ثقافة الفوضى
يتعرض الإنسان المصري لعملية تدمير كبيرة في كل جوانب حياته ، وعليه فإن السؤال الذي يطرحه الجميع علي بعضهم البعض في كل الجلسات والمحافل هو : ماذا حدث للناس ؟ لم يكونوا كذلك فلماذا أصبحوا هكذا ؟
أحمد منصور
أوضح الكاتب أنه رصد على مدى السنوات القليلة الماضية ، أن ثقافة الفوضى باتت ثقافة سائدة في المجتمع ، وأنها شاعت في كافة معاملات وسلوكيات الناس وأصبحت هي الغالبة ، رغم أنها لم تكن أصيلة لديهم ، ولكنهم اكتسبوها يوما بعد يوم كأحد إفرازات النظام السياسي..
يستعرض الإعلامي أحمد منصور في كتابه، ثقافة الفوضى، مظاهر تحلل وتفكك النظام السياسي، وسيطرة الفوضى على مساراته وجوانب الحياة فيه ، ومنها: شيوع أعمال النهب والتدليس والنصب والخطف والسلب و تجارة الممنوعات، والاعتداء على حقوق الغير ثم حقوق الدولة ، ونتائج ذلك من تساقط القيم ، وانهيار الأخلاق .
ثقافة الفوضى باتت ثقافة سائدة في المجتمع ، وأنها شاعت في كافة معاملات وسلوكيات الناس وأصبحت هي الغالبة ، رغم أنها لم تكن أصيلة لديهم ،
ثقافة الفوضى
وأوضح الكاتب أنه رصد على مدى السنوات القليلة الماضية ، أن ثقافة الفوضى باتت ثقافة سائدة في المجتمع ، وأنها شاعت في كافة معاملات وسلوكيات الناس وأصبحت هي الغالبة ، رغم أنها لم تكن أصيلة لديهم ، ولكنهم اكتسبوها يوما بعد يوم كأحد إفرازات النظام السياسي.. فالنظام السياسي – برأيه – في النهاية يفرز الإنسان سلوكاً وأداءً ، وأنه حينما يجد ما حوله منظما فإنما يدور في إطار هذه المنظومة وحينما يجد ما حوله فوضوياً يصبح جزءاً من منظومة وثقافة الفوضى .
الإنسان هو إفراز مجتمعه والمجتمع يصنعه النظام السياسي ويفرزه وبالتالي فإن سلوكيات الناس هي نتاج هذا الواقع
وأشار الكاتب إلى أن الإنسان المصري يتعرض لعملية تدمير كبيرة في كل جوانب حياته ، وعليه فإن السؤال الذي يطرحه الجميع علي بعضهم البعض في كل الجلسات والمحافل هو : ماذا حدث للناس ؟ لم يكونوا كذلك فلماذا أصبحوا هكذا ؟
وأوضح أن الإجابة بسيطة ، فالإنسان هو إفراز مجتمعه والمجتمع يصنعه النظام السياسي ويفرزه وبالتالي فإن سلوكيات الناس هي نتاج هذا الواقع.
الفوضى في الشوارع
وأضاف الكاتب: رصدت الفوضى في الشوارع وكيف أصبحت ثقافة ورصدت الفوضى في صناعة القوانين والفوضى في تطبيقها ، وكيف أن دماء الناس التي هي أعز شيء في الحياة أصبحت مباحة ولا يحفل بها أحد حتى أن تقارير على لسان المسئولين تشير إلى أن سبعين ألف مصري يموتون ضحايا للحوادث كل عام ، كما أن الحكومة نفسها تتعامل مع حياة الناس بشيء من اللامبالاة حتى أصبحت هناك جرائم قتل ترتكب، و لا يحاسب أحد علي ارتكابها سواء في الانتخابات أو غيرها.
الاختلاف بين الإنسان في البلاد العربية و الإنسان في الغرب يكمن في أن الحكومات الغربية تستثمر في الإنسان بينما في العالم العربي فييتم سحقه وتدميره وتحويله إلي ترس في آلة الفوضى
وقد وصلت حالة الفوضى إلي الاستهانة بأمن مصر القومي ، وفي النهاية أفرزت هذه الممارسات الإنسان الذي لا يستثمر النظام أي شيء في إعداده أو الاهتمام به .
وبين الكاتب أن السر في الاختلاف بين الإنسان في البلاد العربية و الإنسان في الغرب يكمن في أن الحكومات الغربية تستثمر في الإنسان بينما في العالم العربي فييتم سحقه وتدميره وتحويله إلي ترس في آلة الفوضى والتدمير.
نظام التعليم
كما تطرق إلى نظام التعليم، سر النجاح في الغرب وفي كل الدول المتقدمة ، وروى جانباً من الحرب على الطلبة وتهديدات وزير التعليم لهم ، وكيف كانت قيمة الإنسان المصري حينما كانت له حكومة ترعى مصالحة وتعمل من أجله.
وعرض الكاتب جانباً من المقارنات من خلال أسفاره بين ثقافات الطوابير والمترو والسياحة في بلاده والدول الغربية والفوارق الهائلة بينهم، وكيف تم تفريغ مصر من عقولها، ولفت إلى إبداع المصريون، خارج بلادهم، حينما تتوافر لهم أدوات ومقومات وشروط النجاح، فيما يتعرضون للاضطهاد داخلها.
وتحدث عن الحالة المهترئة لمؤسسات الخدمات في بلاده ممثلة في سكك حديد مصر وعمليات النهب التي تتعرض لها بلاده بانتظام، وقدم جانباً من كيفية قيام الدول التي تحترم شعوبها بعلاج الأزمات التي تمس حياة الناس.
وروى بالتفصيل قصة الاعتداء الجسدي الذي وقع عليه في قلب القاهرة – والتي تناولتها وكالات الأنباء العالمية – في التاسع من شهر نوفمبر عام 2005 بعدما ظهر على الهواء بعد الاعتداء عليه مباشرة في برنامجه بلا حدود وقدم بلاغاً إلي وزير الداخلية المصري بينما كانت آثار الاعتداء بادية على وجهه موضحاً كيف أظهرت الحادث حجم الفوضى والبلطجة في مصر .
الحكم السلطوي فى مصر
ونقل جانباً من تجاربه وأسفاره ولقاءاته مع الكثير من الخبراء وصناع القرار في دول العالم المختلفة لتعرف الأجيال القادمة أن هناك من كان يحاول أن يصدح بالحق وسط حالة الفوضى ومظاهر الانهيار التي سادت في جنبات الأمة.
وتنبأ الكاتب أن ما يحدث في مصر من فوضى هو بداية لنهاية الحكم السلطوي الاستبدادي المطلق الذي انتزع حقوق الشعب و صادرها طوال أكثر من خمسة عقود حتى وإن بدا النظام أقوي وأكثر تسلطا .
لافتاً إلى أنه يهدف في كتابه إلى تسليط الضوء على هموم الناس على اعتبار أنه ليس سوى واحد منهم.