الذكري 564 لفتح القسطنطينية

نٌشر المقال فى 8 مارس 2017

فى وقت قريب من صلاة الفجر أحيا الأتراك في العاصمة اسطنبول يوم السبت الماضي 4 مارس 2017، الذكري 564 لفتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح الذي حول اسمها لاسطنبول بعد الفتح الذي تم في العام 1453، وقد شارك الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان يوم الأحد 5مارس في حفل إفطار بهذه المناسبة قال فيه إن اسطنبول ملخص لكل تركيا وهي مرتبطة بكل الولايات الثمانين لتركيا ارتباطا جسديا وإنسانيا.
وتتميز احتفالات اسطنبول هذا العام بتوافقها مع بداية شهر رمضان كما أنها تأتي في ظل طغيان الجدل في تركيا حول الذين يمجدون الفترة العثمانية والذين يقومون بتشويهها من العلمانيين الأتراك، وقد تجلى ذلك في جانب المسلسلات التاريخية التي بدأت شركات الانتاج التركية تقدمها لتنافس بها المسلسلات التي كانت تسوق للحياة العصرية التركية أو تلك التي تناولت العهد العثماني بالتشويه مثل مسلسل (حريم السلطان) حيث جاء مسلسل (أرطغرل) ليجمع الأتراك حوله بشكل غير مسبوق إلا في مباريات كرة القدم الكبري كذلك مسلسل (السلطان عبد الحميد) آخر سلاطين الدولة العثمانية، كما تتوافق الذكرى هذا العام مع عرض فيلم (محمد الفاتح) الذي بدأ عرضه في فبراير الماضي وشاهده ما يقرب من ثلاثة ملايين تركي حتى الآن وقد كلف إنتاجه ما يقرب من سبعة عشر مليون دولار واستغرق تصويره حوالي ثلاث سنوات، وقد شارك في مراجعة نصوصه التاريخية كثير من أساتذة التاريخ، وقد نجحت حكومة العدالة والتنمية خلال الخمسة عشر عاما الماضية من إعادة الوهج لزمن العثمانيين من خلال أشياء كثيرة مثل بانوراما فتح اسطنبول وهي قبة مذهلة استغرق بناؤها عدة سنوات تعطي الزائر خلال نصف ساعة تفاصل مذهلة بالصور والمؤثرات الصوتية عن معركة فتح القسطنطينية مع شرح واف بعدة لغات منها اللغة العربية لأحداث المعركة، يصاحب الشرح موسيقى (المهتار) وهي موسيقى حربية كانت تعزف خلال المعارك والحروب التي كان يقوم بها العثمانيون، وفرقة المهتار الحربية لازالت موجودة منذ مئات السنين تقوم كل يوم بتقديم معزوفاتها في المتحف الحربي في العاصمة اسطنبول وقد حضرت عرضها أكثر من مرة بل إني لا أبالغ أني كلما وجدت فرصة لحضور عرضها اليومي الذي يقدم في الساعة الثالثة عصرا كل يوم ويستمر حوالي نصف ساعة فإني أحرص علي الحضور بسبب المشاعر المفعمة بالحماس التي تملأ بها النفس وهي تأخذ الإنسان إلى تفاصيل إيقاع المعارك والجيوش والانتصارات، وقد تجاوزت تلك الموسيقى العرض في المتحف الحربي لتعزف في المناسبات العامة ثم تجاوزت ذلك إلى أن أصبحت مطلوبة حتى في المناسبات الخاصة باعتبارها تراثا تركيا أصيلا تعكس ملامح تاريخية مجيدة في حياة العثمانيين، كما أنها ترمز إلى عظمة الدولة العثمانية.
ذكري فتح اسطنبول هذا العام مختلفة في ظل ما تواجهه تركيا من تحديات دولية تذكر بتلك الحقبة من صراعات الدولة العثمانية مع أوروبا وكذلك المحاولة الانقلابية الفاشلة لكنها أعادت للأجواء الاحساس بالأمجاد والانتصارات الذي تفتقده الأمة في هذه الأيام.

رابط المقال

Total
0
Shares
السابق

أردوغان يعلن الحرب على ألمانيا وميركل ترد

التالي

اسكتلندا تهدد بريطانيا العظمى

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share