علاقة صدام حسين باللوبي الصهيوني

في حوارهما في برنامج شاهد على العصر، يستعرض أحمد منصور مع صلاح عمر العلي عضو مجلس قيادة الثورة، وعضو القيادة القطرية الأسبق لحزب البعث العراقي، علاقة صدام حسين باللوبي الصهيوني في أمريكا. ويكشف العلي في الحوار اسم الشخصية العراقية المقربة من صدام حسين والتي التقت بتوجيه منه بممثلي الحركة الصهيونية..
صلاح عمر العلي

في حوارهما في برنامج شاهد على العصر، الذي جرى بثه في 13 يوليو 2003، يستعرض أحمد منصور مع صلاح عمر العلي عضو مجلس قيادة الثورة، وعضو القيادة القطرية الأسبق لحزب البعث العراقي، العلاقات السرية بين صدام حسين واللوبي الصهيوني في أمريكا.

ويكشف العلي في الحوار اسم الشخصية العراقية المقربة من صدام حسين والتي التقت بتوجيه منه بممثلي الحركة الصهيونية، وقصة الجهاز التقني الأمني المتقدم الذي حصلت عليه بغداد من الاستخبارات الأمريكية، وتناقضات شخصية صدام حسين، وأسباب تقرب الأمريكيين منه ودعمهم له.

الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لايزال حتى اللحظة يثير حالة من الجدل، رغم مرور ما يقارب العقدين على إعدامه، فجر عيد الأضحى في 30 ديسمبر 2006، خاصة مع الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، حيث ينظر البعض إليه كبطل قومي لأنه ضرب إسرائيل في العمق، رغم الكشف عن علاقاته السرية معها، واعتباره شرطي أمريكا في المنطقة.

تولى صدام الرئاسة العراقية في يوليو 1979، بعد استقالة أحمد حسن البكر، وشهدت العلاقات العراقية-الأمريكية في عهده تقلبات صادمة، بدأت بعلاقات دبلوماسية واستخبارية واسعة، مروراً بعداء كامل عقب نهاية الحرب مع إيران، إلى مواجهات مسلحة بعد الغزو العراقي للكويت في 2 أغسطس 1990.
وبعد يوم واحد من حرب الخليج الثانية “عاصفة الصحراء”، التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية ضد العراق، قصفت بغداد المدن الإسرائيلية، بين 18 يناير وحتى 25 فبراير عام 1991، بـ 43 صاروخ إسكود، أسفرت بحسب بيانات أرشيف الجيش الإسرائيلي التي صدرت في 2021، في الذكرى الثلاثين للضربة، عن سقوط 14 قتيلا وإصابة 229شخصاً.

الضربة العراقية، رافقتها حالة من الرعب والفزع، طالت حتى القيادة العسكرية الإسرائيلية، التي أحجمت لأسباب غامضة -ربما- عن أي رد فعل.

نص حوار صلاح عمر العلي عن علاقة صدام حسين باللوبي الصهيوني

أحمد منصور: هل هذه الزيارة وثَّقت علاقتك مع حسين كامل بعد ذلك؟

صلاح عمر العلي: لأ، في الحقيقة حسين كامل كان أولاً فارق السن كبير بيني وبينه هذا أولاً، ثانياً: كان مجرد حارس لزوجة الرئيس، وأنا شخص يعني وزير وعضو مجلس قيادة الثورة وممثل العراق الدائم، ليس.. لم يكن هناك رابط بيني وبينه..

مؤهلات حسين كامل

أحمد منصور: هل كان يحمل مؤهلات تدفع صدام إلى أن يزوِّجه ابنته؟

صلاح عمر العلي: لأ، هو.. هو شخص أشبه ما يكون بالأمي، أقرب للأمية، لكن حقيقة كان حاذق وذكي، ومادمنا بصدد الحديث عن صرف الأموال.. الأموال، زوجة الرئيس لم تصرف أموال أبداً، وأنا مسؤول عن هاي الموضوع، اللي صرف الأموال هو حسين كامل.

