أحمد منصور ينقل فرحة النصر والتحرير من قلب دمشق

يستعرض أحمد منصور من ساحة الأمويين فرحة النصر والتحرير من قلب دمشق المحررة، ويسلط الضوء على فرحة الأهالي وإطلاق الرصاص ابتهاجاً بسقوط نظام الأسد النصيري الطائفي، الجاثم على صدر سوريا منذ انقلاب الأسد الأب في 13 نوفمبر1970.
أحمد منصور

يستعرض أحمد منصور من ساحة الأمويين فرحة النصر والتحرير من قلب دمشق المحررة، ويسلط الضوء على فرحة الأهالي وإطلاق الرصاص ابتهاجاً بسقوط نظام الأسد النصيري الطائفي، الجاثم على صدر سوريا منذ انقلاب الأسد الأب في 13 نوفمبر1970.

وأشار إلى أنه قطع المسافة من إدلب إلى العاصمة السورية دمشق التي تستغرق أربع ساعات ونصف تقريباً -في العادة- في اثنتي عشرة ساعة؛ بسبب ازدحام الطريق، ولحرص السوريين على زيارة دمشق.
ولفت إلى أن ساحة الأمويين تعج بالناس، الذين لديهم شعور بالفرحة العارمة بعد التخلص من نظام البعث الذي جثم على صدورهم منذ انقلاب 8 مارس 1963، وأضاف أنهم يعتبرون أنفسهم ولدوا يوم التحرير في 8 ديسمبر 2024، وأن أعمارهم بدأت منذ هذا التاريخ.

مشيراً إلى أنه سمع الكثير من القصص المروعة عما حدث في السجون لا سيّما سجن صيدنايا، والتي عملت على سلب الإنسان إنسانيته من اللحظة الأولى وحولته إلى مجرد رقم يخضع لكل ألوان التعذيب والابتزاز النفسي والبدني..

وأضاف أن دمشق تحررت بالفعل من الاحتلال الروسي والإيراني والعلوي الطائفي، وأن أكثر من سبعة عشر مليون سوري مهجّرين منهم أحد عشر مليوناً خارج سوريا يتطلعون للعودة للمشاركة في بناء دولتهم من جديد، وقال إن السوريين إذا نجحوا في تجاوز فخ الدولة العميقة ووضع كل مسؤول في المنصب الذي يستحقه، سيرون بلداً جديداً خلال عام واحد فقط.
وأشاد بتجربة بناء إدلب على يد حكومة الإنقاذ التي تشكلت هناك في 2019، ووصفها بالرائدة.

نص تقرير أحمد منصور عن فرحة النصر والتحرير من قلب دمشق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم من قلب دمشق المحررة من ساحة الأمويين.
وصلت أمس في يوم التحرير (8ديسمبر 2024)
وكانت المسافة من إدلب إلى مدينة دمشق التي تستغرق أربع ساعات ونصف تقريباً قد استغرقت منا حوالي اثنتي عشرة ساعة بسبب ازدحام الطريق.
كان الطريق مزدحماً بالدرجة الأولى بقوات إدارة العمليات التي جاءت إلى هنا من أجل تأمين المدينة؛ لأن حدث شيء من الفوضى في اليوم الأول أغضب كثيراً من السوريين.
لأن حماة لأن… هذه هي فرحة النصر..

