رسالة الشعب المصري للعالم

في الوقت الذي خرج فيه عبد الفتاح السيسي عبر احد حواراته التليفزيونية قبيل الانتخابات الرئاسية ليقول انه ينتظر خروج 40 مليون مصري للمشاركة في الانتخابات الرئاسية ليتحدى بهم العالم وحينما اعاد عليه احد الحضور سماع الرقم اذا به يرفعه الى 50 مليونا.
جاءت اجابة الشعب المصري على السيسي بالمقاطعة مرسلا رسالة واضحة للعالم يقول فيها : لن يحكمنا ديكتاتور او عسكري بعد اليوم, وان حشود 30 يونيو لم تكن سوى اكذوبة اكد عليها المخرج خالد يوسف في جلسة خاصة مع بعض اصدقائه حيث باح لهم بأنه استخدم تقنيات سينمائية ـ مشروعة على حد قوله ـ لتضخيم الحشود وان الواقع كان مختلفا عن ذلك بكثير وباح احد اصدقائه قبيل الانتخابات بأيام بما دار في الجلسة الخاصة لاحد الصحفيين الذي نشرها في صحيفة «المصريون».
و بغض النظر عن ان كانت حشود 30 يونيو صحيحة ام اكذوبة سينمائية فقد شاهد العالم اجمع على مدى ثلاثة ايام آلاف اللجان الانتخابية وهي فارغة ونقلت كاميرات تليفزيونات فضائيات الانقلاب صور اللجان وهي خاوية وظهر كل الاعلاميين المؤيدين للانقلاب على مدى ثلاثة ايام وهم يستجدون الناس ان يخرجوا وفي الاول قال بعضهم وهم متفائلون ان عدد الذين شاركوا لم يزيدوا على 7 % وفي اليوم التالي رفعوا نسبة المشاركين الى %10 وبعضهم اوصلها الى 15 % ثم فوجئنا في اليوم الثالث الذي تم تمديده في مخالفة واضحة وغير مسبوقة في الانتخابات بان نسبة التصويت ارتفعت الى 47 % رغم ان وضع المشاركين لم يتغير ولا يعرف احد كيف ارتفعت النسبة دون ان يذهب احد حيث طلب من مراقبي اللجان للمرشح الذي يوصف بانه كومبارس حمدين صباحي ان ينسحبوا في اليوم الثالث وتم كما يقول شهود سربوا صورا للتزوير انه تم تزوير 20 مليون صوت في اليوم الاخير ليصبح عدد الحضور 25 مليونا في الوقت الذي سرب فيه بعض اعضاء اللجنة العليا للانتخابات ان الحضور الحقيقي لم يزد على 5 ملايين وقد اكد ذلك المرصد العربي للحقوق والحريات وهو جهة قانونية محايدة شاركت في مراقبة الانتخابات في تقرير اصدره في 29 مايو اكد فيه على ان نسبة التصويت الحقيقية في الانتخابات الرئاسية كانت 11.92 % وان مراقبيه ومندوبيه المحليين المنتشرين في كافة المحافظات المصرية رصدوا تجاوزات كبيرة وقعت في الانتخابات اما مركز تكامل للدراسات المصرية فقد نشر عبر موقعه تقريرا من خلال مندوبيه المنتشرين في انحاء البلاد عن رصده للانتخابات في اليومين الاول والثاني اكد فيها على ان نسبة الحضور لم تتجاوز 7.5 % من اجمالي المقيدين في الجداول الانتخابية وان عدد الذين صوتوا هم اربعة ملايين واربعين الفا فقط خلال يومي 26 و27 مايو وقد شارك في هذه الدراسة حسب المركز 53 باحثا و297 متطوعا في انحاء البلاد.
اذن نحن امام مرحلة جديدة من مراحل الثورة المصرية، حيث ان الثورات في حياة الامم والشعوب لا تكون حفلات سواريه مثل 30 يونيو او اياما كما حدث في يناير وفبراير 2011 وانما مراحل للتحول تمتد الى سنوات وهذه احدى مراحل المقاومة للدولة العميقة ونظام مبارك ورسالة من شعب مصر للعالم لكنه شكل رائع من اشكال المقاومة ابهر العالم كما ابهر المراسلين الغربيين الذي قاموا بتغطية الانتخابات وغدا أروي لكم بعضا من شهاداتهم.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

قراءة في موقف أوروبا من الانقلاب

التالي
الهادي البكوش

الهادي البكوش (3) : انفراد الحبيب بورقيبة بحكم تونس وعلاقته بالاستخبارات الأمريكية

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share