قصة جهاز الإنذار المبكِّر

أحمد منصور: كيف؟

صلاح عمر العلي: الواقع أكثر ما صُرف على شراء أجهزة إلكترونية وعلى أسلحة، حتى..

أحمد منصور: إلكترونية شخصية أو إلكترونية للدولة؟

صلاح عمر العلي: لا للدولة، يعني حتى اشترى.. اشترى حينها جهاز سموه جهاز إنذار مبكِّر، وكان آنذاك يعني صناعته حديثة، لم تكن أصلاً منتشرة بالدول الأخرى، اشترى جهاز حسَّاس للغاية، جهاز إنذار مبكِّر معقَّد جداً، وبعلم من السلطات الأميركية، وحطه.. حمله بالطائرة، واشترى معدات كثيرة أخرى إلكترونية وأسلحة، وخلاَّها في الطائرة، طبعاً تعرف المطارات كلها فيها تفتيش دقيق وخاصة المطارات الأميركية تفتيش دقيق، فعملوا على إدخالها بسيارة لوري من بوابة خاصة حتى لا.. لا تخضع للتفتيش، وصعدت للطائرة وأخذها حسين كامل إلى بغداد ونصبوها في القصر الجمهوري، هذا الجهاز مكَّن صدام حسين من جديد على فرض هيمنة مطلقة على كافة تفاصيل الدولة.

أحمد منصور: يعني كان جهاز أمن داخلي.

صلاح عمر العلي: أمن داخلي، السيطرة على كافة أجزاء الدولة من خلال هذا الجهاز الإلكتروني.

أحمد منصور: طيب بصفة الجهاز شُري في عهدك حينما كنت في نيويورك، ما هي إمكانات هذا الجهاز مثلاً حتى يسيطر به على الدولة يعني؟

صلاح عمر العلي: هو.. هو اللوحة الإلكترونية تنوضع أمام صدام حسين، فيه مفاتيح، وفيه رموز، وفيه إشارات معينة، فكل المسؤولين في الدولة يرتبطوا بهذا الجهاز عن طريق هذه الرموز..

أحمد منصور: في أي مكان يتحركوا إليه؟

صلاح عمر العلي: أي مكان مرتبطين بهذا الجهاز، وبالإضافة إلى هذا بإمكان صدام حسين أن يوجِّههم أن يطلب من عندهم مثلاً إنذار، اختفاء، التصرُّف كذا عن طريق هذا الجهاز، هذا الجهاز كان حقيقة متقدِّم للغاية.

أحمد منصور: يعني لم يكن يخضع للدائرة التليفونية ولا الدائرة اللاسلكية ولا كل هذه..

صلاح عمر العلي: لا خارج نطاق الشبكة التليفونية وغيرها، وعلى أي حال صدام أيضاً بعد ذلك يعني اقتنى أجهزة متقدِّمة للغاية بحيث يعني أصبح صدام حسين عن طريق هذه الأجهزة يخترق حتى أجهزة أمنية في.. في الدول العربية المجاورة، الأمر اللي إذا تذكر عندما احتل الكويت من بين الأشياء اللي ثارت في وقتها كانت محادثة بين الملك فهد وبين أمير الكويت، كان ملتقطة عنده.. التقطها الجهاز..

أحمد منصور: آه، يعني حتى كان عن طريق الأقمار الصناعية تجسس.

صلاح عمر العلي: لأ، عن طريق هذا الجهاز وليس عن طريق الأقمار الصناعية، ما كان عنده صلة بالأقمار الصناعية، عن طريق هذا الجهاز.

أحمد منصور: إلى هذا الحد يصل تأثير الجهاز؟

صلاح عمر العلي: نعم، وهذا كان حقيقة يعني جهاز جداً معقَّد وجداً فخم وشديد القوة، أنا سبق أن ذكرت شيء يعني يعزِّز هذه المقولة، أنا التقيت بعد احتلال الكويت أو بعد الحرب حقيقة بعد أن صارت حرب عاصفة الصحراء، التقيت بضابط عربي كبير برتبة كبيرة، وسألته سؤال مباشر، قلت له: أنا يعني سمعت بأنه خطة عاصفة الصحراء وُضعت.. وُضعت بعد أن تمكنت المخابرات الأميركية من اختراق الجهاز الأمني لصدام حسين، والتقطت محادثات وكلام ومعلومات فوضعت الخطة على ضوء هذه.. هذه عملية الاختراق، فهل هذا صحيح؟ أجاب بالنفي المطلق، قلت له إذن وين الصحيح؟ قال لي: الصحيح.. الصحيح أن صدام حسين تمكَّن عن طريق هذا الجهاز اختراق الجهاز الأمني لحلف الأطلسي.

