بهجت أبو غريبة : قصة اغتيال قائد شرطة القدس آلان سيكرست؟

يكشف شيخ المناضلين “بهجت أبو غربية” أسباب إقدامه على قتل قائد شرطة القدس آلان سيكرست، موضحا أنه كان يعامل الفلسطينيين بصورة سيئة ويمارس كل صور الإذلال بحقهم.
بهجت أبو غربية

يكشف شيخ المناضلين “بهجت أبو غربية” أسباب إقدامه على قتل قائد شرطة القدس آلان سيكرست، موضحا أنه كان يعامل الفلسطينيين بصورة سيئة ويمارس كل صور الإذلال بحقهم.

نص حوار بهجت أبو غريبة عن قصة اغتيال قائد شرطة القدس آلان سيكرست

أحمد منصور: هناك أول عملية قتل تقوم بها في حياتك العسكرية وقد قتلت فيها قائد الشرطة البريطانية في القدس، قبل أن أتطرق إلى تفصيلات العملية التي قمت بها كيف كان تعامل البريطانيين مع الفلسطينيين في تلك المرحلة؟

بهجت أبو غربية: يعني أسوأ أنواع المعاملة اللي يتصورها الإنسان.

إذلال البريطانيين لأهل فلسطين

أحمد منصور: كيف؟ فصل لنا بعض الصور.

بهجت أبو غربية: نعم. كان في قسوة عنيفة يعني مثلا في المدن نوع من الإذلال أي شخص ماشي في الشارع عرضة للاعتداء عليه لأنه كان عندهم تعليمات وأحكام عرفية ممنوع تجمع أكثر من ثلاثة أشخاص يعتبر تجمعا غير مشروع، بهذه الحجة أي إنسان في الشارع يضربونه يهينونه حتى الناس يعني تذل نفسيا وتضعف نفسيا، مع ذلك كان هذا يثير رد فعل عكسي يعني يثير الناس ضدهم، فيما بعد يعني لما توسعت العمليات في القرى كان أسوأ ما يمكن أن يتصوره الإنسان، يجوا على القرية يطوقوها تطويقا مع الطيران اللي يساعدهم على التطويق، يجمعوا أهل القرية كلهم الرجال لحال النسوان لحال، أحيانا يجمعوهم يعني barbed wire سلك يعني..

أحمد منصور: الشائكة.

بهجت أبو غربية: أيوه ويعملوا لهم حوزة في الخلاء يعني تحت السماء يعني، يوم ويومين تحت الشمس لا ماء ولا غيره، وفي نفس الوقت يفتشوا البيوت، عملية تفتيش يعني كذب مش عملية تفتيش، يدخلوا البيت في القرية إلا غير ينحرق ستة سبعة بيوت أثناء عملية التفتيش.

أحمد منصور: هم يحرقوهم البريطانيون؟

بهجت أبو غربية: مقصود. يتلفوا كل ما يستطيعون إتلافه، خزانة مثلا يفتحوها يكسروا بابها، عند القروي يمون للشتوية كلها عنده زيت عنده سكر عنده، يديروا كلهم على بعض الزيت على السكر على السمن على الكاز يعني يتلفوا كل تموين الشتوية للقرية، يطلبوا منهم أو يفرضوا عليهم غرامة عسكرية لازم تجيبوا عشر بنادق بواريد، ما عندنا، يصير في كثير من الأحيان القائد يعني العسكري الإنجليزي الجيش البريطاني، واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة، تعال أنت بدك تجيب يا إما نقتلك، وأحيانا كانوا يقتلوه إن ما جابش بندقية يقتلوه هيك قدام أهل القرية. يجوا للبيوت هذا إيش بيكون ذنب هذه القرية اللي عم بيفتشوها؟ إما بيكون صار جنبها إطلاق نار على الجيش البريطاني أو مجرد قطع أسلاك تلفون، هي عمليات إذلال وإرهاب أكثر من عمليات تفتيش. يجوا لبعض البيوت يختاروا في القرية أربعة بيوت خمسة بيوت وينسفوها ينسفوها نسفا على الأرض ويضعوا فيها متفجرات اللي تهد البيت وتضرر المحيط اللي حوله، ويحطوا أيضا علامات على كذا بيت خمسة ستة بيوت عشرة بيوت بمعنى أن هذه مرشحة للنسف إذا صار عندكم في القرية أي شيء هذه معرضة، حتى يعملوا نوعا من..

