يستعرض أحمد منصور 40 سراً عن خطة معركة أحمد الشرع لتحرير سوريا ويسلط الضوء على كواليس وخلفيات وأسرار معركة تحرير سوريا بين يومي 27 نوفمبر، و8 ديسمبر، والتي استغرقت 11 يوماً، بواقع 250 ساعة، وانهارت خلالها 4 قوى كبيرة أمام هجوم المعارضة السورية، هي القوات الروسية، والإيرانية، ومئات الآلاف من قوات النظام، والميليشيات الشيعية من باكستان وأفغانستان، علاوة على قوات جيش الرضوان التابعة لحزب الله.
وأضاف في لقائه بضيوف مجلس “أسمار وأفكار” الثقافي، أن معركة تحرير سوريا دخلت التاريخ كواحدة من أهم معارك تحرير الدول في العصر الحديث، لافتاً الانتباه إلى سلسلة الانقلابات التي اجتاحت سوريا بين أعوام 1949، و1970، والتي انتهت بسيطرة الأقلية الطائفية النصيرية على الحكم.
وأشار إلى أن القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، قدم له خلال لقائهما في اليوم التالي لتحرير دمشق، معلومات كثيرة عن المعركة و الاستعداد والتخطيط لها، وكيفية إدارتها، كما استمع إلى شهادات أكثر من عشرة أشخاص من الذين شاركوا فيها، إضافة إلى كونه شاهد عيان على وقائعها منذ دخوله إلى الأراضي السورية عقب تحرير حلب، وهوما ساعده في فك الكثير من ألغازها.
وأعتبر منصور حكومة الإنقاذ السورية التي جرى تأسيسها في إدلب في 2 نوفمبر 2017، وشملت 11 حقيبة وزارية، أحد أهم ركائز التحرير، باعتبارها النواة التي ستدير الإدارات المدنية في المدن المحررة وعموم الدولة لاحقاً.
وذكر منصور النجاحات التي حققتها الحكومة في تسيير شؤون الناس، والمشكلات التي واجهتها، وأشار إلى رواية المطران حنا جلوف، مطران طائفة اللاتين في سوريا، عن وضع أحمد الشرع حداً للمظالم التي تعرضوا لها، انتهاء بفتح الكنائس وإقامة القداس.
لافتاً إلى نجاح الشرع في توحيد الفصائل الرئيسية الأربعة: جيش النصرة، هيئة تحرير الشام، جيش العزة، هيئة أحرار الشام، تحت قيادة موحدة، وإنشاء كليات عسكرية وشرطية في إدلب، ما ساهم في تحرير المدن، وترسيخ الأمن.
وقال أحمد منصور إن الشرع وضع خطة المعركة قبل عام ونصف، لكنها تسربت إلى قوات النظام قبل شهر ونصف من بدء معركة التحرير، ما اضطره لتطويرها ووضع الكثير من التعديلات عليها.
وتحدث منصور عن براغماتية الشرع، وحرصه الدائم على تكوين ظهير استراتيجي، وحاضنة شعبية، وخطة التضليل الإستراتيجي التي لجأ إليها، وكيف طمأن تركيا وتجاوز مخاوفها، واستغلاله هجوم قوات النظام المخلوع على إدلب كمبرر لبدء حرب التحرير، ودور قوات العصائب الحمراء في بداية الحرب، وكيف تمت إدارة المعارك.
وفسر لماذا حرص الشرع على إنجاز أول ثلاثة أعمال فور دخوله دمشق، ورسائله من وراء ذلك، ولفت إلى التحديات التي تواجه دمشق عقب انتهاء حرب التحرير.
40 سراً عن خطة معركة أحمد الشرع لتحرير سوريا (النص كاملاً)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
فتح الفتوح، تعالى أن يحيط به نظم من الشعر أو نثر من الخطب.
ضيفنا الليلة الأستاذ أحمد منصور، يحدثنا في 30 دقيقة عن معركة تحرير سوريا، فليتفضل مشكورًا مأجورًا.
شكراً جزيلاً لك، وأشكركم على هذه الاستضافة في هذا المجلس العامر الذي يضم نخبة من المثقفين والأدباء والأكاديميين والشعراء. وأنا من المتابعين لهذا المجلس وما يجري فيه من محاضرات قيمة. وأدعو كذلك من يتابعنا أن يتابع ما يجري فيه من نقاشات مفيدة عالية المستوى والفكر.
حقبة الانقلابات في سوريا
موضوعنا عن معركة تحرير سوريا. واسمحوا لي في خمس وأربعين دقيقة، وليس نصف ساعة كما منحتموني، أن أوجز لكم ما حدث في أحد عشر يومًا و250 ساعة من القتال المتواصل لمعركة استراتيجية ستدخل أو دخلت التاريخ بالفعل كواحدة من أهم معارك تحرير الدول وليس المدن التي جرت في العصر الحاضر. المعركة ومن قاموا بها دخلوا التاريخ كقادة ومحررين للشعب السوري من الاستبداد، النظام الاستبدادي الطائفي النصيري الذي حكمهم على مدى أكثر من ستين عامًا، لأن حافظ الأسد بدأ يتغلغل في منتصف الستينيات من القرن الماضي داخل أجهزة الدولة، وقام بإقصاء أكثر من 4000 ضابط سني من الجيش السوري، فيما كان يعلي مكانة طائفته حتى تمكن من السلطة في العام 1970.
وإذا رجعتم إلى شهادة أمين الحافظ، الرئيس السوري الأسبق، على العصر، ستجدون معلومات كافية عن كيفية ممارستهم التضليل عليه، وكيف كان يُجبر كل يوم على توقيع إبعاد عشرات الضباط السنة من الجيش.
كذلك شهادة أحمد أبو صالح، عضو القيادة القطرية لحزب البعث، تلقي الضوء على نظام الحكم النصيري الذي استمر طوال هذه الفترة في سوريا. أنا أعتبر أن ما حدث حرر الشعب السوري ليس من حكم الطائفيين فحسب، وإنما من حكم العسكر، لأن سلسلة الانقلابات العسكرية في سوريا بدأت عام 1949 بانقلاب حسني الزعيم، ثم تبعته عدة انقلابات استمرت حتى عام 1970، ربما حوالي عشرة انقلابات لم يهنأ الشعب السوري خلالها باختيار من يحكمه أو بقيام حياة مستقرة في البلاد. وبالتالي، فإن تحرير سوريا كان تحريرًا للشعب السوري من كل ما حدث خلال الفترة من 1949 إلى 2024.
في أحد عشر يومًا، كانت جميع أجهزة الاستخبارات في العالم، كل مراكز المراقبة، وكل الجامعات والكليات العسكرية، وكل مراكز الدراسات، وكل العسكريين في العالم يلهثون وراء ما كان يجري في سوريا. ولا يكاد أحد يصدق أن المدن السورية تسقط واحدة تلو الأخرى مثل أوراق الشجر. في وقت كان المهاجمون، كما قال بوتين – وبوتين هو رئيس روسيا – دولة عظمى، لم يتحدث من فراغ، قال: “لقد انهزم ثلاثون ألف جندي كانوا موجودين في حلب أمام ثلاثمائة وخمسين مقاتلاً من المعارضة.” لم يقل هذا الكلام جزافًا على الإطلاق، وإنما كان يؤكد على حقيقة ومعلومات بثتها إليه أجهزة استخباراته والأقمار الاصطناعية التي كانت ترصد، والوجود الروسي الذي كان موجودًا على الأرض، حيث كانت روسيا طرفًا في هذه المعركة.
