يستعرض الإعلامي أحمد منصور في حواره مع هاني الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، في برنامج بلا حدود، كيف أحبطت حماس مخططات محمد دحلان (فتى أمريكا المدلل)، وأسقطت اتفاقيات دايتون، وسحقت دحلان و15 ألف من عملاء أمريكا وإسرائيل في غزة؟ خلال الحسم العسكري.
نص حوار هاني الحسن: كيف أحبطت حماس مخططات محمد دحلان
كيف انهار خمسة عشر ألفا من رجال الأمن التابعين لفتح مدربين في أوروبا ومصر والأردن ومكلفين الخزينة الأميركية أو المساعدات الأميركية عشرات أو مئات الملايين من الدولارات مسلحين بأحدث الأسلحة انهاروا في لمح البصر أمام عدة آلاف من مقاتلي حماس؟
هاني الحسن: في الحقيقة الصورة الحقيقية ليست هكذا.
أحمد منصور: ما هي الصورة الحقيقية؟
مخطط دايتون
هاني الحسن: الصورة الحقيقية هي أنه كان هناك مخطط لدايتون..
أحمد منصور: الجنرال دايتون؟
هاني الحسن: الجنرال دايتون..
أحمد منصور: الجنرال الأميركي المقيم في القدس منذ استيلاء حماس أو منذ وصول حماس إلى السلطة؟
هاني الحسن: والذي استدعي في الآونة الأخيرة إلى الكونغرس وتبجح هناك بأنه هو يضع خطط ويدرب ويعمل فالذي الحقيقة انهار هو مخطط دايتون والذي انهار هو مجموعة صغيرة من العاملين معه والمؤمنين بوجهة النظر الأميركية، حركة فتح لم تنهار في غزة، حركة فتح لأنها عمليا 95% منها لم يكن له علاقة بهذا المخطط ولم يشارك في هذا المخطط.
أحمد منصور: ما طبيعة هذا المخطط؟
هاني الحسن: المخطط طبعا هو باسم فرض الأمن، كما تعرف أميركا لم تعترف بنتائج الانتخابات الفلسطينية، أوروبا تقول إذا تغيرت حركة حماس نتعامل معها أميركا تقول لابد من تفكيك حركة حماس وتفكيك كتائب الأقصى وتفكيك الجهاد الإسلامي لن نقبل بوجود إسلام سياسي على الحدود مع إسرائيل، نحن في فتح لا نستطيع أن نقف ضد نتائج الانتخابات التشريعية لأن هذا قرار قاله الشعب ونحن نعتقد أننا بعد سنتين من الآن وربما بعد الانتخابات القادمة..
أحمد منصور: سنتين ونصف.
هاني الحسن: سنتين ونصف سيجري انتخابات جديدة وهذه المرة سيتحسن وضعنا وقد نعود نحن إلى السلطة، فإذا نحن لا نعترف اليوم بنتائج الانتخابات لن يعترف لنا مستقبلا بنتائج الانتخابات.
أحمد منصور: كجزء من كلامك هذا داني روبنشتاين خبير الشؤون الفلسطينية في صحيفة هأرتس الإسرائيلية قال في مقال نشر في 19 يونيو الماضي إن أحداث غزة كانت حربا بين حماس ودحلان وليس بين حماس والسلطة قبل أن أخوض معك في تفصيلات ما دار في غزة أيضا ما هي قراءة التيار الوطني الأصيل في حركة فتح لهذه الأحداث؟
هاني الحسن: نعم نحن يعني ما ذهب إليه روبنشتاين إلى حد بعيد هو كلام صحيح ويعني الآن يوجد قيادة لفتح في داخل غزة يقودها الأخ عضو اللجنة المركزية زكريا الأغا ومعه الأخ أمين سر حركة فتح في غزة أحمد حلس ومعه أيضا أحمد نصر ومعه عماد الأغا هؤلاء كلهم لم يشاركوا لأن في فتح تيار لا يقبل أن يشارك تحت راية دايتون لأنه لما دايتون..
أحمد منصور: يعني هناك انقسام في فتح الآن؟
هاني الحسن: نعم في فتح كان هناك تياران..
أحمد منصور: فقط تياران.
هاني الحسن: نعم تياران أساسيان..
النخبة الفاسدة في فتح
أحمد منصور: صحيفة الديلي تلغراف في 18 يونيو تحدثت عن النخبة الفاسدة في حركة فتح ما الذي جرته هذه النخبة الفاسدة إذا كان هذا هو التيار الذي تقصده على حركة فتح؟
هاني الحسن: نعم الفساد يبدأ بالأساس بالفساد السياسي يعني عندما أنت تمشي في مخطط دايتون ولا تريد أن تعترف بنتائج الانتخابات حينئذ تنجر أنت إلى الإفساد المالي وللإفساد السياسي ولكن..
