تحدث يزيد صايغ – الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت والأستاذ السابق لدراسات الشرق الأوسط في قسم الدراسات الحربية في كلية لندن الملكية ، مع أحمد منصور، في حلقة من برنامج بلا حدود التي تم بثها بتاريخ 24 ديسمبر 2014 عن هيمنة الجيوش العربية على الحياة المدنية عارضًا الوثائق التي تثبت تلك الهيمنة خلال الحوار.
مقتطفات من الحلقة
استكمل يزيد صايغ – الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، الحديث حول تغول المؤسسة العسكرية على الحياة السياسية في دول الربيع العربي.
وأوضح “صايغ” أن الشرطة استعانت بالبلطجية أو الشبيحة في دول الربيع العربي مع عدم اعتراض الجيش الذي تغير دوره في تلك الدول ، حيث أصبحت الجيوش العربية بعد الربيع العربي فاعلاً رئيسيا في الحياة السياسية.
وقال “صايغ” إن الجيوش العربية تغيرت عقيدتها القتالية حيث لم تحارب إسرائيل منذ زمن بعيد وأصبحت تعمل كضمان اجتماعي للعاملين بها، موضحاً أن هناك تمييزاً وانقساما طبقياً بين صغار وكبار الضباط في تلك الجيوش..
وتحدث الخبير المتخصص في شؤون الدفاع والجيوش العربية بمعهد كارنيغي للسلام عن مستقبل الجيوش في دول الربيع العربي، وتحديدا في مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن.
الجيوش العربية المدجنة
وقال صايغ إن من يستخدم البلطجية والشبيحة والمليشيات في مصر وسوريا والعراق واليمن هو النظام السياسي، في إشارة إلى الأحزاب الحاكمة والأجهزة الأمنية.
ووصف الجيوش العربية في فترة ما قبل الثورات بالمهمشة والمدجنة، لافتا إلى أن الربيع العربي تسبب في كسر بنية السلطة وأفسح المجال لاصطفافات جديدة لعبت الجيوش العربية بمقتضاها أدواراً داخلية أساسية لم تلعبها طوال عقود.
وشدد الخبير على ضرورة أن تستند أي مؤسسة عسكرية إلى معايير واضحة إذا ما وجدت نفسها مضطرة للعب دور داخلي.
وقدم صايغ في هذا الصدد مثالا، قائلا “إن الجيش الذي لا يقدر على انتزاع حي من مجموعة مسلحة خارجة عن القانون إلا بتدمير الحي بمن فيه وقتل أعداد هائلة من المدنيين هو جيش يفتقد الكفاءة والمهنية”.
واعتبر أن أي جيش محترف يدخل دائرة العمل بالأمن الداخلي سيتأثر مهنيا وسيتآكل من الداخل، وهذا ما ينطبق في صورة جلية على المؤسسة العسكرية بمصر منذ عهد الراحل جمال عبد الناصر، بحسب قوله.
الجيش المصري والانقسام الطبقي
وبين صايغ أن الجيش المصري يشهد انقساما طبقيا داخله، ونظريا يمكن أن يؤدي هذا الانقسام إلى صراع في صفوف المؤسسة العسكرية نفسها.
وتحدث الخبير المتخصص في شؤون الدفاع عن مستقبل الجيوش في كل من ليبيا ومصر والعراق واليمن، وأكد أنه لا يوجد اليوم جيش ليبي ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عبر المصالحة السياسية الشاملة.
ورأى أن أمام الجيش المصري شوطا طويلا في ظل الكم الهائل من الأزمات التي تعيشها البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
أما الجيش اليمني فذكر صايغ أن بإمكانه إعادة بناء نفسه ضمن معادلة تحالفات جديدة تمليها المتغيرات المستجدة مع بروز الحوثيين كرقم صعب على الساحة اليمنية.
وختم بالحديث عن العراق، وذكر أن الجيش هناك أمام مخاض صعب مع استمرار الحرب المفتوحة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في مساحات واسعة من البلاد.
أجزاء الحلقة
00:00 مقدمة
00:51 استعانة الجيش والشرطة بالبلطجية في دول الربيع العربي
03:22 تغير دور الجيش في دول الربيع العربي بعد الثورات
04:57 دور الجيوش العربية في الانقسام المجتمعي
وتغير عقيدتهم القتالية
11:45 الدور الاجتماعي للجيش بالنسبة لجنوده
13:55 قصف الجيوش العربية لوطنه وقتل مواطنين فيها
18:24 جرائم الجيوش لا تسقط بالتقادم مثل دول أمريكا اللاتينية وتركيا
20:39 مستقبل العلاقة بين الجيش والشعب
22:50 عسكرة الوظائف المدنية خاصة في مصر وأثر ذلك على الحياة المدنية
29:28 الفساد في الدول العربية ليس فقط في الجيوش
36:14 وجود تفرقة اجتماعية وانقسام طبقي داخل الجيوش العربية
41:48 الأنظمة العربية وجيوشها تعمل لمصلحة إسرائيل
44:41 مستقبل الجيش في ليبيا وفي مصر وفي اليمن وفي العراق