انهيار 4 قوى كبرى أمام زحف المعارضة السورية
أحد عشر يومًا، مائتين وخمسين ساعة من القتال انهارت فيها أربع قوى كبيرة وعظمى أمام المقاتلين الذين خرجوا يدافعون عن دينهم وأرضهم، ويحاولون استرداد بلدهم ممن استولوا عليها، وممن نهبوها، وممن سرقوها، وممن أقاموا فيها نظامًا طائفيًا عنصريًا فاسدًا على مدى أكثر من ستين عامًا. خلال أحد عشر يومًا، خلال مائتين وخمسين ساعة من القتال، انهار جنود من الإمبراطورية السوفييتية الروسية، وانهار جنود من الإمبراطورية الإيرانية، لأنكم حينما تطلعون وتعرفون حجم وتدريب وإعداد الحرس الثوري الإيراني الذي كان يحمي النظام في سوريا، والذي فظع في الشعب السوري في الحروب التي جرت في الفترة من 2011 وحتى 2024، تدركون أن إيران ليست قوة سهلة ولا ضعيفة ولا بسيطة، وإنما هي قوة عظمى بكل ما يمكن أن تصفه من القوى العظمى للجيوش والشعوب.
انهار الروس، انهار الإيرانيون، انهار جند النظام الذين يقدر عددهم بمئات الآلاف. أمام هؤلاء أيضًا انهاروا انهيارًا عظيمًا ربما لم يحدث منذ عقود طويلة. القوة الرابعة التي هزمت أمامهم كانت الميليشيات التي جمعها الإيرانيون من أصقاع الأرض، وكانت شرسة ليس لها دين ولا ملة، فزعت في السوريين فزعًا فوق الخيال. جمعت من أفغانستان ومن باكستان ومن أماكن أخرى من العالم، علاوة على ميليشيا حزب الله التي كانت قوة ضاربة. وكان الموجودون في سوريا منهم معظمهم من جيش الرضوان الذي كان يُعتبر الذراع الضاربة لحزب الله، والذي كان يُقدر عدد مقاتليه بستين ألفًا.
إذاً، نحن لسنا أمام معركة بسيطة. لسنا أمام معركة محلية. نحن أمام معركة كبيرة بكل المعايير. سنسعى من خلال هذا اللقاء إلى تفكيك الألغاز والأسرار التي يبحث عنها الناس عن تلك المعركة. كيف استطاع هؤلاء في أحد عشر يومًا أن يهزموا كل هذه القوى، وأن يهزموا هؤلاء الذين لديهم أقمار اصطناعية، لديهم كل أنواع الأسلحة التي يمكن أن تتخيل أو لا تتخيل، ابتداءً من سلاح الطيران إلى الصواريخ، إلى كل أنواع الأسلحة، إلى الأعداد الهائلة منهم، إلى التنوع الهائل بينهم في هذا الموضوع.
عندي أربع مصادر سأستند إليها في كل معلومة أقولها لكم. المصدر الأول هو القائد العام لهذه المعركة، أحمد الشرع. جلست معه في التاسع من ديسمبر، اليوم التالي لتحرير دمشق، ثلاث ساعات متواصلة. قدم لي فيها معلومات كثيرة سواء عن المعركة أو الاستعداد للمعركة أو التخطيط للمعركة أو إدارة المعركة. وسأقدم لكم هذه الأشياء لتساعد في فك كثير من الألغاز التي يتصور الناس أنها ستظل قائمة لعقود.
أقول لكم جازمًا، ونحن الآن بعد حوالي عشرة أيام أو يزيد قليلاً أو أسبوعين تحديدًا من تحرير دمشق، أعتقد جازمًا أنه لا يوجد جهاز استخبارات في العالم لم يرسل رجاله إلى سوريا من أجل فهم ما حدث، من أجل فك هذه الألغام. لا توجد أكاديمية عسكرية لم ترسل من لديها لكي تفهم ما حدث وتعرف ماذا جرى. كيف انهارت هذه القوى أمام هؤلاء؟
النقطة الثانية هي أنني تقريبًا استمعت إلى ما يزيد على عشرة أشخاص من الذين شاركوا أو كانوا شهود عيان على هذه المعارك. بعضهم رافقني طوال فترة وجودي في سوريا، لم يكن يتركني إلا وقت النوم، وبعضهم كان ينضم إلي من وقت لآخر. وكنت أيضًا أدون التفاصيل التي رأيتها.
المصدر الثالث في تلك الرواية هو كوني شاهد عيان، دخلت هناك بعد تحرير حلب، وعايشت تحرير المدن الأخرى حتى دخلت دمشق في يوم تحريرها، يوم الثامن من ديسمبر. زرت حلب مرتين، إدلب مرتين، ذهبت إلى حماة، ذهبت إلى حمص، ذهبت إلى دمشق. مررت على الطريق بكثير من القرى والأماكن التي دارت فيها المعارك. وقفت عند أهم معركتين دارتا، وشرح لي مرافقي كيف دارت المعركة، وكيف فُتحت حلب، وكيف دارت المعركة وكيف فُتحت حماة.
المصدر الرابع هو أنني اطلعت على أكثر من خمسمائة صفحة من الدراسات التي كتبت عن هذه المعركة، وكذلك بعض الدراسات التي كتبت عما قبلها، ومعظمها لمراكز غربية. مما أذهلني أننا طوال الخمس أو الست أو السبع سنوات الماضية لم نكن نهتم بما يجري في إدلب على الإطلاق، لكن الذي فاجأني هو أنني اطلعت على أكثر من عشرين دراسة لمراكز دراسات غربية كانت ترصد ما يجري في إدلب طوال السنوات الماضية. وهذا يدل على أن هؤلاء كانوا يدركون أن ما يجري في إدلب لم يكن شيئًا عاديًا، وإنما كان إعدادًا لمعركة كبرى هي معركة تحرير سوريا.
سأبني الرواية على أربعة ركائز ذكرها لي أحمد الشرع في نقاشي معه. حينما سألته عن الحرب، قال إنها استعداد وفرصة أوجزها في كلمتين. وحينما سألته عن المعركة، قال إنها كانت مزيجًا من العمل الأمني والعسكري. فعندي أربع ركائز الآن سأستند إليها في هذا الموضوع الذي أحاول في أربعين نقطة أن أسردها لكم، وعليكم أن تعدوا أنتم. لن أعد أنا أن أسردها عليكم تباعًا حول هذا الأمر.
جمهورية إدلب
هذه الركائز الأربع نُفذت من خلال خطة أيضًا تقوم على أربع أشياء. أولًا، الإدارة المدنية التي كانت في إدلب من العام 2017 إلى بداية المعركة في 27 نوفمبر عام 2024.