أحمد منصور (مقاطعا): هلا رأيت بعض هذه الأشياء؟

بهجت أبو غربية: نعم، أنا رأيت بعيني بقرية سلوان اللي هي قريبة على القدس، يفتشون للبيوت بالشكل اللي ذكرته، أربعة خمسة حرائق شوف عيني يعني طلعت ولموا أهل البلد في ساحة عندهم دير مشهور دير أيوب وفي مدرسة ساحة المدرسة حطوا الناس وحولهم رشاشات يعني وهذه لأنها جانب القدس يعني في إمكانية إعلام يعني كانت ألطف معاملة من غيرها يعني ما استمرتش كثيرا، فحرقوا بيوتا نهبوا ساعات مصاغ..

أحمد منصور: وأنت ترى هذا أمامك؟

بهجت أبو غربية: نحن شايفين. بعدين لحد قريب الظهر يعني جامعين أهل البلد قالوا لهم روحوا، كيف يروحوا؟! طريق عرضها لا يزيد عن مترين، طريق قرية، عشرين عسكري أو أكثر منها شو بقي من الطريق؟ وكلهم حاملين عصي والقرية كلها بدها تمر ما بين الطابور.

أحمد منصور: القرية كلها بنسائها برجالها بأطفالها.

بهجت أبو غربية: كل الرجال، لا، النساء لا. الرجال يمرون من خلال الطابور اللي جنبهم ونازلين العشرين ثلاثين واحد من هذه الجماهير ضرب عصي، يومها يعني مو أقل من ستين واحدا سبعين واحدا دخلوا المستشفى غير الإصابات الخفيفة اللي ما دخلت المستشفى، هذا أبسط شيء. بينما في بعض القرى أنا ما شفتها ما بقي في القرية ولا إنسان حتى جاؤوا عندنا في القدس ويسكنوا في أروقة الحرم يعني ما بقي لهم.. حرقوا البلد بأكملها، لأنه صار كمين للجيش البريطاني خطير وحرقوا هذه الجهات الناصرة.

أحمد منصور: يعني البريطانيون بتصرفاتهم هذه دفعوا الفلسطينيين إلى كراهيتهم وإلى أن يمارسوا العنف المضاد ضدهم. في هذا الوقت بدأت كثير من الخلايا الفلسطينية المسلحة تقوم بعمليات ضد الجنود البريطانيين وفي 12 يونيو 1936 قمت أنت مع زميلك سامي الأنصاري بقتل قائد شرطة القدس البريطاني آلان سيكرست، لم اخترت آلان سيكرست لقتله في أول عملية قتل تقوم بها؟

لماذا سيكرست ؟

أحمد منصور: طيب سيكرست ليه اخترتم سيكرست؟

بهجت أبو غربية: على أثر الحادثة هذه ونوع من سوء تصرفات الإنجليز، هذا سيكرست كان مدير بوليس القدس بالإضافة إلى طابور الجيش اللي عمل استعراضات وكذا، بدأ يذل شباب القدس.

أحمد منصور: كيف؟

بهجت أبو غربية: أيامها كان إضراب، فيش لا سيارات ولا دكاكين، السيارات كانت مسكرة ستة أشهر فيش سيارات تمشي عندنا، فالشوارع يتحرك فيها الشرطة والجيش فقط. أغلب الأحيان تكون مليانة مسامير.

أحمد منصور: آه، عاملينها علشان العربيات.

بهجت أبو غربية: فهذا سيكرست صار وين ما شاف ناس في الشارع يكون معه حراسة يعني في السيارة وراءه ومعه bodyguard يوقف مين ما كان بحجة أنه ممنوع تجمع أكثر من ثلاثة، يجي للواحد يفتشه وينزل فيه ضربا على المستشفى يعني يكسر له رأسه. عامل تعليمات لنفس البوليس الإنجليزي، نفس الشيء، البوليس دوريات كثار وين ما تروح يعني مثلا في البلدة القديمة شوارع ضيقة، نفس البلدة القديمة، لازم لما يمر دولية اثنين بوليس إنجليز الناس يصفوا على اليمين من هنا ويصفوا على الشمال من هنا ويعملوا تحية للبوليس الإنجليزي، ما عملوش تحية ينزلوا فيهم ضرب.

أحمد منصور: كنوع من الإذلال.

