه؟

سالي توما: الأحد، لأن اتسرق مننا سماعتين من السماعات الكبيرة فإحنا رحنا عند باب اللوق، يعني عند ميدان الفلكي تقريباَ كان في واحد بتاع سماعات وكده وكان معانا دكتور ممدوح حمزة فرحنا وكنا شباب كثيرة قوي..

أحمد منصور: دكتور ممدوح هو الممول الرئيسي؟

سالي توما: آه، ما كانش إحنا عايزين نوضح إن إحنا عمر ما أخذنا فلوس عشان نشتري حاجة ولكن هو اللي اشترى يعني هو اللي دفع ثمن speakers والحاجات من مكان الفلكي ده وإحنا اللي شلنا ، لكن هو اللي كان متفق مع الراجل مباشرة.

أحمد منصور: هو الدكتور يعني أننا نقدر نقول أن الدكتور ممدوح قام بدور رئيسي في كل احتياجاتكم تقريباَ بعد كده بطاطين خيم حاجات كان الدكتور ممدوح بس انتو تؤمروا الدكتور ممدوح يلبي الأشياء يعني هل لما كنتم تحتاجوا حاجة تقصدوه ولا هو كان حاضر في وقت إن هو مش لكم بس هو الحقيقة قام بدور مهم في الميدان؟

سالي توما: هو حاضر في كل وقت مع كل الناس، يعني هو كان يلف الميدان ويسأل مين محتاج إيه بس هو عارف إن إحنا كائتلاف دي الوقتِ أو كجماعة سياسية محتاجين منصة محتاجين مكان إن إحنا نعبر في عن صوتنا الحقيقي يعني أن إحنا لو هنتكلم بعد شوية عن التحرير وأنا بسميها جمهورية التحرير الحرة يعني لأن هي فعلاً كانت حرة، هو كان شايف إن هو ممكن يدعمنا بحاجة زي دي وده فعلاً حصل لكن دكتور ممدوح كمان سفر مصابين يا ما مثلاً ألمانيا وأكثر، فهو كان موجود لكن عمره ما كان إن إحنا بنتمول من حد وعمره ما كان بنأكل كنتاكي ما كان أي حاجة من دي بل بالعكس يعني كنا بنلم من بعضنا عشان آخرنا فول وطعمية ولّا كبده من الراجل بتاع الكبدة في طلعت حرب يعني لما يبقى مفتوح بس هو ما كانش يبقى فاتح على طول، فاللي حصل إنه دكتور ممدوح فعلاً إدانا المنصة دي والسماعات واتسرق اثنين وإحنا داخلين يعني إحنا شايلين الشيل وأنا كنت شايلة حتى كم حاجة وإحنا عارفين مين شايل وحد ساعدنا في شيلة واحدة ومشي بيها يعني مش عارفين مين لغاية دي الوقتِ، مع أن إحنا وقفنا في طابور طويل عشان نخش الميدان وقفنا تفتيش.

أحمد منصور: يوم الأحد تبلور معالم جمهورية ميدان التحرير، بدأ الجيش يفتش وبرضه ناس من الموجودين في الميدان كانوا يفتشوا وبدأت تتحدد معالم أن هذا الميدان غير خاضع لسلطة الدولة؟

سالي توما: بالضبط كده، والميدان تقسم ..

أحمد منصور: عرفت النكتة اللي طلعوها؟

سالي توما: إيه يعني أي واحدة فيهم ما طلعت نكت كثيرة!

أحمد منصور: خلينا نقول نكتة في وسط ال..

سالي توما: قل لي نكتة.

أحمد منصور: إن أحمد عز قابل جمال مبارك في السجن فبقول له أبوك عمل غلطة كبيرة قوي يا جمال قال له: إيه؟ قال له: باع مصر كلها إلا ميدان التحرير.

سالي توما: إلا ميدان التحرير، بالضبط كده، بالضبط كده هو الميدان ما كانش قابل للبيع عشان كان كده أنا كنت بحس المكان ده الوطن، أنا لما كنت بطلع برا الميدان كنت بخاف كنت بقلق يعني لو الناس لما كانت بتقول إنها خايفة لما أهلي كانوا يقولوا إحنا خايفين عليك في الميدان، كنت بقول لهم أنا خايفة عليكم برا، مش جوا الميدان سعني في الميدان كنا يعني ربنا حافظنا وإحنا شغالين 24 ساعة إن كل واحد فينا يحمي اللي جنبه، الميدان بدأت تتبلور فيه حاجات كثيرة قوي وشكله بدأ يتغير يوم بعد يوم.