الأمر الثاني هو الحوار مع الغرب. خلال هذه الفترة، كان أحمد الشرع يدرك تمامًا أنه لن يستطيع أن يقوم بمعركة يحرر فيها سوريا دون أن يكون قد تفاهم مع الغرب، وأزال كل ما يتعلق به من الشبهات المثارة حول فكره وانتماءاته المتغيرة، وماذا سيفعل بسوريا إذا تمكن من إسقاط النظام وإقامة نظام هناك. فخلال الأربع سنوات الماضية على الأقل، فتح إدلب لكل الغربيين الذين يحاولون أن يدخلوا إليه، سواء رجال مخابرات تحت ستار لجان إغاثية، أو تحت ستار صحفيين، أو تحت أي ستار آخر أو حتى اللجان التي تأتي بأشكال مختلفة، لكنه كان يعرف ويدرك جيدًا أنه يريد أن يرسل رسائل إلى الغرب من خلال هؤلاء. وربما كان الحوار الذي أجراه مع الصحفي الأمريكي في 2021 يُعتبر من أهم الرسائل التي أرسلها إلى الأمريكيين حول أنه ليس الرجل الذي كان في 2015 وما قبلها، وإنما هو رجل براغماتي كما وصفته أمس مسؤولة الوفد الأمريكي، وقالت: “شخصية براغماتية.” وحينما تكلمت عنه قبل أسبوع، قلت إن من أهم صفاته أنه شخص براغماتي، شخص عملي يطوع نفسه، عنده ثوابت لا يغيرها، لكن فيما يتعلق بالأدوات والممارسة يطوعها وفق المصلحة وما تقتضيه المصلحة، وما يقتضيه الظرف، وما تقتضيه المتغيرات السياسية التي تجري على أرض الواقع.
تحرير الشام أسست في إدلب في عام 2017، كما أسست إدارة مدنية هناك في نفس العام. في 2 نوفمبر من نفس العام، تم تشكيل حكومة إنقاذ. كانت المساحة التي تديرها تقريبًا 9000 كيلومتر مربع في شمال سوريا، وهي مناطق لم تكن تخضع للنظام. القوة الأولى كانت تحرير الشام، التي كانت تسيطر على إدلب وما حولها. القوة الثانية كانت الحكومة المؤقتة وجيش التحرير، اللذان كانا يتبعان تركيا. أما القوة الثالثة فهي قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي كانت تسيطر على مناطق شرق سوريا.
منطقة تحرير الشام، التي تضم إدلب والمناطق التي تديرها، تميزت عن غيرها في أن الحكومة المؤقتة قامت بنزع السلاح، مما يعني أن الفوضى كانت غائبة، وكان هناك حكومة منتخبة تضم أحد عشر وزيرًا، وتدير شؤون الناس وتعمل على تطوير المنطقة. في إدلب، حيث زرت مرتين، هناك جامعات وأسواق ومولات، إلى جانب إدارة محلية تصدر بطاقات هوية للسكان.
تبلورت هذه التجربة بعد عام 2019 و2020، حيث شنت قوات النظام هجومًا استردت فيه العديد من المناطق، مما أدى إلى تقليص الأراضي التي كانت تحت سيطرة المعارضة. ولكن في عام 2020، بعد توقيع اتفاقية هدنة بين الروس والأتراك، استفاد أحمد الشرعي من الوضع القائم ليعمل من أجل تحسين أوضاع الناس، فبنى المدن، شق الطرق، ورصفها، وفتح محلات التجارة، وطور الزراعة. كما أسس ثلاثة بنوك محلية، وكانت محلات الصيرفة تمكّن الناس الذين لديهم أقارب في الخارج من إرسال الأموال عبر معبر باب الهوى، الذي كان يمثل نقطة تجارية حيوية.
التحديات التي واجهت الشرع
في تلك الفترة، استحوذ أحمد الشرعي على التجارة في المنطقة، بما في ذلك المحروقات، الأرز، السكر، والدقيق، حيث كانت الحكومة هي المستورد والموزع لهذه السلع، مما ساعد على تحقيق أرباح كبيرة. كما أنشأ شركات مساهمة للمواطنين، على سبيل المثال، شركة مساهمة للمحروقات، التي كانت تحقق عوائد سنوية بنسبة 25%، وكان يمكن لأي شخص أن يصبح شريكًا فيها.
خلال فترة الإدارة السابقة، كان هناك مظالم كبيرة ضد المسيحيين والأقليات. وفي عام 2021، اجتمع أحمد الشرعي مع المطران حنا جلوف، نائب بطريرك الكنيسة في سوريا، الذي كان مسؤولًا عن منطقة جسر الشغور. قدم المطران قائمة بالمظالم، فقرر أحمد الشرعي أن يعيد حقوقهم، ففتح الكنائس وسمح لهم بإقامة طقوسهم الدينية تحت حمايته. هذا التصرف كان جزءًا من حرصه على بناء حاضنة شعبية تؤيده خلال المعارك ويجد الحماية في حال احتاج إليها.
كان أحمد الشرعي أيضًا حريصًا على حل مشاكل القبائل والعشائر في إدلب، فأنشأ مجلس صلح للقبائل وحل مشكلات الأقليات مثل الدروز والعلويين والإسماعيليين. حتى أنه تدخل عندما هاجم متطرفون الأكراد في منطقة نوروز وقتلوا خمسة منهم، فقبض على المعتدين وأحالهم إلى المحكمة الشرعية، وأكد للأكراد أنهم تحت حمايته.
وفي فبراير 2023، خلال أزمة الزلزال، قدم أحمد الشرعي المساعدات للمتضررين ووقف إلى جانبهم في هذه المحنة، مما عزز مكانته الشعبية. كان يتعاون مع تركيا في تلك الفترة دون أن يكون تحت سيطرتها التامة، فقد كانت تركيا تعتبر الجيش الحر والحكومة المؤقتة تابعين لها، لكن أحمد الشرعي كان يعمل بشكل مستقل.
قضية التجسس
في يوليو 2023، اكتشف أحمد الشرعي أن بعض الشخصيات الرئيسية في هيئة تحرير الشام كانوا يتجسسون لصالح النظام وروسيا، فقام بالقبض على 300 شخص من المتورطين. كانت هذه الحادثة تشكل أزمة كبيرة، لكنها أظهرت قدرة أحمد الشرعي على احتواء المواقف الصعبة والتعامل مع الأزمات.
في فبراير 2024، حدثت مظاهرات ضده، كان من ضمنها مطالبات من حزب التحرير والاتجاهات السياسية الأخرى. ورغم هذه الاحتجاجات، استطاع أحمد الشرعي في خمسة أشهر من فبراير إلى يوليو أن يتعامل مع الوضع بحكمة، سواء بالترغيب أو بالترهيب. وقد استجاب لمطالب الناس عبر إجراء إصلاحات مهمة مثل تحسين القضاء، توسعة مجلس الشورى، وإلغاء الاحتكار، بالإضافة إلى ضم الأمن العام إلى وزارة الداخلية.
أنشأ مجالس محلية. قرر أن ينشئ مجالس محلية، وأن يؤسس ديوان المظالم، وأن يكون هناك مجلس قيادة مصغر حتى يُبت في الأمور العاجلة. هذا الكلام أُخذ في شهر يوليو، والمعركة كانت في شهر أكتوبر. فهناك أشياء كثيرة لم يبدأ فيها ولم تُنجز، ولكن هذا يدل على أنه رجل براغماتي، رجل يتعامل مع الواقع، يحاول أن يصلح، ولكن الأمور كانت صعبة ومعقدة.
