الأمير طلال بن عبد العزيز شاهد على عصر الملك عبد العزيز وأبنائه
سحب الجنسية أو الباسبور في الدول المتحضرة لا تحدث بهذه السهولة، في خيانة عظمى ومحاكم تدينك، عملية إجراءات هايلة لكن مش على مزاج شخص واحد، فما جيت أنا بيروت، جانا القائم بالأعمال السعودي، السفير ماكانش موجود يومها، وقال لي: والله الملك سعود يأمر بسحب جوازك، فعلى طول قلت: إذا كان هذا جواز سعود خذه، لكن هذا جواز المملكة العربية السعودية اللي بناها عبد العزيز،
الأمير طلال بن عبد العزيز
الأمير طلال كان مقرباً من والده المؤسس، حتى أنه ولاّه الوزارة وهو لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، لكن الأمير الشاب، حمل منذ الصغر فكرة مشروع تحقيق الديمقراطية، ما أدى إلى وأد تجربته التي لم تصمد سوى تسعة أشهر ، ودفع مقابلها ثمناً فادحاً وعاش حياة المنفى بين مصر وبيروت بكل ما فيها من شعور بالاغتراب والهوان،
الأمير طلال بن عبد العزيز
نوه الإعلامي أحمد منصور فى مقدمة كتابه الأمير طلال بن عبد العزيز شاهد على عصر الملك عبد العزيز وأبنائه، إلى أن الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود كان من أوائل الشخصيات التي اتصل بها حين شرَع في إعداد برنامجه “شاهد على العصر” بداية العام 1998.
واعتبر أن الأمير كانت له بصمة مميزة في التاريخ السعودي الحديث، رغم محدودية مشاركته السياسية، من حيث المدة الزمنية مقارنة بآخرين.
الملك عبد العزيز
موضحاً أن الأمير طلال كان مقرباً من والده المؤسس، حتى أنه ولاّه الوزارة وهو لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، لكن الأمير الشاب، حمل منذ الصغر فكرة مشروع تحقيق الديمقراطية، ما أدى إلى وأد تجربته التي لم تصمد سوى تسعة أشهر ، ودفع مقابلها ثمناً فادحاً وعاش حياة المنفى بين مصر وبيروت بكل ما فيها من شعور بالاغتراب والهوان، حتى أنه لجأ إلى أحد الموظفين فى بيروت ليدبر له أموالاً يعيش منها، كما سُحِبَ منه جواز سفره السعودي .
غير أنه تصالح بعد سنوات المنفى مع إخوانه وعاد في النهاية إلى المملكة مبتعداً عن الخوض في السياسة التي كان يأمل أن يكون له دوراً في صناعتها وذلك إرضاءً لإخوانه وحرصاً على علاقته بهم.
جاء الكتاب في 9 حلقات تتناول شهادة الأمير طلال بن عبد العزيز على العصر والتي بثت الحلقة الأولى منها بتاريخ 7 أكتوبر 2000 .
الحلقة الأولى
تناولت :
تفاصيل نشأته في مدينة الطائف، والأسباب التي أدت إلى ثورة الإخوان على الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود وتكفيرهم له لإدخاله للوسائل التقنية والتكنولوجية إلى المملكة.
وأكد الأمير طلال، أن الملك عبد العزيز –رحمه الله- كان مهادنا للبريطانيين، بل كان يتقاضى منهم راتباً شهرياً مقداره خمسة آلاف جنيه إسترليني، وأرجع ذلك إلى أن الملك كان يهادنهم ليبني بلاده، وينميها بالشكل الذي اتبعه فيما بعد، لأنه مجابهة هذه القوة مع وجود الإمبراطورية العثمانية.
وأشار الامير السعودي، إلى تأسيس أول قاعدة أميركية في المملكة عام 1946 بموافقة الملك عبد العزيز، ثم إلغاءها عام 1961 وأكد الأمير طلال على دوره في هذا الإلغاء.
كما طرح الأمير طلال قضية تقسيم فلسطين عام 1947، وحرب فلسطين عام 1948 وموقف الملك عبد العزيز منها.
