مصر التى لا يعرف قدرها أهلها 2

أخبرنى أحد أصدقائى بأن زوجته وبناته اللائى لم يسبق لهن أن ذهبن قط لصلاة الجمعة فى أى مسجد، قررن الذهاب لصلاة الجمعة الماضى فى مسجد عمرو بن العاص أقدم مساجد مصر، لحضور الصلاة وخطبة الجمعة للداعية السعودى الدكتور محمد العريفى، وقد توجهن للمسجد فى العاشرة صباحاً أى قبل الصلاة بساعتين، فكان المسجد ممتلئاً عن آخره ولم يتمكن من العودة للبيت قبل الرابعة بعد العصر، كنت مثل غيرى قد تابعت زيارة الداعية الدكتور محمد العريفى، الأستاذ بجامعة محمد بن سعود الإسلامية إلى مصر والحفاوة التى لقيها، حيث جاء بدعوة من الأزهر الشريف بعد الخطبة التى ألقاها فى مسجده فى الرياض فى 14 ديسمبر الماضى، فقررت العودة للخطبة الأصلية لأعرف ماذا قال العريفى عن مصر حتى وجد هذا الحب وهذه الحفاوة ففوجئت بواحدة من أبلغ الخطب التى قيلت فى فضل مصر وأهلها من كافة النواحى، ومما جاء فيها بعد المقدمة: «إنها اليوم شهادة، إنها شهادة فى بلد الأنبياء، إنها شهادة فى مسكن العلماء، إنها رسالة إلى بلد العلم والجهاد أم الدنيا، إننى أتحدث اليوم عن أم الدنيا، دعونى اليوم أتحدث عن مصر، هى أم البلاد، من شاهد الدنيا وأقطارها، والناس أنواعها وأجناسها ولم ير مصر وأهلها فلم ير الدنيا ولا الناس، هى أم البلاد، وهى موطن المجاهدين والعباد، قهرت قاهرتها الأمم، ووصلت بركاتها إلى العرب والعجم، هى بلاد كريمة التربة، مؤنثة لذوى الغربة، فكم لمصر وأهلها من فضائل ومزايا، وكم لها من تاريخ فى الإسلام وخفايا، منذ أن وطئتها أقدام الأنبياء الطاهرين، ومشت عليها أقدام المرسلين المكرمين، والصحابة المجاهدين، إذا ذكرت المصريين ذكرت الكعبة والبيت الحرام، فإن عمر رضى الله تعالى عنه أرسل إلى عامله فى مصر أن يصنع كسوة للكعبة المشرفة، فصنعت الكسوة من عهد عمر رضى الله تعالى عنه، وظلت كسوة الكعبة تصنع هناك فى مصر سنة تلو سنة، حتى مرت أكثر من ألف سنة وكسوة الكعبة ترسل من مصر إلى مكة، ولم يتوقف ذلك إلا قبل قرابة المائة سنة. إذا ذكرت المصريين، ذكرت الحجاج والمعتمرين، فإن البعثة الطبية المصرية كانت فى الحج لسنوات طويلة، هى أبرز ما ينفع الحجاج فى علاجهم، يأتون من أقطار الدنيا لأجل أن يلتقوا بهذه البعثة المصرية، إذا ذكرت المصريين ذكرت الدفاع عن فلسطين، وذكرت الجهاد والمجاهدين، فصلاح الدين أقام بمصر، وكثير من قواده منها، وأبرز المعارك مع اليهود قادها مصريون، إذا ذكرت المصريين ذكرت أمنا هاجر، ومارية القبطية ذكرت أخوال رسولنا، وأصهار نبينا، لا.. .. لن أشهد اليوم لمصر، فما مثلى يشهد لمثلها، بل سأخطب عن كوكبة العصر، وكتيبة النصر وإيوان القصر سأتكلم عن أم الحضارة، ورائدة المهارة ومنطلق الجدارة، نعم.. .. سأخطب عن أرض العز، وعن بلاد العلم والقطن والبز، أيها المسلمون.. .. . ذكر الله تعالى مصر فى القرآن، وبين الله جل وعلا اسمها صريحاً، فى أربعة مواضع من كتابه، تشريفاً لها وتكريماً.. نكمل غداً..

Total
0
Shares
السابق

مصر.. التى لا يعرف أهلها قدرها (1)

التالي

مصر التى لا يعرف أهلها قدرها (3)

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share