الإعداد العسكري للمعركة
الركيزة الثالثة: الإعداد العسكري للمعركة. أول شيء في الإعداد للمعركة هو القيادة الموحدة. لا تستطيع أن تدخل المعركة والقيادة مشتتة. استطاع أن يقنع الفصائل الرئيسية الأربعة: جيش النصرة، هيئة تحرير الشام، جيش العزة، وهيئة أحرار الشام، بأن يندمجوا. وبالتالي بدأوا يدخلون شيئًا فشيئًا.
الاندماج بدأ في عام 2021-2022 ووصل إلى ذروته قبيل المعركة، فأصبحوا تقريبًا فصيلًا واحدًا بقيادة واحدة. وقفت المعارضة السورية منذ بداية الثورة عند التفتت وكثرة الرؤوس والـ100 جبهة التي كانت موجودة. ولن يستطيع أي فصيل أو جهة أن تحقق انتصارًا دون توحيد القيادة. لا بد من أن يكون هناك قائد واحد، فهذه كانت أول نقطة.
إذا رجعت إلى صلاح الدين، وأنا أعتبر أنه قرأه جيدًا لأنه قارئ جيد للتاريخ، من خلال جلساتي معه، ستجد أن صلاح الدين قضى حوالي عشر سنوات يقاتل، فقد قاتل أمير حلب وقاتل في أماكن كثيرة في العراق حتى قبل أن يدخل المعركة الفاصلة، ليكون ظهره محميًا ولا يستطيع أحد أن يأتيه من الخلف.
إما أن تكون معي وتقاتل، وإما أن أحاربك. أعتقد أنه اتبع نفس المنهج لأن الناس يتهمونه بأنه فعل ذلك. هو متهم في أشياء كثيرة، وأنا لا أدافع عنه، وربما إن شاء الله في شهادته على العصر التي سيتكلم فيها بالتفصيل عن كل هذه الأشياء، سيكشف عن العديد من الأمور التي لم يتحدث عنها مع أحد. لكن المعلومات المجملة التي أحدثكم بها سوف يفصلها، وهي هامة جدًا.
فبالتالي، كان حريصًا على توحيد الفصائل. النقطة الثانية هي تأسيس كلية عسكرية. في أكتوبر 2021، أسس كلية عسكرية، وطبعًا في هذه الفترة، من 2020، أي من وقت عقد الهدنة حتى 2024، أسس جامعة في إدلب تحتوي على كليات مختلفة. كانت هناك كلية طب، وكلية إعلام، وكلية حقوق، وكليات أخرى، وكانت المستشفيات تُدار أيضًا.
في إدلب.
في إدلب.
لا، لا، حلب تحت النظام. إدلب. هو كان يدير إدلب، فأسس كلية عسكرية في إدلب، وكذلك أسس كلية للشرطة من أجل الأمن. ما هو؟ أنت تعد لسوريا، لا تعد إدلب فقط الآن، ولا تعد الحلم فقط. أنت تعد لسوريا كلها. يعني، عندما سألته: متى بدأت الإعداد للمعركة؟ قال: قبل عام ونصف. قلت له: هل كانت معركتك هي معركة ردع العدوان؟ قال: على الإطلاق. كانت معركتي هي معركة تحرير سوريا وإسقاط النظام في دمشق. والخطة التي وضعتها لهذه المعركة كانت تمتد من شهرين إلى ستة أشهر من القتال المتواصل. ومنذ عام ونصف ونحن نعد لهذه الإعدادات، لأن المدن حينما تسقط في الحروب، تحدث فيها فوضى، سلب ونهب، قتل مدنيين، تدمير مدن، ومآسٍ لا نهاية لها.
استراتيجيته كانت أن المدينة حينما تسقط، تسقط بحرب خارجية، وليس داخل المدن. وتدخل القوى الأمنية لتؤمن المدينة وتمنع أي شيء يحدث. فأسس كلية للشرطة، لكي يدرس الناس فيها الشرطة والأمن والإدارة. العسكري دوره يحارب، والشرطي دوره يرسخ الأمن والإدارة المدنية. الإدارة المدنية في إدلب، من الوزراء والمسؤولين، ستكون هي النواة التي ستدير الإدارات المدنية في المدن.
وسأحدثكم عن التفاصيل. من خلال الكلية العسكرية، أسس قوات خاصة. أسس قوات خاصة. أنتم تعرفون تصريحه بعد يومين أو ثلاثة تقريبًا من تحرير دمشق عندما قال: “لن يكون هناك تجنيد إجباري، وإنما جيش محترف”. هو منذ ذلك الحين أدرك أن العسكري المحترف الذي يدخل برغبته إلى الدراسة العسكرية قد يوازي عشرة أو عشرين شخصًا من أولئك الذين يُجبرون على أن يكونوا جنودًا إجباريين وهم كارهون لهذا الأمر، فيقضون سنة أو سنتين أو ثلاثة ثم يتركون الخدمة. لكن هو أراد أن يكون الجيش جيشًا محترفًا، وأنتم لو تلاحظون، فإن كل الجيوش الغربية هي جيوش محترفة، تعتمد على الاحتراف وليس على التجنيد الإجباري. قد يتغير هذا في المستقبل، لكن عندما أصدر هذا التصريح، رجعته إلى هذا المفهوم، إلا أنه أدرك من خلال المعركة التي جرت أن الجندي المحترف هو الجندي الذي يعتمد عليه في المعركة والحرب، وليس الجندي المجند إجباريًا.
أسس، كما قال لي، المعركة كانت مزيجًا من العمل الأمني والعسكري. أسس جهاز مخابرات عسكرية قوي جدًا، لأنه لا يمكن أن تخوض معركة بدون مخابرات عسكرية. المخابرات العسكرية هي التي تحاول الحصول على كل معلومة عن تركيبة جيش العدو، مثل الإعدادات، والأسلحة، والدفاعات، والغرف، والقيادة والسيطرة، وأساليب الإدارة، وكل صغيرة وكبيرة. بدأ يجمع المعلومات بشكل كبير.
التصنيع العسكري فاجأني حينما قال لي إنهم كانوا يصنعون كل شيء، حتى قذائف الدبابات. وعندما تعودون لتجربة حماس، أعتقد أنه استلهم منها الكثير. لكنه اعتمد، كما قال لي، على الخبرات السورية مئة في المئة. قلت له إن هناك كلامًا كثيرًا يشير إلى أنهم اعتمدوا على الأوكرانيين، فأجابني: “أبدًا. بعض من معنا كانوا يقترحون أننا نستفيد من خبرات الآخرين، ولكنني قلت: لتكن خبراتنا سورية مئة في المئة.” وبالفعل، اعتمدوا على التصنيع المحلي، خاصة في الطائرات المسيرة، حيث كان لديهم سلاح يسمى “سلاح الطائرات المسيرة”. وكان لهذا السلاح عدة مهام: المهمة الأولى هي التجسس، جمع المعلومات والتصوير. المهمة الثانية هي القيام بمهمات عسكرية خلال المعركة. وأنتم رأيتم كثيرًا من الفيديوهات التي تظهر الطائرات المسيرة وهي تحمل ذخائر، وقد ساهمت بدور رئيسي في المعركة كطائرات هجومية، وكان يُعتبر سلاحًا نوعيًا.