بهجت أبو غربية: نوع من الإذلال نوع من الإرهاب، وباستمرار كل يوم فلان راح المستشفى فلان ضربه سيكرست أنا ثلاث مرات ضربني..

أحمد منصور: سيكرست.

بهجت أبو غربية:أنا شخصيا. ولذلك..

أحمد منصور: إيه شكل الضرب اللي ضربه لك؟

بهجت أبو غربية: يا سيدي مرة واقفة سيارته في شارع رئيسي شارع يافا، أنا مريت من جانب السيارة على الرصيف يعني طبيعي شفت بوليس إنجليزي منحن على السيارة، لا شعوريا تطلعت مين اللي في السيارة، هو، مجرد أني تطلعت عليه فتح باب السيارة ولحقني، ركضت..

أحمد منصور: جريت أنت.

بهجت أبو غربية: معه عصا ضربني فيها من بعيد ما وصلنيش، مرة ثانية مسكني عند نادي النادي الإسلامي تاعنا كان فيه مسامير ضربني كفين يعني هيك على البساطة، ثالث مرة أرذل مرة كنت ماشي في حي المصرارة الشارع خال وأنا ماشي على الشارع يعني مش في الرصيف ولا سيارته جاية تقابلنا يعني أنا ماشي على اليمين وإجا، إجا على جاهتي وماخد يمينه إجا على اليسار وقف جنبي تعال يصيح علي هانزف هانزف قرب على السيارة، قربت على السيارة فتشني وهو في السيارة، فيش إشي، فتح الباب ونزل من السيارة فتشني مرة ثانية وهو بيفتش فيي لا شعوريا أو مفاجأة ضربني بوكس محرز يعني -أنا كنت ملاكما فكنا نقول يعني لما يضرب واحد نقول له صابت- فصابتني فعلا ضربة منيحة لكن ما هربتش رجعت لوراء وأخذت وضعا يعني هو يضرب حتى صار متأذي هو يضرب بيده، راح ضاربني برجله وبرضه صرت أتراجع أنا ووجهي له مش هارب، طربوشي صار داحل لآخر الشارع، في الآخر أشهر مسدسه go away or I’ll shoot you طيب أنا مش عارف أفلت منه أنا حاسب حسابي أنه إذا بدي أهرب ممكن يضرب، فحل عني يعني ويومها حلفت إلا غير أشلحه مسدسه هذا اللي..

أحمد منصور: يعني أنت شعرت الآن في..

بهجت أبو غربية: بالمذلة الشخصية.

أحمد منصور: علاوة على الذي يفعله في الفلسطينيين فعل فيك شخصيا ما دفعك إلى أن تفكر جديا في..

بهجت أبو غربية: حلفت يمين إلا أقتله، ويومها بالذات أو بعدها بيوم سامي -رحمة الله عليه- بيتعرض له دورية من البوليس الإنجليزي بيحسسه بيفتشه البوليس الإنجليزي، كان فعلا مرات إحنا تحت الطربوش نستعمله مخبأ لبعض الأشياء فهو بيهزأ بالعسكري الإنجليزي بيقول له ما فتشتش يعني -بيعرف إنجليزي منيح يعني- بيقول له ما فتشتش يعني، ضربه كسره فإجا ركض عندي واقترح نعمل عملية يعني مش مخطط لها، في مخفر للإنجليز للسير شرطة السير كله إنجليز، أنه بدنا نروح ننزل فيهم ضرب اللي بده يموت يموت ونموت إحنا معهم، قلت له لا، مين اللي عملهم كل هالشيء؟ سيكرست، سيكرست هو الهدف، وكان سيكرست يعني مطلوب رأسه من كل إنسان في القدس بما في ذلك فوق يعني القادة الحاج أمين بذاته يعني، فلذلك يعني.

أحمد منصور: كنتم تعتقدون أنه أيضا هناك كثير من المجاهدين أو المقاتلين مثلكم كلهم بيفكروا في قتل سيكرست؟

بهجت أبو غربية: لا أستبعد لكن كان على يدنا يعني، لا أستبعد.

أحمد منصور: كيف عملتم مخطط قتل سيكرست وهو يعني قائد الجيش البريطاني في القدس شيء مش بسيط يعني.

بهجت أبو غربية: الشرطة.

أحمد منصور: الشرطة نعم.

بهجت أبو غربية: يا سيدي العزيز هو كان مجنونا يعني كان متحركا كثيرا في البلد وإحنا مضينا شهرا بالذات نرصد حركاته..

