قضاء الانقلاب و صكوك الغفران لمبارك وأولاده

نشر المقال فى 21 نوفمبر 2016

أصبحت حفلات أحكام الإفراج أو صكوك الغفران التي يمنحها قضاة الانقلاب في مصر لمبارك وأولاده ورجال نظامه شبه يومية، فمنذ الانقلاب في يوليو من العام 2013 وحتى الآن وأحكام البراءة في كل درجات التقاضي تترى الواحد تلو الآخر أولا لمبارك من كل الجرائم والقضايا وأهمها قضية قتل المتظاهرين الذين لا يعلم أحد من قتلهم حتى الآن مثلهم مثل ضحايا رابعة والنهضة والحرس الجمهوري والمنصة وغيرها من المجازر والجرائم الأخرى التي يتعرض لها الشعب المصري منذ أن قام بثورة الخامس والعشرين من يناير وحتى الآن، وبعد مبارك الأب اجتمع شمل الأسرة الأسبوع الماضي في الجناح الرئاسي الذي يقيم فيه مبارك الأب في مستشفى المعادي لتحتفل بصك الغفران الذي منحته محكمة النقض لجمال وعلاء في قضية فساد القصور الرئاسية واضعة أقدامها على حقائب من الوثائق الدامغة التي تؤكد الفساد والتي حملها أحد الشرفاء بعد الثورة وقدمها للقضاء اعتقادا منه أنه قضاء شريف، وكان جمال وعلاء قد حصلا على صك غفران آخر من قضاة الانقلاب في قضية فيلات شرم الشيخ، ولم يعد هناك سوى قضية البورصة التي سيتم فبركتها هي الأخرى ومنح صك الغفران الأخير لجمال وعلاء الذي سيمكن مبارك وعائلته الفاسدة من التنعم بما نهبوه من خيرات الشعب المصري ومن هذه الخيرات مبلغ 700 مليون دولار في بنوك سويسرا لم تتقدم الحكومة المصرية بالمستندات اللازمة حتى يستردها الشعب. أما المليارات الأخرى المنتشرة في بنوك العالم أو الموجودة حتى في مصر فأصبحت بحكم صكوك الغفران التي منحت لهم من حقهم وليذهب هذا الشعب إلى جحيم البحث عن لقمة العيش والسكر والزيت.
وكان العشرات من رجال نظام مبارك الفاسدين قد حولوا للقضاء بعد قيام ثورة 25 من يناير للقصاص منهم وكثير منهم مثل حبيب العادلي وزير الداخلية أو أحمد شفيق المرشح الرئاسي أو عاطف عبيد أو أحمد نظيف أو عشرات آخرين كلهم ملوثون بجرائم الفساد والنهب والسرقة قد بدأ قضاء الانقلاب في الإفراج عنهم الواحد تلو الآخر في كل درجات التقاضي وظهر أن الفاسد الحقيقي في عرف قضاة الانقلاب هو هذا الشعب الذي حاول أن يلوث هؤلاء الشرفاء وأن يقدمهم للقصاص شأنهم في ذلك شأن كل الفاسدين الذين يحاكمون بعد الثورات، لكن الثورة المضادة كانت أقوى من ثورة الشعب حتى الآن، وتمكنت ربما إلى حين من أن تستعيد السطوة والسلطة مرة أخرى من خلال منظومة الفساد المتمثلة في القضاء والجيش والشرطة والإعلام ورجال الأعمال الفاسدين ومنظومة البيروقراطية الفاسدة التي تراكمت على مدى العقود الستة الماضية.
لم تنجح ثورة على الإطلاق على مدار التاريخ برجال النظام الذي قامت عليه، لذلك فإن الثورة المصرية ارتكبت خطأ فادحا حينما رجع الناس من الميادين بعد خلع مبارك بينما أبقوا على النظام بكامله الذي استرد السلطة مرة أخرى وملأ السجون بالثوار وبرأ مبارك ورجاله ومنحهم صكوك الغفران.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق
جوني عبده

جوني عبده (3) : بنود اتفاق القاهرة وتأجيل الحرب الأهلية اللبنانية

التالي

ترامب وفريق الشعبويين الأشرار

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share