الركائز الأساسية في المعركة
الركائز الأساسية في المعركة كانت: إعداد الجندي بشكل قوي جدًا، السلاح النوعي الذي استخدموه، المعلومات الأمنية التي كانت لديهم، الخطط الدقيقة التي وضعوها لتجنب حرب المدن في المدن التي يفتحونها. وضعوا النقطة السابعة في عملية الإعداد العسكري، حيث وضعوا خطة المعركة قبل عام ونصف. وقال لي: “قبل شهر ونصف، سربت الخطة إلى العدو وعلم بها.”
كان عندي خياران لا ثالث لهما: إما أن أضع الخطة البديلة وأعمل عليها، وإما أن أبدأ من جديد. فقررت، كما أقول، أن نعمل “سوتش” فقط، أي نغير الخطة، وكتمنا كل المعلومات عن جميع المقاتلين، ما عدا عدد قليل جدًا جدًا جدًا من القادة الذين حصلوا على السرية المطلقة. ولما رجعت إلى يحيى السنوار في 7 أكتوبر، وجدت أن يحيى السنوار اعتمد نفس المنهجية. لم يكن أحد يعلم بتفاصيل ما جرى في 7 أكتوبر إلا عدد قليل جدًا ومحدود، ومعظم المقاتلين لم يكونوا يعرفون ساعة الصفر ولا طبيعة المهام إلا ما أُبلغوا به قبيل المعركة. نفس القصة حدثت تمامًا. كان عدد قليل جدًا من القادة هم الذين علموا بالتفاصيل، ومعظم الناس أُبلغوا بالمهام الخاصة بهم قبيل المعركة.
التضليل الاستراتيجي
التكتم والسرية، التضليل الاستراتيجي. عندما كشفت الخطة قبل شهر ونصف، بدأت قوات النظام والروس والإيرانيين يهاجمون قواتنا الخاصة في الأماكن المحررة في إدلب. هاجموا المواقع التي كانت تحت سيطرتنا. فكان عليه أن يقنع الأتراك، لأن الأتراك كانوا متخوفين جدًا جدًا جدًا. وهذه نقطة مهمة: كيف تعامل مع الحليف التركي؟ تركيا كانت حليفًا، وأنت لا تستطيع أن تدخل معركة كهذه وأنت عاري الظهر.
لا بد أن تستند بظهرك إلى ركن شديد، والأتراك كانوا يمثلون بالنسبة له الركن الشديد الذي يستند إليه. فلا ينبغي أن يخوض المعركة دون أن يأخذ موافقتهم على الأقل. الأتراك كانوا قلقين جدًا لعدة أسباب. كان سيناريو غزة يخيم على معركة إدلب، حيث كان الروس والإيرانيون وقوات النظام سيقومون بالهجوم الكاسح على إدلب في حالة أن تقوم إدلب بالهجوم عليهم، ويتم تشريد أربعة ملايين، وهم سكان المنطقة التي كانت تخضع لهيئة تحرير الشام. أربعة ملايين إنسان في إدلب ليس لهم ملجأ إلا الهروب إلى تركيا. ونحن رأينا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة كيف أن أردوغان لم ينجح في الانتخابات بسبب ورقة اللاجئين السوريين، فكان الأتراك قلقين جدًا من أن لا يجدوا إلا الحدود التركية، وبالتالي تكون هناك مشاكل مضاعفة داخل تركيا.
فكان الأتراك قلقين، فقال لهم المعركة ستكون ردع العدوان، انتبهوا هنا، الردع هو التضليل الاستراتيجي. أنا فقط أريد أن أرد العدوان، لا أريد أن أفعل شيئًا أكثر من دفعهم بعيدًا قليلاً. دفعهم بعيدًا وليس احتلال حلب أو الدخول إلى حمص أو حماة أو دمشق. فقط دفعهم. وأعلن عن ذلك، واستغل حادثة وقعت يوم 26 نوفمبر. الأتراك ظلوا قلقين وهو كان يطمئنهم فقط برد العدوان.
ذريعة الهجوم
في 26 نوفمبر، وفي مدينة أريحا في إدلب، هاجم النظام والإيرانيون وقتلوا وأصابوا 16 شخصًا. اتخذها أحمد الشرع ذريعة للرد على هذا العدوان. انتبهوا، الأحداث تتراكم، الناس تسأل: لماذا 27 وليس 28؟ ولماذا ليس 30؟ الشخص الذي يدير المعركة أو يخطط لها أو يدبر لها، يكون لديه رؤية أوسع. كان من الممكن أن تكون في 28، أو 30، أو 31، لكنه كان ينتظر ذريعة، كان ينتظر سببًا لكي يقنع من يقف خلفه أن يكون سندًا له، وأن هناك سببًا دفعه للقيام بهذه المعركة.
في 27 نوفمبر، عندما حدث هذا، اعتبر أن ساعة الصفر قد حانت، وأن الهجوم في اليوم التالي أصبح واجبًا. نحن قلنا الحرب، فقال: “استعداد، والفرصة للاستعداد أصبحت كاملة”. الفرصة جاءت.
كيف أعد لمعركة تحرير حلب؟ يقول لي: “عندما درسنا استعداد النظام للمعركة، وجدنا أن هناك أربع خطوط دفاعية أمام كل مدينة مع تصالب نيران.” أنتم تعرفون معنى تصالب النيران، يعني أنه عندما يفتح النيران، سيفتحها من جميع الجوانب، وبالتالي سيحول الممر الذي تمشي فيه إلى كتلة من اللهب التي ستبيد أي شخص يتحرك. هذا هو تصالب النيران. الخطوط الدفاعية الأربعة بنوها الروس والإيرانيون، وبالتالي كانت استراتيجية المعركة مبنية على دراسة جيدة لاستراتيجيات المعارك والحروب.
يقول: “استراتيجية المعارك هي أنه ما من جيش ولا حصن إلا وله نقطة ضعف، فقامت استراتيجيتنا للمعركة ليس على الدخول في المواجهة، وبالتالي إبادة قواتنا أو الدخول في معركة صفرية، وإنما البحث عن نقاط الضعف. وأن نتغلغل من خلال هذه النقاط.
العصائب الحمراء
في فجر يوم 27 نوفمبر، الذي هو يوم المعركة، قام أربعة فقط من القوات الخاصة التي تسمى العصائب الحمراء بهجوم نوعي على مركز القيادة في محور الشيخ عقيل، وهو من المحاور الحصينة الموجودة في منطقة ريف حلب. أخذوني إلى الموقع ووقفت وشاهدت كيف قاموا. كانت هذه نقطة معقدة جدًا بين جبلين. أما النقاط الأخرى، فكانت قوية وحصينة، ولو أنهم حاربوا فيها عشر سنوات لن تسقط. ولكن هذا المدخل كان يحمي غرفة القيادة والسيطرة في حلب. ومن يتمكن من المرور من هذا المدخل يستطيع القضاء على غرفة القيادة والسيطرة، وبالتالي سيفقد كل القوات الموجودة في حلب قدرتها، لأنها ستصاب بالعمى.