أحمد منصور: أنت وسامي.

بهجت أبو غربية:أنا وسامي، كل واحد لحاله حتى نعرف نلاقي المكان الأنسب والمناسب فتبين لنا أنه كل يوم جمعة قبل الصلاة بفترة قصيرة ينزل لمخفر بوليس عند باب الأسباط وهذه منطقة خالية يعني بالطريق لها ما فيش لا دكاكين ولا بيوت ولا هم يحزنون، يفتش المخفر ويرجع بباب الأسباط ولما يبقى يرجع هو معه سيارة ديفي موريس بيكون طالع طلوعا قاسيا بتكون بطيئة فأنسب محل هناك، صحيح في على بعد منا أبو مائتي ثلاثمئة متر نقطة تفتيش بس بعيدة نسبيا وعلى زاوية يعني مش مقابلنا تماما، على زاوية فأنسب مكان اخترناه وكمنا في مقبرة هناك حتى نزل وبده يرجع، ما كانش يطول لما يرجع، نزلنا رأسا للشارع، السيارة جاية من طلوع يعني مسافة بالتأكيد شافونا يعني وكان وجودنا مستغربا لأنه كان متعارفا عليه في القدس كل واحد يشوف سيارة سيكرست بيهرب يخش له في عمارة يخش له في دكان وإلا تكسر رأسه ودخل المستشفى، فأنه اثنين ماشيين في نصف الشارع مش على اليمين لأنه هو وطالع ونحن ما كانش عن تدريب كاف على الرماية يعني إذا ما رميناش من متر متر ونصف عبث يعني ما نصبش.

اغتيال آلان سيكرست

أحمد منصور: مسدسات إيه اللي كانت معكم؟

بهجت أبو غربية: مسدس نمرة 7 بيسموه، أنا كان مسدس اسمه بيريتا إيطالي 7 ملم، مسدس عادي بسيط 7 طلقات فيه وسامي كان مسدسه فرنسيا لافاييت بيسموه، الحاصل..

أحمد منصور: مسدسات صناعة الثلاثينات يعني.

بهجت أبو غربية: لا، هي مسدسات مليحة لأنه كان بس أنه صغيرة يعني أثرها بسيط، فكنا مصممين يعني أنه إحنا نقتل سيكرست ولذلك يعني بدنا نرمي رماية..

أحمد منصور: مباشرة.

بهجت أبو غربية: بترو وكذا حتى ما يروحش رصاصنا على الفاضي بالسيارة، ماشيين، هو مسدسه في جيبه وفي يده في ماسك المسدس ومسحوب يعني جاهز للرمي، أنا كانت طريقتي ألبس الطربوش، أشلح طربوشي وأحط المسدس بقلب الطربوش..

أحمد منصور: كأنك شايل طربوشك في يدك.

بهجت أبو غربية: ولما نصل الهدف الطربوش ألعب فيه ويكون يدي ماسك المسدس بس أكشف الطربوش يكون مسدد وخالص يعني مفاجئ، مسدد وخالص يعني لما نصل الهدف بس أكشف الطربوش يعني والتسديد خالص لأن سرعة الرماية لها دور، فهو كان معه حارس واحد بس معوش سيارة وراءه، الحارس يعني مش حاسبين حسابه كثيرا وإحنا قاصدينه هو بالذات ولما يكون طالع يكون هو من جهتنا وطالع يمين إحنا في نص الشارع يكون هو جهتنا والحارس من هديك الجهة فاتفقنا أنه إحنا نرمي على سيكرست نقتله يعني حتى أنا كنت حالف يمين إلا أشلحه مسدسه، يقول لي سامي لا خلاص إذا قتلناه بلا نؤخر حالنا يعني بيجوز تيجي دورية ولا هيك، فالحاصل لما وصلتنا السيارة وإحنا في نص الشارع ما فيش يعني ملاصقين للسيارة إحنا الاثنان اندرنا رأسا على سيكرست فمن أول رماية سيكرست أصيب ورمى حاله على المقعد على ظهر الكرسي رفع يديه عن الستيرينغ ودمه تفجر من صدره، رجلان ارتفعت عن البنزين وقفت السيارة وبدأت ترجع، أنا حاطط يدي على جناح السيارة..

أحمد منصور: ياه، قدامه مباشرة.

