انتصار الطلبة على إسرائيل ؟

أصيبت الحركة الصهيونية وقادتها في أنحاء العالم بالصدمة والذهول بعد اندلاع التظاهرات الطلابية المطالبة بوقف الحرب في غزة، والتي انطلقت من جامعة كولومبيا في نيويورك بالولايات المتحدة الامريكية في ١٨ إبريل الماضي.. وقبل أن يفيق الصهاينة من صدمتهم كانت التظاهرات قد امتدت خلال أيام إلي أكثر من ٧٠ جامعة أمريكية علي رأسها جامعات النخبة..
انتصار الطلبة على إسرائيل

أحمد منصور:

أصيبت الحركة الصهيونية وقادتها في أنحاء العالم بالصدمة والذهول بعد اندلاع التظاهرات الطلابية المطالبة بوقف الحرب في غزة، والتي انطلقت من جامعة كولومبيا في نيويورك بالولايات المتحدة الامريكية في ١٨ إبريل الماضي.

وقبل أن يفيق الصهاينة من صدمتهم كانت التظاهرات قد امتدت خلال أيام إلي أكثر من ٧٠ جامعة أمريكية علي رأسها جامعات النخبة “هارفارد” و “ييل ” و “براون ” و “ماساشوستس ” وكاليفورنيا ” وغيرها ، ثم تجاوزت التظاهرات الولايات المتحدة إلى جامعات أوروبا وحتى اليابان وكوريا ودول أخري عديدة.

وكانت مطالب الطلبة المتظاهرين واضحة ومحددة؛ وهي وقف حرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، وسحب استثمارات الجامعات من إسرائيل؛ وقد كشفت هذه المطالب حجم التعاون الهائل بين الجامعات الغربية وإسرائيل، ليس في المجال العلمي والأبحاث التي تخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي وتطوير آلته العسكرية فحسب، وإنما من خلال حجم الاستثمارات الهائلة التي تقوم بها هذه الجامعات من خلال أوقافها في الشركات الإسرائيلية.

ومع رفض الطلبة فض اعتصامهم في كثير من الجامعات -لاسيّما التي لم تستدع الشرطة لفض اعتصام الطلبة بالقوة، وكذلك حجم المعلومات الهائلة والدقيقة التي سربها الطلبة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عن حجم الاستثمارات التي تقوم بها الجامعات في إسرائيل، والأهم هو صمودهم وقوة احتجاجهم- أعلنت كثير من الجامعات أنها ستدرس مطالب الطلبة لاسيّما ما يتعلق بسحب استثماراتها من إسرائيل، بينما أعلنت جامعات أخري استجابتها لمطالب الطلبة وأنها ستقوم بسحب اسثماراتها وتعاونها مع الجامعات الأسرائيلية.

وكانت مطالب الطلبة المتظاهرين واضحة ومحددة، وهي وقف حرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، وسحب استثمارات الجامعات من إسرائيل..

ومن أهم الجامعات الأمريكية التي تجاوبت مع مطالب الطلبة جامعة إيفر جرين التي أعلنت إدارتها في ٣٠ إبريل الماضي عن التوصل لاتفاق مع الطلاب المعتصمين، تضمن عدة بنود.

وفي الأول من مايو أعلنت جامعة براون عن توصلها لاتفاق مع الطلبة المعتصمين تقوم بموجبه بالتصويت على سحب الاستثمارات من الشركات التي تدعم إسرائيل خلال ستة أشهر، وقد أصدر طلبة الجامعة بيانا اعتبروا هذا الاتفاق انتصارا و ” فوزا غير مسبوق “.

ويوم الخميس ٢ مايو أعلنت جامعة ميني سوتا الأمريكية عن توصلها لاتفاق مبدئي مع الطلبة المحتجين المؤيدين لفلسطين لانهاء اعتصامهم في حرم الجامعة، مقابل مناقشة سحب استثمارات الجامعة من الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي .

أما جامعة كاليفورنيا فقد أعلنت في ٤ مايو عن توصل مستشارها في ريفرسايد، “كيم ويلكوكس” إلي اتفاق رسمي بين الجامعة وطلاب من أجل العدالة في فلسطين؛ يتضمن تنازلات أدت إلى وعد بنهاية سلمية لـ “مخيم التضامن” احتجاجًا على تصرفات إسرائيل في قطاع غزة.

وفي نفس اليوم ٤ مايو أعلنت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية أن جامعة كاليفورنيا ريفر سايد توصلت لاتفاق مع الطلبة المحتجين لإنهاء اعتصامهم مقابل تعهد إدارة الجامعة بالإفصاح بشفافية عن استثمارات الجامعة والتعاون الأكاديمي بالخارج.