الحلقة الثانية
كشف الأمير تفاصيل تعيينه وزيراً للمواصلات في عهد الملك سعود، وعلاقته بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتأثره بشخصيته والأطروحات التي نادى بها ، وبسبب خطاباته الثورية وقوميته العربية وهو ما توافق مع شخصيته.
وأشار الأمير طلال إلى الأزمة التي حدثت بينه وبين الملك سعود بعد تولي الأخير الحكم خلفا للملك عبد العزيز، والتي انتهت باستقالة الملك طلال وسفره من المملكة.
الحلقة الثالثة
كشف الأمير عن الأسباب التي أدت إلى تدهور علاقته مع الرئيس عبد الناصر، كما كشف عن أسباب إبعاده من المملكة وسحب الجنسية السعودية منه، أولها استغلاله إعلاميا -بحسب وصفه- في خلافاته مع المملكة السعودية عندما أطلق عليه وإخوانه “الأمراء الأحرار”عند استقباله في مصر.
وأشار الأمير طلال إلى دور إبراهيم أغا وهو أحد الموظفين في المملكة والذي تربطه به علاقة قوية، وتحمله مصاريفه في بيروت كاملة في الفترة التي أُبعد فيها عن المملكة.
الحلقة الرابعة
كشف الأمير أسباب تدهور العلاقة بين الرئيس جمال عبد الناصر والملك سعود بن عبد العزيز وحقيقة المنافسة بينهما على زعامة المنطقة، كما وضح سبب اعتراض مصر على تجديد اتفاقية القاعدة الأميركية في السعودية.
وأشار الأمير طلال إلى قصة محاولة اغتيال عبد الناصر والتي أتهم فيها الملك سعود .
الحلقة الخامسة
كشف الأمير طلال أسباب استقالة الأمير فيصل وتوليه وزارة المالية، كما تحدث عن الأسباب التي دفعته لإغلاق القاعدة الأميركية، وكيف ساءت علاقته مع الملك سعود.
الحلقة السادسة
تناول الأمير كيف ساءت علاقته مع الملك سعود. ولجوئه إلى مصر، ولماذا رفضت لبنان تواجده بها، وكيف استغل الرئيس جمال عبد الناصر الأمير طلال وإخوانه في أزمتهم لصالح خلافه مع الملك سعود.
ثم سحب جنسيته وسحب جواز السفر الخاص به ومصادرة جميع أمواله، بتهمة محاولة قلب نظام الحكم.
الحلقة السابعة
تناول الأمير الحديث عن تفاصيل وأسباب الصراع بين الملك سعود والأمير فيصل، والتي انتهت إلى عزل الملك سعود.
وأوضح الأمير طلال، أن عزل الملك سعود كان بإجماع من الأسرة الحاكمة، وكان آخر ظهور للملك سعود هو حضوره لمؤتمر القمة العربي في القاهرة الأول عام 1964.
الحلقة الثامنة
تناول الحديث عن الأسباب التي أدت إلى هزيمة 1967 وآثارها على الأمة العربية. كما تناول أوجه التعاون المصري السعودي في حرب أكتوبر.
وقيّم الأمير السعودي، فترة حكم الرئيس عبد الناصر والتجربة الناصرية، وقال إنه كان يمكن أن يستغل الهالة التي صنعها له، وأن يكون أكثر مرونة، مشيرا إلى غضبه لقرارات عبد الناصر ومنها التأميم.
الحلقة التاسعة
تناول الأمير طلال بن عبد العزيز في الحلقة التاسعة والأخيرة من شهادته على العصر الحديث عن ملابسات مقتل الملك فيصل عام 1975 وطبيعة العلاقات الأميركية السعودية، كما تحدث عن رأيه حول عملية السلام العربية الإسرائيلية.
تفاصيل وملابسات مقتل الملك فيصل
وروى الأمير طلال تفاصيل وملابسات مقتل الملك فيصل بن عبد العزيز عام 1975, ونفى ما تم تداوله بشأن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بمقتله، انتقاما لقطع البترول عن الغرب أثناء حرب أكتوبر.
وقال إن القاتل ويدعى فيصل بن مساعد، هو ابن أخ الملك فيصل بن عبد العزيز، وقتله خلال زيارته له بطلقات نارية، توفى على أثرها الملك.