نصيحة لمرسي .. فوضى في القصر الرئاسي !

نشر المقال فى 27 يوليو 2016

هذا المقال «فوضى في القصر الرئاسى» كتبته ونشرته بتاريخ 30 يوليو 2012 أي بعد شهر واحد من تولي الرئيس محمد مرسي السلطة وهو واحد من عشرات المقالات التي انتقدت فيها بشدة أسلوب مرسي المتهاون في إدارة الدولة وهو في قمة السلطة لأؤكد أني كنت من أشد الناس نقدا لمرسي ونظام حكمه الذي دمر مكتسبات الثورة المصرية بضعفه وتردده وانعدام أهليته للقياده.
اتصل بي أحد أصدقائي من سكان مصر الجديدة بعد أيام من وصول الرئيس مرسي لقصر الرئاسة وقال لي وهو في قمة الغضب: أرجو أن تترك كل ما في يدك وتأتي فوراً الآن لترى حجم الفوضى والمزبلة والمهزلة التي حول قصر الاتحادية الرئاسي، هذا المكان الذي كان الناس يخشون من المسير قربه، قبل ذلك، سقطت هيبته منذ أن دخله الرئيس محمد مرسي، حيث أصبح كل من هب ودب يأتي ويفترش الشارع سواء كان مأجوراً أو صاحب حق ليتظاهر، هؤلاء حولوا المكان أمام القصر وحوله إلى مزبلة، هل هذا ما يريده الرئيس؟ أن يتحول القصر الجمهوري الذي هو قصر الشعب وملك الدولة وليس ملك مرسي إلى مزبلة، وأن تصبح الشوارع التي تحيط به مليئة بالبلطجية والمأجورين حتى أصبحنا كسكان للمنطقة لا نعرف المفسد من المصلح، واللص من الشريف، والمأجور من صاحب الشكوى الحقيقي! هدأت من روع صاحبي وانتظرت أن يُصدر الرئيس قراراً يرد به هيبة الدولة والقصر والمكان والمنصب لكنه لم يفعل، وكلمني صديقي مرة أخرى قبل أيام وهو غاضب وقال: يا أحمد الوضع يزداد سوءاً ولا يتحرك أحد، لكنه قبل أن يكلمني كان قد بلغنى أن الفوضى خارج القصر تشبه الفوضى داخله، فأنا لم أشرف بالدخول إلى القصر الرئاسي في مصر، لكني دخلت ما يزيد على ثلاثين قصراً رئاسياً حول العالم في لقاءات عقدتها مع رؤساء دول مختلفين، وقصور الحكم لها سمتها وأمنها ودقة الحركة بها، وانضباط العاملين فيها، وقد أبلغني أكثر من زائر للقصر وللرئيس مرسي أنهم صُدموا من الفوضى العارمة حينما دخلوا القصر الرئاسي، ووجدوا الاستهتار من العاملين في القصر سواء كانوا من العسكر أو المدنيين حيث يعمل الجميع بتراخ وعدم انضباط وعشوائية وكأنهم داخل مؤسسة حكومية مصرية تعج بالفوضى وليس القصر الرئاسي، لأن الرئيس يبدو أنه يتعامل معهم كما لو كانوا إخوة في الله في حزب الحرية والعدالة وليسوا موظفي دولة يعملون في أكثر أماكن الدولة هيبة ودقة وانضباطاً. وقد أحزنني هذا حينما سمعته من أكثر من مصدر، لكن حزني زاد حينما وصلتني هذه الرسالة عبر «الميل» يوم الجمعة الماضي من أحد الأصدقاء أرسلها له أحد السكان الذين يسكنون في مواجهة القصر، ومما جاء فيها: «سبق أن شكوت لكم من تجاوز المعتصمين أمام قصر الاتحادية وتطاولهم على السيد الرئيس، الأمر لم يقف عند هذا الحد، ولكن الخيام نُصبت الآن في حديقة مسجد عمر بن عبدالعزيز المقابل لقصر الرئاسة، مما تسبب في إتلاف حدائق المسجد، والأهم هو عملية الإرباك التي سببوها لموائد الرحمن التي يقيمها المسجد، بل وفرض رغباتهم على إدارة المسجد، مما اضطر الخطيب في خطبة الجمعة إلى الشكوى، لكن المشكلة الكبرى هي أن إمام المسجد حينما استنجد ببوليس النجدة والشرطة لم يحضر أحد، الأسوأ من كل ذلك هو أن هؤلاء المعتصمين الذين يبدو من مناظر كثير منهم أنهم بلطجية أو مأجورون يجاهرون بالإفطار في نهار رمضان». انتهت الرسالة. ونحن نقول للسيد الرئيس، إن القصر الجمهوري ليس بيتك الخاص حتى تصدر الأوامر بعدم التعرض لهؤلاء وتتركهم يلوثون المكان ويحولونه إلى مزبلة، افعل ذلك في بيتك الخاص إن شئت وليس في قصر الرئاسة، إنه قصر الشعب ومقر الحكم ورمز هيبة الدولة، لا تسقطه وتطمع الناس فيك وفي رمزيتك كحاكم لمصر، الأمر الآخر هو أن الحرس الجمهورى وموظفي القصر كانوا أكثر الناس انضباطاً ودقة وعملهم مليئا بالنظام والضبط والربط. هذا التسيب الذي يراه كل من يزور القصر ليس في مصلحة مصر التي تحكمها وليس في مصلحتك أو مصلحة أحد، لا تنشر الفوضى والتراخي في القصر، واحفظ لمصر هيبتها وللرئاسة مكانتها، وللعاملين في القصر انضباطهم، ومن اليوم نقول لك: إن أحسنت نقُل لك أحسنت، وإن أسأت نقُل لك أسأت، وقد أسأت إلى مصر بهذا التصرف، فنرجو أن تعيد الاعتبار للقصر الجمهوري ولمؤسسة الرئاسة وأن تزيل هذه الفوضى.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

لقائي الأخير مع عصام الحداد

التالي
حسن الترابي

حسن الترابي (16) : انفصاله عن السلطة..وانقلاب قيادات حزبه عليه..واعتقالاته المتكررة

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share