ينقل أحمد منصور مشاعر فرحة النصر والتحرير من قلب حماة المحررة من أمام نهر العاصي ونواعير حماة الشهيرة، وتحررت حماة، المدينة العتيقة، من النظام الطائفي النصيري في الخامس من ديسمبر 2024، والذي استولى على الحكم في 13 نوفمبر 1970، حينما أطلق حافظ الأسد رصاصة الرحمة على خصومه السياسيين، وألقى القبض على رفيقه صلاح جديد، ووضعه في السجن حتى وفاته عام 1993، وكذلك الرئيس نور الدين الأتاسي، ثم أحكم قبضته على مقاليد الحكم، كأول رئيس من الطائفة العلوية لسوريا.
وزار أحمد منصور حماة في اليوم الثالث لتحريرها، ضمن جولة تشمل إدلب و حلب وحمص ودمشق، والتي سينشُرفيديوهاتها تباعاً، ووثق احتفالات أهالي حماة بإطلاق الرصاص ابتهاجًا بالنصر والتحرر والانعتاق من نيرالعبودية، الذي دشنة نظام الأسد الفاسد المستبد لما يقارب من 54 عاماً. لافتاً إلى أن أهل حماة دفعوا الثمن باهظًا، فلا يوجد بيت فيها ليس فيه شهيد أو سجين أو مهجّر، مشيراً إلى أن كل الشعوب العربية تتمنى أن تعيش مثل فرحة أهل حماة والمناطق المحررة، وقال :”إن شاء الله سيعيشها الجميع قريبًا”..
وكانت حماة قد شهدت في 2فبرايرعام 1982 واحدة من أسوأ المجازر في تاريخها، استمرت 27 يوماً، حينما قصفها الجيش السوري بالأسلحة الثقيلة ما أسفر عن مقتل نحو 40 ألف شخص وأكثر من 17 ألف مفقود، بعد عمليات إعدام ميداني، وقتل عائلات بأكملها، وبقر بطون الحوامل، واغتصاب الفتيات والنساء وحتى العجائز.
يذكر أن حماة تدعى “مدينة النواعير”.. وتعود أصول سكانها -حسب بعض الروايات التاريخية- إلى ذرية نوح عليه السلام، وفتحها الصحابي أبي عبيدة بن الجراح سنة 18 للهجرة..
نص تقرير أحمد منصور عن فرحة النصر والتحرير من قلب حماة
هذا نهر العاصي وهذه النواعير. هذه حماة تحررت بعد أكثر من 6 عقود من الاحتلال البعثي.وأكثر من أربعين عامًا على المذبحة التي جرت لأهلها في (2فبراير من العام 1982) حيث دفع أهل حماة ثمنًا باهظًا وظل النظام السوري.
طبعاً المدينة حُررت قبل ثلاثة أيام فقط ( تحررت في الخامس من ديسمبر 2024) ولذلك لا زال الناس يحتفلون بإطلاق الرصاص ابتهاجًا بالنصر الذي تحقق.هذه حماة التي تشتهر بالنواعير. وكما ترون، حشود كبيرة من الناس عند النواعير ولازال بعض القوات موجودين يطلقون الرصاص من آن لآخر مبتهجين بما حققوه من نصر ومن حرية.
هناك ناعورة أخرى أو كما نسميها “ساقية”، أو كما يسميها المصريون “السواقي”. المظاهر الفوضوية لازالت موجودة في المدينة، المدينة لا زالت غير آمنة. طلبوا مني عدم القدوم، ولكني صممت على المجيء حتى أنقل لكم الصورة وحتى نرى الواقع بأعيننا.
لازالت فوضى حمل السلاح موجودة، لكن في المدن الأخرى مثل حلب أو حماة، لا أحد مصرح له بحمل السلاح إلا الذين يحملون السلاح فقط.أنا لا زلت في ساحة العاصي ..
فوارغ الرصاص تتساقط على الرؤوس، والناس تعبر عن فرحتها بالنصر والحرية.
أنا الآن هنا في حماة، في ساحة العاصي وخلفي النواعير التي تعتبر ملمحاً من ملامح حماة.. هذه فرحة النصر والتحرير لم يمضِ على تحرير المدينة إلا ثلاثة أيام فقط.. ( تحررت في الخامس من ديسمبر 2024) .. ولذلك في كل مكان الناس تبتهج وتعبر عن فرحتها بإطلاق الرصاص.
فرحة النصر والتحرير من قلب حماة
هي فرحة التحرر من نير الاستبداد ومن النظام الفاسد المستبد الذي جثم على قلوب الناس أكثر من أربعين عامًا (1970-1924)الناس تتحرر الآن، تعبرعن فرحتها بالحرية تعبر عن فرحتها بالتحرير … بالانعتاق .. بالانعتاق من نير العبودية.
عملية الإفقار والإذلال والإهانة التي تعرض لها أهل حماة كبيرة… لا يوجد بيت في حماة لم يتعرض للإذلال ليس فيه شهيد أو سجين ربما قضى سنوات طويلة من عمره أو مهجّر إلى الخارج. أهل حماة دفعوا الثمن باهظًا.
دفع أهل حماة ثمناً باهظاً .. هذه هي الفرحة التي يتمنى كثير من الناس أن يعيشوا فيها في بلادهم التي لا زالت محتلة من الأنظمة المستبدة. حينما يتحرر الناس، يستردون آدميتهم ويستردون حريتهم ويستردون كرامتهم ويستردون حياتهم. تغمرهم الفرحة والبهجة، وهناك نقلة كبيرة الناس ربما كثير من الناس لم يصدقوا أنهم تحرروا من هذا النظام ولذلك فإن الذين تحرروا من النظام تكون فرحتهم غامرة ويدخلون في أشكال كبيرة من التعبير عن هذه الفرحة.
منذ أن دخلت إلى المدينة، وأنا أحاول أن أبحث عن الفرحة ووجدتها هنا بجوار النواعير، حيث يتجمع الناس وحيث يلتقي الناس وحيث يستخدمون كل الوسائل..
أنا أتمنى أن يعيش أهل سوريا ويعيش أهل كل دولة عربية ..أن يتحرروا كما تحرر أهل حماة، وأهل إدلب، وأهل حلب، وكما سيتحرر إن شاء الله أهل حمص والشام من نير هذه الأنظمة المستبدة ليعودوا ليعيشوا حياتهم ويستردوا إنسانيتهم، وآدميتهم ولا يسمحوا لأحد من البشر أن يتحكم بهم إلا رب البشر. أحييكم من ساحة
فرحة أهل حماة
نهر العاصي، من مدينة حماة المحررة
. فوارغ الرصاص تتساقط على رؤوسنا.
كل الشعوب العربية تريد أن تعيش هذه الفرحة التي يعيشها أهل حماة وأهل المناطق المحررة، كل الشعوب العربية التي تعيش تحت نير الاستبداد والظلم تريد أن تعيش هذه اللحظة، وإن شاء الله سيعيشها الجميع قريبًا.