فكان الهدف الأساسي هو كيف يمكنهم الدخول من هذا المكان؟ فماذا فعلوا؟ المكان كان يحتوي على 300 لغم كبير تم زرعها قبل شهر من المعركة. كانوا كل يوم يرسلون عددًا من خبراء الألغام لرفع صواعق الألغام وإرجاع اللغم إلى مكانه، بحيث عند وصولهم في اليوم المحدد يجدون الألغام كما هي. وبالتالي، في صباح يوم 27، كان الطريق نظيفًا. فوجئ هؤلاء في غرفة القيادة والسيطرة، وكانوا من القوات الإيرانية والحرس الثوري، بهؤلاء القوات فوقهم فقتلوهم وأبادوهم.
وفي خلال 24 ساعة، استطاعوا أن يستولوا على أكثر من 20 قرية، وفي خلال 48 ساعة دخلوا إلى حلب.”
“دخلوا إلى حلب دون أن يُقتل مدني واحد، ودون أن يُدمَّر بيت واحد، لأنه جعل المعركة كلها تقوم على استراتيجية هدفها ألا يتسبب في أي دمار أو قتل أو سلب أو نهب داخل المدن. مدن كبيرة، يا جماعة، مثل حلب التي كان سكانها أربعة ملايين، وكان فيها على الأقل نصف السكان، أي حوالي مليونين، وكذلك باقي المدن الأخرى. معظم السكان كانوا موجودين في هذه المدن. العديد من المدن الأخرى كانت موجودة.
فبالتالي، هو كان يريد أن يحافظ على هذه المدن. وربما عندما دخلت إلى حلب، زرت المطران حنا جلوف، الذي كان نائب البطرك الرسولي، وقال لي: “رجل مثقف معه دكتوراه، وكان مثقفًا جدًا.” وقال لي: “في حد علمي، كنت في حلب وقت المعركة، ولم يتم دخول مدينة بها مليونان من البشر دون أن يُقتل فيها مدني واحد، أو يُدمَّر فيها بيت واحد.” هذا ما حدث في حلب عندما سقطت. ارجعوا إلى تصريحات الرئيس أردوغان حتى بعد انتهاء معركة حلب.
وبعد يومين، لم يكن أحد يتكلم. الناس كانت مصدومة. عندما دخلت إلى حلب، كان الناس خائفين من التحدث، لأنهم كانوا يعتقدون أن النظام سيعود مرة أخرى. وكذلك عندما دخلت إلى حماة وحمص، كانت فرحة أهل حمص مختلفة تمامًا، لأن حمص كانت أكثر مدينة تعرضت للدمار والتخريب.
اتباعوا تكنيكًا معينًا في الدخول، حيث كانت كل مدينة بها ثلاثة أو أربعة مداخل رئيسية. كانوا يضللونهم ليعتقدوا أن المعركة ستكون من أحد المداخل، بينما كانت القوات الرئيسية تدخل من المداخل الضعيفة. في نفس الوقت، كان يتم إرسال القوات الخاصة للقضاء على مراكز القيادة والسيطرة.
في الطريق من إدلب إلى دمشق، في يوم 8، كان آلاف الجنود من النظام السوري تائهين في الطرقات، يلقون ملابسهم العسكرية ويبدلونها. عندما سقطت حماة في يوم 5، سقطت حلب في يوم 29-30، حيث سيطروا عليها تمامًا. وعندما سقطت حماة، خرج العلويون من حمص. كانت حمص من أهم المدن من حيث الطرق، لأنها عقدة الطرق في سوريا إلى الساحل.
استغرقت معركة حمص وقتًا أطول، وعندما شعروا بأن المعركة ستطول، سحبوا قواتهم نحو دمشق. تقريبًا، سقطت حمص ودمشق في نفس اليوم، يوم 8. هذه الاستراتيجية مكنت من تحرير المدن دون تدمير أو قتل أي شخص داخلها. وهذا يتطلب شرحًا وتفصيلًا كبيرًا.
في اليوم الأول، يوم 27، استطاعت 100 مجموعة مسلحة من الثوار أن تدخل حلب والمناطق المختلفة. استخدموا التضليل الاستراتيجي في كل المعارك ليُوهموا العدو أنهم سيهاجمون من جهة معينة بينما يدخلون من جهة أخرى. في منطقة حلب اسمها “الإبزمو”، جمعوا القوات هناك، مما جعل النظام يعتقد أن المعركة ستكون في تلك المنطقة. ولكنهم دخلوا من منطقة أخرى، وهي محور الشيخ عقيل. وقد أخذوني إلى مكان مرتفع وأوضحوا لي أن المعركة دارت في تلك المنطقة الضيقة بين الجبلين.
دخلت القوات، وكانوا أربعة فقط، هؤلاء قضوا على غرفة القيادة والسيطرة. ومن ثم بدأت عمليات الانهيار التي حدثت. خطة المعركة قامت على عدة أشياء: أولاً، بناء خطة قيادة موحدة، تحديد نقاط ضعف العدو، نزع الألغام، ضرب غرف القيادة والسيطرة، مشاغلة النظام من الجهة الرئيسية وضربه من الجهات الأخرى، وترك طريق للهروب. هو لم يكن يقصد الدخول في معارك صفرية أو إبادة كل المدن، بل كان يترك لهم طرقًا للهروب، ولذلك حدث الانهيار.”
“هو بيضغط ويخليه ينهار. هو مش عايز يدخل في معركة مكلفة، ولذلك ربما تكون معركة التحرير هذه بكلفة قليلة حتى من المجاهدين. هناك شهداء كثر بالطبع، لكن الكلفة كانت مقاربة للكلفة التي تحملها الشعب السوري من 2011 حتى الآن، وليست كلفة المعركة نفسها. كان يركز على الالتفاف حول المدن داخل المدن، لكي يحافظ عليها سليمة. ومن بين الأشياء التي كان حريصًا عليها في المدن، شيء أساسي جدًا أنه قال: “أنا عندي 10 ملايين سوري مهجرين، وإذا تم تدمير هذه المدن، فكيف سيكون الوضع؟” هو كان يريد أن يحافظ على المؤسسات والبيوت لكي تكون هناك أماكن تستوعب الناس عندما يعودون. لذا، كان لابد من الحفاظ على المدن سليمة بكل هيئاتها، لكي يجد الناس مكانًا للعيش فيه ولتلبية احتياجاتهم.
عندما دخلت حلب للمرة الثانية، أخذوني إلى مدير الإدارة المدنية الذي كان موجودًا في ذلك الوقت، وكان المقر في مبنى ضخم، مقر حزب البعث. المبنى كان يشبه حكومة مصغرة، فيه أسانسيرات وغرف. قلت له: “المبنى ده كأنه حكومة.” فقال لي: “حزب البعث يملك في هذه المدينة وحدها 60 مبنى، هذا هو المقر الرئيسي، لكن عنده 60 مبنى ملكًا للحزب، مش مؤجرة، وعنده 10 حضانات لأبناء الموظفين الذين يعملون هنا.”