أحمد منصور: هذا ما حدث من قبل التيار الآخر في فتح؟
هاني الحسن: نعم هذا طبعا الذي حدث هو أن يعني حماس تحركت في البداية ضد هذا التيار وفتح بأغلبيتها الساحقة لم تكن تهتم يعني..
أحمد منصور: كانت سلبية أو داعمة؟
هاني الحسن:آه كانت سلبية الحقيقة لم..
أحمد منصور: لم تكن داعمة؟
هاني الحسن: لأنها لو كانت انخراطها في المعركة كان لن يسمح بهذا الانهيار السريع..
عمالة محمد دحلان لإسرائيل
أحمد منصور: هي لم تنخرط ولم تتحدث بوضوح حتى اليوم ربما أنت أحد أبرز المسؤولين في فتح وربما يعني تكون هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول في فتح عن تيار فاسد داخل فتح هو الذي كان يملك القرار وكان يسير الأمور يعني هنا بعض المراقبين يقولون أن محمد دحلان الذي تتهمه حماس بالعمالة لإسرائيل اختطف حركة فتح وهو الذي يسايرها حسبما تريد إسرائيل وحسبما يريد الجنرال دايتون كما تقول أنت الآن وأنتم كتيار من المفترض عددت لي قيادات تاريخية كثيرة موجودة في غزة الآن لم يتحركوا من أجل إنقاذ فتح وليس من أجل إنقاذ حماس؟
هاني الحسن: وهو دايتون كان يدرب ويهيئ قوى..
أحمد منصور: من أجل؟
هاني الحسن: من أجل سيطرة هذه القوى..
أحمد منصور: وهذه القوى تابعة لفتح؟
هاني الحسن: دائما كنت أقول لك أن هناك صراع على فتح وهذا الصراع لم يصل إلى حد أن دحلان يوجه فتح هو كان يطمح إلى ذلك.
المال السياسي
أحمد منصور: واقعا صار هو الذي يفعل ذلك بحكم المال وأنت قلت الآن أن جزء كبير من فتح كان سلبيا هناك تقارير تقول أن جزء كبير من فتح استطاع دحلان بالملايين التي جاءته أن يشتري ذممه أو يسكته.
هاني الحسن: هذا ليس صحيحا الفتحاويون الذين وقفوا بسلبية في البداية ليس بسبب المال الدحلاني ولكن الثقافة الداخلية في فتح ليست ثقافة الاقتتال الداخلي ما حاول دايتون أن يفعله هو أن يوجد تيارا يؤمن بالاقتتال الداخلي ولكن المفاجئة لنا في فتح كانت هو أن حماس ذهبت أبعد من مواجهة يعني تيار دايتون وهنا كانت المفاجأة الكبيرة لأن الاستيلاء الحقيقة الذي جرى على السلطة في غزة هذا يضر بمفهوم الديمقراطية الفلسطينية.
أحمد منصور: هل كنتم تتوقعون أو تريدون من حركة حماس أن تبقى حتى يطبّق دايتون استراتيجية وأنا في هذا البرنامج في 24 يناير الماضي استضفت الستر كروك المبعوث السابق للاتحاد الأوروبي إلى فلسطين وكشف عن وجود خطة أعدها إليوت إبرامز ونشرت الغارديان البريطانية تقريرا قالت فيه إن هذه الخطة بلغت الدفع الأميركي لها مليار ومائتين وسبعين ألف دولار من أجل القضاء على حماس هل كنتم تريدون أن تبقى حماس موجودة حتى يتم القضاء عليها؟ حماس كما يقول المراقبون تغذت بكم قبل تتعشوا أنتم بها؟
هاني الحسن: هو السلطة بقيادة الأخ أبو مازن يعني ما كانت تؤيد الاقتتال الداخلي..
الاقتتال الداخلي
أحمد منصور: لا أحد يؤيد الاقتتال الداخلي ولكن حين يفرض حينما لا يصبح إما أن تكون قتيلا أو مقتولا.
هاني الحسن: ما هو هاي وجهة نظر حماس وجهة نظر السلطة كانت أننا لن نسمح لحدوث هذا الاقتتال الداخلي ولكن..
أحمد منصور: لماذا لم تحولوا دون وقوعه؟ لماذا تركتم دحلان وتياره يواصل بحيث أجبر حماس على ما تقوم به؟
هاني الحسن: هنا السؤال يعني حماس أخذت هذا القرار لوحدها فاهم.
أحمد منصور: عايز تستشيركم حماس؟
هاني الحسن: نعم طبعا كان يمكن أنه في البداية أن يعني تجري تعطي إشارات
أحمد منصور: طيب ما هي حماس تمثل الشرعية أيضا.
