من يقف وراء تفجير مقر قوات المارينز في لبنان ؟ وهل فجر فؤاد شكر مقر قوات المارينز ؟ تفجير مقر قوات المارينز، والسفارة الأميركية في بيروت، في 18 إبريل 1983، ما أدى لمقتل 63 شخصاً، بينهم 17 أميركيا كانوا يمثلون مكتب الـ CIA الخاص بالشرق الأوسط، يستعرضهما أحمد منصور، مع الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، في برنامج شاهد على العصر الذي جرى بثه، في 14 – 12 -2009 .
وقال الجميل: “وقع الحادث علي كالصاعقة، وكان حقيقة يوما مأساويا ..ذهبت فورا إلى محل الحادثة وشاهدت بأم العين هذه المأساة، شاهدت بناء ينهار وبعض الجثث تنتشل من تحت الأنقاض وبعض الجرحى يصرخون تحت الأنقاض أيضا
فقبل ساعات من اغتيال إسماعيل هنية في طهران فجر31 يوليو 2024، نجحت إسرائيل في استهداف فؤاد شكر، المعروف باسم “الحاج محسن” القيادي بحزب الله، والمطلوب للقوات الأمريكية، منذ أكثر من 40 عاماً، في الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما تقف المنطقة على أهبة الاستعداد انتظاراً لرد الحزب على اغتياله.
تتهم الولايات المتحدة الأمريكية، فؤاد شكر بالوقوف وراء التفجير الانتحاري الذي ضرب مبنى مشاة البحرية الأمريكية، المارينز، في لبنان، في الساعة السادسة وعشرين دقيقة صباح يوم 23 أكتوبر 1983، ما أدى إلى مقتل 241 جنديا أميركيا، في أكبر خسارة يخسرها الجيش الأميركي في يوم واحد، بما في ذلك حرب فيتنام.
كما وقع بالتزامن تفجير انتحاري آخر، في مواقع القوات الفرنسية في بيروت، قتل به 58 جنديا فرنسيا.
وكانت أمريكا قد رصدت في أكتوبر 2017، مبلغ 5 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تؤدي لاعتقال شكر، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك، إتش.آر مكماستر: إن منفذي الهجوم على مجمع المارينز في بيروت عام 1983 أصبحوا قادة كبارا في حزب الله اللبناني، بينما تعهد ترامب بجلب مسؤولي الحزب إلى العدالة، باعتباره يشكل تهديدا لإسرائيل وللمصالح الأميركية في المنطقة، ولارتباطه بإيران.
وعلى وقع تلك التفجيرات، قرر الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، انسحاب الجيش الأميركي من لبنان.
نص حوار أمين الجميل عن من يقف وراء تفجير مقر قوات المارينز في لبنان
أحمد منصور: في 18 نيسان/ أبريل عام 1983 انتهى شهر العسل الأميركي في لبنان والتهديد الذي قاله لك السفير السوفياتي عظيموف يبدو أنه أصبح حقيقة، انفجرت أو فجرت السفارة الأميركية في لبنان، قتل 63 بينهم 17 أميركيا كانوا يمثلون مكتب الـ CIA الخاص بالشرق الأوسط، كيف كان وقع الخبر عليك؟
أمين الجميل: وقع علي كالصاعقة وكان حقيقة يوما مأساويا في حياتي وذهبت فورا إلى محل الحادثة وشاهدت بأم العين هذه المأساة..
تفجير مقر السفارة الأميركية في بيروت
أحمد منصور: ماذا شاهدت؟
أمين الجميل: شاهدت بناء ينهار وبعض الجثث تنتشل من تحت الأنقاض وبعض الجرحى يصرخون تحت الأنقاض أيضا ويهرع نحوها رجال الإطفاء والإنقاذ لانتشالهم والتقيت فورا بالسفير الأميركي ديلون على ما أعتقد وكان..
أحمد منصور: نجا من الحادث.
أمين الجميل: نجا من الحادث بأعجوبة لأنه كان في البناء والغرفة التي..
أحمد منصور: ملاصقة لغرفته.
أمين الجميل: كانت ملاصقة للجناح الذي انهار وكان يمارس الرياضة في ذلك الوقت وهو بلباس الرياضة وحاولنا بقدر الأماكن أن نواسيهم وكانت الفاجعة كبيرة..
أحمد منصور: شعورك إيه؟ سياسيا.
أمين الجميل: شعور الألم لأنه بالواقع الجيش الأميركي في ذاك الوقت كان في لبنان بناء لطلب المقاومة الفلسطينية لطلب من العرب من أجل تأمين انسحاب..
أحمد منصور (مقاطعا): لا زلت تصر على هذا وأنا بأقول لك الوضع تغير.
أمين الجميل: (متابعا): وفيما بعد.. وفي هذه الحقبة كان لم يزل وجود الجيش الأميركي والقوات المتعددة الجنسيات ضرورة، ضرورة للحفاظ..
