مجرم الحرب الحقيقي.. الورفلي أم حفتر ؟

نُشر المقال فى 21 أغسطس 2017

بعدما أخذ الضابط محمود الورفلي أحد قادة جيش مجرم الحرب خليفة حفتر وأحد قادة قوات الصاعقة لديه يتباهى أمام الكاميرات بعمليات الإعدام الجماعي التي يقوم بها لمعارضين لحفتر على مدى أشهر دون رادع أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى بالمحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه في 15 أغسطس الجاري، ولما طلب حفتر من الورفلي الذي توجد عشرات الصور الودية المنشورة له مع حفتر أن يقدم استقالة شكلية رفض آمر القوات الخاصة في جيش حفتر الاستقالة، لكن يبدو أن الضغوط الدولية على حفتر الذي يحظى بدعم غربي واسع لاسيما من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا جعلته يعلن عبر قيادة قواته أن «الضابط المتهم محمود الورفلي تم إيقافه عن العمل ويخضع الآن لتحقيق على يد المدعي العسكري».
وعبارة «إيقافه عن العمل» تعني أن الورفلي كان يمارس عمله حتى صدور قرار المحكمة بدعم وموافقة خليفة حفتر والبيان الذي صدر وأكد على أن الورفلي قد قبض عليه ورهن التحقيق من المدعي العام العسكري لحفتر هدفه الأساسي هو تجنب الإحراج الدولي ليس أكثر والتغطية على جرائم أكبر يقوم بها خليفة حفتر كل يوم بدعم إماراتي مصري سعودي، وما قيام النظام السعودي بالقبض على عدد من المعتمرين الليبيين الذين قصدوا بيت الله الحرام الذي يجار كل من يدخله وتسليمهم لحفتر إلا تأكيد على حجم التعاون الذي يحظى والجرائم التي يقوم بتنفيذها بحق الشعب الليبي بمشاركة كل هؤلاء، كما أن استقبال حفتر في فرنسا وإيطاليا ودول أوروبية أخرى بحجة أنه يحمي شواطئ ليبيا من وصول المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا تعني أن أوروبا أيضا وأنظمتها السياسية ضالعة في هذه الجرائم.
أما جرائم محمود الورفلي التي وثقها بنفسه أمام الكاميرات ونشرها بفخر وفجر غير مسبوق كاشفا وجهه وغير مبال بحساب أو عقاب فيبدو أنها منهج يومي تسلكه قوات حفتر وأن عدد الجرائم التي يتم تنفيذها دون توثيق يفوق عشرات المرات تلك الجرائم التي تم توثيقها، والدليل على ذلك هو قيام عدد من ضباط جيش حفتر بتنظيم وقفة احتجاجية في مدينة بنغازي ضد قرار المحكمة الجنائية الدولية، ونقل موقع «عربي 21» عن مسعود الورفلي أحد أقارب محمود الورفلي وضابط تابع لقوات حفتر قوله «إننا نقوم بالقتل علنا في الشوارع ولا تهمنا المحكمة الجنائية الدولية ولا أميركا ولا إيطاليا»، مؤكدا قيامهم بعمليات قتل ميدانية كثيرة لم تصورها الكاميرات، أما قبيلة ورفلة التي كانت أهم القبائل التي تدعم نظام القذافي وتعتبر السند الرئيسي لمجرم الحرب خليفة حفتر فقد وصفت المحكمة الجنائية الدولية بأنها «إخوانية» وأنها مدعومة من قطر وتركيا والمخابرات الغربية.

السؤال الهام هنا هو، هل مجرم الحرب الحقيقي هو محمود أو مسعود الورفلي أم عشرات الضباط الآخرون التابعون لحفتر والذين يمارسون جرائمهم ليل نهار أم أن المجرم الحقيقي هو خليفة حفتر التي تمارس قواته جرائم الحرب بالليل والنهار بدعم الغرب والإمارات والسعودية ومصر والولايات المتحدة؟

رابط المقال

Total
0
Shares
السابق

ترامب يقود أميركا إلى الهاوية

التالي

انتهاء رئاسة ترامب

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share