هرطقة المريدين .. من أنصار المرشحين ؟ !

«جاء أخ من العمرة أمس فاتصل بي هاتفيا قال: لقيت الأخ فلانا في المسجد النبوي… له خمسة عشر عاما لا يترك صلاة في المسجد النبوي رأى رؤيا أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليهم فسأل عن حازم أبوإسماعيل…… أقسم لكم بالله هذا حدث… فسأل عن حازم أبوإسماعيل وقال أبلغوه أن الله راض عنه…… من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه… قضى نحبه أبوه رجلا ذاد عن الحق دوما ودافع عن الحق دوما ووقف ضد الباطل، ومنهم من ينتظر…. حازم صلاح أبوإسماعيل… وما بدلوا تبديلا».
لا أستطيع وصف هذا الكلام إلا بأنه هرطقة ومغالاة واستغفال وتغييب للعقل وتلاعب بعقيدة الناس مهما كان قائله، هذه الهرطقة موجودة على مواقع اليوتيوب شاهدتها وسمعتها عدة مرات، وقد أرسل لي رابطها صديق لي وهي لأحد الشيوخ يرتدي ملابس علماء الأزهر ويخطب في ميدان التحرير في القاهرة في حضور الآلاف من أنصار المرشح السابق حازم صلاح أبوإسماعيل، والنقاط التي وضعتها بين الكلام تبين الهتافات والتكبير الذي كان يصدر عن هؤلاء.
أصابتني صدمة ووضعت رأسي بين يدي عدة مرات ان المرشح ليس أحد الصوفية المغالين أو المهرطقين لكنه يمثل التيار السلفي كما قدم نفسه وهو تيار بعيد عن الخرافة والأوهام ويعتمد النصوص والمرجعية وقد انتهى عصر الرسالات وعصر التبشير برضا الله أو غضبه عن هذا وذاك بانقطاع الوحي والذي يحدث من المريدين الموجودين حول بعض مرشحي الرئاسة في مصر يبين حجم الخلل العقائدي والديني والتخاريف التي يستخدمها هؤلاء والتي تصل الى حد تقديس بعض المرشحين وكأنهم ليسوا فقط من الأولياء الصالحين بل من الذين رضي الله عنهم وهم لازالوا أحياء بين الناس يرتكبون الذنوب والمعاصي ولا يدري أحد كيف ستكون خاتمة أي منهم، اذا كان هذا المهرطق أيا كان زيه وهوسه قد قال هذا الكلام فكيف بالمرشح نفسه أن يقبل هذه الهرطقة وكيف بهؤلاء المنساقين والمغيبين أن يهتفوا ويكبروا ويصلوا بمرشحهم الى حد التقديس وهو لم يقبل حتى كمرشح فما بالك لو أصبح رئيسا، اذن لصنعوا منه طاغية جديدا ولكن بشكل آخر، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ان مؤيدي المرشح أوقفوا المرور في أكثر من مكان وقد مررت مساء الأحد الماضي بميدان التحرير فوجدتهم قد أغلقوا الميدان وأخذوا يهتفون للمرشح بعبارات نقلت الصحف بعضا منها مثل «يا اللي بتسأل حازم مين ؟ حازم هو صلاح الدين» ربما يكون الشيخ حازم عالما ورعا ومحاميا مفوها لكني لا أعرف من تاريخه أن حقق الفتوحات التي قام بها صلاح الدين أو أدى شيئا من الجهاد الذي قام به وهو من قضى أربعين عاما يرتب لفتح بيت المقدس.
الأمر للأسف الشديد لم يقف عند حد المريدين حول المرشح حازم صلاح أبوإسماعيل ولكنه وصل الى الإخوان المسلمين الذين وصف بعضهم مرشح الجماعة السابق المهندس خيرت الشاطر بأنه «يوسف هذا الزمان»، وهذا في تصوري تخريف وشيء من الهرطقة والمغالاة، فأنا أعرف المهندس خيرت الشاطر منذ زمن طويل وأعرف ما تعرض له من اعتقالات وسجون وحرب عليه في رزقه وحياته، وهو رجل يملك رؤية وشخصية تصلح من وجهة نظري أن تؤهله ليكون واحدا الشخصيات التى تقود مصر أو تشارك في صناعة مستقبلها في الفترة القادمة لكن هذه المغالاة والهرطقة من قبل بعض المتحمسين من الإخوان تدمر المرشح وتدمر رمزيته وتدمر رؤية الناس للإخوان ومنهجهم ورؤيتهم لقادتهم الذين من المفترض أن يحاسبوا على مواقعهم لا يقدسوا، وأنا أعتقد جازما من خلال معرفتي بخيرت الشاطر أنه لا يقبل هذا وإن قبله فإن هذه تكون كارثة بل يجب توجيه الإخوان كبيرهم وصغيرهم ألا يقدسوا أيا من قادتهم ويعتبروهم بشرا مثلهم يعيشون مثلهم في الحياة يذنبون كما يذنب الناس ويستغفرون كما يستغفر الناس وخواتيم الناس هي من تقدير رب العباد وكذلك الدرجات التى يمنحها لعباده يوم الحساب، وهؤلاء الذين يتبؤون موقع المسؤولية يجب أن يحاسبوا على ما يقومون به لأن مواقعهم هي مواقع مسؤولية.
أعرف أن هذا الكلام لن يعجب الكثيرين وكثير من العلماء والمفكرين والكُتاب يحاولون دائما ألا يصطدموا بالعامة لأن العامة كانوا آفة الأمة على مر الزمان، لكن هذه الهرطقة بحاجة الى أن يقف كل مرشح من هؤلاء الاسلاميين وقفة صارمة مع مريديه ان كان يؤمن بالله واليوم الآخر ويقول لهم «أتقوا الله فيما تقولون وتفعلون.. فأنا بشر مثلكم ان أصبت فهذا من عند الله وان أخطأت فقوموني».
ان هذه الأقوال والأفعال تؤكد على أن الناس هي التي تصنع الطغاة بأقوالها وأفعالها، ماذا لو دخل حازم صلاح أبوإسماعيل الانتخابات ونجح وصار رئيسا لمصر وهو رجل حسب الهرطقة الموجوة على اليوتيوب «رجل قد رضي الله عنه» له الحق أن يفعل بالمصريين ما يشاء طالما أن هذا الشيخ المهرطق قد منحه هذا الوسام الذي لم يمنح إلا للأنبياء والصديقين، وماذا لو دخل المهندس خيرت الشاطر الانتخابات ونجح وأصبح رئيسا لمصر وهناك في الإخوان من يقول عنه ما يقال. إذن فنحن أمام طغاة اسلاميين صنعهم هؤلاء المهرطقون الذين من المؤكد أنهم سيدافعون عنهم بالحق والباطل، ان لم يظهر صلاح أبوإسماعيل علانية وكذلك المهندس خيرت الشاطر ليرفضا هذه الهرطقة ويقوّما أهلها فإننا على أبواب فتن جديدة وشر مستطير وطراز جديد من المنافقين يروجون الأوهام من خلال الأحلام.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

مرشح الرئاسة الذي تدعمه إسرائيل ؟ !

التالي

الأزمة السياسية المتصاعدة في مصر

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share