أحمد منصور: عجيب!!

صلاح عمر العلي: نعم، أنا هذه سمعتها من عنده مباشرة وكان معي أشخاص آخرين شهود على هذه المقولة.

أحمد منصور: بس فيه حماية بتُفرض في صناعة هذه الأجهزة بحيث لا يمكن مطلقاً إن الذي سيستخدمها أن يخترق الدول التي تُصنِّع أو التي لها مصلحة في هذا.

صلاح عمر العلي: أنا بالحقيقة.. أنا ما عندي أي يعني معلومة.. ما أستطيع أتحدث عن هذه الأجهزة، لأنه ما.. يعني

أحمد منصور: واضح إنه جهاز معقَّد كبير بيحتاج لوري يحمله يعني

صلاح عمر العلي: لكن هذا الجهاز.. هذا الجهاز ربما أُعطي لصدام حسين في فترة الحرب مع إيران، يعني وفَّر لصدام حسين أثناء تلك الفترة، وطبعاً الحرب التقت يعني أهداف صدام حسين مع أهداف دول كثيرة بما الاتحاد السوفيتي، أميركا، دول غربية وحتى الدول العربية أنه هذا نظام يهدِّدهم وجايب شعار تصدير الثورة الإسلامية ودولة كبرى ودولة قوية، وجايب ثورة وبزخم وثورة إسلامية كما تعرف.. كما تعرف إحنا دول إسلامية والشعار الإسلامي يحرِّكنا كلاتنا جميعاً، فإذن ربما مُنِحَ هذا الجهاز لصدام حسين في فترة عندما كان هو الحليف الأساسي هو شرطي المنطقة، هو كان الممثل لكل هذه الدول المتصارعة في الخارج، فمُنح هذا الجهاز، وهذا الجهاز حقيقة أنا فوجئت عندما ذكر لي هذا الضابط ها.. ها المعلومات عنه..

صدام حسين شرطي المنطقة

أحمد منصور: في هذه الفترة أيضاً نُشر كلام، طالما أنت قلت أن صدام كان شرطي المنطقة في الوقت الذي كان يشتم فيه، طبعاً هو أعاد العلاقات مع أميركا بعد ذلك بفترة وجيزة للغاية.

صلاح عمر العلي: بعد الحرب.

علاقة صدام حسين باللوبي الصهيوني

أحمد منصور: نعم، فيه هناك معلومات تسرَّبت عن علاقة السفير العراقي في واشنطن نزار حمدون مع اللوبي الصهيوني، كنت أنت وقتها مندوباً للعراق لدى الأمم المتحدة

صلاح عمر العلي: نعم.

أحمد منصور: لديك معلومات عن هذا؟

صلاح عمر العلي: تعرف إحنا المندوبين بالأمم المتحدة مهمتهم خاصة بالأمم المتحدة واجتماعات الأمم المتحدة وداخلين يعني إحنا ما.. ما مخوَّلين أصلاً أن نمارس أي عمل دبلوماسي خارج الأمم المتحدة، بطبيعة الحال كان العلاقة الدبلوماسية بين العراق وبين أميركا مقطوعة لا.. من الناحية العملية، لكن كان عندنا ممثلين، فعُيِّن نزار حمدون.. نزار حمدون الشاب الكفوء والدبلوماسي الناجح وذو الإمكانيات المميزة عُيِّن بداية قبل أن تعود العلاقات بين البلدين عُيِّن القائم بأعمال في السفارة العراقية، ومُنح يعني سلطات أكثر من سلطات وزير في العراق، ووُفِّرت إله ميزانية أكبر من.. من ميزانية وزارة.