كانوا يجمعون الملكيات في المدينة. كانت دولة ضخمة، والحديث هنا عن إرث دولة كبيرة. عندما نعود إلى الآيات القرآنية، نجد أن الله سبحانه وتعالى تحدث عن الإرث، وقال: “وأورثكم أرضهم وديارهم.” وتجدون في هذه الآيات عبرة، حيث كانت اختبارًا لهم أيضًا.
لم يكن الهدف هو تحقيق خسائر بشرية في صفوف النظام، ولكن كان الهدف هو العمل على انهياره. اعتمدوا في المعركة على الصدمة والترويع. تذكرون كيف فوجئ الأمريكان، وكيف فوجئ الروس والإيرانيون، وكيف فوجئ الثوار أنفسهم. أحمد الشرع قال لي: “لم أتخيل أن المعركة ستكون في 11 يومًا. كنت أتوقع أن تستمر من شهرين إلى ستة أشهر، لكن قدر الله كان أقوى.”
قوة النيران كانت حاسمة، والمعركة لم تتوقف على مدار الليل والنهار. كانت كل كتيبة من الكتائب تقسم الأوقات بحيث أن العدو ينهك. كانت المعركة شغالة طوال 24 ساعة. أذكر أنه في إحدى الليالي، نمت تقريبًا الساعة واحدة صباحًا، وعندما استيقظت قبل الفجر، وجدت أن دمشق قد سقطت. كانت المعركة مستمرة طوال الليل، وكذلك كانت في حمص. فبالتالي، كانت المعركة شغالة ليلًا ونهارًا، لأن القوات كانت تعمل طوال الوقت.”
“فكانت هذه أيضًا من استراتيجية المعركة التي كانت مهمة جدًا: 250 ساعة متواصلة من القتال، اعتمادًا على القدرة البشرية، وعلى قوات خاصة، وعلى العمل خلف خطوط العدو. قبل المعركة بشهر، تم إرسال العديد من القوات إلى الداخل، مما أربك العدو، فأصبحوا غير قادرين على تحديد مصدر النيران: هل هي قادمة من الخارج أم من الداخل؟ طائرات الشاهين، التي لعبت دورًا كبيرًا في عملية الاستطلاع، ساهمت في هذه العمليات. أيضًا، تم تجهيز الإدارات المدنية في إدلب، التي تولت الإدارة المباشرة للمدن، حيث بدأ المرور والعمل الإداري في المدن. عندما دخلت المدن، رأيت أن المرور بدأ يعمل، والإدارة المدنية بدأت تشتغل، والحياة بدأت تستقر. لم يكن هناك سلب أو نهب أو أي عمليات مشابهة. فقط في دمشق في اليوم الأول وبعض مؤسسات الدولة تم استهدافها، ولكن لم تحدث هذه الأمور في أماكن أخرى.
أول ما فعله أحمد الشرع في دمشق
في يوم 8 من الشهر، عندما دخل أحمد الشرع، قام بثلاثة أشياء في دمشق، وهي ثلاث رسائل. ومنذ ذلك الحين، أصبح يرسل رسائل كل يوم. الرسالة الأولى كانت أنه سجد لله شكرا ليقول إن هذا نصر من عند الله. الرسالة الثانية كانت أنه ذهب وصلى العصر في المسجد الأموي ليقول إنه حوله إلى حسينية، وقد استولى عليها الشيعة. هذا المسجد كان مخصصًا لأهل السنة ويعد بمثابة مسجد لهم. الرسالة الثالثة كانت عندما ذهب إلى بيت أمه وأبيه. خرج من المسجد، ثم توجه إلى بيت أمه وأبيه، ليقول لكل سوري: “ارجع إلى بيتك الذي استولى عليه النظام.” لأن ما حدث في سوريا هو أن كل بيوت المعارضين تم مصادرتها وتوزيعها على أتباع النظام. فكان حريصًا على إرسال هذه الرسالة: “كل سوري سيعود إلى بيته، وكل بيت تمت مصادرته سيعود إلى أهله.”
هذه كانت أهم الأشياء التي حدثت، وآمل أنني قد غطيت لكم تفاصيل المعركة. معركة تحرير سوريا، وليس معركة ردع العدوان. ردع العدوان، كما ذكرت لكم، كان الغطاء والتضليل الاستراتيجي للمعركة الأساسية، وهي معركة تحرير سوريا. وقد تم تنفيذها من خلال المصادر الأساسية، وعلى رأسها قائد هذه المعركة. وكوني شاهد عيان، آمل أنني قد قدمت لكم معلومات تساعدكم في فهم ما جرى. شكراً جزيلاً لكم.
نشكر الأستاذ أحمد منصور على هذا العرض الماتع وعلى هذه القصة منذ بداية معركة تحرير سوريا حتى خاتمتها التي توجت بالنصر. الآن نفتح المداخلات للأساتذة والباحثين.”
“شكراً للأستاذ أحمد على هذا العرض الماتع والمهم جدًا. وهذه التفصيلات، فهو كان شاهد عيان ومؤرخًا للعديد من الأحداث. وما أحسن أن يكون المؤرخ شاهدًا لما يحدث هناك. هذا العرض يثير كثيرًا من الأسئلة. لكن هناك اهتمام كبير بجانب: هل لهذا الحدث الكبير آثار في مناطق أخرى؟ وهل تتخيل ذلك؟ الموضوع الآخر هو: هل لاحظت بذورًا لاحتمال الصراع بين الثوار؟
شكراً يا أستاذنا الكريم على هذا العرض الماتع والمفيد والسرد الجميل. لدي سؤال حول نقطتين أشرت إليهما بإجمال سريع. أحدهما تحدثت عن التفاهمات مع الغرب، هل من تفصيل حول هذا؟ والثاني تحدثتم عن أن الأتراك كانوا عمقًا لما حدث أو حماية لظهر العملية، هل من تفصيلات أيضًا عن هذه النقطة؟ شكرًا جزيلاً.
بالنسبة للسؤال المتعلق بالآثار أو ما قد يحدث في مناطق أخرى، ربما التحركات السريعة والعاجلة التي قامت بها بعض الدول وبشكل معلن، أظهرت مخاوف كبيرة جدًا مما دار في سوريا. الذي حدث في سوريا ليس طبيعياً على الإطلاق. ولم يكن أحد يتوقعه أو يتخيله. ولم يكن هناك أحد مستعدًا له، حتى الأطراف كافة، بما في ذلك الثوار أنفسهم. كما قلت، هم خاضوا المعركة وكان أمامهم وقت محدد، ثم فوجئوا بما حدث. الكل يتحسس لأن الذين قاموا بهذا الأمر، حتى لو قالوا إنهم ملتزمون بأنهم وطنيون سوريون ولن يخرجوا عن إطار ما هم فيه في سوريا، لكن هناك مخاوف عند كثيرين من شعوبهم ومن أنفسهم، لأن الأمر قد تكون له امتدادات، وقد يكون له تأثير. ولكن التحديات التي أمام السوريين أنفسهم كثيرة. لا يمكن أن نقول إن الثورة أو تحرير سوريا قد نجح بنسبة 100% لأن هناك أطرافًا كثيرة تلعب في سوريا الآن، والكل يحاول تخريب هذه التجربة. شاهدنا المظاهرات التي خرجت، وقال بعضهم إنهم جاؤوا من دول عربية ومعهم أموال وأشياء.
