قتل وسحل الحرائر فى مصر!

يوما بعد يوم يتجاوز الانقلابيون فى مصر كل الحرمات والأعراف والتقاليد، يدعمهم فريق من الإعلاميين ومن يدعون أنهم مثقفون أو سياسيون، حيث يتجاوز كثير منهم مرحلة دعم الجريمة إلى الشراكة المباشرة فيها من خلال الشماتة فى الضحية وتحميلها المسئولية بدلا من إدانة القاتل، فخلال أسبوعين من عمر الانقلاب تم إطلاق النار على المتظاهرين، وكل هذه الجرائم ارتكبت ضد جموع من المصريين كانت تحوى نساء وأطفالا تعرضوا لمثل ما تعرض له الرجال، وهذا سلوك غير مسبوق فى واحدة من أعرق الدول الإسلامية وأن يكون المعتدى هو قوات عسكرية، دورها أن تحمى الناس وحياتهم وأعراضهم لا أن تعتدى عليها، ولم يكن هذا بداية تجاوز الحرمات وإنما بدأ مسلسل تجاوز الحرمات بشكل سافر بعد ثورة يناير 2011، حيث بدأ مسلسل التجاوزات وكأنه عملية انتقام منظمة من هذا الشعب الذى قرر أن يتحرر من الاستبداد والاستعباد وبيادة العسكر وأن يستعيد بلاده ويقرر مصيره وإرادته.

لذلك فإننا لا نستطيع أن نفصل مسلسل الجرائم الأخيرة عما قبلها، ولعل أخطر ما فى هذه الجرائم الاعتداء على حرائر مصر من النساء، وهذا سلوك ضد كل هذه الأخلاقيات بلغ ذروته فى أحداث محمد محمود حينما سحلت طبيبة صيدلية وتم تعريتها أمام كاميرات العالم من قبل جنود يرتدون الزى العسكرى، وبقيت هذه الصورة خالدة فى ظل جهل هؤلاء بأن الإعلام المدجن وشهود الزور الذين يقلبون الحقائق لا يستطيعون محو هذه الصور التى أصبح لها إعلام قوى موازٍ حول كل مصرى بهاتفه النقال إلى مراسل ومصور ينقل الحقائق إلى العالم.

 وتكرر المشهد بشكل أكثر شذوذا ودموية فى مذبحة دار الحرس الجمهورى، حيث استمعت إلى شهادة كثير من النساء اللائى تم الاعتداء عليهن دون رحمة مع أطفالهن، وبعد ذلك احتجز المصلون فى مسجد الفتح فى ميدان رمسيس بعد الاعتداء عليهم فى صلاة القيام، وخرج إمام المسجد يستنجد بقوات الشرطة والأمن حتى تؤمن ثلاثمائة من المحتجزين من قبل البلطجية فى المسجد بينهم نساء وأطفال وظل يطلق مناشداته من بعد صلاة التروايح وحتى ظهر اليوم التالى دون أن يرد عليه أحد، ثم توج المشهد بمجزرة المنصورة يوم الجمعة الماضى التى راح ضحيتها حتى الآن خمسة شهيدات وجرح مائتين آخرين على يد بلطجية تحت سمع الأمن وبصره، وقد استفزت هذه الجريمة النكراء كل نساء مصر بل كل المدافعات عن الحرية فى العالم، وهذه الجريمة البشعة ليست سوى امتداد لما قبلها غير أن المتابعين لمسلسل هذه الجرائم يجدون وتيرته تعلو يوما بعد يوما، لاسيما فى ظل تبريرات شركاء الانقلابيين من السياسيين الذين يحملون الضحية المسئولية أنها خرجت إلى التهلكة.

وهل نجحت ثورة يناير إلا بوجود المرأة المصرية إلى جوار الرجل؟ ومنذ متى تجلس المرأة فى بيتها ووطنها يسلب، وعرضها ينتهك؟ إن جرائم الاعتداء على حرائر مصر ستشعل نارا لن تنطفئ إلا بعد أن ينال الجناة عقابهم الرادع، لأنها اعتداء على عرض كل مصرى وعلى شرفه وستظل دماء الشهداء معلقة فى رقبة الشعب كله حتى يحاكم الجناة ولو بعد حين؟

Total
0
Shares
السابق

المرأة الحرة التى قبلت البيادة!

التالي

شهود الزور علي انقلاب ٣٠ يونيو

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share