أحمد منصور: هذا بشكل شخصي من صدام حسين..

صلاح عمر العلي: من صدام حسين، هو طبعاً نزار حمدون كان أحد الكوادر المهمة في المخابرات العراقية منذ أوائل تأسيسها، واعتمد عليه اعتماد قوي صدام حسين، وأطلق إيده بأن يتصرف بدون العودة إلى وزارة الخارجية أو غير وزارة الخارجية، طبعاً في فترة الحرب، فكان من المهمات اللي يعني يمارسها نزار حمدون هو خلق أجواء للتعاطف مع موقف العراق سواء على الصعيد الدبلوماسي، على صعيد العلاقات مع.. مع المكوِّنات السياسية والاجتماعية والفكرية الأميركية، أنا بدأت توصلني معلومات أن نزار حمدون تحديداً بدأ يلتقي في مسكنه ببعض ممثلي الحركة الصهيونية.

أحمد منصور: في الولايات المتحدة.

صلاح عمر العلي: في الولايات المتحدة، تصلني معلومات أخبار عن أنشطة السفير، بس بدت تتردد على مسامعي من عدة مصادر أنه سعد.. نزار حمدون بدأ يجتمع اجتماعات خاصة مع ها الأشخاص هذه، هذا قبل أن تعود العلاقات، بعد أن عادت العلاقات وأُعيد تعيين نزار حمدون سفير للعراق للأمم المتحدة.. في واشنطن بدأت المسألة تأخذ منحى آخر وأكبر وأكثر وضوح، طبعاً نزار حمدون كان ناشط للغاية، كان مميَّز من بين كل السفراء المعتمدين في واشنطن بحكم الإمكانيات المتوفرة بين إيده أولاً، وهو حقيقة رجل ناشط وذكي جداً، فلعب دور كبير جداً في خلق علاقة بين السفارة وبين اللوبي الصهيوني، وهذا طبعاً لم.. لا يمكن أن يجرؤ إنسان أن يمارسه إلا بتوجيه من صدام حسين، إطلاقاً.

لقاء صدام ومستشار الأمن القومي الأميركي

أحمد منصور: في يوليو عام 1980 أشارت “نيويورك تايمز” إلى أن لقاءً سرياً عُقد بين صدام حسين ومستشار الأمن القومي الأميركي آنذاك (اسبينو بريجينسكي) يقال أنه عُقد في عمان في الأردن، بصفتك كنت مندوب العراق لدى الأمم المتحدة، هل لديك معلومات عن هذا اللقاء؟

صلاح عمر العلي: أبداً، ليس لدي أي معلومات عن هذا الموضوع، لكن سمعت كما سمع الآخرين.

أحمد منصور: هل لديك معلومات عن أن صدام وافق في العام 79 على افتتاح مكتب للـ(CIA) في بغداد؟

صلاح عمر العلي: أنا سمعت فيما بعد، سمعت فيما بعد أنه كان هناك مكتب للـCIA في بغداد، مهمة هذا المكتب تزويد صدام حسين بصور للأقمار الصناعية الأميركية حول يعني تحركات الجيش الإيراني واستعداداته للهجوم وما شابه ذلك. نعم.

أحمد منصور: كنت لازلت مندوباً للعراق أيضاً في الأمم المتحدة حينما وافقت إدارة (ريجان) عام 81 على طلب العراق شراء خمس طائرات (بوينج) طراز 747، هل كان لديك أي علاقة بهذه الصفقة؟

صلاح عمر العلي: لأ، طبعاً أنا ممثل بالأمم المتحدة، وهذه المسائل ما تيجي عن طريق الممثلية، تيجي عن طريق السفارة.

أحمد منصور: هل كانت تعكس بداية غزل وعلاقة بين الولايات المتحدة والعراق؟

صلاح عمر العلي: بطبيعة الحال، ما يحتاج إلى أي تأكيد.

المزيد

Total
0
Shares
السابق
حسن نصر الله

حزب الله يؤكد وإسرائيل تنفي؟

التالي
فريد عبد الخالق

لماذا أعدم جمال عبد الناصر سيد قطب؟!

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share