أحمد منصور (مقاطعا): من أجل دعم نظام حكمك.
أمين الجميل: (متابعا): على الحد الأدنى ولا سيما لريثما ينسحب الجيش الإسرائيلي من منطقة بيروت.
[فاصل إعلاني]أمين الجميل: الهدف من هذا التفجير لم يكن هدفا لبنانيا ونؤكد ذلك لم يكن هدفا..
أحمد منصور (مقاطعا): كان أي هدف؟
أمين الجميل: (متابعا): لأغراض لبنانية إنما كان من ضمن إطار إرباك الأميركان وضمن إطار المشروع مشروع إقليمي ليس للبنان علاقة به.
أحمد منصور: من الذي كان يخطط له؟
أمين الجميل: حقيقة لم نتمكن أن نجري تحقيقا مجديا من هذا القبيل فلذلك ما بإمكاني أقول من..
أحمد منصور: حتى الأميركان لم يستطيعوا أن يصلوا إلى شيء.
أمين الجميل: لربما، يمكن عندهم معلومات ما عم يبوحوا عنها إنما يعني منعرف فيما بعد التفجير اللي حصل..
أحمد منصور: كنت تدرك أن هذا بداية؟
أمين الجميل: نعم بداية وأبلغت الأميركان بذلك.
أحمد منصور: ماذا قلت لهم؟
أمين الجميل: قلت لهم نحن منتخوف يعني إذا ما كان في إجراءات وقائية مهمة أنا خائف ما يتكرر هذا الأمر، وتكررت فيما بعد بثكنة المارينز بالمطار إنما ثكنة المارينز بالمطار نحن عنا بعض المعلومات حول..
أحمد منصور: سآتي لها. “لا أصدق هذا، إن قلب السفارة قد تهدم واختفت قاعدة الجناحين، لقد أتى الدمار على نصف المبنى وتدلت الطوابق العليا على شكل شرائح كبيرة وبدا وكأن أحدهم قام بقطع الجزء العلوي من المبنى بسكين. أخذنا نقفز فوق الجثث المتناثرة لئلا نتعثر بها وكانت الطريق زلقة بسبب الماء والزجاج الدماء وأشياء أخرى تثير الرعب والهلع واحترق داخل قسم التأشيرات عشرات الرجال والنساء وعندما أخرج هؤلاء لم يكونوا جثثا كاملة بل جذوعا بشرية وأشلاء أقدام وأمعاء تكومت فوق النقالات بينما وضعت الرؤوس المنفصلة داخل إحدى البطانيات”.
أمين الجميل: هذا صحيح، هذا ما شاهدته..
أحمد منصور: وهذا ما شاهده فيسك أيضا.
أمين الجميل: هذا ما شاهدته في ذاك الوقت.
أحمد منصور: هل شعرت أن هذا تهديد لنظام حكمك لا سيما وأن الأميركان كانوا الداعم الرئيسي لك؟
أمين الجميل: نعم. شعرت بذلك، فهذه رسالة كانت رسالة للأميركان ورسالة لي لأن الأميركان أتوا لمساعدة الدولة في ذاك الوقت.
أحمد منصور: هل شعرت أن الأميركان يمكن أن يتخلوا عنك وأن يخرجوا من لبنان؟
أمين الجميل: ذكرت لك في معرض هذا الحديث وأكرر أنه من أول لحظة أتوا الأميركان إلى لبنان كان ينبهني بعضهم بأن وجودهم في لبنان ليس أبديا وأنهم على استعجال ينسحبوا في أقرب وقت ممكن وذكرني أحدهم بكتاب بمقولة للرئيس نيكسون عندما قال بأنه عندما الجيش الأميركي يذهب إلى أي موقع في العالم فيبدأ العد العكسي يسري بما معناه أنه انتبه أنه أول ما وصلنا إلى لبنان بدأت بالبنتاغون يفكرون بوزارة الدفاع الأميركية يفكرون عن أقرب وقت ينسحبوا من لبنان فهذا كان شعوري منذ البداية بأنه في أي لحظة في أي لحظة ممكن للجيش الأميركي أن ينسحب من لبنان وقد أبلغني أكثر من مسؤول أميركي عن ذلك.
تفجير مقر قوات المارينز
أحمد منصور: كان الجيش الأميركي في انتظار ضربة أقوى حتى يأخذ قرار الانسحاب، وقعت بالفعل في 23 أكتوبر عام 1983 في الساعة السادسة وعشرين دقيقة صباحا وقع تفجيران انتحاريان في مواقع القوات الأميركية والفرنسية في بيروت، قتل في الأول 241 جنديا أميركيا من المارينز وفي الثاني 58 جنديا فرنسيا في آن واحد.
أمين الجميل: نعم. هذا صحيح بس بأرجع بأؤكد لك أن الجيش الأميركي كان بده ينسحب من لبنان حتى لو لم تحصل هذه الكارثة، و..