أحمد منصور: إيه أهم الحاجات اللي، أنا لسه معكِ يوم الأحد لأن يوم الأحد أغلق مكتب الجزيرة ومكتب الجزيرة في ميدان عبد المنعم رياض، بعدما قفلوا لنا المكتب أنا نزلت من المكتب على الميدان وكانت بدأت معالم الميدان تترتب، الناس كانت في الميدان، يعني برضه المعالم ما كانتش كثير واضحة عند الناس بكره في إيه؟ لكن أصبح التمسك في الميدان والإقامة في الميدان هي هدف عند الناس اللي جوا الميدان، وبدأت أعداد هائلة من الناس تتوافد إلى الميدان.

سالي توما: ده صحيح وبدأنا نتكلم حتى في الائتلاف إن إحنا عاوزين لنا خيمة عشان نعرف نجتمع أو إن يعني نقعد واللي عاوز ينام، ينام لأن معظمنا ما كانش ينام أنا كنت بنام جوا البالطو بتاعي يعني كان عندي بالطو كده ثخين شوية كنت بنام جواه كنت بقفل على نفسي وأنام جواه، ومعظم الناس كانت كده حتى الاثنين رحت اشتريت خيمة، يوم الاثنين اشتريت خيمة للائتلاف خيمة خضراء كبيرة كده لسه معنا لغاية دي الوقتِ وهي في التحرير لغاية دي الوقتِ في الاعتصام ده يعيني تحت في الصينية.

أحمد منصور: في حاجات كثيرة انتشرت تجارتها زي البطاطين والخيم والسندوتشات من اللي حولين التحرير..

سالي توما: جداً.

أحمد منصور: كله كان بتأكل الناس مليون واحد يعني.

سالي توما: جداً يعني أنا كنت لغاية مثلا شهر 3 لغاية شهر مارس لما بمشي مثلا في شارع 26 يوليو وأشوف كمية المحلات بتاعة البطاطين أفتكر بطانية، بطانية من الأشكال يعني هي الأشكال دي اللي اتباعت فعلا يعني وبحس إنها اتباعت بالألفات، إحنا كنا بنبعت نشتري في كل مرة بعربيات محملة عشان تقدر تجيب البطاطين دي.

أحمد منصور: كان فيه ناس كثير كنت أشوفها نائمة على الأرض من غير بطانية وكنت أشوف ناس بتروح ترمي عليها بطاطين أو كده يعني حتى كنت يعني أشوف ناس من فقراء المنطقة ييجوا عشان يشحذوا بطانيات برضه كانت..

سالي توما: كان في دائماً ناس كانت بتعرض عليك بطاطين كان في ناس دائماً بتوزع عليك أكل ولما عاوزين نقول إن شكله تبلور وميدان التحرير تغير هو يعني زي ما بنقول بقى في حالة من مش قادرة أقول من الجيرة لأول مرة عارف جيرانك واحد واحد يعني كل دول جيراني كل دول أهلي؟ يعني مخيم لكن يعني مخيم متماسك بعدين مخيم مش مهزوم ومش زعلان ومش على هامش أي حاجة بل بالعكس يعني في وسطها، الناس كلها كنت عاوزه تتوافد عليه عشان الإحساس بالوطن ده ولما بدأت يتغير شوية شكله أنا بقول أنا حسيت إن هو تقسم إلى وزارات، لما المستشفى بدأت تشد حيلها جامد وصلت للمرحلة إنها مش قابلة للتبرعات، مش قابلين إن الناس تجيب لنا أدوية أكثر من كده عشان عندنا صيدلية.

أحمد منصور: كان بعد موقعة الجمل لأن قبليها الوضع كان مختلف.

سالي توما: آه هي فضلت كل يوم تزيد وبعد كده الميدان زي ما بقول إن الناس خرجت حتى من المستشفى الدكاترة بدأوا يتوجهوا من برا المستشفى لأن الأعداد كثير وبدأت تلف على الناس في الميدان.