نفس المنظومة التي حدثت فيما يتعلق بالقضاء على ما يسمى بثورات الربيع العربي أو حراك الشعوب، كل هذه القوى ستتحرك مرة أخرى. ولكن الشيء الغريب جدًا، والذي أود الإجابة عليه في سؤال الدكتور حول موضوع التفاهمات مع الغرب، هو أنني جلست، وإن كانت مدة الجلسة ليست طويلة، مع وزير الخارجية في الحكومة الجديدة زيد العطار، وهو مسؤول اللجنة السياسية. وهذه اللجنة كانت تحمل أعباءً كثيرة وملفات كبيرة جدًا في إدلب. ومعظم من التقيت بهم من أعضاء اللجنة كانوا شبابًا لديهم فهم ورؤية ووعي وذكاء ووطنية عالية جدًا ومثقفين. كنت أجلس إلى جواره في مكان مفتوح مثل هذا، وكان هناك سفراء من العديد من الدول العربية والخليجية، وحتى السفير المصري كان يجلس وقال لي: “نحن منذ سنوات ونحن نعمل من أجل هذه اللحظة، منذ سنوات.” يعني أن الأمريكان عندما جاءوا وأرسلوا وفدًا أول أمس كان لاستكمال ما يجري من سنوات في تواصل كان موجودًا من قبل. وفي النهاية، أمريكا أو حتى روسيا الآن التي تتفاوض معهم أو أي من هذه الدول، كل منهم يريد مصالحه. وهم في وضع لا يسمح لهم بأن يدخلوا في حروب مع الجميع. وهم في وضع قالوا فيه: “لقد كفينا حروبًا، نريد أن نبني بلدنا.” ومن خلال دراسة شخصية أحمد الشرع وسلوكياته، وبراغماتيته التي يتعامل بها، يمكن القول إنه يحدد أهدافًا ويعمل عليها ولا يجر إلى ما سواها.”
“النقطة الثانية التي تتعلق ببذور الخلاف بين الثوار هي أنه حتى ينزع هذا الأمر، قرر أن يسلم كل الثوار السلاح للدولة، وأصبح الأمر مرتبطًا بدولة واحدة، وبالتالي في وزارة دفاع. من يريد أن يعمل يعمل في إطار وزارة الدفاع. فهذه نقطة مهمة أيضًا ربما تساعد على ذلك، لكن لا أحد يضمن ما يحدث في الغد. البلد لا زالت في وضع عام غير مستقر، وقد لاحظتم أن الأمريكان لم يقيموا المؤتمر الصحفي بسبب المخاوف الأمنية، ولا يزال الوضع حتى الآن. البلد بحاجة إلى أن تستقر في ظل نظام قديم وميليشيات وأجهزة استخبارات من دول عديدة، بما في ذلك إسرائيل وروسيا. هناك أعداد كبيرة جدًا من العلويين هربوا بأسلحة ثقيلة إلى مناطقهم في الجبال، وبالتالي أنت بحاجة إلى نزع هذه الأسلحة. يعني هناك نقطة تحديات، هناك تحديات داخلية كثيرة جدًا والناس لا تصبر. من أكبر التحديات ستجد أن العشرة ملايين سوري لاجئين يريدون العودة غدًا. أين ستسكنهم؟ وكيف ستوفر لهم بيوتًا ومستشفيات ومدارس لأطفالهم واحتياجات حياتية كاملة؟ هناك تحدي من داخل البلد أيضًا: الناس الذين كانوا يعيشون في ظل ظلم النظام ويريدون أن ينصفوا أنفسهم. هناك تحدي آخر يتمثل في الناس الذين يريدون الانتقام لمن قتل من أهاليهم. فبالتالي أنت أمام العديد من التحديات.
المجتمع مجروح، وهناك تحديات داخلية كثيرة، وتحديات خارجية أيضًا. إيران ليس من السهل عليها أن ترى ما بنته في أربعين عامًا ينهار في أحد عشر يومًا. فلن تقبل بهذا الوضع على الإطلاق، ولن تسكت عليه، لا سيما وأن هناك دولة جارة هي العراق، الحليفة لإيران. حزب الله انقطع خط الإمداد الرئيسي له الذي كان يأتي من سوريا، وبالتالي لديك تحدي حزب الله وقواته التي ما زالت موجودة بشكل كبير. لديك أيضًا تحدي كبير من إسرائيل، وتحديات من الأكراد الذين يتمتعون بحماية أمريكية. فبالتالي هناك تحدي في إقناع الناس بأن هذا هو نظام جديد، وأنهم يجب أن ينسوا تاريخهم، وهذا تحدٍ كبير جدًا. التحديات هائلة، والموقف معقد للغاية، وربما يستحق حلقة مستقلة للحديث عنه. هذه هي الإجابة على معظم الأسئلة التي طرحتها، أليس كذلك؟
شكراً، وبالنسبة للتفاهمات التركية…
التفاهمات التركية: إذا أردتم فهم التفاهمات التركية بشكل أكثر وضوحًا، ارجعوا إلى طلبات الرئيس أردوغان العديدة من بشار الأسد للاجتماع معه، ولكن بشار كان يرفض. ارجعوا إلى التصريح الأول للرئيس أردوغان عندما قال إنهم سيواصلون المعركة حتى دمشق. متى قال ذلك؟ بعد عدة أيام من بداية المعركة. من المهم أن تلاحظوا أنهم كانوا يحاولون إقناع الأتراك بالانخراط في المعركة، ولكنهم حولوا المعركة من هدف تحرير دمشق إلى ردع العدوان. تركيا كانت حليفًا أساسيًا بالنسبة لهم، لكنني لم أحصل على هذه المعلومات من شخص مباشرة، ولكن من خلال قراءتي لما حدث. قال لي أحمد الشرع إن الأتراك كانوا قلقين جدًا وكانوا يحاولون إقناعهم بمواصلة المعركة، لكن التفاهم الذي حدث مع الإيرانيين هو أنهم أقنعوهم بأن يخوضوا المعركة من أجل ردع العدوان، ولم يُقنعوا الأتراك أبدًا بدخول معركة تحرير دمشق، ربما إلا بعد سقوط حلب وبدء معركة حماة، وفي تلك المرحلة بدأ أردوغان في التصريح بذلك. أعتقد أن هذا يوضح طبيعة الأمر: تركيا كانت شريكًا ولكن لم تُطلع على كل الأسرار إلا في مرحلة متأخرة.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام الحلقة. نشكركم جزيل الشكر ونلتقي بكم بإذن الله تعالى في حلقات قادمة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”
محاور الحلقة
00:00المقدمة
3:01 حقبة الانقلابات في سوريا.
4:34 مفاجأة تحرير سوريا.
6:38 انهيار 4 قوى كبرى أمام زحف المعارضة السورية.
9:26 معلومات مهمة من الشرع.
12:30 جمهورية إدلب.
15:30 براغماتية أحمد الشرع.
19:06 التحديات التي واجهت الشرع.
22:53 حراك معارض.
28:04 بدء الإعداد لتحرير سورية.
32:49 تسرب خطة المعركة.
36:03 التضليل الإستراتيجي.
40:03 تطهير ألغام حلب.
45:40 خطة المعركة.
49:58 أول ما فعله أحمد الشرع في دمشق.