أحمد منصور: ستة أشهر بين تفجير السفارة وبين تفجير مبنى المارينز.
أمين الجميل: ما عم نحكي نحن قضية أشهر يعني..
أحمد منصور: هذه أكبر خسارة يخسرها الجيش الأميركي في يوم واحد، حتى لم يخسرها في حرب فييتنام.
أمين الجميل: نعم، نعم. نحن يعني المعلومات اللي توفرت عنا بعد هالحادثة هيدي أنه كانت المخابرات السورية وكان بداية البزدران الإيرانيين كانوا وراء هاتين الحادثتين، هذا ما كان توفر عندنا إذا بأتذكر بعد حدوث التفجيرين.
أحمد منصور: كان في كل مرة من هذه المرات يطرق ذهنك ما قاله لك السفير السوفياتي عظيموف؟
أمين الجميل: ما في شك.
أحمد منصور: كنت تشعر أن السوفيات لهم يد ولو من بعيد أم أنهم كانوا يقرؤون فقط الأحداث من بعيد؟
أمين الجميل: كان في تحالف رباعي في ذاك الوقت.
أحمد منصور: بين من ومن؟
أمين الجميل: تحالف رباعي كان سوريا، إيران، الاتحاد السوفياتي وليبيا وكان في تشاور دائم بين هالعواصم الأربع حول الوضع في لبنان وكان في موقف وموقف واضح من قبل تلك الدول بمواجهة الحالة اللبنانية.
أحمد منصور: ما أثر هذه التفجيرات على كل من أميركا وفرنسا، ماذا جاءك كرد فعل رسمي منهم في الاتصالات واللقاءات؟
أمين الجميل: يعني كانت بالطبع مأساوية أدت إلى زيارة الرئيس ميتيران فورا إلى لبنان في اليوم التالي كما زارنا الرئيس جورج بوش نائب الرئيس كان لريغن وكذلك الأمر زاروا لبنان استنكارا وتشجيعا للقوات الأميركية والفرنسية.
أحمد منصور: لكن شعرت أنت أن الدعم الأميركي انتهى لك؟
أمين الجميل: أنا كنت مقتنعا عم أقول لك من أول الطريق يعني بأرجع بأؤكد وأكرر أنني كنت بجو انسحاب الجيش الأميركي من لبنان قبل حصول هذه الأحداث، وكنا نتحضر لذلك كنت أزيد جهدا على الجيش كنت يعني أكثر وأكثر أجهد لتنظيم الجيش وتعزيزه وتسليحه حتى ما نتفاجأ بقضية انسحاب الجيش الأميركي.
أحمد منصور: رغم ما أشرت إليه من هذه الاتهامات لكن التحقيقات الرسمية للـ CIA لم توجه الاتهام إلى أي جهة حتى اليوم بخصوص هذه التفجيرات.
أمين الجميل: نحن إذا بأتذكر إجانا بعض الإشارات وحتى بعض الأجهزة السورية كانت تفتخر بأنه بإمكانها تحقيق هكذا انتصار، كان الصراع على أشده بين الأميركان وهذا المحور الذي ذكرت.
المزيد
محاور حوار أمين الجميل
0:00 بداية الاستقرار في الوضع اللبناني
3:10 اتهام الدولة بالفساد المالي بتشجيع من أمين الجميل
6:23 تسلط الجيش اللبناني على المسلمين في بيروت
10:08 استعانة أمين الجميل بالمارونيين في السلطة واستبعاد المسلمين وتجاوزات المليشيا
14:34 احتجاج سفراء أميركا وفرنسا وإيطاليا على عمليات الخطف والتعذيب من الميلشيات الكتائبية
16:33 اتهام أمين الجميل بالسير في مسار بشير الجميل وتحويل لبنان لديكتاتورية
21:50 أثر تفجير السفارة الأميركية في لبنان إبريل 1983
24:10 هدف تفجير السفارة الأميركية ومسؤولية التفجير
26:10 تداعيات التفجير على نظام حكم أمين الجميل والدعم الأميركي
27:45 تفجيرات مواقع القوات الأميركية والفرنسية في لبنان أكتوبر 1983
29:02 التحالف الرباعي ليبيا وسوريا إيران وإيران ودورهم في الوضع اللبناني
29:35 تداعيات تفجير مقر المارينز الأميركي
31:11 مسار الاتفاقات بين أمين الجميل والإسرائيليين والشروط الثلاثة
34:54 موقف سوريا من الاتفاق البناني الإسرائيلي
37:03 تفاصيل الجولات والموافقة للاتفاق اللبناني والإسرائيلي
41:54 دور شولتز في حلحلة الاتفاق بين لبنان والكيان الصهيوني
44:17 مخاوف أمين الجميل من سحب الدعم الاميركي
46:26 موقف ورد الدول العربية من الاتفاق اللبناني الإسرائيلي
48:15 عرض الاتفاق على مجلس النواب اللبناني