مستقبل ليبيا الغامض

نُشر المقال فى 3 سبتمبر 2014

قرر المؤتمر الوطني الليبي العودة لانعقاده في العاصمة طرابلس والاطاحة بحكومة عبد الله الثني وتكليف عمر الحاسي أحد قيادات الثوار بتشكيل حكومة جديدة مما دفع عبد الله الثني للهروب إلي شرق ليبيا وأعلن استقالة حكومته بعدما اتهمه الثوار بالانحياز للقوى الخارجية، بينما بقي المجلس المنتخب يعقد جلساته في شرق ليبيا مع رفض الثوار له ولتركيبته.
أما في بنغازي فيواصل الثوار هجومهم علي مواقع الجنرال المتمرد حفتر، حيث يبدو الوضع فوضويا إلى حد كبير في معظم أنحاء البلاد، فالعاصمة طرابلس تعاني من مشكلات في ترتيب أمور الحياة اليومية للمواطنين وتسيير خدمات المياه والكهرباء وغيرها، فيما تواجه الميليشيات المدعومة خارجيا هزيمة كبيرة تعكس انقساما واضحا في المجتمع الليبي، وتضفي مزيدا من الغموض على مستقبل البلاد، فإذا دخلت ليبيا في حرب أهلية وهي لم تدخل بعد فهذا يعني دمارا شاملا لبلد كان مدمرا في الأصل عاني من الحكم الديكتاتوري الاستبدادي عشرات السنين، والدخول في حرب أهلية لا يعني سوى الفوضى وأن تصبح ليبيا ساحة للاعبين من الخارج الذين يقومون بتصفية حساباتهم عبر دعم هذا أو ذاك من القوى العسكرية على الأرض، وفي النهاية سوف يتم تمزيق البلاد إلى كنتونات تخضع للقوى العسكرية القادرة على حسم الموقف على الأرض لصالحها، لكنها لن تبني دولة وسوف تقضي على باقي مقدرات الدولة القائمة.
السيناريو الثاني الذي تدفع بعض القوى لاتمامه هو التدخل الأممي في ليبيا عبر قرارات من مجلس الأمن وإنزال قوات دولية وحاكم أممي يقومون بإدارة شؤون البلاد وهذا ليس سوى احتلال تحت القبعات الزرقاء سوف يفرز وضعا مأساويا لا يمكن الليبيين من اتخاذ أي قرار بشأن بلادهم تماما كما هو الوضع في البلقان على سبيل المثال، حيث توجد حكومات لا تملك من أمرها شيئا وإدارة الأمور تجري من الخارج، غير أن هذا في ظل انتشار السلاح لن يؤدي إلى أي شكل من أشكال الاستقرار،و ربما يورط القوات الأممية في حرب مع الثوار الليبيين.
السيناريو الثالث هو سيناريو التقسيم، وهو الذي تروج له كثير من القوى وسبق أن نشرت صحف أميركية وغربية خرائط جديدة للمنطقة تقسم فيها ليبيا إلى ثلاث دويلات لكن خطورة هذا التقسيم هو أن النفط الذي يقع معظمه في الجنوب سيكون كله أو أغلبه من حظ دويلة واحدة دون الدويلات الأخرى.
السيناريو الرابع والأخير، هو النظام الفيدرالي بأن تكون هناك حكومة مركزية تدير شؤون البلاد في طرابلس وهناك حكومات في كل ولاية من الولايات الثلاث وهذا ما كان عليه الوضع قبل اعلان المملكة الليبية عام 1955، كل هذه السيناريوهات هدفها كسر شوكة الاسلاميين في ليبيا لأن الفارق بينهم وبين الاسلاميين في مصر وتونس انهم مسلحون، فماهو السيناريو الذي يمكن أن يتحقق خلال الأيام القادمة ؟.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

الشعور بالغربة في المجتمع المصري!

التالي

التحالفات الجديدة من الحوثي إلى السيسي

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share