السيسي و سقوط الشرعية الشعبية

حينما قام السيسي بانقلابه على أول رئيس مصري منتخب في 3 يوليو الماضي استند إلى ما يسمى بالشرعية الشعبية، بعدما نجح المخرج خالد يوسف في صناعة مشهد سينمائي بارع اعترف بعد ذلك في جلسات خاصة مع بعض أصدقائه بأنه استخدم تقنيات سينمائية لتضخيم المشهد.
وصدق السيسي الكذبة التي صنعها بنفسه وأخرجها خالد يوسف وأخذ عشرة أشهر يطنطن على المشهد السينمائي المزيف حتى أنه قبيل الانتخابات الرئاسية بيومين قال إنه يتوقع أن ينزل للتصويت أربعون مليون مصري وحينما تعجب المذيع السنيد من الرقم إذا بالسيسي يرفع الرقم المتوقع للنزول للمشاركة في الانتخابات إلى 50 مليونا، لكن الانتخابات الرئاسية لم تكذب فيها الصورة وأصابت الجميع وعلى رأسهم السيسي بالصدمة و الذهول، حيث كانت النتيجة العامة لم يذهب أحد والنتيجة الفعلية الحقيقية أن نسبة الحضور حسب مراكز دراسات وشهادات بعض القضاة الشرفاء الذين كانوا شهودا على المهزلة وكاميرات التليفزيون وحتى مؤيدي الانقلاب من إعلاميين وسياسيين كانت بين 7 و%10 و هذا يعني أن الشرعية الشعبية الوهمية التي استند إليها السيسي قد سقطت بشرعية شعبية حقيقية هي الانتخابات، ومعنى ذلك أن السيسي بعد تزوير النتيجة ونسبة الحضور والتصويت سيكون رئيسا مغتصبا للسلطة بانقلاب عسكري ودون شرعية شعبية رسمية وإنما شرعية شعبية سينمائية وانتخابات مزورة، وحينما تسقط الشرعية الشعبية عن أي رئيس فإن بقاءه في السلطة يصبح مسألة وقت ويبدوا أن الدولة العميقة في مصر بقيادة المجلس العسكري سوف تستخدم سيناريو جديدا بعدما فشلت طوال عشرة أشهر في إقناع الشعب بخيار الانقلاب ثم جاءت الانتخابات لتؤكد عليهم أن الشعب سيثور عليهم هذه المرة ولكن ثورته ستكون جارفة، وإذا كانوا قد عجزوا عن قراءة المزاج الشعبي الحقيقي وأوهموا السيسي أن يخرج على وسائل الإعلام ويفضحهم ويفضح نفسه بأن الذين سيخرجون لتأييده هم أربعون أو خمسون مليونا، فهذا يعني أن أجهزتهم إما فاشلة وإما تعمدت الكذب والتدليس على السيسي حتى تسقطه في الفخ ويصبح هو كبش الفداء الثاني بعد مبارك حتى يتم التخلص منه بعد فترة وجيزة ومحاولة عمل صلح مع الشعب مرة أخرى بعدما سفكوا دماءه، غير أن الشعب الحالي الذي أبهر العالم بما قام في ثورة 25 يناير وأبهر العالم بما قام به من مقاطعة تجاوزت حدود التخويف والتهديد والوعيد ليقول للعسكر رسالة مباشرة : لن يحكمنا عسكري بعد اليوم.
مدة حكم السيسي حسب الذين يجيدون قراءة المشهد الحالي لن تطول وربما لا تتجاوز الأشهر وبحد أقصى عام سيسقطه خلالها الشعب من خلال موجة ثورية جديدة، أو يضحي به العسكر على غرار مبارك لكن نهايته ستكون دموية لأنه ولغ في كثير من الدماء وإذا كان قد عجز عن الخروج على الناس في أي مؤتمر شعبي أو أي ظهور علني، فهل سيقضي فترة حكمه بين الحوائط المغلقة والحرس المدجج بالسلاح والإعلاميين المطبلين المنتقين ؟، لن يحكم الشعب إلا واحد من الشعب وإذا كانت الشرعية الشعبية هي السند لأي حاكم فإن الشرعية الشعبية قالت كلمتها بشكل رسمي وأسقطت السيسي، وإذا كانت الثورات عبارة عن موجات فإن الموجة القادمة لا يعلم إلا الله مدى قوتها وقدرتها على الإطاحة بالسيسي بل ربما بالعسكر جميعا.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

السيسي في قبضة الدولة العميقة

التالي

أكذوبة الحياد الإعلامي ! (1)

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share