روسيا اليوم : الذراع الضاربة لبوتين(1)

نشر المقال فى 3 أكتوبر 2016

ما لفت انتباهي حينما حضرت مؤتمر »التغيرات فى الاعلام« فى العاصمة الالمانية برلين فى العام الماضي ليس الموضوعات التى طرحت او الحضور الذين جاؤوا من معظم وسائل الاعلام العالمية او الندوات والنقاشات التى تناولت التطور الهائل وشبه اليومي فى وسائل الاعلام والتغطيات وإنما الحضور القوي لشبكة التليفزيون الروسية »روسيا اليوم« او صاحبة علامة »RT« فقد كانت منافسة بارزة فى تقديم الخدمات ورعاية الفعاليات والحضور لكل من وكالة »رويترز« أبرز الوكالات الاخبارية، وقناة »سي إن إن « ابرز القنوات الاخبارية الاميركية اللتين كانتا دائما الرعاة البارزين لفعاليات مثل هذه المؤتمرات، وقد دفعني هذا الحضور القوي لـ »روسيا اليوم« كشبكة إخبارية تبث بلغات متعددة على راسها اللغة الانجليزية إلى متابعتها حينما يسمح لي الوقت، فوجدتها بالفعل اصبحت منافسا للأداء الاعلامي الغربي من حيث الاخذ بالوسائل التكنولوجية او الاداء الاخباري الذي تبدو عليه المهنية مع دس السم فى العسل بشكل واضح احيانا وترويج للسياسة الروسية من خلال الصياغة والتقديم لكنها بالفعل اصبحت ذراعا ضاربة لترويج وجهة النظر السياسية الروسية باحتراف خال من البروباجندا والدعاية الغوغائية التى كانت تتميز بها وسائل الاعلام السوفياتية قديما من حيث الخطاب المباشر ضد الامبريالية لتتحول إلى التعامل المهني الناعم، وقد فوجئت بان كثيرا من السياسيين الغربيين البارزين يظهرون على شاشة »روسيا اليوم« يعطون التصريحات والحوارات، كما لاحظت في اسفاري ان معظم الفنادق العالمية تضع فى الغرف »روسيا اليوم« بالانجليزية بجوار سي إن إن وبي بي سي وغيرهما من القنوات الاخبارية العالمية، فادركت ان رجل الاستخبارات الروسية فيلاديمير بوتين الذي يحكم روسيا اليوم ادرك اهمية الاعلام وخطورته للترويج لافكاره وان الخطاب السوفياتي القديم لن يكون مقبولا وعليه ان يخاطب الغرب بلغته القائمة على النعومة ودس السم فى العسل واستخدام القصص الاخبارية لايصال الرسائل غير المباشرة للمشاهدين وهذا ما جعل كثيرا من السياسيين الغربيين يشاركون فى الحضور على قناة بوتين وتكون مكاتبها فى واشنطن والعواصم الغربية مكاتب كبيرة توازي او تزيد حجما وعددا عن مكاتب المحطات التليفزيونية الغربية فى موسكو ، ومع استخدام »روسيا اليوم« كأداة للترويج لبوتين ونظامه خرجت ماريا زاخاروفا الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية فى حوار تليفزيوني بثته » قناة تي في سينتر » الروسية مساء السبت الماضي لتؤكد ان قناة » روسيا اليوم« اصبحت منافسا مباشرا للتليفزيون الغربي وصارت مصدرا مرادفا للرأي البديل »ولم يفت زخاروفا ان تؤكد ان الحقائق التي تقدمها »روسيا اليوم« دفعت القنوات التليفزيونية المنافسة إلى إعداد التقارير وطرح المعلومات المضللة« نكمل غدا .

للمزيد

Total
0
Shares
السابق

قانون جاستا والفشل العربي

التالي

«روسيا اليوم» الذراع الضاربة لبوتين «2 »

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share