«روسيا اليوم» الذراع الضاربة لبوتين «2 »

نشر المقال فى 4 أكتوبر 2016

وقد سعت ماريا زخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية خلال حوارها الذي بثته قناة (تي في سينتر) الروسية بعدما لاحظت أنها دخلت في إطار المبالغة والتضخيم لدور قناة (روسيا اليوم) وتأثيرها إلى التخفيف قليلا من المبالغة فقالت :لا يمكن في وقتنا هذا اعتبار القنوات التليفزيونية نائية بالمطلق عن الدعاية والترويج، لكن ما تقدمه RT يعتبر قفزة نوعية تجسدت في ظهور مصدر رديف للمعلومة البديلة في فضاء الأعلام الدولي .ثم أكدت علي أن روسيا اليوم تمثل رأيا مغايرا يختلف عما تتبناه بي بي سي وسي إن إن وفوكس ومع ذلك لا يسعني ـ كما قالت ـ أن أجزم بأنها موضوعية مائة في المائة .
وكانت وكالة نوفوستي الروسية بثت تقريرا في 29 سبتمبر الماضي قالت فيه إن الاستخبارات القومية الأميركية قد أعدت بطلب من الكونغرس الأميركي تقريرا خاصة عن وكالة سبوتنيك وقناة «RT التليفزيونية التي تمولهما روسيا، وجاء في التقرير الذي أشرف علي إعداده جيمس كليبار رئيس وكالة الاستخبارات القومية الأميركية حسبما ذكر موقع ياهو نيوز الذي حصل علي مقتطفات منه أن القناة والوكالة التي تمولهما روسيا توجهان موادهما إلى مختلف شرائح النشطاء في المجتمع الأوروبي بمن فيهم المدافعون عن البيئة والنشطاء المدنيون وممثلو الأقليات والمتطرفون اليمينيون واليساريون .وذكر التقرير أن قناة RT كثيرا ما تدعو في برامجها السياسية الشخصيات المشكوك فيها، كما تكرس اهتماما خاصا بنشاط الكتل النيابية الراديكالية في البرلمان الأوروبي وتخصص لهذه الكتل حيزا كبيرا من تأثيرها وأشار التقرير الذي نشرته نوفوستي إلى محاولات موسكو تعزيز نفوذ روسيا في أوروبا وأوراسيا وترسيخ علاقتها المالية والسياسية مع الأحزاب السياسية التي تشاطرها مواقفها ومع المنظمات غير الحكومية هناك هذا من جانب التأثير في الرأي العام الأوروبي والأميركي ومحاولة اختراقه في ظل الضعف البارز للسياسة الخارجية الأميركية والأوروبية، أما من يتابع RT ‹ فيستطيع أن يدرك كيف نجح بوتن في صناعة بوق دعائي يستغل من خلاله نقاط الضعف في الغرب وهو كرجل استخبارات عرف كيف يخترق منظومة البنية السياسية والمالية للأحزاب والتجمعات الغربية الصاعدة وكيف يصنع الأكاذيب ويغطي على الجرائم التي ترتكببها قواته في سوريا وكيف يستغل هذه الوسيلة الاعلامية لخدمة طموحه الخارجي والتغطية على فشله الداخلي الذي يديره بجهاز أمني قمعي يسحق الآخرين.
لقد أصبحت RT سلاحا فعالا بيد بوتين وعن طريق RT أصبح بوتين يلعب في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة والدول الأوروبية ويواصل ارتكاب جرائمه في سوريا دون خوف من سلاح الاعلام الغربي الذي كان يقلقه من قبل لأنه باختصار أصبح لديه من يتعاطف مع جرائمه ويتفهمها حتى لو كانت ضد الإنسانية.

للمزيد

Total
0
Shares
السابق

روسيا اليوم : الذراع الضاربة لبوتين(1)

التالي

الذكرى الأولى للاحتلال الروسي لسوريا

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share