جرائم الجنرال حفتر

نشر المقال فى 21 سبتمبر 2016

أصبحت لعبة أجهزة الاستخبارات الغربية مفضوحة وغبية لاسيما في صناعة الدمى التي تحركها لتحرق بها المنطقة وتعيدها إلى ما قبل العصر الحجري، فالدمار المنظم في العراق وسوريا واليمن وليبيا فاق الدمار الذي جرى في كثير من المدن الأوروبية خلال الحرب العالمية الثانية، وأصبحت معظم المدن التي سطرت كثيرا من سطور التاريخ على جدرانها وشوارعها مثل حمص وحماة وحلب في سوريا والرمادي والفلوجة في العراق وكثير من معالم الحضارة المعمارية اليمنية لا تصلح للحياة، لأن رفع الأنقاض وإعادة البناء سيكون أكثر كلفة من بناء مدن جديدة، أما ليبيا فإن المعتوه معمر القذافي الذي حكمها أكثر من أربعين عاما لم يبن فيها أصلا دولة حتى تهدم، وأحاط نفسه بمجموعة من المخربين ومجرمي الحرب كان من بينهم خليفة حفتر أحد قادة حروبه العبثية في إفريقيا وهو الذي دمر الجيش الليبي في الحرب العبثية مع تشاد، ولأنه كان نسخة من القذافي التقطته المخابرات المركزية الأميركية سي آي إيه واستخدمته بشكل علني ليكون أحد عملائها وأقام سنوات طويلة في الولايات المتحدة ثم انطفأ نجمه حتى قامت الثورة وإذا بهم يستخرجونه من ملفاتهم ويلبسوه زي المارشال ويرسلوه كي يمارس العبث والتخريب على غرار قائده الملهم معمر القذافي، فالرجل باختصار ليس سوى نسخة مشوهة من النسخة الاجرامية لمعمر القذافي، والدليل على ذلك أنه ليس سوى أداة للقتل جمع لفيفا من المرتزقة حوله وصبت عليه الأموال وأرسلت له شحنات السلاح وسلطت عليه وسائل الاعلام وطفق يدمر ويخرب فيما تركه المخرب الأكبر من أطلال، وبينما كانت الدول الغربية تلعب لعبة الحكومة الشرعية والحكومة غير الشرعية في ليبيا، تفجرت فضيحة كبرى في 20 يوليو الماضي حينما صدر بيان مقتضب عن وزارة الدفاع الفرنسية يشير إلى مقتل ثلاثة جنود فرنسيين كانوا على متن مروحية تابعة لقوات المارشال حفتر الذي يدمر بنغازي ويمارس جرائم الحرب في ليبيا، ولما هز البيان الأوساط المختلفة اضطر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند للخروج علنا ويؤكد أن أن العسكريين الفرنسيين الذين لاقوا حتفهم في ليبيا كانوا ينفذون عملية استخباراتية محفوفة بالمخاطر ثم ظهرت عشرات التقارير في الصحف الغربية تتحدث عن دعم لوجستي كبير يحظى به حفتر من القوات الفرنسية، ثم بثت تقارير عن مشاركة لطيارين من دولة خليجية تدعم حفتر ثم استولى حفتر على موانيء النفط ثم أصدرت الدول التي تدعمه بيانا تطالبه بالخروج من موانىء النفط في إطار ألعاب قذرة وقميئة تستهزىء بالعقول والبشر بل وبكل القيم الإنسانية . فالقوات الفرنسية ليست وحدها التي تدعم حفتر هناك أميركان وبريطانيون وإيطاليون وقوات من دول كثيرة والمارشال حفتر ليس سوى دمية يحركونها لمزيد من التخريب والدمار، وسوف تستمر اللعبة طالما أن هناك مغفلين يعتقدون أن الغربيين يمكن أن يصنعوا سلاما في بلادنا.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

مصير السيسي وبرويز مشرف

التالي

عجز القوة لدى إسرائيل رغم الدعم الهائل

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share