أحمد منصور: وبدأوا ينشئوا عيادات.

سالي توما: بالضبط كده وفي كل مكان فعشان كده بقوا إن هي ok يبقى وزارة الصحة قامت أهي في الميدان في ناس كانت بتلف عليك تسأل، الدكاترة كانوا يسألوا لابسين البلاطي حد محتاج حاجة؟ أدوية كذا كذا؟ دي حاجة كانت..

أحمد منصور: حتى بقوا يدلعوا الناس بدئوا يشوفوا اللي عنده ضغط واللي عنده سكر..

سالي توما: بعد كده الأسنان كمان كان في واحد بتاع أسنان دكتور أسنان موجود وبعد شوية دخل الحلاق لو سنتكلم بعد كده.

أحمد منصور: ده كان حلاق الثورة ده قصة.

سالي توما: حلاق الثورة لسه موجود يعني لسه برضه تحت الصينية يعني في الصينية دي الوقتَ متغطية جنب الخيمة بتاعتنا.

أحمد منصور: ده تابع لوزارة الصحة برضه؟

سالي توما: آه، فكل ده فوزارة الصحة قامت يعني واشتغلت..

أحمد منصور: ولا الخدمة الاجتماعية؟

سالي توما: الاثنين في بعض، ده الاثنين في بعض فدي كانت وزارة قائمة والدفاع إحنا بدأنا خلاص الدفاع عن الميدان.

أحمد منصور: قضية الدفاع عن الميدان قضية كثير معقدة ما كانتش سهلة لأن الميدان تعرض لحاجات كثيرة لحد موقعة الجمل اللي هنجي لها، لكن يوم الأحد بالليل تقريباً بدأت الاتصالات ترجع للموبايلات ميدان التحرير إلى حد ما كانش الإشارات فيه زي بقية الأماكن، يوم الاثنين أعلن عن تشكيل حكومة أحمد شفيق وكلف عمر سليمان إن هو يدير حوار مع القوى السياسية ويوم الثلاثاء أول فبراير كانت أول مليونية في الميدان؟

سالي توما: ودي فيها دخلت استخبيت في الخيمة شوية من الزحمة ما كنتش قادرة على الزحام.

أحمد منصور: تخيلت الأعداد اللي ..

سالي توما: لأ، أول مليونية ما تخيلناش إن الأعداد هتبقى كده خالص هي الدعوة بعد كده كانت ستبقى يوم هو أحد وثلاثاء وجمعة النزول للميدان ما تخيلناش خالص أن يوم الثلاثاء النزول يكون كبير كده ولكن بالثلاثاء ده خلاص الميدان كان قائم، في الثلاثاء ده الناس كانت جاية بقى زيارة للجمهورية دي وكانت قامت بقى بكل شكل وكان تأمين الدخول حصل، يعني حتى لو كان مش الجيش بس يعني إحنا كان في لجان شعبية شغالة كويس جداً وكان طريقة الدفاع معروفة يعني إحنا كنا عارفين إن لو في هجمة ستحصل من أي حتة فكان بيكون في الطرق على الحديد بتاع الميدان الناس كانت مستعدة لده عشان كده نقول حتى وزارة الدفاع عندنا قائمة بشكل جامد وتحمينا من كل جهة وده من جوّا الميدان، كان بالثلاثاء ده كان بدأ الإعلام الحر يبقى منتشر في التحرير بدأ إن ده إن إحنا عندنا صوت يعني إذاعة ناجي كنا بنسميها إن هي دي ممكن تكون أول إذاعة حرة في مصر في تاريخ مصر لأن أي حد عاوز يقول أي حاجة أو حاسسها بيطلع على الإذاعة دي ويقولها.

أحمد منصور: كانت الإذاعة الرئيسية تأسست قبليها برضه وكان لها، كانت هي الأعلى على المنصة ..

سالي توما: ماشي طيب أنا أنا..

أحمد منصور: وكان في إذاعة..

سالي توما: ولا أنا دائماً منحازة لإذاعة ناجي!

أحمد منصور: آه طبعا من حقك تنحازي وهي كانت مميزة أيضاً وكان في إذاعة أيضا عند كنتاكي كان عاملها طارق زيدان وكان في مسرح برضه بعد كده تأسس جهة وزارة الخارجية وعمر مكرم.

