ضياع إنجازات مهاتير فى ماليزيا بين مستنقع الفساد والتمزق السياسي

تناول أحمد منصور فى إحدى حلقات كواليس شاهد على العصر، و التي جرى تسجيلها قبل الانتخابات الماليزية .. أهم إنجازات مهاتير محمد خلال توليه رئاسة ماليزيا في الفترة ما بين 1981 إلى 2003 ، والتي تمثلت في رفع احتياط النقد الماليزي إلى 98 مليار دولار..

واستمكل أحمد منصور حديثه بالقول : عندما قرر مهاتير العودة للحكم عام 2018 كان السبب الرئيسي خفض ديون ماليزيا التي تفاقمت بشكل كبير ووصلت إلى 248 مليار دولار من عام 2003 إلى 2018 – فترة تركه للمنصب – وذلك بسبب الفساد الإداري.

وكان مهاتير محمد قد تحدث مع الإعلامي أحمد منصور في حلقة من برنامج شاهد على العصر عن حالة الفساد خلال 15 عاماً من تركه للحكم ، والتي وصلت إلى وقوع واحدة من أكبر السرقات والتي سُميت بـ”سرقة القرن”.

أيضا شرح مهاتير قصة نجاحه في تحويل ماليزيا من دولة صناعية إلى إحدى دول النمور وكيف أصبح من هذه التجربة من أهم الزعماء في العالم. وذكر مهاتير أسباب فشله في سد ديون ماليزيا الهائلة خلال عودته للحكم مرة آخرى عام 2018.

وروى مهاتير دور أنور ابراهيم في إدانته والسعي للتخلص منه حينما كان في السلطة.

فهرس موضوعات الحلقة

00:00 أهم إنجازات مهاتير محمد خلال فترة حكمه من 1981 إلى 2003

00:33 أسباب عودة مهاتير محمد إلى الحكم عام 2018

1:16 فترة الفساد من 2003 إلى 2018

2:10 كيف حول مهاتير محمد ماليزيا من دولة زراعية إلى دولة صناعية

3:51 دور أنور ابراهيم في إدانة مهاتير محمد

4:40 النظام السياسي في ماليزيا

5:44 نقد مهاتير محمد سياسة الإدارة الأمريكية في عهد بوش

7:21 أسباب فشل مهاتير محمد في إدارة الحكم من 2018 إلى 2020

9:15 كيف كان يهتم مهاتير محمد بصحته؟

10:04 التمزق السياسي في ماليزيا

11:6 سرقة القرن في ماليزيا

نص الحلقة

السلام عليكم وأهلا بكم في كواليس شاهد على العصر
من أهم الإنجازات اللي مهاتير محمد عملها في الفترة من 1981 إلى 2003 حينما كان يتولى رئاسة ماليزيا أنه لما تسلم السلطة كان الاحتياطي النقدي الماليزي 3 مليارات فقط ..
ترك السلطة في 2003 والاحتياطي النقدي الماليزي 98 مليار
متخيلين المبلغ ده
ولذلك لما قرر مهاتير يرجع سنة 2018 كان السبب الرئيس هو أن ديون ماليزيا ارتفعت للغاية
ووصلت 248 مليار دولاراً.
وهذا يعني أن فترة تركه للحكم من 2003 إلى 2018 خلال 15 سنة تقريبا
الفساد الإداري في إدارة الدولة من رؤساء الوزراء اللي تولوا بعده أدى إلى أن الدولة تقريبا تخسر فوق ال 350 مليار دولار
منهم الـ 90 مليار اللي كان تاركهم و منهم الـ 240 مليار اللي أصبحوا ديونا كبيرة لماليزيا
والآن ماليزيا تعاني من كم هائل جدا من الديون
ولما سألت مهاتير فى شاهد على العصر : ما هو حجم الديون الذي تركت عليها ماليزيا في عام 2003 وحجم ديون ماليزيا اليوم؟
قال : الفارق ضخم.. ضخم.. أثناء فترة حكمي لم نكن نقترض كثيرا من الأموال فقد كنا نحصل أموالا من الضرائب تكفي لإدارة الدولة وكنا نقترض من أجل بعض المشروعات فقط وكان هذا الاقتراض مساويا لما يمكننا سداده ..