أحمد منصور: طيب قبل أن آتي إلى هذا الآن في ظل الصورة الموجودة عزيز الأميركيون والإسرائيليين محمد دحلان يقيم الآن في فندق غراند بارك الفخم في رام الله منتوف الريش لكن إذا أردنا الانتباه فقد يعود في القريب إلى تبادل الأسرار مع رؤساء جهاز الأمن في الفنادق الفخمة على حساب اللاجئين هذا ما ذكره الكاتب الإسرائيلي نداف هاتثني في هآرتس الإسرائيلية كيف تريد من حماس الآن أن تنسحب وأن تدخل في إطار حوار ولا زال دحلان بالملايين وعشرات الملايين التي ضخت له كما قال نفسه إنها مائة مليون دولار قال يعني في هأرتس إن واشنطن دفعت لدحلان مائة مليون دولار خلال سنة واحدة وهذه المبالغ كفيلة بشراء ذمم كثير من الناس كيف تريد من حماس..
هاني الحسن: هذا ملف يا أخي وجود الآن في غراند بارك في رام الله هو ليس في غزة هذا الآن ملف..
أحمد منصور: في رام الله يحرك الأمور..
هاني الحسن: لا يحرك..
أحمد منصور: ويتدخل فيها ويستطيع بملايينه أن يحول رام الله كما خسرت فتح..فتح خسرت الآن مواقف كثيرة بسبب دحلان ولا تريد أن تتخذ موقف منه لماذا أنتم خائفون من دحلان؟
هاني الحسن: هناك الآن داخليا لجنة تحقيق تحقق أيضا فيما حدث في الإيجابيات وفى السلبيات ولا أريد الآن أن أستفيض بهذا الموضوع ولكن ملف دحلان غزة وطوي الآن..
أحمد منصور: تعتبره طوي؟
هاني الحسن: نعم لأن هناك قيادة الآن يعني هناك وجود الآن عضو اللجنة المركزية الأخ زكريا الأغا وأمين سر الحركة فتح المقاتل الشجاع حلس ومعه أحمد نصر ومعه عبد الرحمن من الشمال ومعه عماد الأغا وهذه القيادة الآن هي التي تسيطر على الوضع الفتحاوي في غزة..
أحمد منصور: لكن لا تملك المال الذي كان يملكه دحلان والذي كان يداعب به الأمور..
هاني الحسن: لقد سقط نظرية المال السياسي لقد أنفق يعني أنا أستغرب من هؤلاء الأميركيون الذين يظنون أو يتوهمون أنه بالمال السياسي ممكن أن تهزم أنت شعب محتل كل الذين تداولوا المال السياسي اليوم هم موجودون في الفنادق كما ذكرت..
أحمد منصور: ولكن الآن صورة حركة فتح المناضلة ذات التاريخ العريق الطويل المناضل والدماء التي بذلت تحول أو حولها دحلان كما يقول بعض المراقبون إلى مرتزقة مثل المرتزقة الذين يعملون مع القوات الأميركية في العراق..
هاني الحسن: لو كان يا أخي هذا الوضع واقع لكانت فتح في غزة انضمت إلى هذا التيار وقاتلت وصدقني أنا حماس ما كان بإمكانها أن تنجز ما أنجزته ولكن هؤلاء الأغلبية الساحقة من الفتحاويون نأوا بأنفسهم عن هذا الوضع وبالتالي لذلك حماس يجب أن لا تصاب بغرور القوة وإنما عليها الآن وأنا الحقيقة سلوك إسماعيل هنية في خطابه الأخير كان ليس سلوكا تصعيديا
أحمد منصور: يعني حماس كان أمامها.. ليس أمامها وأنت حضرتك قلت الآن مخطط دايتون إما أن يطبق عليها مخطط دايتون وتذبح وإما أن تقوم بما قامت به.
هاني الحسن: يا أخي نحن قاومنا مخطط دايتون قاومناه..
أحمد منصور: هم أيضا قاوموه بطريقتهم.
هاني الحسن: نعم هذا هو ليس موضوع النقاش يعني نحن لسنا مع مخطط دايتون..يعني نحن يجب أن نقول إن خطة دايتون سقطت عندما يسقط المخطط.. الخطط الأميركية نرتاح نحن كفلسطينيين جميعا لآن الأميركيون قادرون على فرض تيارات ولكن الشعب الفلسطيني بوعيه وفتح كحركة وطنية أصيلة بوعيها أسقطت هذا المخطط، الآن ليس أمامنا نحن كفلسطينيين إلا أن نتوحد والتوحد سببه الأول هو أن هذه القاعدة لا يمكن لحركة وطنية أن تنتصر بدون وحدة وطنية إذا انقسم الفلسطينيون القضية أصبحت في خطر.
أحمد منصور: كيف يمكن التوحد في ظل أن التيار الموالي لأميركا وإسرائيل هو النافذ الآن بماله وسياسته؟
هاني الحسن: ليس نافذا هو لو كان نافذا لما كان هنالك حصار اليوم.. أوسلو يا أخي آتت أولا لتفصل بين فلسطين الخارج والداخل، ثانيا لتفصل القدس عن الضفة الغربية، ثالثا لتفصل غزة عن الضفة الغربية