زواج كيري و فهمي

يكاد يجمع المراقبون على ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري هو اسوا وزراء الخارجية الاميركيين في العصر الحديث واكثرهم انطفاء وفشلا، فالرجل ذو الوجه الصخري لم يحقق انجازا يذكر في اي قضية كلف بها وآخرها فشله الذريع في اوكرانيا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد ذكر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس انه اجتمع خلال الاشهر التسعة الماضية اربعين مرة مع جون كيري وزير الخارجية الاميركي دون ان يتخمض ذلك عن اي نتيجة تذكر تتعلق بمفاوضات السلطة مع اسرائيل.
اما وزير خارجية الانقلاب في مصر نبيل فهمي فهو لا يختلف كثيرا عن كيري، بل انه تجاوزه وتفوق عليه من الفشل السياسي والدبلوماسي الى الفشل الاخلاقي حينما اعلن الثلاثاء الماضي في حوار اجرته معه الاذاعة الوطنية الاميركية خلال زيارة له الى واشنطن يستجدي من ورائها الاعتراف بحكومة الانقلاب ان العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر انما هي «زواج شرعي وليست نزوة».
التصريح ليس دبلوماسيا وليس اخلاقيا ولا يعكس الا مستوى هابطا في التصوير والتعبير والاخلاق والدبلوماسية، لانه ينهي سيادة الدولة المصرية وهيبتها وتاريخها ويسيء لكل مصري اصيل يعرف معنى الرجولة والمروءة والنخوة والشرف ويحول مصر لمجرد تابع ذليل للولايات المتحدة وهذا ما يأباه اي مصري بل ان وزير المالية المصري الاسبق خلال سنوات الاحتلال البريطاني لمصر 1943 امين عثمان حينما اعلن ان «العلاقة بين مصر وبريطانيا زواج كاثوليكي لا طلاق فيه» دفع الوطنيين والشرفاء ليس الى رفض تصريحاته وانما لاغتياله حيث اتهمت خلية وطنية تتكون من ستة وعشرين مصريا على رأسهم حسين توفيق وانور السادات باغتياله في 5 يناير 1945 ليمحوا عار المصريين واهانة العميل البريطاني امين عثمان لهم، وقد اكدت الوثائق البريطانية ان اللورد كيلرن السفير البريطاني في القاهرة آنذاك هو الذي طلب من حكومة الوفد تعيين امين عثمان وزيرا للمالية مكافأة له على دور الوساطة الذي كان يقوم به بين السفير البريطاني والنحاس والملك فاروق، وبما ان نبيل فهمي كان سفيرا لنظام مبارك في الولايات المتحدة بين عامي 1999 و2008 فلا يستبعد ان اسياده الاميركان هم الذين اوصوا الانقلابيين بتعيينه وزيرا للخارجية حيث تولى منصبه في 13 يوليو الماضي بعد الانقلاب بعشرة ايام، ومن غير المستبعد ان زواجه بهم قد تم خلال سنوات وجوده سفيرا في واشنطن وان اعلانه عن هذا الزواج قد جاء في الاسبوع الماضي. ان مثل هذه العبارات التي تعبر عن الجهل والخيانة لا يمحوها التاريخ بل ان جميع المصريين سرعان ما استدعوا العبارة المهينة لامين عثمان التي مضى عليها اكثر من سبعين عاما ليقولوا لفهمي نحن لا ننسى الاهانات ولا نقبلها واذا كان هناك زواج فليكن بين كيري وفهمي فالطيور على اشكالها تقع وهناك كنائس كثيرة في اميركا تبيح زواج المثليين اما مصر فإنها لا تتزوج بأحد وهي تاج على رؤوس الشرفاء من ابنائها، اما الخونة فإن مزبلة التاريخ مازال فيها متسع كبير لهم.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

الغرب شريك في جرائم الانقلاب

التالي
محمد محسوب

محمد محسوب ج 14 : تدخّل القضاء في قرارات الرئاسة

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share