وفي ٩ مايو أعلنت كلية الاتحاد اللاهوتية التابعة لجامعة كولومبيا الأمريكية عن سحب الاستثمارات من جميع الشركات المستفيدة من الحرب على قطاع غزة .

أما مجلس هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم بجامعة إيموري الأمريكية فقد صوّت يوم الجمعة ١٠ مايو بأغلبية ساحقة على حجب الثقة عن رئيس الجامعة جريجوري إل فينفيس الذي استدعي الشرطة لفض اعتصام الطلبة وهيئة التدريس، حيث ظهرت رئيسة قسم الفلسفة في الجامعة البروفيسور “نويل مكافي” وهي مقيدة تسحلها الشرطة في مشهد لم تشهده الجامعات الأمريكية من قبل .

وفي ١٢ مايو أعلنت جامعة جونز هوبكنز -أحد أكبر الجامعات الأمريكية- أنها تمكنت من الوصول لاتفاق مع الطلبة المعتصمين بعد ١٤ يوما من التفاوض؛ تقوم الجامعة بموجبه بمراجعة استثماراتها في إسرائيل؛ مقابل أن يقوم الطلبة بفض اعتصامهم، ورغم أن الطلبة لم يدّعوا أن هذا انتصارا كاملا إلا أنه خطوة أولى.

كما أعلنت جامعة روتجرز في ولاية نيوجيرسي الأميركية موافقتها على 8 من أصل 10 مطالب وضعها المتظاهرون الذين أقاموا اعتصاما في قلب الجامعة. واختارت الجامعة الجلوس مع فريق من الطلبة للتفاوض بدلا من استدعاء شرطة نيوجيرسي إلى حرم الجامعة، كما حدث في جامعة كولومبيا بنيويورك .

وفي بريطانيا أعلنت كلية ترينتي -أغنى كلية تأسيسية تابعة لجامعة كامبريدج في بريطانيا- يوم الأحد١٢ مايو عن سحب استثماراتها من جميع شركات الأسلحة التي تستفيد منها إسرائيل في حربها على قطاع غزة، حيث كانت الجامعة تستثمر ملايين الدولارات في شركات تصنيع المسيّرات والأسلحة الإسرائيلية، و قال العميد الأول البروفيسور “إيوين أوسوليفان” الذي قاد المحادثات في ترينيتي: “نحن سعداء بالتوصل إلى هذا الاتفاق ونحن ملتزمون بمزيد من المشاركة البناءة بشأن القضايا المطروحة ونشكر الطلاب على مشاركتهم.”

أما جامعة جولد سميث البريطانية فقد وافقت علي سياسية استثمار أخلاقية جديدة وسمحت للطلبة المحتجين بفرصة تقديم الأدلة على تورط الجامعة أو تواطئها مع إسرائيل.

أما في إسبانيا فقد قررت ٥٠ جامعة حكومية و ٢٦ جامعة خاصة؛ قطع علاقات التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث الإسرائيلية، وربطت عودة التعاون بتنديد الجامعات الإسرائيلية باجتياح إسرائيل قطاع غزة .

وفي بلجيكا أعلنت جامعة بروكسيل عن انسحابها من مشروع علمي بشأن الذكاء الإصطناعي تشارك فيه مؤسسات إسرائيلية؛ بسبب حرب إسرائيل علي قطاع غزة، وقالت الجامعة في بيان، يوم الأربعاء 8 مايو/أيار 2024، إن قرار الانسحاب من المشروع العلمي اتُّخذ بعد تقييم جرى خلال اجتماع عقدته لجنة الأخلاقيات .

لقد نجح الطلبة في تحقيق انتصارات غير مسبوقة ضد إسرائيل والحركة الصهيونية؛ من خلال الاحتجاجات السلمية التي قاموا بها بينما لازال كثير منهم يواصلون الاحتجاج والإصرار علي مطالبهم التي ستقود إسرائيل في النهاية لعزلة دولية

انتصار الطلبة على إسرائيل

لقد نجح الطلبة في تحقيق انتصارات غير مسبوقة ضد إسرائيل والحركة الصهيونية؛ من خلال الاحتجاجات السلمية التي قاموا بها. بينما لازال كثير منهم يواصلون الاحتجاج والإصرار على مطالبهم التي ستقود إسرائيل في النهاية لعزلة دولية، ربما تكون بداية النهاية للحركة الصهيونية ومشروعها المصطنع علي أرض فلسطين.

Total
0
Shares
السابق
أمين الجميل

رجل الموساد الذي أصبح رئيساً عربياً

التالي
بهجت أبو غربية

النكبة.. ودور العرب في تقسيم فلسطين !!

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share