الطلبة..حينما يقُضّون مضاجع الأنظمة؟

الطلبة..حينما يقُضّون مضاجع الأنظمة، هو المشهد الأبرز -عالمياً- خلال الأسبوعين الماضيين، بعد أن توسعت حركة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين وحرب إسرائيل ضد قطاع غزة، في الولايات المتحدة ودول أوروبية وغربية كثيرة، بل وتخطي ذلك إلي أمريكا الجنوبية واليابان بشكل أذهل المراقبين وأصاب حكومات وإدارات تلك البلاد بالصدمة والذهول .
تظاهرات الطلاب دعماً لغزة

أحمد منصور:

الطلبة..حينما يقُضّون مضاجع الأنظمة، هو المشهد الأبرز -عالمياً- خلال الأسبوعين الماضيين، بعد أن توسعت حركة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين وحرب إسرائيل ضد قطاع غزة، في الولايات المتحدة ودول أوروبية وغربية كثيرة، بل وتخطي ذلك إلي أمريكا الجنوبية واليابان بشكل أذهل المراقبين وأصاب حكومات وإدارات تلك البلاد بالصدمة والذهول .

وقد أفقدت التظاهرات في الولايات المتحدة كثيرا من السياسيين المتعصبين للصهيونية والعنصريين ضد العرب والمسلمين صوابهم، فأدلي كثيراً منهم بتصريحات تفوح منها رائحة العنصرية والوقاحة في كثير من الأحيان، وربما تكون هي المرة الأولى التي تشتعل فيها التظاهرات في الجامعات الأمريكية بهذا الشكل منذ تظاهرات الجامعات الأمريكية ضد حرب فيتنام.

وتفاوتت ردود فعل إدارات الجامعات الأمريكية بين استدعاء الشرطة وقمع الطلبة كما حدث في نيويورك وتكساس ولوس أنجلوس، وبين التفاوض مع الطلبة كما حدث في جامعات كاليفورنيا ريفر سايد وروتجرز في نيوجيرسي، والتي استجابت لثمانية مطالب من أصل عشرة تقدم بها الطلبة.

أثبت الولاء الأعمى لإسرائيل لدى معظم السياسيين الغربيين، أنهم وصلوا لمناصبهم بدعم صهيوني، ولهذا سعت الحركة الصهيونية بكل أطيافها لشيطنة انتفاضة الطلبة في الجامعات الغربية.

الطلبة يقُضّون مضاجع الأنظمة

وقد أعادت هذه التظاهرات للواجهة الدور السياسي للطلبة وقدرتهم على التأثير في القرار السياسي، وقدرتهم فالطلبة هم عماد الأمم وصناع المستقبل ولا تنهض الأمم دون شبابها وطلابها، لكن ظاهرة القمع التي تعرض لها الطلبة في الجامعات الأمريكية لم تسيء لصورة الولايات المتحدة في الغرب فحسب وإنما أدت لانقسام كبير في المجتمع الأمريكي لاسيّما حينما انحاز كثير من أساتذة الجامعات للطلبة وطالبت بعض هيئات التدريس بإقالة إدارات الجامعات التي استدعت الشرطة.

لقد قامت الجامعات الأمريكية علي حرية التعبير وتكوين حكومات ظل وبرلمانات للطلبة لتشجيعهم على الانخراط في العمل السياسي وأن يدركوا أدوارهم المستقبلية في إدارة المجتمعات، غير أن الطلبة أفاقوا علي حقيقة النظام القمعي الديكتاتوري الذي تتحكم فيه أقلية صهيونية تُسخر الولايات المتحدة وكل مصالحها لخدمة المشروع الصهيوني.

وأعلن كثير من الطلبة وأساتذة الجامعات ممن انتشرت لهم تصريحات وفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن النظام الديمقراطي الغربي أكذوبة، وأثبت الولاء الأعمى لإسرائيل لدى معظم السياسيين الغربيين، أنهم وصلوا لمناصبهم بدعم صهيوني، ولهذا سعت الحركة الصهيونية بكل أطيافها لشيطنة انتفاضة الطلبة في الجامعات الغربية.

وبهذه المناسبة لا يفوتني الحديث عن دور الطلبة في العالم العربي لاسيّما مصر، حيث لعب الطلبة خلال أربعينيات القرن الماضي دورا هاما في التظاهرات الحاشدة ضد الاحتلال البريطاني، وكانت تظاهرات كوبري عباس أعوام ١٩٣٥ و ١٩٤٥ و ١٩٤٦ التي تزعمها وقام بها الطلبة ضد الاحتلال وذيوله من الحكومات الفاسدة علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث.