سالي توما: دي كانت على المورد الثقافي .

أحمد منصور: كان بيقدم حاجات ثقافية بالذات..

سالي توما: إحنا الخيمة بتاعتنا ساعتها كانت قدامه على طول يعني كانت هي الخيمة اللي تبص له على طول فكنت أنا بالليل بقعد اتفرج على الحاجات اللي هم بيقدمها.

أحمد منصور: قولي لي بقى كلميني عن الليل في الميدان، لأن الليل في الميدان كان له سحر خاص وكان غير النهار، النهار كان الناس تجيء زوار ويروحوا ولكن حينما يعني يسكن الليل في الميدان كانت الناس تبدع إبداعاتها؟

سالي توما: بعد ما الميدان تقسم خيم كثيرة وكل واحد عرف مين فين حتى عندنا في ناس يساريين كثير قوي قاعدين في مكان على الشمال مننا مثلاً أنا كان المطلوب مثلاً كل يوم ..

أحمد منصور: ما أنت يسارية قبل كده! ولا زالتِ.

سالي توما: آه ولا زلت!

أحمد منصور: اليسار القبطي!

سالي توما: غريبة جداً اليسار القبطي بس موجود، فكنت كل يوم الساعة 6 مكلفة إن أنا أروح أقعد معهم عشان نتكلم ويبقى في حلقة نقاش ويبقى فيه حوار هنعمل إيه؟ والبيانات اللي بقت بتطلع وإيه اللي الخطوة الجاية وكده ، كانت حلقات النقاش دي مش بس تدور هناك كانت يدور في كل حتة في الميدان بعد الظهر، كنت هتلاقي الإخوان موجودين الليبراليين يزوروا الإخوان، الإخوان يزوروا لليبراليين، إحنا نزور اليسار المستقلين الناس كلها تزور بعض، بقت حالة من الزيارات يعني بعد الظهرية. بعد ما الناس كانت قعدت وأكلت وكده ، ما أكلتش كنتاكي ولكن يعني أكلت اللي كان في بقى الفينو اللي كان يتوزع والحاجات دي..

أحمد منصور: برضه موضوع الأكل كان موضوع جميل، يعني الناس تروح الميدان وتأخذ أكل معها بس مش عارفة هي وخداه لمين؟ واخداه للي ممكن يأخذ الأكل يعني؟

سالي توما: أنا كان في ستات يفتحوا عليا الخيمة ويدوني أي حاجة، كان يدوني ساندويتشات فينو بالحلاوة أو فينو بالجبنة كان يجيلنا عجوة ساعات هي العجوة يقول لك عشان تقويك وتديك طاقة ما دام مش هتأكلوا كثير، كان بيجي لنا حاجات كده، كانت الناس بتمشي معها صندوق مكتوب عليه كنتاكي تريقة عشان كان بيطلع علينا إن إحنا بناكل كنتاكي ونفتح الصندوق تلاقي فيه حبة كشري أو تلاقي فيه زي ما نقول عجوة أو الحاجات الصغيرة بس من برا مكتوب كنتاكي .

أحمد منصور: كان في واحد بتاع فول كان جايب عربية الفول بتاعته وكاتب عليها كنتاكي الثورة!

سالي توما: كنتاكي الثورة وكان مثلا طلعت هزار إن كنتاكي هو الراعي الرسمي للإخوان المسلمين مثلا ساعتها، فكانت طلع الكلام فالأكل كان مهم.

أحمد منصور: في نقطة مهمة رغم إن الوضع كان مأساوي ما كانش لكن نسبة الدعابة كانت كثيرة عالية؟

سالي توما: كانت كثير عالية وبالذات بعض الظهر وده اللي بنتكلم فيه في الميدان كانت بتطلع حاجات غريبة أنا مش عاوزة أنسى أبداً وجود الألتراس بتوع الزمالك والأهلي في الميدان لأن هم كانوا عاملين روح غريبة موجودة يعني غير أن هم الساعة 6 الصبح كل يوم كانوا يصحوا عشان يتريضوا يعني إحنا كنا بنحس إن في هجوم سيحصل دي الوقتِ لأن أرض الميدان كانت بتدب يعني كنت تلاقي هوب هوب دبدبة كده وتلاقي قوة ..

