من أغبي المطالب التي تقدمت بها دول الحصار لقطر وأكثرها حماقة وضيقا للأفق كان مطلب هذه الدول بإغلاق قناة الجزيرة مما أثار استهجان واستغراب وإدانة المئات من منظمات حقوق الإنسان وحرية الصحافة حول العالم علاوة على كثير من الحكومات التي تؤمن بحق الإنسان في المعرفة، وقد عرت هذه الأنظمة نفسها أمام العالم أجمع وأكدت على أنها أنظمة قمعية استبدادية تقوم على تجهيل الشعوب وحجم المعلومات عنها في زمن أصبحت المعرفة فيه بين أيدي الناس من خلال هواتفهم ووسائل التواصل الاجتماعي والانفجار المعرفي الهائل في كل العلوم والمجالات.
أصبحت قناة الشعوب العربية ومصدر الثقة الأساسي لهم في الأخبار ومعرفة ما يحدث في أرجاء الدنيا |
وقد أظهر هذا المطلب قوة شبكة الجزيرة وتأثيرها في العقل الجمعي العربي وكيف أنها أصبحت قناة الشعوب العربية ومصدر الثقة الأساسي لهم في الأخبار ومعرفة ما يحدث في أرجاء الدنيا وحقيقة ما يجري في بلادهم وباقي بلاد الدنيا، ومع وجود عشرات من المخبرين الذين تطلق عليهم دول الحصار صفة أنهم إعلاميون يطلون عبر هذه الفضائيات ينشرون الكذب والتضليل والسب والشتم والانحطاط الأخلاقي والمعرفي والمهني بين الشعوب العربية.
سر إصرار هذه الدول على إغلاق الجزيرة لأنهم فشلوا بكل ما لديهم من فضائيات وبرامج ومخبرين طوال عشرين عاما في أن يقفوا أمام تقرير صحفي مهني واحد مما تطلقه الجزيرة |
إن تقريرا واحدا من الجزيرة يكتبه الزميل فوزي بشرى أو الزميلة فاطمة التريكي أو الزميل ماجد عبد الهادي أو أحمد مرزوق أو غيرهم من الزملاء المحترفين المهنيين في الجزيرة كفيل بلغته البليغة وصوره الناطقة ومعلوماته الموثقة وحقائقه الدامغة بأن ينسف ليس برنامجا أو إعلاميا أو قناة تليفزيونية من قنوات دول الحصار بل يجعل كل فضائياتهم ببرامجها بمخبريها يصرخون ويلطمون ويولولون من قوة التأثير المعرفي الذي يحدثه تقرير واحد وهنا سر إصرار هذه الدول على إغلاق الجزيرة لأنهم فشلوا بكل ما لديهم من فضائيات وبرامج ومخبرين طوال عشرين عاما في أن يقفوا أمام تقرير صحفي مهني واحد مما تطلقه الجزيرة، فالتقرير الصحفي المهني الواحد من الجزيرة والذي لا تزيد مدته عن ثلاث دقائق أشبه ما يكون بقنبلة نووية تضرب العفونة المهنية والأكاذيب والتضليل الذي يروجه هؤلاء ليس عبر فضائياتهم فقط وإنما عبر الآلاف من موظفي السب والشتم والقذف الذين يتقاضون رواتب عالية من أموال الشعب فقط من أجل السب واللعن والطعن في كل صاحب رأي حر أو قول سديد، إذا كان هذا ما يحدثه من تقرير إخباري واحد فما بالك بالبرامج ونشرات الأخبار والحوارات والبرامج الوثائقية وغيرها من المحتويات التي أصبحت متعة الناس ومثار اهتمامهم.
لقد عرفت الدنيا كلها قناة الجزيرة من خلال مهنيتها وتفردها طوال العشرين عاما الماضية وكتبت عن الجزيرة عشرات من الكتب وحصل العشرات من الطلبة على الدرجات العلمية في الماجستير والدكتوراه وكتاب الأبحاث عن الجزيرة، لكن المعركة التاريخية التي تخوضها الآن تفسح المجال من جديد أمام العشرات من طلبة الماجستير والدكتوراه والباحثين ليعقدوا مقارنات علمية مهنية يحصلون بها على درجاتهم للمقارنة بين رقي الجزيرة وانحطاط فضائيات دول الحصار، وكما انتصرت الجزيرة بفضل الله ثم مهنية العاملين بها وسقف الحرية الذي منحته الحكومة القطرية لها فإنها لن تنتصر فقط في معركة اليوم بل ستخرج إلى آفاق أخرى من العالمية والمهنية تجعلها تتصدر المشهد الإعلامي الدولي.
رابط المقال