استدعاء الحماية الأجنبية

نُشر المقال فى 12 فبراير 2017

فى حواري معه يوم الأربعاء 8فبراير 2017 في برنامجي التليفزيوني بلا حدود لم ينكر رئيس النيجر محمدو إيسوفو وجود قواعد عسكرية أميركية وفرنسية في بلاده بل إنه أكد ربما للمرة الأولى أيضا على وجود قواعد ألمانية أيضا، وهذا أمر جديد فألمانيا كانت بعيدة منذ الحرب العالمية الثانية عن التواجد العسكرية في المنطقة، كما أنها دولة ليست صاحبة تاريخ استعماري في إفريقيا، لكن يلاحظ أن ألمانيا أصبحت حاضرة بشكل رئيسي في معظم نزاعات المنطقة، وقد كان تواجدها في البداية استخباراتيا لكن وجودها تطور بعد ذلك ليصبح استخباراتيا وعسكريا.
دافع سؤالي كان سببه الرئيسي أن معظم الحكام أعادوا بلادنا لمرحلة الاحتلال التي كافحت الشعوب طويلا حتى تنال استقلالها منه، لكن الذي تأكد أن هذا الاستقلال كان شكليا وأن الدول الكبرى لم تخرج من بلادنا لاسيما إفريقيا التي استعمرت فرنسا ما يقرب من ثلاثين دولة من دولها ومازال أربع عشرة منها ترتبط اقتصاديا بشكل كامل بإفريقيا فيما يعرف بدول الفرنك الإفريقي، وقد كانت النيجر من الدول التي احتلتها فرنسا كما أنها من دول الفرنك الإفريقي ومن ثم فإنها لم تخرج فعليا من إطار الهيمنة الفرنسية لاسيما فيما يتعلق بسيطرة الفرنسيين على إنتاج اليورانيوم هناك منذ العام 1971 والحصول عليه بثمن بخس بينما يسد ما نسبته 75% من احتياجات فرنسا من الطاقة الكهربائية، وحينما سألته عن سبب وجود القوات الأجنبية قال «إن الهدف منها حماية البلد وضمان أمنه لأنه في الوقت الحاضر لا يمكننا فعل ذلك بأنفسنا»، وأخطر ما يمكن أن يقوم به نظام هو استدعاء قوات أجنبية لحماية أمنه فالأجنبي لا يأتي إلا لمصالحه.
بعد هذا الحوار بيومين اثنين وتحديدا يوم الجمعة الماضي أعلن الجيش الأفغاني ترحيبه بمزيد من القوات الأجنبية على أرض بلاده ولنا أن نتخيل جيش دولة دوره أن يحمي أمنها يعلن عن عجزه ويطلب مزيدا من القوات الأجنبية التي خربت البلاد منذ أن وضعت أقدامها فيها بدءا من عام 1979 حينما استنجد بابراك كارميل بالسوفيات وكان الجنرال جون نيكولسون قائد القوات الأميركية والدولية في أفغانستان قد قال للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي يوم الخميس الماضي إن القوات التي يقودها في أفغانستان تعاني نقصا بواقع بضعة آلاف لتنفيذ دورها الرئيسي في تقديم المشورة للقوات الأفغانية، وقد علق المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية علي هذا بأنه سيكون خطوة جيدة صوب التصدي للجماعات المتشددة في أفغانستان
كم عدد الشهداء الذي سقطوا في جبال أفغانستان وأوديتها منذ العام 1979 وحتى الآن من أجل أن تعود أفغانستان حرة كريمة؟!، الأمر نفسه في ليبيا والنيجر وعشرات الدول الأخرى المليئة بالقواع الأجنبية.

رابط المقال

Total
0
Shares
السابق
جوني عبده

جوني عبده ج15 : الاجتياح الإسرائيلي للبنان

التالي

تغيير خرائط سوريا والعراق

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share