أحمد منصور: كانوا يعملوا أغاني حلوة للناس وهم رايحين وجايين.

سالي توما: آه بعد كده بعد الظهر كمان، هم الصبح كانوا بيدبدبوا قوة عزيمة إيمان شباب الألتراس في الميدان، ok دب دب كده 500 ولا حاجة بيلفوا الميدان كله والواحد يتفزع يعني الساعة 6 الصبح لو كان بس نعس شوية ..

أحمد منصور: هم أول مرة يتوحدوا على فكرة!

سالي توما: توحدوا وكانوا شايلين هم الاثنين علم مصر وجاريين بيه ومتوحدين جداً وموجودين ولما نيجي نتكلم عن موقعة الجمل كان لهم وجود.

أحمد منصور: أنا ما عرفتش يعني إيه الألتراس غير لما في الميدان يعني لأن ثقافتي الرياضية ضحلة يعني.

سالي توما: بس هم، هم حتى أغانيهم وتشجيعهم وحاجاتهم كلها سياسية بعد كده وكلها بالطبلة وبالدف، كانت بجد مدية روح حلو، بعد الظهر كان في ناس تستقبل اللي داخل واللي خارج يعني كان في تشريفة وأنت داخل يعني كان في ناس كانت بتقول لك أرجع بكره..

أحمد منصور: من كوبري قصر النيل.

سالي توما: من كوبري قصر النيل دي كانت جميلة ويقولك بكرة هات أصحابك بكره هات جيرانك تعالى بكره.

أحمد منصور: تعالى بكرة ومعك جيرانك وبعد بكره ومعك صحابك.

سالي توما: آه وبعد بكرة ومعك صحابك، دي كانت جميلة جداً يعني وأنا كنت بروح بس عشان أسمع لي دقيقتين من ده، وأشوف الروح الحلوة والناس طالعة وداخلة، المهم إن ده بعد الظهر، وكان الشيخ إمام موجود على طول بقى حاضر يعني في كل مكان مس عاوزه نقول على المنصات الرئيسية ولكن في كل جنب يعني.

أحمد منصور: هو هنا برضه ممكن أسألك سؤال عن أغاني الثورة، لأن في أغاني كثير كانت بتردد طول السنين اللي فاتت لكن الناس ما حستش بها وبمعانيها إلا في الثورة وفي الميدان تحديداً؟

سالي توما: تجمعوا العشاق في سجن القلعة دي كانت شغالة على طول، مصر يمة يا بهية.

أحمد منصور: دي للشيخ أمام؟

سالي توما: آه كل حاجات الشيخ إمام كانت أربعة وعشرين ساعة..

أحمد منصور: يا مصر أمي.

سالي توما: يا مصر أمي وشدي الحيل دي على فكرة كانت بتخليني ..

أحمد منصور: دي على فكرة كانت بتذاع على التلفزيون المصري يعني.

سالي توما: آه فوصلت يعني بس كل حاجات الشيخ الإمام، حاجات السيد درويش، عزة بلبع كانت بتيجي كثير وتطلع تغني للشيخ إمام وحاجات من على المنصة بس ما كانتش حتى محتاجين من المنصة يتبقى شغالة لأن زي ما بنقول كل شلة كده تلم بعضها ويبقى معاها حد بيلعب عود ويقوموا شغالين، طبعا مش عايزين ننسى أبدا فرقة الإسكندريلا وحازم لأن حازم كان بيطلع على المنصة بتاعتنا كل يوم لازم يطلع وكذا ساعة وساعات طويلة يعني على حاجات الشيخ إمام، رامي عصام كان بيطلع ويغني الشعارات يعني أنا مرة الجزيرة كانت بتصور رامي عصام وبعدين جم قالوا عاوزين حد من بتوع الثورة يطلع يقف معاه وخدوني، خدوني أنا وواحد من العدالة والحرية صديق اسمه خالد وطلعنا وراء رامي عصام وكان بيغني كل الشعارات جميل جداً يعني وهو حتى راح يوم 23 يوليو لندن قدام المظاهرة المعمولة قدام من المصريين قدام سفارة لندن برضه بنفس الحكاية يغني لهم أغاني الميدان، أغاني الميدان كانت حاجة مهمة جداً أنا بالنسبة لي النكت كانت طالعة يوميا.