أما في حالة نجيب فقد اقترض أكثر من تريليون رنجت ماليزي وهو مبلغ كبير يمثل 84% من إجمالي الناتج المحلي ولكن حد الاقتراض المسموح يقدر بـ53٪ من إجمالي الناتج المحلي إلا أن نجيب تجاوز هذا الحد.

لماذا لم ينجح مهاتير محمد مجدداَ ؟

فترة الفساد اللي كانت من 2003 إلى 2018 هنتكلم عنها في حلقة مستقلة لأنها وقعت فيها أكبر سرقة من السرقات اللي حصلت في تاريخ القرن اللي فات وسميت سرقة القرن ..
واللي قام بيها رئيس الوزراء الأسبق المتواجد الآن في السجن بسبب الاختلاسات المالية الكبيرة اللي هو قام بيها
لكن احنا عايزين نشوف نجاحات مهاتير محمد في الفترة من 81 إلى 2003
واللي حقق فيها إنجازات عظيمة جدا خاصة في مجال الصناعة
وحول ماليزيا من دولة زراعية إلى دولة صناعية بل إلى دولة من “دول النمور”
وأصبحت ماليزيا موجودة على خريطة العالم وأصبح مهاتير من خلال السياسة والأداء الذي كان يؤديه زعيما عالميا مرموقا حتى أنه بيوصف على أنه أحد حكماء وزعماء العالم اللي ظهروا في خلال الـ 100 سنة اللي فاتوا
مهاتير لما رجع للسلطة في 2018 مقدرش يحقق حاجة
ليه؟
الأسباب تعود إلى عوامل كثيرة جدا :
أول حاجة الظروف اختلفت
الظروف السياسية اللي تولى فيها في 81 والظروف الاقتصادية وظروف الفريق اللي بيشتغل معاه وغيرها اختلفت عن 2018
ظهر تفتت كبير في الأحزاب
الآن عدد الأحزاب الموجوده في ماليزيا 69 حزبا سياسيا
صحيح موزعين على أربع كتل أساسية لكن هذا التشرذم الهائل اللي موجود في الأحزاب لا يمكن أنه يساعد أي واحد يأتي لرئاسة الحكومة على أنه يستطيع أن يحقق شيئا..

أخطاء أنور إبراهيم

الحاجة التانية أنه التحالف الرباعي اللي هو كان عامله في سنة 2018 واللي كان بيدعمه بشكل أساسي أنور إبراهيم ..
أنور إبراهيم كان زعيم اتحاد الطلبة في ماليزيا .. وتبناه مهاتير محمد وجابه وعينه وزير مالية في حكومته الأولى وكان بيعده أنه يكون خليفته
لكن مهاتير لما راح يعمل عملية قلب مفتوح في سنة 97 استعجل أنور إبراهيم واعتبر نفسه هو رئيس الحكومة وراح حفّر من وراه في أشياء وقت ما كان مهاتير محمد غايب
فطبعا مهاتير رجع لقى أنور إبراهيم يعني بادئ كأنه عايز يدين مهاتير أو حاجة زي كده فقرر إنه يتخلص منه بشكل ما وحصلت الأزمة الكبيرة اللي وقعت بين الرجلين ..

أنا فاكر لما عملت حواري مع مهاتير محمد وعلى فكرة أنا حاورت أيضا أنور إبراهيم في حلقة من برنامج بلا حدود في 22/12/2004 واللي هي موجودة وهتلاقوا الرابط بتاعها في صندوق الوصف لمن أراد أن يشاهدها ..
و قبلها كان أول حوار عملته في بلا حدود عن ماليزيا كان مع وان عزيزة وان إسماعيل اللي هي زوجة أنور إبراهيم وكانت زعيمة المعارضة الماليزية في البرلمان في ذلك الوقت وعملت معاها الحوار في 4 يوليو سنة 2001 ..

وعملت حوار مع عبد الهادي أوانج ده كان رئيس وزراء “ترنجان” ودي أحد السلطنات الموجودة في ماليزيا ..

النظام السياسي في ماليزيا

وبسرعة هقولكم النظام السياسي في ماليزيا أيه وأرجع أكمل :
ماليزيا عبارة عن مملكة فيها 13 ولاية منهم 9 سلطنات، يعني سلطان . و 9 سلاطين وأربع حكومات من غير سلاطين والـ 9 سلاطين دول كل 5 سنين بيجتمعوا وبيختاروا من بينهم ملك يعني بس ملكية دستورية..
السلطة الأساسية موجودة في الحكومة المنتخبة هناك ..