كما قام الطلبة بتظاهرات العام ١٩٦٨ ضد نظام عبد الناصر الاستبدادي وبعده تظاهرات ١٩٧٧ ضد السادات، كما لعب الطلاب دورا رئيسيا في انتفاضات الربيع العربي، وكانوا عمادها، وقدمت الجامعات المصرية علي سبيل المثال مئات الشهداء والجرحى في الحراك الثوري في مصر منذ بدايته فى 25 يناير 2011، كما كان لدور حركات الأولتراس بكل أشكالها وانتماءاتها دورها الثوري المتميز .

وقد أنشأ الطلاب والشباب حركات ثورية كثيرة لفتت أنظار المصريين والعالم بأفكارها وأدائها الثوري المتميز بعد انقلاب الثالث من يوليو عام ٢٠١٣، مثل شباب ضد الانقلاب، وعفاريت ضد الانقلاب، وحركة ” مترو “، و” فتيات 7 الصبح “، وقد نُشرت دراسات كثيرة حول ما قام به الطلبة من حراك ثوري، منها التقرير الذي نقلته ” الجزيرة نت ” عن مؤشر الديمقراطية التابع لمجموعة ” إيكونوميست ” الدولية والذي جاء فيه، أن الاحتجاجات الطلابية فى المدارس والجامعات المصرية ضد انقلاب ٣ يوليو ٢٠١٣، قد شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال شهري أكتوبر ونوفمبر من نفس العام، حيث بلغ مجموع الاحتجاجات 1122 احتجاجا وتظاهرة طلابية من طلاب الجامعات والمدارس.

وبلغ مجموع الطلاب الذين صدر بحقهم قرارات فصل من الدراسة في شهر نوفمبر ٢٠١٣ وحده 423 طالبا، وقد تصدرت جامعة الأزهر قائمة الاحتجاجات تليها، جامعات القاهرة والإسكندرية وحلوان، وقد مثلت المطالب المتعلقة بالصراع السياسي في البلاد 88% من مطالب الطلبة بينما مثلت مطالبهم بالإفراج عن أساتذتهم وزملائهم بقية المطالب.

فتيات 7 الصبح

وقد نشرت صحف كثيرة قصة حركة ” فتيات 7 الصبح ” التي تأسست من قبل فتيات فى المرحلة الثانوية والجامعية اختاروا موعد السابعة صباحا للتظاهر ضد الإنقلاب العسكري، حيث يتقاطع هذا الموعد مع ذهاب الموظفين لعملهم والطلاب لمدارسهم وجامعاتهم، وفي 31 أكتوبر ٢٠١٣ تم القبض على 21 منهن خلال تظاهرة فى منطقة رشدي في الإسكندرية، ووجهت النيابة لهن تهما عادة ما تلفق لكل من يتظاهر ضد الانقلاب، مثل التجمهر والبلطجة وإتلاف ممتلكات المواطنين، وبلغت شهرتهن الآفاق حينما حكمت محكمة جنح سيدي جابر بالسجن 11 عاما لأربعة عشر منهن، كما قضت بإيداع سبع فتيات قاصرات دور رعاية الأحداث بشكل مفتوح، الحكم أثار الرأي العام العالمي وسلط الضوء علي الدور السياسي للطلبة وكيف يمكن أن يكون مزعجا للأنظمة المستبدة وأنه لن يعود للوراء .

سيظل الطلبة في أنحاء العالم هم عماد الأمم وصناع مستقبلها، وسيظل قمعهم وصمة عار تاريخية تطارد الأنظمة الديكتاتورية التي تقمعهم و ترفض الإنصات لهم..

سيظل الطلبة في أنحاء العالم هم عماد الأمم وصناع مستقبلها، وسيظل قمعهم وصمة عار تاريخية تطارد الأنظمة الديكتاتورية التي تقمعهم و ترفض الإنصات لهم، وما يميز انتفاضة الطلبة في الولايات المتحدة أنها حدثت في أكثر من ٥٠ جامعة حتى الآن، من بين أعرق جامعات أمريكا ولازالت تتصاعد، في ظل انحياز كثير من أساتذة الجامعات لها وكذلك أطياف المجتمع.

Total
0
Shares
السابق
نتنياهو

وثيقة استسلام نتنياهو ؟

التالي
الحراك الطلابي

الحراك الطلابي في مواجهة إسرائيل والحركة الصهيونية 

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share