أحمد منصور: كان في فرقة شباب من الجامعة الأميركية برضه كانوا..

سالي توما: كانوا موجودين في فرقة الكنيسة كنيسة الـ..

أحمد منصور: فرقة الكنيسة كانوا بيلحنوا حتى الشعارات وبيغنوها.

سالي توما: وبيغنوها ففرقة الكنيسة كانت موجودة كل الفرق كانت موجودة بصراحة يعني كان كل يوم إذاعة، يعني أنا هأتكلم عن إذاعة ناجي اللي أنا كنت واقفة عندها على طوال..

أحمد منصور: متعصبة أنت.

سالي توما: متعصبة جدا، كان يبقى فيه جدول يعني كل يوم مين طالع وامتى ومين وراء مين وما حدش مسموح له يطلع على المنصة غير الضيف، وشوية ضيوف تتطلع مثلا تتكلم عن الحاجة اللي خصّاها بعد كده يبقى فيه طرب أو في أي حاجة فبعد الظهريات في الميدان دي كانت جميلة، وكنت بفضل الميدان لما يبقى أهالي الميدان بس فيه.

أحمد منصور: بالليل.

سالي توما: في الليل، لما الناس بتمشي اليوم لما بيجوا الناس تخرج في الثورة معانا بيقول لك كان في فيلم وثائقي على البي بي سي وهو الثورة الضاحكة فكان بيقول بس في مصر يعني ما بيحصلش غير في مصر يعني أن العيال تنزل تتفسح بالثورة، إن واحد يأخذ أطفاله ويلا أو إن بنت تقول ماما باي أنا نازلة اتفسح في الثورة، ففعلاً دي كانت حاجة إحساس ..

أحمد منصور: معظم الأطفال وهم كانوا شايلين لوحات برضه كان شيق.

سالي توما: الأطفال وهم شايلين لوحات والأطفال وهو يهتفوا، الهتافات كمان تعطي الثورة، الزار، الزار اللي كان حاصل عشان نطلع روح حسني مبارك بقى أطلع يعني امشي ما فيش فايدة عملوا له زار، كل حاجة كانت بتحصل كان فيه إبداع، عشان كده أنا بقول إن دي ثورة الإبداع، الرسومات اللي كانت بتحصل سواء اللي جوا الميدان أو طالعة للحيطان اللي براها للأسف الشديد كثير منها راح وإحنا برضه بنستغرب قوي على نفسنا كمصريين يعني إن ده توثيق للثورة يعني ده مش جرافيت مش حاجة. .

أحمد منصور: لم توثق الثورة بشكل جيد إلى الآن؟

سالي توما: هو ده مشكلة برضه في الثورة دي وبنندم عليها كثير كلنا أنا في حاجات سقطت مني حاجات ما كتبتهاش ما وثقنهاش لأننا كنا متخذين في الموضوع كنا المفروض نوثقها صح فاللي حضرتك بتعمله ده مهم جداً برضه.

أحمد منصور: أناللأسف ما كتبتش أنا كمانعشت زي الناس ولم أكتب وإلى الآن أقول ليه إزاي أنا لم أكتب أول حدث في حياتي أعيشه ولا أكتبه، حتى الآن بس إن شاء الله ربنا يفتح علي وأكتبه هو ربما لسبب أنا دائماً ألاقي إن الكتابة كلما اكتب ألاقي الكتابة أقل بكثير من..

سالي توما: من الإحساس.

أحمد منصور: من الإحساس اللي أنا عشته.

سالي توما: من اللي إحنا شفناه، ده صحيح.

أحمد منصور: طيب في أعقاب المليونية الضخمة اللي تجمعت يوم الثلاثاء وعملت هزة كبيرة في مصر ألقى حسني مبارك خطاب عاطفي وبدأ الميدان يفرغ من الناس وفي اليوم التالي وقعت موقعة الجمل، أبدأ معك فيها الحلقة القادمة شكراً لك، وكما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى شهادة الدكتورة سالي توما عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة في مصر في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Total
0
Shares
السابق

تونس من الثورة إلى الدولة «1»

التالي

تونس .. من الثورة إلى الدولة (2)

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share