فلما عملت الحوار مع مهاتير محمد في بلا حدود 27/02/2002 لما كان راجع من الولايات المتحدة الأمريكية و على فكرة لما زار بوش انتقد الولايات المتحدة الأمريكية
وأدلى بتصريحات قوية جدا ضد أمريكا في ذلك الوقت وهو بيزورها .. وهو من الحكام المسلمين والعرب القلائل اللي انتقدوا الولايات المتحدة في داخلها بالذات بعد أحداث 11 سبتمبر وغزو أفغانستان والعراق وغيرها ..

ومهاتير بيتميز أنه نقده لاذع جدا للولايات المتحدة ولإسرائيل ولذلك مش محبوب من الطرفين على الإطلاق ومش محبوب من الغربيين على الإطلاق وسعوا لتشويهه بشكل كبير جدا
أثناء ما كان أنور إبراهيم وزير مالية مهاتير وضعوا صورته على غلاف التايم ووصفوه إنه أفضل وزير مالية في العالم وأن هو المهيأ لحكم ماليزيا
و دي من الحاجات بردو اللي ممكن تكون أوغرت صدر مهاتير وأيضا شجعت أنور إبراهيم على أن هو يستند إلى الغرب و يقف ضد مهاتير ..

استشراء الفساد

أنا لما قريت عن المرحلة دي ودرستها بشكل كويس جدا طبعا زي كتير من الناس كنت متعاطف مع أنور إبراهيم وهو في السجن
لكن لما درست المرحلة بشكل كويس خاصة وأنا بسجل مع مهاتير محمد شهادته على العصر أدركت أن أنور إبراهيم ارتكب أخطاء كبيرة جدا و ممكن نبقى نعود ليها في مرة أخرى..

لو رجعت للأسباب التي أدت إلى أن مهاتير مقدرش يحقق نجاحات في الفترة من 2018 لـ2020
أول حاجة
حجم الفساد اللي كان موجود في البلد ومستشري كان ضخم إلى حد كبير لدرجة إن عمليات السرقة
حتى مهاتير نفسه لما قابلته وهو رئيس حكومة واللي أنا سجلت معاه شاهد على العصر على مرحلتين
المرحلة الأولى كانت في سبتمبر 2017 مكنش لسه رئيس حكومة وسجلتها معاه في مكتبه في مؤسسة هو عاملها كانت بترعى التعليم
وسجلت الجزء التاني في أكتوبر ونوفمبر سنة 2019 وهو كان رئيس حكومة في ذلك الوقت وكلمته

قولتله أيه العوائق اللي قدامك قالي الفريق غير الفريق.. الفريق الأول اللي كان بيشتغل معايا كان فريق مختلف حتى الفريق اللي حواليا ده مش آمن أن هو يكون فريق مش مليء بالفساد..
لأن الفساد استشرى في ماليزيا وأصبح جزء رئيسي من منظومة الدولة وبالتالي بيصعب على أي قائد أو زعيم من غير فريق نضيف أن هو يقدر يبني أو يعمل أي شيء في البلد ودي المعضلة اللي واجهت مهاتير
علاوة على مطامع أنور إبراهيم واستعجاله
إن هو يخلفه في رئاسة الحكومة
فالحل
قدم مهاتير استقالته وفي ظروف غامضة

أسباب استقالته

ويقال إن هو تعرض لخدعة كبيرة جدا ومال سياسي دفع من إحدى الدول من أجل إفشاله وإسقاطه فقدم استقالته في مارس 2020 والآن أعلن مرة أخرى زي ما قولتلكم عن رغبته في العودة إلى السلطة ..

أنا لو مستشار لمهاتير محمد مش هنصحه إن هو يرجع تاني ليه يا جماعة؟ الظروف متغيرة جدا وحجم الفساد والتمزق السياسي في ماليزيا كبير للغاية وأي زعيم سياسي هيجي مش هيقدر يغير حاجة ولا هيقدر يعمل حاجة..

