هل يعود ترامب لحكم أمريكا كما عاد نتنياهو لحكم إسرائيل ؟

انحياز الشعوب الغربية لدعم ما يسمي باليمين أو اليمين المتطرف في الانتخابات التي جرت خلال السنوات الأخيرة في بعض الدول الأوروبية يعتبر ظاهرة تستحق الدراسة، في ظل فشل وانحسار شعبية الأحزاب التقليدية التي حكمت أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية .
ترامب

أحمد منصور :

انحياز الشعوب الغربية لدعم ما يسمي باليمين أو اليمين المتطرف في الانتخابات التي جرت خلال السنوات الأخيرة في بعض الدول الأوروبية يعتبر ظاهرة تستحق الدراسة، في ظل فشل وانحسار شعبية الأحزاب التقليدية التي حكمت أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية .

بعد فوز حزب ” إخوة إيطاليا ” الذي ترأسته جورجيا ميلوني أصبحت أحزاب اليمين المتطرف تحكم ٥ دول أوروبية هي السويد والمجر وبولندا وإسبانيا

فبعد فوز حزب ” إخوة إيطاليا ” الذي ترأسته جورجيا ميلوني أصبحت أحزاب اليمين المتطرف تحكم ٥ دول أوروبية هي السويد والمجر وبولندا وإسبانيا، ورغم اختلاف الأجندة الداخلية لمعظم هذه الأحزاب كلٌ حسب دولته فإنهم يجتمعون علي التعصب للعرق الأبيض، و كراهية الأجانب، والمهاجرين المسلمين والسود بشكل خاص .

هذه الظاهرة نفسها متجذرة في المجتمع الإسرائيلي وقد ظهرت خلال الانتخابات الأخيرة التي أفرزت نتائجها عصابة ليكودية صهيونية متطرفة يقودها بنيامين نتنياهو، تمتلأ بالحقد والكراهية والإجرام والبلطجة والعنصرية المتوحشة ضد العرب .

والغريب أن نتنياهو حقق فوزاً مريحا في الانتخابات الإسرائيلية رغم التهم الجنائية الموجهة إليه، مما يعني أن المجتمع الصهيوني لا يهمه كثيراً طهارة يد من يحكمه بل علي العكس تماماً فكلما كانت يده والغة في دماء العرب وكلما كان فاسداً كان مطلوباً أكثر ، كما تعكس إفلاساً حقيقياً في ظهور قيادات سياسية جديدة أو حدوث انسجام داخل المجتمع الإسرائيلي .

نحن أمام مشهد يحتاج إلي فهم عميق، وسيناريوهات عديدة، ومستقبل غامض يكتنف العالم، في ظل صعود الحكام المتطرفين في الغرب ودعمهم لأنظمة الحكم المستبدة في الشرق

هذه النتيجة التي ظهرت في إسرائيل أكدت أن الفترة القادمة في الدول الغربية لا تحمل أي مبشرات بظهور قيادات يمكن أن تعيد الاستقرار للعالم بل ربما تدفع العالم لمزيد من الصراعات .

عودة ترامب

ومع بدء ظهور نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية وإمكانية تقلص مقاعد الديمقراطيين فإن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ، انتهز الفرصة وظهر يوم الجمعة الماضي وسط حشد من مؤيديه في ولاية آيوا الأمريكية قائلا ” من المرجح جداً جداً جداً أن أترشح استعدوا ” ومع تكراره جداً ثلاث مرات كانت القاعة تضح بالهتافات والصياح ، فواصل الوعود والتأكيدات قائلا بحماس وإصرار ” سنستعيد الكونجرس، سنستعيد مجلس الشيوخ ” ثم أشعل الحماس إلي أعلي درجاته ، وأضاف : ” في العام ٢٠٢٤ سنستعيد بيتنا الأبيض الرائع ” .

إذن نحن أمام مشهد يحتاج إلي فهم عميق، يشير إلى سيناريوهات عديدة ، ومستقبل غامض يكتنف العالم، في ظل صعود الحكام المتطرفين في الغرب ودعمهم لأنظمة الحكم المستبدة في الشرق ، مع وجود شعوب مقهورة تبحث عن الخلاص من الاستبداد والطغيان.

Total
0
Shares
السابق
أحمد منصور

معركة الفلوجة (2) : منع أحمد منصور و طاقم الجزيرة من الدخول للمدينة

التالي
عبد الوهاب المسيري

عبد الوهاب المسيري : ماهية الدولة الوظيفية وهدف الغرب من وراء تأسيسها

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share