إف بي آي والتدليس في الانتخابات الأميركية

نشر المقال فى 9 نوفمبر 2016

مع نشر هذا المقال تكون النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية الأميركية قد أعلنت مع تأكيدات على تقدم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على المرشح الجمهوري دونالد ترامب ، ولكن أيا كان الفائز فكلا المرشحين ملطخان بالفضائح والأوحال والقاذورات السياسية والأخلاقية ، ورغم أن الرئيس الأميركي يكون رهينة دائما لجهات كثيرة سواء الشركات أو رجال الأعمال الذين دعموه أو اللوبيات الكثيرة وعلى رأسها اللوبي الصهيوني أو الجمعيات السرية التي تمخر في عباب المجتمع الأميركي وتسيطر على مراكز القرار فيه فإن العملية الانتخابية في النهاية هي أكبر عملية تدليس سياسية تجري أمام العالم من كل الجوانب ، فأيا كان القادم جمهوريا أو ديمقراطيا فهو رهينة لمن أوصلوه للبيت الأبيض ، ورهينة لتقارير الجهات الأمنية والرقابية والأجهزة الحكومية.
فما معنى أن يصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي « إف بي آي « تقريرا في الأسبوع الماضي حول تحقيق فتحه حول تسريبات تتعلق بإيميل هيلاري كلينتون حينما كانت وزيرة للخارجية الأميركية ، ثم عاد وأعلن يوم الأثنين الماضي أن التحقيقات أسفرت عن تبرئة كلينتون ، تلاعب واضح بالناخب الأميركي وقبله بالمرشحين ، وتذكير بالدور الذي لعبه إدجار هوفر أول رئيس لمكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي « والأطول في منصبه كذلك حيث تولى المنصب في 23 مارس عام 1935 وبقي في منصبه حتى وفاته في 2 مايو 1972 وعاصر ستة رؤساء للولايات المتحدة الأميركية هم: فرانكلين روزفلت وهاري ترومان وداويت إيزنهاور وجون كيندي وليندون جونسون وريتشارد نيكسون ، وقد كتبت الأساطير حول نفوذه وتأثيره المباشر على الرؤساء وتحكمه فيهم حتى أن أيا منهم لم يجرؤ على الاطاحة به من منصبه حيث توفي وهو في منصبه وعمره 77 عاما.
الآن يعيد مكتب التحقيقات الفيدرالي إف بي آي شيئا من هذا النفوذ من خلال فتحه وإغلاقه ملف هيلاري كلينتون تماما كما كان يفعل إدجار هوفر في الخفاء مع الرؤساء الأميركان بعد أن يدخل كل منهم البيت الأبيض حيث كان يطلع الرئيس على ملف تجاوزاته وفساده وفساد المقربين منه ثم يقول له إنه سيحتفظ بالملف مغلقا طالما أن الرئيس يرضخ له ، وما فعله مكتب التحقيقات الفيدرالي يعني أن هيلاري حتى بعد تبرئتها ستظل أسيرة لهذه الملفات ليس لمكتب التحقيقات الفيدرالي فحسب وإنما لجهات كثيرة لديها ملفات أخلاقية وسياسية تستطيع أن تفتحها في أي وقت ، وهذا يعني أن هؤلاء يقولون للرئيس الأميركي عليك أن تفرح بالمنصب وأن تأخذ امتيازاته وأن تتركنا نحكم من وراء ستار على ألا تمس مصالحنا أو تخرج عن مخططاتنا أو ما نشير به عليك لاسيما داخل الولايات المتحدة.

أما السياسة الخارجية فإن اللوبي الصهيوني يديرها بامتياز .
اليوم سيسدل ستار المسرحية وسيدخل الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض ليمارس الدور المرسوم من مخرج المسرحية .

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

السيسي وتحالفاته المريبة

التالي
جوني عبده

جوني عبده ج2 :اتفاق القاهرة بين عرفات و البستاني..ومواجهات نهر البارد

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share