إفريقيا هل ترفض السيسي؟

التوصية التي رفعها رئيس مجلس الامن والسلم الافريقي بول للو بولس في الاسبوع الماضي بعدم ارسال بعثة من الاتحاد الافريقي لمراقبة الانتخابات الرئاسية في مصر والمقررة يومي 26 و27 مايو القادم وضعت الانقلابيين في مصر في مأزق كبير لاسيما اذا ما اخذ بها المجلس في اجتماعه القادم وطبق على الانقلابيين في مصر ما طبقه على الانقلابيين في مدغشقر في العام 2009 حينما علق المجلس عضوية مدغشقر حينما تولى اندري جولينا المدعوم من العسكر رئاسة البلاد.
وبقيت عضوية مدغشقر معلقة حتى نهاية العام الماضي 2013 حيث اجريت انتخابات رئاسية جديدة وفاز فيها راجاونار يما مبيانيتا حيث بدات مدغشقر تعود للنظام الدستوري، هذه التوصية تخالف تصريحات الفا عمر كوناري رئيس وفد الحكماء الذي زار مصر مؤخرا، وكانت لهجته تصالحية مع الانقلابيين وهي تخالف اللهجة التي تحدث بها الاتحاد الافريقي مع النظام الانقلابي في اعقاب الانقلاب، حيث تم تعليق عضوية مصر في الخامس من يوليو الماضي اي بعد الانقلاب بيومين، حيث قال كوناري في اعقاب زيارته الاخيرة لمصر والتي اعتبرها الانقلابيون نهاية مقاطعة افريقيا لهم «ليس في وسع الاتحاد الافريقي الا يثق في الشعب المصري الذي قام بثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو» وكوناري بذلك ساوى بين الثورة والانقلاب وردد نفس اللهجة التي يتحدث بها الانقلابيون مما يعني ان هناك موقفا افريقيا مهادنا للانقلاب اكده كوناري حينما اضاف «يجب استئناف الاضطلاع بجميع الانشطة بطريقة طبيعية في ظل احترام القانون والحريات».
من قراءتي للموقف الافريقي يتضح ان الاداء السياسي والدبلوماسي لمعارضي الانقلاب ضعيف للغاية وليس على مستوى المعارضة الداخلية التي هي اقوى ولا تجد غطاء سياسيا خارجيا قويا يحصد نتائج الجهود والتضحيات التي تجرى في الداخل، فحتي الآن تبدو المعارضة الخارجية ضعيفة ومشتتة ولا تقوم بجهود جماعية تحاصر الانقلابيين الذين نجحوا حتى الآن في الحصول على الاعتراف الواقعي بهم حيث يستقبل وزير الخارجية في المحافل المختلفة وهو يقوم الآن بجولة افريقية لمحاولة اقناع الدول الاعضاء بتغيير موقفها خلال الاجتماع القادم لمجلس الامن والسلم الافريقي الذي يعتبر السلطة العليا لدول القارة والذي يقرر منح العضويات او تعليقها، واذا ما نجح الانقلابيون في الحصول على استئناف نشاطهم من خلال المجلس فان القوى السياسية تتحمل مسؤولية تاريخية وكبيرة انها فشلت في اقناع الدول الافريقية بمقاطعة نظام انقلابي استبدادي قتل وجرح واعتقل وحاكم عشرات الآلاف من المصريين ولم يحاسبه احد.
ان الحفاظ على موقف افريقي مقاطع للانقلاب وموقف لاتيني من دول اميركا الجنوبية وبعض الدول الآسيوية التي لا تخضع للهيمنة الاميركية او الغربية يمكن ان يكون داعما للقوى المعارضة للانقلاب والداعية للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والقانونية، واذا كانت القوى السياسية خارج مصر بقيت مشرذمة وغير فاعلة بما يكفي خلال الاشهر الماضية فان فرصتها لتوحيد صفوفها وتكوين معارضة قوية مرصوصة الصفوف موحدة الكلمة لازالت قائمة لاسيما وان الانقلابيين لا يستمدون قوتهم الا من ضعف المعارضة لهم.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

السيسي.. السيناريو الأسود (1)

التالي

السيسي.. السيناريو الأسود «2»

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share