من قلب دمشق

تقريباً منذ أن وصلنا أمس وحتى الآن لم ينقطع إطلاق الرصاص فرحاً لهذا. ساحة الأمويين تعج بالناس، فهي المكان الذي يجتمع فيه السوريون. كلما قابلت أحد الشوام أو الدمشقيين وسألته ما هو شعورك؟ كل واحد يعطيني عبارة مختلفة تماماً عن الآخر. منهم من يقول لي أنا ولدت اليوم. شخص الآن سألته قال أنا عمري أربعين عاماً ولكن أنا الآن في اليوم الأول من ميلادي أو في اليوم الثاني من ميلادي. كل ما مضى من العمر ليس محسوباً عندي، الآن أنا أبدأ عمراً جديداً، الآن أنا أبدأ عمراً جديداً. كل الناس هنا لديها شعور عارم بالفرحة أنها تخلصت من هذا النظام الذي جثم على صدورها أكثر من ستين عاماً منذ منتصف الستينيات.
(استولى حزب البعث على الحكم في سوريا في انقلاب عسكرى جرى في 8 مارس 1963)
والناس هنا فقدت حريتها وآدميتها، فقدت إنسانيتها. لعلكم رأيتم الكثير من القصص المريعة عما يحدث في السجون لا سيما سجن صيدنايا. لا توجد أكثر شيء بناه النظام هنا هو السجون وليست سجوناً عادية، ولكنها سجون تسلب الإنسان إنسانيته من أول لحظة وتحوله إلى مجرد رقم يخضع لكل ألوان التعذيب والابتزاز النفسي والبدني والإنساني. لقد سلبوا الناس كل شيء، سلبوهم إنسانيتهم، سلبوهم آدميتهم، سلبوهم حريتهم، سلبوهم الهيئة التي خلقهم الله عليها وحولوهم إلى أطلال من الناس ومن البشر.
لو رويت لكم بعض القصص ربما أرويها.
لا يتوقف إطلاق الرصاص ليلاً ونهاراً في هذه الساحة، بل وربما في ساحات أخرى وفي أماكن أخرى كثيرة. مشينا أمس من إدلب إلى دمشق في حوالي اثنتي عشرة ساعة، كانت حشود الناس هائلة، الناس كلها في طريقها. هناك كثير من السوريين الذين التقيت بهم، الذين جاءوا من الأماكن المحررة من إدلب ومنطقة الشمال، لم يروا دمشق منذ العام 2011. جاؤوا مثلي كأنما يرونها لأول مرة. الفرحة عارمة، الفرحة عارمة لدى الناس. التعبير عن الفرحة لا يتوقف لدى الناس.
تحررت دمشق ليس من الاحتلال الروسي والاحتلال الإيراني فقط، ولكن من الاحتلال العلوي الطائفي الذي جثم على صدور الناس طيلة العقود الماضية. ألوان التعذيب النفسي والبدني التي استخدموها مع الناس لا يمكن أن تتخيل. يكتب فيها كتب وتروى فيها قصص وتستغرق سنوات عديدة. لكن أهم ما يميز السوريين الآن هو أنهم يقولون نحن …
لا ننظر إلى الأمس، لانتطلع إلى الماضي ولكننا نتطلع لبناء دولتنا من جديد.
وكما قال أحمد الشرع أبو محمد الجولاني ..
هذه بداية جديدة يجب أن ننظر وراءنا إلى ما حدث وأن نعيد بناءنا من جديد..
هناك أكثر من سبعة عشر مليون سوري مهجّرين منهم أحد عشر مليوناً خارج سوريا. هؤلاء قضوا سنوات طويلة سيعودون لبناء دولتهم من جديد. ومع الإعلان عن تشكيل حكومة المرحلة المؤقتة الآن والدعوة للسوريين الأكفاء أن يعودوا سترون سوريا بعد عام واحد فقط دولة أخرى إذا نجحوا في عدم تمكين الدولة العميقة وعدم تمكين الدول التي تعمل ضد الشعوب العربية من الأنظمة الديكتاتورية، وإذا نجحوا في أن يضعوا في كل منصب من هو المسؤول الذي يستحقه سترون بلداً جديداً خلال عام واحد فقط.
لقد كانت تجربة بناء إدلب وتجربة حكومة الإنقاذ هناك تجربة رائدة بكل معنى الكلمة وربما أقدم لكم فيها فيديو آخر. أما الآن فأمامهم مسؤوليات كبيرة جداً بدءاً من ترسيخ الأمن في العاصمة، توفير احتياجات الناس، نشر الحرية عند الناس. كثير من السوريين لا يصدقوا حتى الآن أنهم أصبحوا أحراراً، أنهم يستطيعون أن يفتحوا فمهم. أحد الشخصيات مدير كبير في إحدى المؤسسات سألته ما شعورك؟ قال لا زال الخوف يملؤني حتى الآن كنت لا أستطيع أن أفتح فمي. كتبت مرة عبارة على فيسبوك فاستدعوني وحققوا معي وكادوا يعتقلوني واعتقلوني فترة ثم أفرجوا عني. لقد بقيت بعدها لا أستطيع أن أتكلم. الآن أحاول أن أتكلم، أحاول أن أعيش…

فرحة النصر والتحرير

هذه فرحة النصر، هذه فرحة التحرير، هذه فرحة الانتقام من النظام الاستبدادي المجرم. هذه الفرحة لا تستطيع أن تكتم الناس أو تمنعهم من التعبير عنها. إنهم يعبرون عن فرحة النصر.
هنا في دمشق التي تحررت أمس الثامن من ديسمبر عام ألفين وأربعة وعشرين ولدت سوريا من جديد، ولدت دمشق من جديد، وولد السوريون جميعاً من جديد ليبدأوا حياة جديدة يبنوا فيها بلدهم وينظروا ويتطلعون إلى المستقبل.
هذا أحمد منصور يحييكم من ساحة الأمويين في العاصمة السورية المحررة دمشق.

Total
0
Shares
السابق
أحمد منصور

أحمد منصور ينقل فرحة النصر والتحرير من قلب حماة

التالي
أحمد الشرع

أحمد منصور يكشف 20 سرا عن أحمد الشرع

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share