سجن العزولي.. غوانتانامو مصر !

نُشر المقال فى 29 يونيو 2014 

في زحمة المجازر التي وقعت في رابعة والنهضة والحرس الجمهوري والمنصة وغيرها من المذابح والمجازر الاخرى التي وقعت في مصر بعد الانقلاب العسكري الذي قام به وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي في 3 يوليو الماضي.
وفي زحمة المحاكمات التي تجرى لاكثر من ثلاثين الف معتقل سياسي على رأسهم رئيس الجمهورية المنتخب محمد مرسي.
تناسى الكثيرون ملف اختفاء آلاف من النشطاء والطلبة الذين تم اعتقالهم على يد الشرطة العسكرية او حتى على يد امن الدولة ولا يعلم احد عنهم شيئا، لكن الايام تكشف يوما بعد يوم عن وجود سجون سرية في مصر يعتقل فيها هؤلاء ويتعرضون لتعذيب بشع يصل الى حد التصفية الجسدية وربما يتم التخلص من جثثهم دون ان يدري احد عنهم شيئا على اعتبار انهم لم يتم تسجيل بياناتهم كمعتقلين ولا يدري احد عن مكانهم شيئا سوى الاجهزة التي قامت باعتقالهم والذين يقومون باحتجازهم وتعذيبهم وهناك المئات من الاسر في مصر تبحث عن ابنائها في كل الاماكن المتاحة ولا تجد الا جوابا واحدا هو »غير موجود«، من هذه الاماكن سجن العزولي الذي يقع ضمن معسكر الجلاء الذي يتبع القوات المسلحة في مدينة الاسماعيلية، وكانت المنظمة العربية لحقوق الانسان التي يقع مقرها في لندن اول من نوه قبل عدة اشهر لوجود هذا السجن العسكري ووجود مئات المعتقلين السياسيين فيه يتعرضون لابشع انواع التعذيب والاستنطاق على يد الشرطة والاستخبارات العسكرية ولا يوجد لهم اية بيانات او محامين او يدري عنهم احد شيئا، كما قدم كثير من النشطاء القانونيين في مصر بيانات ومعلومات عن هذا السجن السري الذي لا يسمح لاحد بدخوله او اخذ اي بيانات عنه على اعتبار انه سجن عسكري يخص القوات المسلحة، وسرعان ما بدأت المعلومات تتسرب شيئا فشيئا حتى كان التقرير المفصل الذي نشرته صحيفة »الجارديان البريطانية« يوم الثلاثاء الماضي 24 يونيو 2014 بعدما التقى مراسلها في القاهرة باتريك كننغزلي مع ثلاثة ممن افرج عنهم مؤخرا من هذا المعتقل السري الرهيب كل على حدة، كما نشرت كل من »هيومان رايتس ووتش« و»منظمة العفو« الدولية تقارير عن هذا المعتقل الرهيب تفيد بوجود اكثر من الف معتقل فيه لا توجد لهم اية بيانات او سجلات او يسمح لاحد بزيارتهم حتى من ذويهم ومن بين هؤلاء كما جاء في احد التقارير صحفي وطفل، اما وسائل التعذيب المرعبة التي تجرى في هذا السجن فهي لم تحدث حتى في سجن غوانتانامو حيث ان الولايات المتحدة كانت تلجأ الى مصر وسوريا ودول عربية تمارس التعذيب حتى تنتزع الاعترافات من المعتقلين، وتقول التقارير ان كثيرا من المعتقلين ومنهم زوجة خرجت على شريط فيديو تحدثت عن تهديدهم لها بالاغتصاب حتى يعترف زوجها انه قال لهم اكتبوا ماشئتم وانا اوقع عليه لكنهم كانوا يرفضون، واكدت التقارير ان الاجهزة الامنية لم تعد تقتنع بالاعترافات الجاهزة، ومن بين هؤلاء المعتقلين كما تقول الجارديان طلبة جامعات ممن شاركوا في التظاهرات ضد الانقلاب، وقد تحدث المعتقلون عن حفلات التعذيب البشعة التي تجرى في سجن العزولي الذي يقول تقرير الجارديان انه من الصعب على المدنيين التعرف عليه لانه يقع داخل ثكنة عسكرية كبيرة، وانه كان في الاصل مخصصا للمحكومين من العسكريين.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

دول الحصار .. وفوضى قوائم الإرهاب

التالي
الهادي البكوش

الهادي البكوش ج7 : إقصاء الباهي الأدغم..وحكم بورقيبه لتونس من المستشفى فى فرنسا

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share