بهجت أبو غربية: قدامه، ما فيش، ملاصق للسيارة يعني لكن للأسف أن هذا الشرطي bodyguard اللي معه يبدو أنه كان حاسب حساب أن هذا منظر غريب اثنان ماشيين في نص الشارع ما يعرفوش سيارة سيكرست! إحنا.. أنه عنده بندقية ما يقدرش يستعملها داخل السيارة، كان محتاطا على مسدس، في أول لحظة إحنا أطلقنا يا إما سبقنا بتكة هو يا إحنا سبقناه بتكة أطلق رصاصة أصابت سامي وشكته شك أول رصاصة، استغربت أنا، متفقون على عدة أشياء يعني أنه نرمي، سامي فرغ مسدسه بسرعة أول رجع للخلف شوية صغيرة، ما قالش آخ وصاح -أنا أرمي ببطء- طخ بهجت، طخ بهجت، يعني أسرع، فرغ مسدسه بسرعة ومش متفقين يفرغ مسدسه -مش عارف أنه مصاب- ومشي، أنا لحد ما مشي كنت رامي ثلاث رصاصات..

أحمد منصور: مين فيكم اللي أصاب سيكرست؟

بهجت أبو غربية: أعتقد إحنا الاثنين لأنه هو انصاب بعدة رصاصات مش واحدة، فأنا.. الـ bodyguard كان يستهدفني أنا بالذات، أنا استهدفته ضربت عليه مباشرة، هداك اعتبرته منتهي سيكرست والسيارة عم ترجع لحالها، أنا يدي على الجناح وماشي معها، رميت على bodyguard العسكري، زجاج السيارة انزلقت عليه رصاصتي وما كسرتوش، تصور! المسدسات صغيرة، هو رمى علي رصاصة كسر زجاج السيارة، صرنا نسبق بعض يعني مين بيرمي أسرع من الثاني، ما صابنيش هو بالمرة، أنا صبته في رقبته هو هذا الحارس وبعدين السيارة ظلت ترجع ووقعت على جنب الطريق من ارتفاع ثلاثة أو أربعة متر، سيكرست كان فيها بس هو نزل قبل. أنا ما عرفتش أن سامي انصاب واستغربت أن سامي لما انسحب غير الطريق اللي إحنا متفقين عليها فأتاري المسكين كان مصابا برصاصة قاتلة، الرصاصة في الرئة تكون قاتلة لكن بيقدر يقاوم الواحد فترة من الزمن فدخل على بيت عرب وبعد فترة قصيرة أنا كنت رايح على الطريق المتفقين عليها ونبعد يعني وفكري أن سامي سبقني وإجت دورية من الجيش البريطاني تحرس قافلة يهودية قافلة البوطاس يعني بعد ما عملنا الحادث ما فيش دقائق ولحقوا سامي ودخلوا على البيت وأخذوه رموه في السيارة رميا وعلى المستشفى وحاولوا يأخذوا منه إفادة وكان أستاذ لغة إنجليزية يعني، يقولون له مين معك؟ يقول لهم أنا لحالي. أنا رحت صليت الجمعة وأنا في الطريق لصلاة الجمعة، غيرت أواعيي غيرت وخبينا هالمسدس ورحت صليت الجمعة، بعدما طلعنا من صلاة الجمعة كلام انقتل سامي الأنصاري وانقتل سيكرست، عرفتش أنه استشهد سامي؟ ما قالوش استشهد، كان طالع بيان من الحكومة يقول أصيب برصاصة قاتلة وهو استشهد بعدها يعني بساعة ساعتين، الحاصل فيعني طبعا كان الوقع شديدا علي لكن تجلدت تماما وتجاهلت كل شيء وتغديت بشهية ورحت أسأل أصحابي مين اللي كان مع سامي ومين الكذا حتى ما أنكشفش.

فهرس موضوعات الحلقة

00:00 إذلال البريطانيين لأهل فلسطين

08:00 التنسيق بين اليهود والبريطانيين

08:50 سبب اختيار سيكريست

13:20 التخطيط لقتل سيكرست

17:10 قتل سيكريت

18:10 الاشتباك مع حارس سيكريت

20:10 القبض على سامي

المزيد
Total
0
Shares
السابق
شفيق الحوت

شفيق الحوت : تهجير الفلسطينيين على يد الاسرائيليين عام 1948

التالي
الإعلام الغربي وطوفان الأقصى

سقوط الهيمنة الإعلامية الغربية ؟  

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share