الضائعون في زحمة الأحداث

تأتي الأحداث الكبرى فتنسي الناس غيرها، وما يحدث الآن في جنبات الدنيا من سيل في الأحداث والأخبار والصراعات لاسيما من صراع بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين ضد روسيا في أوكرانيا قد أخذ جانبا من اهتمام الناس حتى العرب منهم بما يحدث في مصر وسوريا والعراق ولبنان وليبيا والسودان، لكن الأخطر هو أنه في ظل انشعال الناس بالأحداث الكبرى تجري أحداث أخرى يضيع فيها كثير من المستضعفين في جنبات الأرض لاسيما من المسلمين. فعلى سبيل المثال لا الحصر لم يعد أحد يتحدث عن مأساة المسلمين الروهانجيا في ميانمار حيث تجري عملية تطهير عرقي ضدهم من قبل البوذيين منذ ما يقرب من عام وقد ظهرت القضية على السطح وتعاطف الناس معها بعض الوقت ثم جاءت الأحداث الكبري فطوتها ولم يعد أحد يذكر عنها شيئا ولم يعد لها وجود في الأخبار حتى لو خبرا في نهاية النشرات الأخبارية أو جنبات الصحف، لكن عدم النشر هذا لا يعني أن الجرائم توقفت بحق المسلمين الروهانجيا كلا بل هي قائمة على قدم وساق ربما بشكل أكبر حيث ينتهز البوذيون انشغال العالم بتغطية الصراعات الكبرى القائمة، الأمر الآخر هو ما حدث في إفريقيا الوسطى من عملية تطهير واسعة للمسلمين هناك بدأت في شهر ديسمبر الماضي حيث تم إجلاء ما يقرب من مليون مسلم من مساكنهم وبيوتهم ومتاجرهم وترحيلهم إلى المناطق الشرقية والشمالية من البلاد في أكبر عملية تطهير عرقي تجري في إفريقيا الوسطى والعجيب أن هذا يجري تحت ظل وربما رعاية ودعم القوات الفرنسية والإفريقية التي تدعم عصابات أنتي بالاكا ضد المسلمين، حيث تمت الإطاحة بأول رئيس مسلم في تاريخ البلاد ومحاصرة القوات التى كانت تدعمه في معسكرات ومنعها من الدفاع عن المسلمين أو حتى ترحيلهم، ومما يكشف حجم الجريمة التي تجري بحق المسلمين الذين كانوا يديرون 99% من حجم التجارة في البلاد ويملكون ستة ملايين رأس من الماشية أن آلافا منهم محاصرون منذ ثلاثة أسابيع في المسجد الكبير في العاصمة بانجي ينتظرون نقلهم خارج العاصمة بعدما نهبت متاجرهم وحرقت بيوتهم، لكن القوات الفرنسية والإفريقية تتقاعس عن تقديم الخدمات لهم بل إنهم يرفضون مساعدتهم في تأمين خروجهم من وسط العاصمة بانجي إلى المناطق الآمنة في شرق وشمال إفريقيا الوسطى حيث يتواجد مئات الآلاف من المسلمين الذين تمكنوا من الفرار من المجازر التى ارتكبتها وترتكبها قوات «أنتي بالاكا» ضد المسلمين، لكن الأمم المتحدة تقول إن هناك مليون مسلم من الذين تمكنوا من الفرار في حاجة إلى أبسط المساعدات وأهمها توفير المياه لهم، والعجيب أن ما يحدث للمسلمين في إفريقيا الوسطى لم يكن سوى امتدادا لجرائم ومجازر أخري ارتكبت ضد المسلمين في مناطق مختلفة من إفريقيا حيث ينتشر الأسلام وسط القبائل الوثنية التي تملأ القارة والتي تسمع عن الإسلام لأول مرة، ويعاني هؤلاء من الفقر والجهل والتخلف وسيطرة الاستعمار الفرنسي علي ما يقرب من نصف دول القارة وأصعب ما يصيب المسلمين في تلك البلاد هو حرق وهدم المساجد وإهانة المصحف الشريف، هذا بعض ما يحدث في جنبات الدنيا في ظل الزخم الهائل للأحداث الكبرى والتى تنسي الناس دائما أن هناك مستضعفين في الأرض يتخطفهم الناس.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

شعب السيسي المختار «4»

التالي

الطلبة يقودون المد الثوري

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share