تاني حاجة ماننساش عامل السن 97 سنة حتى لو بصحة جيدة سن يعتبر كبير جدا وإدارة الإدارة التنفيذية للدول عايزة طاقة كبيرة جدا.. طاقة بدنية وطاقة نفسية..

صحيح مهاتير لما قابلته كان بيتبع نظام غذائي أنا سألته انت بتعمل ايه وعايش ازاي ومحافظ على صحتك ازاي؟

فقلي أنا وجبتي قليلة جدا ودي من أهم الأشياء الحاجة التانية أني محافظ على الرياضة بشكل كبير وبلعب رياضة ساعة كل يوم وبركب عجل بمشي حوالي 20 كيلو كل يوم يعني حوالي 20 كيلو كل يوم علاوة على أني بحمل بعض الأثقال اللي تخلي عضلاتي أقوى على الحركة والمسير لكن مننساش عامل السن مهم كتير للغاية في هذا الموضوع ..

الحاجة التانية زي ما قولتلكم التمزق السياسي الموجود في ماليزيا 69 حزب في أربع كتل سياسية ..

و هو عايز يشكل كتلة جديدة وهو ميضمنش من خلال هذه الكتلة أيضا إن هو يقدر يكون عنده أغلبية لما كان في “أمنو” من 81 لـ 2003 كان هو رئيس الحزب وكان هو اللي بيدير الدولة وكان الحزب أقوى حزب في الدولة لكن الحزب بعد ذلك تفتت و تمزق بشكل كبير جدا..

زي ما قولتلكم انا لو مستشاره هقوله أدخل التاريخ كما أنت بإنجازاتك وبوضعك وأن تبقى صورتك في التاريخ صورة مهاتير باني ماليزيا الحديثة وليس صورة مهاتير اللي دخل الانتخابات وممكن مقدرش يشكل حكومة ويصبح في هذا الوضع وفي هذا السن تكون هذه هي الصورة اللي تتقال عليه..

هذا الرجل شخص مميز شخص عنده رؤية عنده فكر عنده جهد عنده طاقة عنده إبداع عنده رغبة بنى بلده من لا شيء وحولها إلى أيقونة وجعلها
لكن للأسف الشديد الناس اللي جت بعده مكتنش أمينة..

عبد الله بدوي

وهو قالي أنا نادم إن أنا عينت اللي عينتهم بعدي لأن هما جم بعده وخربوا البلد وهما اللي دفعوه أن يعود للسياسة مرة أخرى وهو في هذا السن الكبير لا شك أن نواياه نبيلة لمحاولة الإصلاح ..
لكن الفساد لما بيستشري في بعض الدول ويصعب الإصلاح على حد بيبقى محتاج ينظف تنظيف كبير جدا ويكون عنده قوة وطاقة تساعده على هذا الموضوع..

سألته : هل أخطأت في اختيار نجيب رزاق وحده أم أيضا أخطأت في اختيار عبد الله بدوي أيضا؟
قال : لقد كان وزيرا جيدا في حكومتي وكان يؤدي أداء جيدا ولكنني بالطبع لم أكن أعلم شيئا عن سلوكه لأن أحدا لم يخبرني وكنت أعتقد بما أنه ابن ثاني رئيس وزراء لماليزيا الذي كان محبوبا جدا من قبل الشعب بسبب أدائه الراقي كنت أعتقد أن الابن سيكون جيدا كالأب أو مشابها له.. وقد اخترته على هذا الأساس وبعد اختياري له وبعد أن أصبح رئيسا للوزراء ارتكب تلك الأفعال كلها وهي أفعال غير أخلاقية بشكل واضح..

سرقة القرن اللي حصلت في ماليزيا من خلال نهب الصندوق السيادي الماليزي هكلمكم عنها في الحلقة القادمة لأنها تستحق إن احنا نتكلم ونروي عنها ومهاتير نفسه اتكلم عنها في حلقة كاملة وروى تفاصيلها ..
رئيس الوزراء اللي قام بهذا الإجرام الكبير في سرقة الصندوق السيادي الماليزي موجود الآن في السجن لكن للأسف الشديد محكوم بـ 12 سنة واللي نهبوا فوق 12 مليار
فوق كدة بكتير..
لأنه دمر اقتصاد ماليزيا ودمر البلد ونهب صندوقها السيادي ..

حتى ألقاكم في كواليس شاهد على العصر هذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

مختارات ذات صلة